ويمضى الكذاب القرارىّ فى مزاعمه السخيفة التى لا تنطلى إلا على من كان فى قلبه وعقله مرض فيدعى أن محمدا قد وقع على العهدين القديم والجديد فقرأهما ولفق منهما دينه مدعيا أنه وحى سماوى. وسؤالنا هو: أين يا ترى صادف الرسول عليه السلام الكتاب المقدس؟ هل كانت فى مكة مكتبات يستعار منها مثل تلك الكتب؟ أم هل كان يستعيرها من بعض المستشرقين ممن كانوا يعيشون فى مكة يدرّسون بجامعتها؟ أم ماذا؟ ومن الذى شاهده يا ترى وهو يطالع تلك الكتب ويحفظ ما فيها؟ إنه لم يشاهَد يوما وفى يده كتاب، فكيف ينجّم يوحنا المدلس ويقول هذا الكلام بلا أدنى دليل؟ أهذا هو ما علمهوه دينُه؟ وهل تُنْصَر الأديان بهذا الكذب؟ ثم كيف نفسر تلك الاختلافات بين رواية القرآن ورواية الكتاب المقدس للموضوعات المشتركة بين الكتابين ويتصادف رغم ذلك أن يكون كلام القرآن هو الموافق للمنطق والتاريخ، وكلام الكتاب المقدس مناقضا لهما؟ وكيف تصادف أيضا أن يكون القرآن وحدانىّ الدعوة نقى الوحدانية إلى آخر المدى، والعهد القديم مجسِّدًا للإله فى بعض مواضعه، والأغلبيةالساحقة من أتباع العهد الجديد مثلثين؟
والعجيب الغريب أن دمشقينا الكذاب الذى اتهم النبى الكريم بأنه كان يستعين بكتب اليهود والنصارى وتعلم على يد راهب نصرانى هو هو نفسه الذى زعم أن الرسول كان يأتيه القرآن وهو نائم. فبالله لماذا يأيته القرآن وهو نائم إذا كان هو يؤلفه تأليفا، ويزيفه تزييفا؟ أرأيتم مزيفا يؤلف ما يريد تزييفه وهو نائم؟ إن التزييف والتأليف عملية إرادية واعية، أما ما يقع أثناء النوم فلا وعى ولا إرادة، إذ يكون الإنسان سلبيا تام السلبية. ولكن متى كان الكذابون من أمثال يوحنا الدمشقى يحترمون العقل والمنطق والقراء الذين يطالعون ما يكتبون؟ وعلى كل حال فها هى ذى بعض الروايات التى تتعلق بنبوة سيد البشر بدءا من الإرهاصات الأولى قبل أن تكون نبوة، وصولا إلى الأشكال التى كان ينزل بها الوحى عليه صلى الله عليه وسلم، أسوقها بغض النظر عن مدى صحتها أو ضعفها، فالمهم أن نرى هل فى الروايات الإسلامية ما يمكن أن يكون يوحنا الدمشقى قد استند إليه فى الزعم بأن رسول الله كان يأتيه القرآن فى نومه أَوْ لا.
ففى "صحيح الترمذى" عن عائشة أنها قالت: "أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به أن لا يرى شيئا إلا جاءت كفلق الصبح. فمكث على ذلك ما شاء الله أن يمكث، وحُبِّبَ إليه الخلوة، فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو". فهذا قبل نزول الوحى عليه أيام تحنثه تأهيلا من السماء له كى يكون نبيا، لكنه لم يكن نبيا بعد. وفى "عمدة التفسير" يورد الشيخ أحمد شاكر رواية عن أسماء بنت يزيد هذا نصها: "إني لآخذة بزمام العضباء، ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ نزلت عليه "المائدة" كلها، وكادت من ثقلها تدقّ عضد الناقة". وفى "صحبح البخارى" عن الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وأرضاها أن آيات براءتها قد نزلت على النبى فى بيت أبويها، "فأخذه ما كان يأخذه من البُرَحاء، حتى إنه ليتحدر منه العرق مثل الجمان، وهو في يومٍ شاتٍ، من ثقل القول الذي أنزل عليه". وفى "مجمع الزوائد" للهيثمى عن زيد بن ثابت: "كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان إذا نزل عليه أخذته بُرَحَاءُ شديدة، وعَرِقَ عرقا شديدا مثل الجمان، ثم سُرِّيَ عنه. فكنت أدخل بقطعة العُسُب أو كسره فأكتب وهو يملي عليَّ. فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتى أقول: لا أمشي على رجلي أبدا. فإذا فرغت قال: اقرأه. فأقرؤه. فإن كان فيه سقط أقامه (أى كان الرسول يراجع ما يكتبه زيد حتى يتحقق أنه كتب ما أملاه عليه بنحو صحيح لم يخرم منه حرفا)، ثم أَخْرُج به إلى الناس". ومن حديث الشيخ شاكر فى كتاب "مسند أحمد" من رواية الفاروق رضى الله عنه: "كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي يُسْمَع عند وجهه دَوِيٌّ كدَوِيّ النحل. فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تُهِنّا، وأعطنا ولا تحرمنا وآثِرْنا ولا تُؤْثِر علينا، وارض عنا وأرضنا. ثم قال: لقد نزلتْ عليَّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة. ثم قرأ علينا "قد أفلح المؤمنون" حتى ختم العَشْر". فأين النوم هنا؟ ألا يدل هذا كله على أن يوحنا الدمشقى كذابٌ أَشِر؟
ومما دلّس فيه الدمشقى الخبيث نسبته زورا وبهتانا إلى الرسول القول بأن مريم أم المسيح هى أخت موسى وهارون. ولا شك فى أن هذه كذبة بلقاء أخرى من أكاذيب هذا الثعلب الخبيث التى لا تنتهى، إذ لم يقل الرسول ولا قال القرآن فى أى وقت إن مريم أم المسيح هى أخت موسى وهارون. بل الذى فيه هو أن اليهود، حين أتتهم عليها السلام بطفلها تحمله، قالوا لها: "يا أخت هارون، ما كان أبوك امرأ سَوْءٍ، وما كانت أمك بغيًّا". فالقائل بهذا ليس هو القرآن، بل قوم مريم أيا كان مقصدهم من الإشارة لأُخُوّتها إلى هارون. ولو كان القرآن قد افترى على بنى إسرائيل هذا القول لما سكت يهود المدينة ولشنعوا به على الإسلام وكتابه ورسوله وأتباعه. لكنهم لم يفعلوا شيئا من هذا بالمرة. فما معناه؟
ولقد سبق أن فسر الرسول الآية منذ وقت مبكر حين جاءه الصحابى الجليل المغيرة بن شعبة قافلا من اليمن فأخبره أنهم هناك قد سألوه كيف تكون مريم أخت هارون وموسى، وبين موسى وعيسى الزمن الطويل، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم: هلا قلتَ لهم إنهم كانوا يسمون بأسماء صالحيهم؟ فعن المغيرة رضى الله عنه: "لما قَدِمْتُ نجران سألوني فقالوا: إنكم تقرأون: "يا أخت هارون"، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا! فلما قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك، فقال: إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم" (الراوي: المغيرة بن شعبة- المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم- خلاصة حكم المحدث: صحيح"، "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا لي: ألستم تقرأون: "يا أخت هارون"، وقد كان بين موسى وعيسى ما كان؟ فلم أدر ما أجيبهم. فرجعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: ألا أخبرتَهم أنهم كانوا يسمّون بأنبيائهم والصالحين قبلهم؟ (الراوي: المغيرة بن شعبة- المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الترمذي - خلاصة حكم المحدث: حسن)".
كما شرح المفسرون المسلمون الآية بعد ذلك بما يدل على أنهم يَرَوْنَها تعبيرا مجازيًّا، فقال ابن كثير مثلا فى تفسيرها: "..."يا أخت هارون"، أي شبيهة هارون في العبادة. "ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا"، أي أنت من بيت طيب طاهر معروف بالصلاح والعبادة والزهادة، فكيف صدر هذا منك؟ قال علي بن أبي طلحة والسُّدّيّ: قيل لها: "يا أخت هارون"، أي أخي موسى، وكانت من نسله، كما يقال للتميمي: "يا أخا تميم"، وللمُضَري: "يا أخا مُضَر". وقيل: نُسِبَتْ إلى رجل صالح كان فيهم اسمه هارون، فكانت تقاس به في الزهادة والعبادة. وحكى ابن جرير عن بعضهم أنهم شبهوها برجل فاجر كان فيهم يقال له: هارون. ورواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. وأغرب من هذا كله ما رواه ابن أبي حاتم، حدثنا علي بن الحسين الهجستاني، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا المفضل، يعني ابن أبي فضالة، حدثنا أبو صخر عن القُرَظِيّ في قول الله عز وجل: "يا أخت هارون"، قال: هي أخت هارون لأبيه وأمه، وهي أخت موسى أخي هارون التي قَصَّتْ أثر موسى، "فبَصُرَتْ به عن جُنُبٍ وهم لا يشعرون". وهذا القول خطأ محض، فإن الله تعالى قد ذكر في كتابه أنه قَفَّى بعيسى بعد الرسل فدلَّ على أنه آخر الأنبياء بعثا (أى قبل الرسول محمد)، وليس بعده إلا محمد صلوات الله وسلامه عليهما. ولهذا ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا أولى الناس بابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي". ولو كان الأمر كما زعم محمد بن كعب القُرَظِيّ لم يكن متأخرا عن الرسل سوى محمد، ولكان قبل سليمان وداود. فإن الله قد ذكر أن داود بعد موسى عليهما السلام. وفي قوله تعالى: "ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله"، وذكر القصة إلى أن قال "وقتل داودُ جالوتَ"... الآية. والذي جَرَّأ القرظي على هذه المقالة ما في التوراة بعد خروج موسى وبني إسرائيل من البحر وإغراق فرعون وقومه، قال: "وقامت مريم بنت عمران أخت موسى وهارون النبيَّيْن تَضْرِب بالدُّفّ هي والنساء معها يسبِّحْن الله ويشكرنه على ما أنعم به على بني إسرائيل"، فاعتقد القرظي أن هذه هي أم عيسى. وهذه هفوة وغلطة شديدة، بل هي باسم هذه. وقد كانوا يُسَمّون بأسماء أنبيائهم وصالحيهم كما قال الإمام أحمد، حدثنا عبد الله بن إدريس: سمعت أبي يذكره عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا: أرأيت ما تقرأون: "يا أخت هارون"، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ قال: فرجعتُ فذكرتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أخبرتَهم أنهم كانوا يُسَمَّوْن بالأنبياء والصالحين قبلهم؟". انفرد بإخراجه مسلم والترمذي والنسائي من حديث عبدالله بن إدريس عن أبيه عن سماك به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن إدريس. وقال ابن جرير: حدثني يعقوب حدثنا ابن علية عن سعيد بن أبي صدقة عن محمد بن سيرين قال: أُنْبِئْتُ أن كعبا قال إن قوله: "يا أخت هارون" ليس بهارون أخي موسى. قال: فقالت له عائشة: كذبتَ (أى أخطأت). قال: يا أم المؤمنين، إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو أعلم وأخبر، وإلا فإني أجد بينهما ستمائة سنة. قال: فسكتتْ. وفي هذا التاريخ نظر. وقال ابن جرير أيضا: حدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد عن قتادة قوله: "يا أخت هارون"... الآية، قال: كانت من أهل بيت يُعْرَفون بالصلاح ولا يعرفون بالفساد. ومن الناس من يُعْرَفون بالصلاح ويتوالدون به، وآخرون يعرفون بالفساد ويتوالدون به. وكان هارون مصلحا محببا في عشيرته، وليس بهارون أخي موسى، ولكنه هارونٌ آخر. قال: وذكر لنا أنه شيع جنازته يوم مات أربعون ألفا كلهم يسمى: هارون من بني إسرائيل".
ومن الواضح أن ابن كثير يرفض التفسير القائل بأنها كانت أختا لموسى وهارون عليهما السلام، مبينا الأسباب التى تدفعه إلى هذا الرفض، وأن محمد بن كعب القرظى، وهو من بنى قريظة اليثربيين، هو الذى كان يفسرها بأنها أخت موسى وهارون النبيين فعلا. ولنفترض أن المفسرين المسلمين كلهم على بكرة أبيهم قد فسروها بأن مريم أم عيسى عليها السلام هى أخت موسى وهارون فعلا، فهل هذا يضير القرآن فى شىء؟ الواقع أنه لا يسىء إلى كتاب الله فى قليل أو كثير، بل يظل اجتهادا منهم يتحملون هم تبعته. والحمد لله أن بين أيدينا تفسير رسول الله لهذه الآية، وهو تفسير يتسق مع طريقة الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى فى استعمال كلمة "أخ" و"أخت".
تقول مادة "أخ" فى "دائرة المعارف الكتابية"، وهى كما يعلم الجميع من تأليف لفيف من رجال الدين النصارى: "يُطْلَق لفظ الأخ على:
1- الابن في علاقته بأبناء أو بنات نفس الوالدين (تك 4: 8، 42: 4، مت 10: 2).
2- الابن لنفس الأب فقط دون الأم (تك 20: 12، 42: 3) أو لنفس الأم فقــط دون الأب (قض 8: 19).
3- على قريب من الأسرة الواحدة، كابن الأخ مثلاً، فقد قال أبرام عن لوط ابن أخيه أنه " أخوه " (تك 14: 12 و16).
4- على أفراد السِّبْط الواحد (2 صم 19: 12).
5- أُطْلِق اسم "إخوة" على الأفراد من الشعب الواحد (خر 2: 11، أع 3: 22، عب 7: 5).
6- على حليفٍ أو أحد أفراد شعـــب حليف (عدد 20: 14، تث 23: 7، عاموس 1: 9).
7- على شخص يشابه شخصا آخر في صفة من الصفات (أم 18: 9).
8- على الأصدقاء (أيوب 6: 15).
9- على شخص يماثل شخصا آخر في المرتبة أو المكانة (1 مل 9: 13) .
10- على شخص من نفس العقيدة الواحدة (أع 11: 29، 1 كو 5: 11).
11- تستخدم مجازيا للدلالة على المشابهة كما يقول أيوب: "صرت أخًا للذئاب" (أيوب 30: 29).
12- على زميل في العمل أو في الخدمة (عزرا 3: 2).
13- أي إنسان من الجنس البشري للدلالة على الأخوة البشرية (مت 7: 3 - 5، أع 17: 26، عب 8: 11، 1 يو 2: 9، 4: 20).
14- للدلالة على القرابة الروحية (مت 12: 50).
15- قال الرب للتلاميذ: "أنتم جميعا إخوة" (مت 23: 8 ). كما استخدم الرسل والتلاميذ لفظ "إخوة" للتعبير عن بنوتهم المشتركة لله، وأن كلا منهم أخ للآخر في المسيح (أع 9: 17، 15: 1… إلخ)، فالمؤمنون جميعا إخوة لأنهم صاروا "رَعِيّةً مع القديسين وأهل بيــــــــت الله" (أف 2: 9). وقد كان الرّبيون اليهود يفرقـــون بين "أخ" و"قريب"، فيستخدمون لفظة "أخ" لمن يجري في عروقهم الدم الإسرائيلي، أما لفــظ "قريب" فيطلقونه على الدخلاء. ولكنهم لم يكونوا يطلقون أي لفظ من اللفظين على الأمم. أما الرب يسوع والرسل فقد أطلقوا لفظة "أخ" على كل المؤمنين، ولفظة "قريب" على كل البشر (1 كو 5: 11، لو 10: 29). وكل المجهودات الكرازية وأعمال الخير إنما هي من منطلق هذا المفهوم المسيحي لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان.
16- للدلالة على المحبة القوية المتبادلة (2 صم 1: 26، كو 4: 7 و9 و15 و2 بط 3: 15)".
وفى مادة "أخت" تقول "دائرة المعارف الكتابية" أيضا: "تُسْتَخْدَم هذه الكلمة كثيرا في العهد القديم، وهي في العبرية "أبوت"، للإشارة إلى:
1- أخت شقيقة من نفس الأبوين.
2- أخت من أحد الأبوين (تك 20: 12، لا 18: 9).
3-امرأة من نفس العائلة أو العشيرة (تك 24: 60، أي 42: 11).
4-امرأة من نفس البلد أو الناحية (عدد 25: 28).
5-يقال مجازيا عن مملكتي إسرائيل ويهوذا إنهما أختان (حز 23: 4).
6-تعتبر المدن المتحالفة أخوات (حز 16: 45 ).
7-تستخدم نفس الكلمة العبرية، لوصف أشياء ذات شقين أو أشياء مزدوجة، مثل الستائر أو الشقق التي يقال عنها: "بعضها موصــول ببعض" (وفي العبرية "موصول بأخته" - خر 26: 3 و6)، كما تطلق أيضاً على أزواج الأجنحة (حز 1: 9، 3: 13).
8-لوصف بعض الفضائل المرتبطة بالشخص مثل: "قل للحكمة: أنتِ أختي" (أم 7: 4، أي 17: 14).
9-لوصف العلاقة بين محب وعروسه كتعبير عن الإعزاز (نش 4: 9، 5: 1، 8: 8).
وفي العهد الجديد تستخدم الكلمة اليونانية: "أيلف" (أخت) في المعاني الآتية:
(1) لوصف القرابة بالجسد أو بالدم (مت 12: 5، 13: 56، 19: 29، لو 10: 39، لو 14: 26، يو 11: 1، 19: 25، أع 23: 16).
(2) أخت في المسيح: "أختنا فيبي" (رو 16: 1، انظر أيضا 1 كو 7: 15، 1 تي 5: 1، يع 2: 15).
(3) قد تشير إلى كنيسة: "أختك المختارة" (2 يو 13).
وأصل هاتين المادتين موجود تحت عنوانى "Brother"، و"Sister" فى "The International Standard Bible Encyclopedia: الموسوعة الكتابية النموذجية العالمية"، التى لاحظتُ أن "دائرة المعارف الكتابية" العربية تنقل عنها نقلا واسعا. وهذا نص ما جاء فى المادتين المذكورتين فى أصله الإنجليزى:
"Brother: Used extensively in both Old Testament and New Testament of other relations and relationships, and expanding under Christ s teaching to include the universal brotherhood of man. Chiefly employed in the natural sense, as of Cain and Abel (Genesis 4:8); of Joseph and his brethren (Genesis 42:3); of Peter and Andrew, of James and John (Matthew 10:2). Of other relationships:
(1) Abram s nephew, Lot, is termed "brother" (Genesis 14:14);
(2) Moses fellow-countrymen are "brethren" (Exodus 2:11; Acts 3:22; compare Hebrews 7:5);
(3) a member of the same tribe (2 Samuel 19:12);
(4) an ally (Amos 1:9), or an allied or cognate people (Numbers 20:14);
(5) used of common discipleship or the kinship of humanity (Matthew 23:8);
(6) of moral likeness or kinship (Proverbs 18:9);
(7) of friends (Job 6:15);
(8) an equal in rank or office (1 Kings 9:13);
(9) one of the same faith (Acts 11:29; 1 Corinthians 5:11);
(10) a favorite oriental metaphor used to express likeness or similarity (Job 30:29, "I am a brother to jackals");
(11) a fellow-priest or office-bearer (Ezra 3:2); Paul called Sosthenes "brother" (1 Corinthians 1:1) and Timothy his spiritual son and associate (2 Corinthians 1:1);
(12) a brother-man, any member of the human family (Matthew 7:3-5; Hebrews 2:17; 8:11; 1 John 2:9; 4:20);
(13) signifies spiritual kinship (Matthew 12:50);
(14) a term adopted by the early disciples and Christians to express their fraternal love for each other in Christ, and universally adopted as the language of love and brotherhood in His kingdom in all subsequent time (2 Peter 3:15; Colossians 4:7,9,15).
The growing conception of mankind as a brotherhood is the outcome of this Christian view of believers as a household, a family (Ephesians 2:19; 3:15; compare Acts 17:26). Jesus has made "neighbor" equivalent to "brother," and the sense of fraternal affection and obligation essential to vital Christianity, and coextensive with the world. The rabbis distinguished between "brother" and "neighbor," applying "brother" to Israelites by blood, "neighbor" to proselytes, but allowing neither title to the Gentiles. Christ and the apostles gave the name "brother" to all Christians, and "neighbor" to all the world (1 Corinthians 5:11; Luke 10:29). The missionary passion and aggressiveness of the Christian church is the natural product of this Christian conception of man s true relation to man".
"Sister: Used repeatedly in the Old Testament of a female
(1) having the same parents as another; or
(2) having one parent in common, with another, half-sister (Genesis 20:12; Leviticus 18:9), and also
(3) of a female belonging to the same family or clan as another, so a kinswoman (Genesis 24:60; Job 42:11);
(4) also of a woman of the same country (Numbers 25:18).
(5) Figuratively, the two kingdoms, Israel and Judah, are sisters (Ezekiel 23:7).
(6) Confederate cities are conceived of as sisters (Ezekiel 16:45).
(7) Achoth is used of objects which go in pairs, as curtains, each `coupled to its sister (Exodus 26:3,6), and of wings in pairs (Ezekiel 1:9; 3:13);
(8) of virtues or conditions, with which one is closely related:
"Say unto wisdom, thou art my sister" (Proverbs 7:4; compare Job 17:14);
(9) of a lover concerning his spouse, as a term of endearment (Song of Solomon 4:9; 5:1; 8:8).
In the New Testament, adelphe, used
(1) in sense of physical or blood kinship (Matthew 12:50; 13:56; 19:29; Luke 10:39; 14:26; John 11:1; 19:25; Acts 23:16);
(2) of fellow-members in Christ:
"Phoebe, our sister" (Romans 16:1; see also 1 Corinthians 7:15; 1 Timothy 5:1; James 2:15);
(3) possibly, of a church, "thy elect sister" (2John 1:13) ".