آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


-
ومن جهله أننا نجده يسمى سورة "النساء" باسم "المرأة"، بصيغة المفرد لا الجمع، واصفا إياها كعادته فى الجهل بأنها "كتاب"، ويقول إن كتابا قرآنيا آخر يحمل اسم "ناقة الله"، وهو ما لا وجود له فى القرآن، بل الموجود سورة "الشمس"، وأن الله عز وجل قال لعيسى بعدما استجاب لدعائه بإنزال مائدة من السماء: "لقد آتيتكم مائدة غير قابلة للفساد".
وكل هذا لا وجود له فى القرآن ولا حتى فى الحديث.
وهذا ما جاء فى سورة "المائدة" فى ذلك الموضوع: "إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115)".
ومن السور التى تناولها الجاهل الدمشقى بالحديث سورة "البقرة"، وقد سماها كالعادة: "كتابا"، فماذا قال بشأنها؟ لقد ذكر أنها تحتوى على كثير جدا من الأشياء المضحكة التى تمنعه كثرتها من تناولها بالكلام. لكنه استمر فأشار إلى أن محمدا (يقصد القرآن) قد شرع للمسلمين الختان: للرجال والنساء على السواء، وأنه نهاهم عن حفظ السبت والعِمَاد. وطبعا لا وجود لشىء من هذا بتاتا فى "البقرة" ولا فى أية سورة أخرى من سور القرآن، أو من الكتب التى ألفها محمد كما يدعى هذا الجهول.
فهذا عن جانب الجهل فيما كتبه الدمشقى عن الرسول عليه السلام وعن القرآن. وفى محاضرة للمطران جاورجيوس (خضر) بدمشق بتاريخ 30 حزيران 2008م (وهى موجودة على الرابط التالى:
#############################
نسمع ذلك المطران يؤكد أن يوحنا الدمشقى لم يكن مؤهلا بما فيه الكفاية لتناول القرآن. قال: "في هذا المناخ عمل آل منصور، الذين انحدر منهم ذاك الذي نوجز سيرته هنا. هل كانوا عربًا قبل الفتح؟ وكانت قبائل عربية كثيرة قد استوطنت بلاد الشام. لا نستطيع أن نؤكّد ذلك. الثابت انّهم كانوا يتكلّمون اليونانية مثل كل أهل المدن السورية، والسريانية كانت لغة الريف. ولكني أميل الى الاعتقاد أنهم انكبّوا على العربية فور الفتح، إذ كان عليهم أن يخاطبوا الخلفاء. وقناعتي أن يوحنا الدمشقي ألم بالعربية،
إذ نعلم انه كان نديمًا للخليفة يزيد. فاللغة المشتركة بينهما
كانت بالضرورة عربيةً ما. ولكن ظنّي أنه لم يكن يملك النص
إلى درجة فهمه السليم للقرآن، إذ أخطأ في موضع أو في غير
موضع في فهمه للمصادر الإسلامية في كتابه الصغير:
"جدل بين مسيحي ومسلم". غير أننا لم نعثر على أثر منه بالعربية، إذ كان يكتب باليونانية لأهل دينه مفسّرًا العقيدة. ولم يكن يتوقّع أن يقرأه العرب الفاتحون. يبقى أن الأخطل كان صديقًا للعائلة، ولا بد إذًا من أن الذي نؤرّخ له قرأ الشعر العربي. إلى هذا ينبغي التأكيد أن معرفة يوحنا للعربيّة كانت أضعف من معرفته اليونانية، ولاسيّما أن هذه كانت لغة البيت والكنيسة.
وما يثبّت نظريّتنا هذه أن أساس الثقافة عند يوحنا
جاء من أن أباه وجد أسيرا مسيحيا عند العرب فطلب تحريره
إلى بيته، وكان هذا يعرف كل علوم العصر، وأوكل اليه كل
تربية ابنه، فأخذ هذا عنه البلاغة والفيزياء
والحساب والهندسة وعلم الفلك واللاهوت وما أهّله
أن يقتبس من الفلسفة اليونانيّة الكثير".
والآن جاء دور الكذب. وقبل أن نتعرف إلى الأساليب التدليسية التى انتهجها هذ اليوحنا فى محاربة دين الله ننقل هذه العبارة من مادة "St. John Damascene" فى "The Catholic Encyclopedia: الموسوعة الكاثوليكية" الإنجليزية:
" In treating of Islamism he vigorously assails the immoral practices of Mohammed and the corrupt teachings inserted in the Koran to legalize the delinquencies of the prophet."
فالرسول الكريم، حسبما يدلّس هذا الكذاب بدم بارد وضمير لا يعرف الخجل، قد وقعت يده على العهدين: القديم والجديد، أى على الكتاب المقدس (طبعا باللغة العربية، إذ إن محمدا لم يكن يعرف إلا لغة قومه)، ثم حدث أن قابل راهبا آريوسيا تحدث معه، فقام فى نفسه أن يؤلف دينا جديدا. هكذا خَبْط لَزْق!
لقد قرأ الكتاب المقدس، ثم قابل الراهب وتحدث معه، فابتدع ديانة جديدة! وهل هناك شىء آخر يحتاجه إنشاء دين جديد سوى هذا؟ ألا يرى القارئ أن ذلك الدمشقى الكذاب يتحدث عن تأليف الديانات وكأنه يصف الكيفية التى يتم بها صنع الكبيبة الشامى؟ وليعذرنى القارئ إذا ذكرت الكبيبة الشامى فى سياقنا هذا، فيوحنا دمشقى، أى من الشام، إذ دمشق جزء من سورية، وسورية جزء من الشام. بل إن أهل سوريا ليسمون دمشق نفسها: "الشام" كما نطلق نحن هنا على القاهرة اسم "مصر". فكان من اللائق أن نأتى بشىء يناسب الموقف حتى يكون هناك اتساق فى الكلام. أليس كذلك؟
أما بخصوص هذا الراهب الآريوسى فقد علق محقق كتاب يوحنا الدمشقى الذى ورد فيه هذا الكلام عن سيد الأنبياء والمرسلين بأنه قد يكون هو الراهب بحيرا، الذى قابل محمدا فى صباه عند بُصْرَى بالشام وقال إنه يرى فيه علامة النبوة: "This may be the Nestorian monk Bahira (George or Sergius) who met the boy Mohammed at Bostra in Syria and claimed to recognize in him the sign of a prophet."
. إذن فمحمد قد قابل الراهب فى صباه. وهل من الممكن أن يفكر صبى فى الثانية عشرة أو نحوها فى اختراع دين جديد؟ أليس هذا من كذابنا الدمشقى سخافة وتنطعا؟ والعجيب أنه يرمى النبى محمدا الصادق الأمين بتأليف الوحى والتدليس على الناس بزعمه أن هذا الوحى إنما ينزل عليه من السماء. بالله من المدلس هنا؟ أليس هو يوحنا الدمشقى ذا الوجه الجامد والجلد الغليظ الكثيف؟ هل رأى منكم أحد أو سمع أو حتى قرأ أن الصبيان يخترعون الأديان أو يفكّرون مجرد تفكير فى اختراعها؟ ولست أنا وحدى الذى يقول هذا، فقد قاله قبلى مثلا توماس كارلايل الكاتب والمفكر الأسكتلندى صاحب كتاب "الأبطال"، إذ سخّف تلك الدعوى المتهافتة، نافيا أن يثمر لقاء بين الصبى محمد وأحد الرهبان الأجانب الذين لا يعرفون اللغة العربية فى الطريق إلى الشام، وبحضرة رجال القافلة القرشية، وطبعا لمدة دقائق معدودة لا أكثر، شيئا ذا بال. َدَعْ عنك تفكير ذلك الصبى فى تأليف ديانة جديدة! بل إن هناك من الأوربيين من يشكون فى وقوع مثل ذلك اللقاء أصلا كإدمون باور
(انظر Joseph Huby, Christus: Manuel d Histoire des Religions, Beauchenese et ses Fils, Paris, 1946, P. 780).

وبالله إذا كان هناك مثل ذلك الراهب فلماذا لم يتكلم
بما وقع ويعلن الحقيقة موضحا أن ذلك النبى الجديد ليس
فى الحقيقة سوى ذلك الصبى الذى التقاه فى بصرى قبل سنين
وتعلم منه ما ساعده على تأليف ديانته الجديدة؟ أو لماذا لم ينبر
أحد القرشيين الذى كانوا يرافقونه فى تلك الرحلة التجارية ورَأَوْا
وسمعوا ما دار بينه وبين الراهب المذكور فيفضح محمدا وينسف
دينه بكل سهولة؟

وهذا هو خبر بحيرا حسبما ذكره ابن إسحاق فى السيرة النبوية: "أخبرنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: -
قرئ على أبي الحسن رضوان بن أحمد وأنا أسمع قال:-
حدثنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال:-
حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحق قال:-
وكان أبو طالب هو الذي أضاف أمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم إليه بعد جده،
فكان إليه ومعه.
ثم إن أبا طالب خرج في ركب إلى الشام تاجرا.
فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير صَبَّ له رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأخذ بزمام ناقته وقال: يا عم إلى من تكلني
لا أب لي ولا أم؟ فرق له أبو طالب وقال: والله لأخرجن به معي
ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا، أو كما قال. فخرج به معه، فلما نزل
الركب بُصْرَى من أرض الشام، وبها راهب يقال له: بحيرا
في صومعة له، وكان أعلم أهل النصرانية، ولم يزل في تلك
الصومعة قَطُّ راهب إليه يصير علمهم عن كتاب فيهم فيما
يزعمون يتوارثونه كابرا عن كابر، فلما نزلوا ذلك العام
ببحيرا، وكانوا يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا
يعرض لهم، حتى إذا كان ذلك العام نزلوا به قريبا
من صومعته، فصنع لهم طعاما كثيرا. وذلك،
فيما يزعمون، عن شيء رآه وهو في صومعته
في الركب حين أقبلوا حتى نزلوا بظل شجرة
قريبا منه، فنظر إلى الغمام حتى أظلت تحتها.
فلما رأى ذلك بحيرا نزل من صومعته، وقد
أمر بذلك الطعام فصُنِع، ثم أرسل إليهم فقال:-
إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، وأنا أحب
أن تحضروا كلكم: صغيركم وكبيركم، وحركم وعبدكم.
فقال له رجل منهم: يا بحيرا، إن ذلك اليوم لشأنا. ماكنت
تصنع هذا فيما مضى، وقد كنا نمر بك كثيرا، فما شأنك
اليوم؟ فقال له بحيرا: صدقت. قد كان ما تقول. ولكنكم ضيف،
وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما تأكلون منه كلكم: صغيركم
وكبيركم. فاجتمعوا إليه، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بين القوم، لحداثة سنه، في رحال القوم تحت الشجرة.
فلما نظر بحيرا في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد
عنده، قال: يا معشر قريش، لا يتخلفْ أحد منكم عن
طعامي هذا. قالوا له: يا بحيرا، ما تخلف إلا غلام في
رحالهم. قال: فلا تفعلوا. ادعوه، فليحضر هذا الطعام
معكم. فقال رجل مع القوم من قريش: واللات والعزى إن هذا
للؤم بنا. يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن الطعام من بيننا!
ثم قام إليه فاحتضنه، ثم أقبل به حتى أجلسه مع القوم. فلما رآه
بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا، وينظر إلى أشياء من جسده قد
كان يجدها عنده في صفته. حتى إذا فرغ القوم من الطعام و
تفرقوا قام بحيرا فقال له: يا غلام، أسألك باللات والعزى
إلا أخبرتني عما أسألك عنه. وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه
سمع قومه يحلفون بهما. فزعموا أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال له: لا تسلني باللات والعزى شيئا، فو الله
ما أبغضت شيئا قط بغضهما. فقال له بحيرا: فبالله إلا
أخبرتني عما أسألك عنه. قال: سلني عما بدا لك. فجعل
يسأله عن أشياء من حاله: من نومه، وهيئته، و
أموره، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره
فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته. ثم نظر إلى ظهره
فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده.
فلما فرغ منه أقبل على عمه أبي طالب فقال له: ما هذا الغلام منك؟
قال: ابني. قال له بحيرا: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا. قال: فإنه ابن أخي. قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به.
قال: صدقت. ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه اليهود،
فوالله لئن رَأَوْه وعرفوا منه ما عرفت ليَبْغُنَّه شرا، فإنه كائن
لابن أخيك هذا شأن، فأسرعْ به إلى بلاده. فخرج به عمه أبو
طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام.
فزعموا فيما يتحدث الناس أن زبيرا وتماما ودريسا، وهم
نفر من أهل الكتاب قد كانوا رَأَوْا من رسول الله صلى الله
عليه وسلم في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب
أشياء فأرادوه، فردهم عنه بحيرا، وذكَّرهم اللهَ عز وجل و
ما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته، وأنهم إن أجمعوا لما
أرادوا لم يخلصوا إليه، حتى عرفوا ما قال لهم وصدقوه
بما قال، فتركوه وانصرفوا. فقال أبو طالب في ذلك من الشعر
يذكر مسيره برسول الله صلى الله عليه وسلم وما أرادوا
منه (أولئك النفر) وما قال لهم فيه بحيرا:
إن ابن######### * عندي بمثل منازل الأولادِ
لما تعلق بالزمام رَحِمْتُه * والعِيسُ قد قلّصْنَ بالأزوادِ
فارفضَّ من عينيَّ دمعٌ ذارفٌ * مثل الجمان مفرّق الأفرادِ
راعيت فيه قرابةً موصولةً * وحفظتُ فيه وصية الأجداد
وأمرتُه بالسير بين عمومةٍ * بيض الوجوه مَصَالِتٍ أنجادِ
ساروا لأبعدِ طِيّةٍ معلومةٍ * فلقد تباعَدَ طِيّةُ المرتادِ
حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا * لاقوا على شَرَكٍ من المرصادِ
حَبْرًا فأخبرهم حديثا صادقا * عنه ورَدَّ معاشر الحسادِ
قوما يهودا قد رَأَوْا ما قد رأى * ظل الغمام وعز ذي الأكيادِ
ساروا لقتل محمد فنهاهمُ * عنه، وأجهد أحسن الإجهاد
فثنى زبيرا بحيرا فانثنى * في القوم بعد تجادلٍ وبعادِ
ونهى دريسا فانتهى عن قوله * حبر يوافق أمره برشاد |
وقال أبو طالب أيضا:
ألم ترني من بعد هَمٍّ هممتُه * بفرقة حُرّ الوالدين كرامِ
بأحمدَ لما أن شددتُ مطيتي * برحلي، وقد ودعتُه بسلام
بكى حَزَنًا، والعِيسُ قد فَصَلَتْ بنا * وأخذتُ بالكفين فضل زمامِ
ذكرى أباه ثم رقرقتُ عبرة * تجود من العينين ذات سجام
فقلت: تروَّحْ راشدا في عمومة * مواسين في البأساء غير لئامِ
فرُحْنا مع العِير التي راح أهلها * شآمي الهوى، والأصل غير شآمي
فلما هبطنا أرض بصرى تشرفوا * لنا فوق دور ينظرون جسام
فجاد بحيرا عند ذلك حاشدا * لنا بشراب طيب وطعامِ
فقال: اجمعوا أصحابكم لطعامنا * فقلنا: جمعنا القوم غير غلام
يتيم، فقال: ادعوه، إن طعامنا * كثير، عليه اليوم غير حرامِ
فلما رآه مقبلا نحو داره * يوقِّيه حَرَّ الشمس ظِلُّ غمام
حنا رأسه شبه السجود وضمه * إلى نحره والصدر أي ضمامِ
وأقبل رَكْبٌ يطلبون الذي رأى * بحيرا من الأعلام وسط خيام
فثار إليهم خشية لعُرَامهم * وكانوا ذوي دَهْىٍ معا وعُرَامِ
دريسا وتماما وقد كان فيهمُ * زبير، وكلُّ القوم غير نيام
فجاءوا وقد هموا بقتل محمد * فردهمُ عنه بحسن خصامِ
بتأويله التوراة حتى تفرقوا * وقال لهم: ما أنتم بطغام
فذلك من أعلامه وبيانه * وليس نهار واضح كظلام |
وقال أبو طالب أيضا:
بكى طربا لما رآنا محمد * كأن لا يراني راجعا لمعادِ
فبتُّ يجافيني تهلل دمعه * وقرَّبْتُه من مضجعي ووسادي
فقلت له: قَرِّبْ قَعُودك وارتحل * ولا تخش مني جفوة ببلادي
وخَلِّ زمام العيسى وارتحلَنْ بنا * على عزمة من أمرنا ورشاد
ورُحْ رائحا في الراشدين مشيَّعا * لذي رحمٍ في القوم غير مُعَادِ
فرُحْنا مع العير التي راح ركبها * يؤمّون من غوريِّ أرضِ إياد
فما رجعوا حتى رَأَوْا من محمد * أحاديث تجلو غم كل فؤادِ
وحتى رأوا أحبار كل مدينة * سجودا له من عصبة وفراد
زبيرا وتماما، وقد كان شاهدا * دريسا، وهَمُّوا كلهم بفسادِ
فقال لهم قولا بحيرا وأيقنوا * له بعد تكذيب وطول بعاد
كما قال للرهط الذين تهودوا * وجاهدهم في الله كل جهاد
فقال ولم يملك له النصح: رُدَّه * فإن له أرصاد كل مضاد
فإني أخاف الحاسدين، وإنه * أخو الكتب مكتوب بكل مداد" |
التعديل الأخير تم بواسطة elqurssan ; 10-12-2010 الساعة 08:59 AM
سبب آخر: حذف الرابط الصليبـــى

مُغلَق للتَحديث
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة Doctor X في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 07-07-2014, 11:28 AM
-
بواسطة نيو في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 31-12-2012, 02:49 PM
-
بواسطة abcdef_475 في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 15-01-2011, 08:24 PM
-
بواسطة abcdef_475 في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-01-2011, 02:41 PM
-
بواسطة المهتدي في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 30-12-2010, 05:20 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات