خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء

النتائج 1 إلى 10 من 40

الموضوع: خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    عملية الحمل وأطواره -6-


    (﴿فَليَنظُر الإنسانَ مِمَ خلِقْ  خلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ  يَخرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلبِ وَالتَرائِبْ  إنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لقادِر ﴾)[1 ]

    ماء: يعني ماءي الرجل والمرأة. دافق: متدفق ومصبوب بدفع وسرعة إلى الرحم. الصّلب: الشديد، وباعتبار الصّلابة سمي الظهر صلباً. الترائب: ضلوع الصّدر.

    ذكر القرطبي في تفسيره عن الحسن البصري وغيره[ 2]: بأنَّ الماء الدّافق يخرج من صلب الرجل وترائبه، وصلب المرأة وترائبها. وذكر الألوسي في تفسيره مثل هذا.[ 3] وقد أوضح ذلك ببيان جلي الشيخ المراغي رحمه الله حيث يقول في تفسيره للقرآن:
    (وإذا رجعنا إلى علم الأجنّة وجدنا في منشأ خصية الرجل ومبيض المرأة ما يفسر لنا هذه الآيات التي حيرت الألباب، وذهب فيها المفسرون مذاهب شتى، كل على قدر ما أوتي من عِلم... وإن كان بعيداً عن الفهم الصحيح والرأي السائد.
    ذاك أنّه في الأسبوع السادس والسابع من حياة الجنين في الرحم ينشأ ما يسمى "ولف" وقناته على كل جانب من جانبي العمود الفقري. ومن جزء من هذا تنشأ الخصية وبعض الجهاز البولي... ومن جزء آخر تنشأ الخصية في الرجل والمبيض في المرأة. فكل من الخصية والمبيض في بدأ تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب، أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريباً ومقابل أسفل الضلوع.

    ومما يفسر لنا صحه هذه النظرية أنَّ الخصية والمبيض يعتمدان في نموهما على الشريان الأورطي في مكان يقابل مستوى الكلى الذي يقع بين الصلب والترائب، ويعتمدان على الأعصاب التي تمد كلاً منهما، وتتصل بالضفيرة الأورطية ثم بالعصب الصدري العاشر، وهو يخرج من النخاع من بين الضلع العاشر والحادي عشر، وكل هذه الأشياء تأخذ موضعها من الجسم فيما بين الصلب والترائب.)[4 ]

    (والآية الكريمة تحثنا على النظر والتمعن في تخلق الإنسان من هذا الماء الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب، وسبب تدفقه هو تقلصات جهاز الحويصلة المنوية والقناة القاذفة للمني مع تقلصات عضلات العجان، فتدفع بالسائل المنوي بمحتوياته من ملايين الحيوانات المنوية عبر الإحليل إلى المهبل. وهذا هو سبب الرّعشة عند الإنزال. وذلك كله متعلق بِالجهاز العصبي اللاارادي، والمسمى بِ "الجهاز التعاطفي Sypathetic nerves".

    أمّا الإنتشار والإنتصاب فسببه أعصاب خاصة من الجهاز العصبي اللآارادي المسمى "نظير التعاطفي Para Sypathetic" وبواسطته تمتلئ الأوردة الدموية الكثيفة في القضيب فتسبب الإنتشار. وهذه الأعصاب تأتي من منطقة بين الصلب والترائب. ونرى أنّ ذلك كله موكول إلى جهاز غير إرادي ولا تتحكم فيه الإرادة حتى يخرج أمر الخلق والتخلق من كل شبهة للإرادة الإنسانية.)[ 5]

    تقول الآية الكريمة أنّ الماء الدافق يخرج من بين الصلب والترائب، ونحن قلنا أنَّ الماء الدافق "المني" إنّما يتكون في الخصية وملحقاتها، كما تتكون البويضة في مبيض المرأة. فكيف تتطابق تلك الحقيقة العلمية مع الحقيقة القرآنية؟.

    على هذا السؤال يجيب الدكتور محمد علي البار قائلاً :
    (إنّ الخصية والمبيض إنّما تتكونان من الحدبة التناسلية بين صلب الجنين وترائبه، والصلب هو العمود الفقري، والترائب هي الأضلاع ، وتتكون الخصية والمبيض من هذه المنطقة بالضبط أي بين الصلب والترائب. ثم تنزل الخصية تدريجياً حتى تصل إلى كيس الصفن "خارج الجسم" في أواخر الشهر السابع من الحمل.... بينما ينزل المبيض إلى حوض المرأة ولا ينزل أسفل من ذلك. ومع هذا فإنّ تغذية الخصية والمبيضين بالدماء والأعصاب واللمف تبقى من حيث أصلها... أي بين الصلب والترائب. فشريان الخصية أو المبيض يأتي من الشريان الأبهر "الأورطي البطني Aorta artery" من بين الصلب والترائب، كما أنَّ وريد الخصية يصب في نفس المنطقة... يصب الوريد الأيسر في الوريد الكلوي الأيسر، بينما يصب وريد الخصية الأيمن في الوريد الأجوف السفلي... وكذلك أوردة المبيض وشريانها تصب قي نفس المنطقة أي بين الصلب والترائب... كما أنّ الأعصاب المغذية للخصية أو المبيض تأتي من المجموعة العصبية الموجودة تحت المعدة من بين الصلب والترائب... وكذلك الأوعية الليمفاوية تصب في نفس المنطقة أي بين الصلب والترائب.

    فهل يبقى بعد كل هذا شك أنَّ الخصية أو المبيض إنّما تأخذ تغذيتها ودمائها وأعصابها بين الصلب والترائب؟ ... فالحيوانات المنوية لدى الرجل أو البويضة لدى المرأة إنّما تستقي مواد تكوينها من بين الصلب والترائب، كما أنّ منشأها ومبدأها هو من بين الصلب والترائب والآية الكريمة إعجاز كامل حيث تقول "من بين الصلب والترائب"... فكلمة "بين" ليست بلاغية فحسب، وإنّما تعطي الدقة العلمية المتناهيه)[ 6]

    هذا هو التفسير العلمي، والذي أتى مطابقاً لما ورد في القرآن الكريم. أمّا قول بعضهم أنّ المني يخرج من صلب الرجل، أما ماء المرأة فيخرج من ترائبها ويتكون في ترائبها، فإنّ هؤلاء لم ينتبهوا إلى كلمة "بين" الواردة في النص القرآني، لذا فقد وقعوا في الخطأ. ذلك الخطأ الذي وقع فيه عدد من المفسرين قد تنبه إليه الإمام أبن القيم، حيث ورد في كتابه "إعلام الموقعين عن رب العالمين" ما يلي: (ولا خلاف أنّ المُراد بالصّلب صلب الرجُل. واختلف في الترائب، فقيل المراد ترائبه أيضاً، وهي عظام الصدر بين الترقوة إلى الثندوة... وقيل المراد بها ترائب المرأة. والأول أظهر لأنه سبحانه قال "يخرج من بين الصلب والترائب" ولم يقل "من الصلب والترائب"، فلا بد أن يكون ماء الرجل خارجاً من بين هذين الملتقيين كما قال في اللبن "يخرج من بين فرث ودم"... وهذا لا يدل على إختصاص الترائب بالمرأة، بل يُطلقُ على كل من الرجل والمرأة. قال الجوهري: الترائب عظام الصدر بين الترقوة إلى الثندوة)[7 ]

    أمّا القرطبي فيقول في تفسيره: (يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل، ومن صلب المرأة وترائب المرأة،... وأيضاً المكثر بالجماع يجد وجعاً في ظهره وصلبه، وليس ذلك إلا لخلو صلبه عما كان محتبساً من الماء.)[8 ] وللألوسي في تفسيره والشيخ المراغي كذلك نفس الفهم، وقد نبهنا إلى رأيهما في موضع سابق من هذا الفصل.
    يتضح مما تقدم أنّ تخلق الإنسان قد حصل من جراء الزوجية المتمثلة بالجماع الحاصل بين ذكر وأنثى، فيتكون الجنين من اختلاط وتلاقح مائيهما، وكلا المائين دافق، وكلا المائين يخرج من بين الصلب والترائب: من الغدة التناسلية: الخصية في الرجل، أو المبيض في المرأة، وكلاهما يتكون من بين الصّلب والترائب، كما أنَّ تغذيتهما وترويتهما بالدماء والأعصاب تأتي من بين الصُّلب والترائب. فيتضح لنا معاني الآية الكريمة في إعجازها الدقيق الرائع: ماء دافق من الخصية يحمل الحيوانات المنوية... وماء دافق من حويصلة جراف بالمبيض يحمل البويضة ....ومن كلاهما يتخلق الإنســـان.

    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    ......
    [1] الطارق5-8)
    [2] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، جزءؤ:(20)، صفحة4-6)
    [3] تفسير الألوسي،روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني،سورة الطارق.
    (4) البار، د. محمد علي، خلق الانسان بين الطب والقرآن،صفحه:(120-121) نقلاً عن تفسير المراغي
    (5) البار، د. محمد علي، خلق الانسان بين الطب والقرآن،صفحه:(114-116) نقلاً عن تفسير المراغي
    (6) البار، د. محمد علي، خلق الانسان بين الطب والقرآن،صفحه:(114-116) نقلاً عن تفسير المراغي
    (7) ابن قيم الجوزية، اعلام الموقعين عن رب العالمين، جزء 2)، صفحو:(158)
    (8) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، جزءؤ:(20)، صفحة7)
    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    .....
    الموضوع منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي، 1424هـ / 2002م. مكتبة الايمان - المنصورة
    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    ......

    يتبع إن شاء الله.>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    مـــدة الحـمــــل


    إنّ أقل مدّة الحمل ستة أشهر. لما روى الأثرم بإسناده عن أبي الأسود أنه رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة أشر فهم عمر برجمها، فقال علي: ليس لك ذلك. قال تعالى: (والوالدات يُرضعنَ أولادهن حولين كاملين)[1 ] وقال تعالى: (﴿وحمله وفصاله ثلاثون شهراً﴾)2 ]، فحولان وستة أشهر ثلاثون شهراً، لا رجم عليها. فخلّى عمر سبيلها. وولدت امرأة أخرى لذلك الحد. ورواه الأثرم أيضاً عن عكرمة عن ابن عباس قال ذلك الأحول: فقلت لعكرمة أنا بلغنا أنَّ علياً قال ذلك، فقال عكرمة: لا ما قال هذا إلآ ابن عباس. وذكر ابن قتيبة في "المعارف" أنَّ عبد الملك بن مروان وُلِدَ لستة أشهر، وهذا قول مالك والشافعي وأصحاب الرأي وغيرهم.[ 3]

    وظاهر مذهب الحنابلة أنّ أقصى مدة الحمل أربع سنين، بِهِ قال الشافعي، وهو المشهور عن مالك. وروي عن أحمد أنَّ أقصى مدته هو سنتان، وروي ذلك عن عائشة، وهو مذهب سفيان الثوري وأبي حنيفة. لما روت جميلة بنت سعد عن عائشة: "لا تزيد المرأة عن سنتين في الحمل."، ولأنّ التقدير إنّما يُعلمَ بتوقيف أو اتفاق، ولا توقيف ههنا ولا اتفاق، وإنّما هو على ما ذكرنا وقد وُجِدَ ذلك، فإنًّ الضحاك بن مزاحم وهرم بن حيان حملت أمُ كل منهما به سنتين، وقال الليث بن سعد: "أقصاه ثلاث سنين، حملت مولاة لعمر بن عبد الله ثلاث سنين." وقال عباد بن العوام: خمس سنين. وعن الزهري قال: قد تحمل المرأة ست سنين، وسبع سنين. وقال أبو عبيد: ليس لأقصاه وقت يوقف عليه.[4]

    ولنا أنَّ ما لا نَصَّ فيه يُرجَعُ فيه إلى الوجود. وقد وُجدَ الحمل لأربع سنين، فقد روى الوليد بن مسلم قال: (قلت لمالك بن أنس حديث جميلة بنت سعد عن عائشة قالت لا تزيد المرأة عن سنتين في الحمل، قال مالك: سبحان الله! من يقول هذا؟ هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان تحمل أربع سنين قبل أن تلد) وقال الشافعي: بقي محمد بن عجلان في بطن أُمِّهِ أربع سنين، وقال أحمد: (نساء بني عجلان يحملن أربع سنين، وامرأة عجلان حملت ثلاث بطون كل دفعة أربع سنين، وبقي محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي في بطن أُمه أربع سنين، وهكذا إبراهيم بن نجيح العقيلي، حكى ذلك أبو الخطاب، وإذا تقرر وجوده وجب أن يُحكم به ولا يُزاد عليه لأنه ما وُجِد. ولأنَّ عمر ضَرَبَ لامرأة المفقود أربع سنين ولم يكن ذلك إلا لأنه غاية الحَمل، وروي عن عثمان وعلي وغيرهما)[5 ]

    أمّا أكثر الحمل عند الأطباء فلا يزيد عن شهر بعد موعده، وإلا لمات الجنين في بطن أمه، ويعتبرون ما زاد على ذلك خطأ في الحساب.[6 ]

    أمّا الإمام علي بن أحمد بن حزم الظاهري فيقول في "المُحَلّى":
    (لا يجوز أن يكون حمل أكثر من تسعة أشهر، ولا أقل من ستة أشهر، لقول الله تعالى: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً"[ 7] وقال تعالى "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة"[ 8] فمن ادعى حملاً وفصالاً يكون في أكثر من ثلاثين شهراً فقد قال الباطل والمحال ورد كلام الله عز وجل جهاراً.)[9 ] وبعد أن ذكر مختلف الأقوال في مدد الحمل التي قال بها الفقهاء - والتي سبق أن ورد بعضها في بداية الفصل - بعد أن ذكر كل تلك الآراء قال: (وكل هذه أخبار مكذوبة راجعة إلى من لا يصدق ولا يُعرف من هو ولا يجوز الحكم في دين الله بمثل هذا.)[10 ]

    إلا أنَّ الجنين قد يموت في بطن أمه ويبقى فيها أمداً طويلاً، وقد يتكلس[ 11] الجنين بعد موته ثم يقذفه الرحم بعد فترة، وقد يقذفه على فترات متقطعة. وهذا أمر معروف عند الأطباء ومشهور لديهم.[ ] وقد نقل عن ابن حزم عن الإمام علي قال: (إلا أنَّ الولد قد يموت في بطن أمه فيتمادى بلا غاية حتى تلقيه متقطعاً في سنين...)[ 12]
    وينفي د. محمد علي البار إمكانية حدوث هذا الحمل الطويل الممتد سنيناً..... حيث يذكر أنّهُ قد وجدت نساء ممن كُنَّ يترددن على عيادته في اليمن يزعمن أنَّهُنَّ حوامل لعدة سنوات.... وبالفحص تبين أنهن لم يَكُنَّ حوامل... ويعلل ذلك بأنهُ كان ذلك "الحمل الكاذب Pseudo pregnancy"[14 ] ()

    أمّا الغالب في مدّة الحمل فقد حَدّدَ أحد الأطباء المسلمين مدّة الحمل، فقد حدّدها الطبيب العربي "أحمد بن محمد البلدي" والذي عاش قبل أكثر من ألف عام في كتابه "تدبير الحبالى والأطفال والصبيان" حيث قال: (إنّما نجد جميع من يلد من النساء يكن ولادهن في الأيام التي فيما بين مائتين وثمانين يوماً ونصف بالتقريب، وبين مائتين وأربعة وسبعين يوماً على التقريب)[ 15]

    وهذا التحديد هو الشائع الآن، وهو ما يقول به أطباء أمراض النساء والولادة، أي أنَّ معدل مدّة الحمل هي 280 يوماً، أو عشرة أشهر قمرية، من الممكن أن تزيد قليلاً. أمّا أقل مدّةٍ للحمل التي هي ستة أشهر، فقد اتفق عليها الفقهاء كما ذكر ابن القيم الجوزية في كتابه "التبيان في أقسام القرآن"، كما أنّ أطباء الولادة يوافقون المسلمين في ذلك.

    فتعتبر مدّة الحمل الطبيعية (280 يوماً )، تُحسب من بدء آخر حيضة حاضتها المرأة ، وبما أنَّ التلقيح وبداية الحمل يحدث عادة في اليوم الرابع عشر من بدء الحيض تقريباً ... فإنَّ مُدّة الحمل الحقيقية تكون (280 – 14=266) يوماً . أي حوالي تسعة أشهر في الغالب وأقله ستة أشهر وأكثره سنتان.[ 16]


    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    ......
    [1] البقرة:(233)
    [2] الأحقاف : (15)
    [3] ابن قدامة ، المغني والشرح الكبير، جزء(9)، صفحة:(116).
    (4) ابن قدامة ، المغني والشرح الكبير، جزء(9)، صفحة:(117).
    (5) ابن قدامة ، المغني والشرح الكبير، جزء(9)، صفحة:(117-118).
    (6) البار، د. محمد علي، خلق الانسان بين الطب والقرآن،صفحه:(452)
    (7) الأحقاف : (15)
    (8) البقرة:(233)
    (9) ابن حزم، علي بن أحمد،المحلى، جزء(10)، صفحة:(316)، طباعة دار الفكر - بيروت.
    (10)ابن حزم، علي بن أحمد،المحلى، جزء(10)، صفحة:(316)، طباعة دار الفكر - بيروت.
    [11] يتكلس: يعني ترسب فيه أملاح الكالسيوم فيصبح مثل الجير.
    [12] البار – د. محمد علي، خلق الإنسان في الطب والقرآن، صفحه ( 453 ).
    [13] المحلى لإبن حزم، جزء ( 10 )، صفحه ( 316 ).
    (14) الحمل الكاذب: Pseudopregncy حالة سيكوسوماتية ( أي جسدية نفسية ) تتوهم المرأة الباحثة عن الإنجاب تتوهم أنها حامل، وتكون مصحوبة عادةً ببعض الأعراض الطبيعية الواضحة، كانقطاع الطمث وتضخم البطن، وبحركة جنينية ظاهرة، وباضطراب في عمل الغدد الصم شبيه بذلك الذي يرافق الحمل ولكنه أقل وضوحاً. وتعتقد المرأة مع هذه أنها حامل فعلاً، رغم تأكيد كل الفحوصات الطبية بعدم وجود الحمل. وقد يحدث لأحدى هؤلاء الواهمات بالحمل الكاذب الذي تتصور أنه بقي سنيناً... قد يحدث فعلاً أنها تحمل فعلاً... فتضع طفلاً طبيعياً في فترة حمله، فتتصور أنها قد حملته لسنين عدة.
    [15] البلدي – أحمد بن محمد، كتاب تدبير الحبالى والأطفال والصبيان، تحقيق الدكتور محمود الحاج قاسم محمد، الطبعة العراقية سنة ( 1987 )، صفحه ( 115 ).
    [16] النبهاني – الشيخ تقي الدين، النظام الاجتماعي في الإسلام، صفحه ( 169 ).


    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    .....

    يتبع إن شاء الله.>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    يتبع إن شاء الله.>>>>>>>>>>>>>>>>>>> الخلق في السنة الشريفة
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    الخلق في السُّنة الشريفة


    بعد أن قمنا باستعراض بعض نصوص القرآن الكريم - المصدر الأول للتشريع - التي تتناول تفسير عملية الحمل وأطواره، وبما أنّ السنة الشريفة - وهي المصدر الثاني للتشريع - قد تناولت ذلك مبينة وشارحة لما ورد في القرآن الكريم، فسنستعرض إن شاء الله بعض ما جاء فيها:

    1. أخرج الإمام أحمد في مسنده: أنَّ يهودياً مَرَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدّث أصحابه. فقالت قريش: يا يهودي إنَّ هذا يزعم أنّه نبي. فقال لأسألنّه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، فقال: يا محمد، مم يخلق الإنسان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا يهودي، من كل يخلق، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة. فقال اليهودي: هكذا كان يقول من قبلك. "أي الأنبياء".

    2. إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله ملكاً قال يا رب مخلقة أو غير مخلقة، فإن قال غير مخلقة مجتها الأرحام دماً.[1 ]

    3. وعن أنس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: وكل الله بالرحم ملكاً يقول: أي رب نطفة؟ أي رب علقة؟ أي رب مضغة؟ فإذا أراد الله أن يخلق خلقاً قال: يا رب ذكر أم أنثى؟ أشقي أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه.[2 ]

    4. وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون، بعث الله ملكاً فصورها وخلق سمعها و بصرها وجلدها وعظمها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك.[3 ]

    5. وفي رواية لعبد الله بن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة. ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة في ذلك مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد.[4 ]

    6. ما من كل الماء يولد الولد. وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء.[5 ]

    7. يقول المصطفى عليه السلام لليهودي الذي سأله عن الولد: ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنث بإذن الله، قال اليهودي: صدقت وإنك لنبي.[6 ]

    8. وعن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول: إنَ النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك فيقول: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيجله الله ذكراً أو أنثى. ثم يقول يارب أسويٌ أم غير سوي؟ فيجعله الله سوياً أو غير سوي. ثم يقول: يا رب ما رزقه؟ ما أجله؟ ما خُلقُهُ؟ ثم يجعله الله شقياً أو سعيداً.[7 ]

    9. عن أنس رضي الله عنه أنّ عبد الله بن سلام رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: من أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: وأمّا الشبهُ في الولد فإنّ الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماءه كان الشبه له، وإذا سبقت كان الشبه لها.[8 ]

    10. إذا مكثت النطفة في رحم المرأة أربعين ليلة جاءها الملك فاختلجها ثم عرج بها إلى الرحمن عز وجل، فيقول: اخلق يا أحسن الخالقين، فيقضي الله بها ما يشاء من أمره، ثم تُدفع إلى الملك فيقول: أسَقطٌ أم تمام؟ فيبين له، ثم يقول: يا رب أواحدٌ أم توأمين ؟ فيبين له، ثم يقول: أشقي أم سعيد؟ فيبين له، ثم يقول: يا رب اقطع له رزقه مع أجله، فيهبط بها جميعاً. فوَ الذي نفسي بيده لا ينال من الدنيا إلا ما قسم له.[ 9]

    11. إذا خلق الله النسمة قال مَلكُ الأرحام: يا رب أذكر أم أنثى؟ قال: فيقضي الله أمره، ثم يقول: أي رب أشقي أم سعيد؟ فيقضي الله أمره. ثم يكتب ما أمره الله بين عينيه حتى النكبة ينكبها.[10 ]

    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    ......
    [1] أخرجه إبن أبي حاتم وابن رجب في " جامع العلوم والحكم " وابن القيم في " طريق الهجرتين ".
    [2] رواه البخاري ومسلم.
    [3] رواه مسلم في كتاب القدر.
    [4] رواه البخاري ومسلم.
    [5] أخرجه مسلم.
    [6] أخرجه مسلم.
    [7] أخرجه مسلم.
    [8] أخرجه البخاري.
    [9] أخرجه الألكاني عن عبد الله بن عمر. وذكره إبن رجب الحنبلي في كتابه " جامع العلوم والحكم ". وذكره العسقلاني في " فتح الباري "
    [10] أخرجه البزار عن إبن عمر.
    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    .....


    الموضوع منقول من :
    موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي
    الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    أطوار الجنين (مراحل الحمل)

    من استعراض النصوص المتعددة في القرآن الكريم والحديث الشريف التي تعرضت لموضوع مراحل الحمل وتطور خلق الجنين الإنساني، نستطيع أن نحدد معالم أطوار التخلق الإنساني والتي أكدتها أيضاً مصادر علم الأجنة حديثاً، وهي:

    أولاً: مرحلة النطفة:
    عند الجماع والقذف تنطلق ملايين الحيوانات المنوية التي تحوى "النطفة المذكرة" دافقة قاصدة الرحم لتلتقي مع "النطفة المؤنثة" التي هي بويضة الأنثى، لتتزاوج وتختلط معها مكونة "النطفة الأمشاج"، وهذا ما يسمونه علمياً "العلوق" أو "الإخصاب" والذي يعني حصول الحمل.

    ثانياً: مرحلة العلقة:
    تستغرق المرحلة الأولى أسبوعاً كاملاً حتى تعلق هذه النطفة الأمشاج بجدار الرحم، إذ يبدأ العلوق في اليوم السابع بعد التلقيح بالالتصاق بجدار الرحم، وتستغرق هذه المرحلة أسبوعين تنمو خلالها العلقة.

    ثالثاً: مرحلة المضغة:
    في نهاية الأسبوع الثالث للتلقيح تبدأ المرحلة الثالثة في الظهور ككتل بدنية
    "Somites"، وتتحول إلى قطعة من اللحم كمن مضغتها الأسنان ثم قذفتها، وهي في هذه المرحلة إما أن تكون مضغة كاملة مخلقة، أو مضغة غير تامة الخلق "سقط"، فيقر في الرحم المضغة التامة، أما الغير تامة فتسقط إجهاضاً طبيعياً.

    رابعاً: مرحلة العظام:
    وهذه المرحلة تستغرق الأسابيع الخامس والسادس والسابع، إذ تتحول المضغة إلى عظام وفي آخر هذه المرحلة تُكسى العظام باللحم وتتكون العضلات.

    خامساً: مرحلة الإنشاء "التسوية والتصوير والتعديل"
    وتبدأ هذه المرحلة بعد الأسبوع السابع، إذ يتكون بالكامل تصوير الإنسان، الذي يشمل جميع الأعضاء والأطراف، ويدخل في هذه المرحلة تكون المولود ذكراً أم أنثى، إذ تتميز الأعضاء التناسلية الخارجية بحيث يمكن التمييز بين الذكر والأنثى في نهاية الشهر الثالث.

    سادساً: مرحلة نفخ الروح:
    بعد نهاية الشهر الثالث، وبعد أن يكتمل إنشاء الجنين وتصويره، يمكن سماع أو الإحساس بتحرك الجنين إرادياً، وهو علامة من علامات نفخ الروح فيه.

    سابعاً: الــولادة:
    بعد اكتمال الوقت المقرر للجنين وهو تسعة أشهر "أو تزيد أو تنقص" يكون الجنين قد اكتمل بشراً سوياً، فيخرج إلى الحياة إنساناً كاملاً مستقلاً كامل الصفات والأوصاف.

    أما المراحل حسب ما يراه علماء الأجنة فهي كالتالي :

    [1] مرحلة البويضة الملقحة "النطفة الأمشاج" Fertilized ovum
    [2] مرحلة الحمل Embryo
    1. الإنغراز " العلقة " Implanotation
    2. الجنين ذو الطبقتين Bilaminar Germ Disc
    3. مرحلة الجنين ذو الثلاث طبقات Trilaminar Germ Disc
    4. الكتل البدنية " مضغة " Somites
    5. تكون الأعضاء " الإنشاء" Oregano Genesis
    [3] مرحلة الجنين Fetus
    [4] الولادة Accouchement

    هذه هي المراحل كما يقررها مشاهير علماء الأجنة، في حين أنّ بعضهم يقسم المرحلة الثانية تقسيماً آخر، ومما لا شك فيه أنّ التقسيم القرآني لمراحل نمو الجنين الإنساني هو أصح وأدق بكثير من وصف علماء الأجنة... وإن كان التقسيم القرآني يلتقي مع كثير من تقسيماتهم كالنطفة والعلقة والمضغة... ولا يركز علماء الأجنة على مرحلة العلقة كما يركز عليها التقسيم القرآني... وكذلك التصوير والتسوية والتعديل. على أنه يجب أن يكون واضحاً بجلاء أننا كمسلمين نأخذ بالحقيقة القرآنية فقط وبدون أي تحفظات، وبإيمان وتصديق كاملين في حالة التعارض بين الحقيقة القرآنية وبين النظريات العلمية.

    أما نفخ الروح، وهو أهم أقسام ما في الإنشاء والتخلق، فهو مما لا تفسير مادي له عند علماء الأجنة، لذا فإنهم لا يتعرضون له في استعراضهم لمراحل الحمل، بل يتعمدون تجاهل الخوض في بحثه، ولكون تعاملهم هو مع المادة والوقائع المادية التي تخضع للاختبارات وصور الأشعة، فهم بالتالي ينكرون أو يتجاهلون أهم طور في أطوار تخلق الجنين البشري، إذ لولاه لكان ذلك الجنين مجرد مادة لا يمكنها بحال التحول إلى إنسان سوي إلا بنعمة الله الكبرى التي لا تدركها عقولهم ألا وهي نفخ الروح التي بها وبها وحدها يكون سـر الحياة.

    ونظراً لأهمية هذا الموضوع في مسألة الخلق والإنشاء، والذي أشكل فهمه على جهابذة علماؤهم وكبراؤهم سنفرد له بحثاً خاصاً باسم "الحياة والروح".[ 1]

    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    ......
    [1] يمكن الرجوع إلى بحث " الحياة والروح " وبحث " الموت " في الباب الخامس.
    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    .....
    يتبع ان شاء الله
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    أطوار الجنين (مراحل الحمل)


    من استعراض النصوص المتعددة في القرآن الكريم والحديث الشريف التي تعرضت لموضوع مراحل الحمل وتطور خلق الجنين الإنساني، نستطيع أن نحدد معالم أطوار التخلق الإنساني والتي أكدتها أيضاً مصادر علم الأجنة حديثاً، وهي:

    أولاً: مرحلة النطفة:
    عند الجماع والقذف تنطلق ملايين الحيوانات المنوية التي تحوى "النطفة المذكرة" دافقة قاصدة الرحم لتلتقي مع "النطفة المؤنثة" التي هي بويضة الأنثى، لتتزاوج وتختلط معها مكونة "النطفة الأمشاج"، وهذا ما يسمونه علمياً "العلوق" أو "الإخصاب" والذي يعني حصول الحمل.

    ثانياً: مرحلة العلقة:
    تستغرق المرحلة الأولى أسبوعاً كاملاً حتى تعلق هذه النطفة الأمشاج بجدار الرحم، إذ يبدأ العلوق في اليوم السابع بعد التلقيح بالالتصاق بجدار الرحم، وتستغرق هذه المرحلة أسبوعين تنمو خلالها العلقة.

    ثالثاً: مرحلة المضغة:
    في نهاية الأسبوع الثالث للتلقيح تبدأ المرحلة الثالثة في الظهور ككتل بدنية
    "Somites"، وتتحول إلى قطعة من اللحم كمن مضغتها الأسنان ثم قذفتها، وهي في هذه المرحلة إما أن تكون مضغة كاملة مخلقة، أو مضغة غير تامة الخلق "سقط"، فيقر في الرحم المضغة التامة، أما الغير تامة فتسقط إجهاضاً طبيعياً.

    رابعاً: مرحلة العظام:
    وهذه المرحلة تستغرق الأسابيع الخامس والسادس والسابع، إذ تتحول المضغة إلى عظام وفي آخر هذه المرحلة تُكسى العظام باللحم وتتكون العضلات.

    خامساً: مرحلة الإنشاء "التسوية والتصوير والتعديل"
    وتبدأ هذه المرحلة بعد الأسبوع السابع، إذ يتكون بالكامل تصوير الإنسان، الذي يشمل جميع الأعضاء والأطراف، ويدخل في هذه المرحلة تكون المولود ذكراً أم أنثى، إذ تتميز الأعضاء التناسلية الخارجية بحيث يمكن التمييز بين الذكر والأنثى في نهاية الشهر الثالث.

    سادساً: مرحلة نفخ الروح:
    بعد نهاية الشهر الثالث، وبعد أن يكتمل إنشاء الجنين وتصويره، يمكن سماع أو الإحساس بتحرك الجنين إرادياً، وهو علامة من علامات نفخ الروح فيه.

    سابعاً: الــولادة:
    بعد اكتمال الوقت المقرر للجنين وهو تسعة أشهر "أو تزيد أو تنقص" يكون الجنين قد اكتمل بشراً سوياً، فيخرج إلى الحياة إنساناً كاملاً مستقلاً كامل الصفات والأوصاف.

    أما المراحل حسب ما يراه علماء الأجنة فهي كالتالي :

    [1] مرحلة البويضة الملقحة "النطفة الأمشاج" Fertilized ovum
    [2] مرحلة الحمل Embryo
    1. الإنغراز " العلقة " Implanotation
    2. الجنين ذو الطبقتين Bilaminar Germ Disc
    3. مرحلة الجنين ذو الثلاث طبقات Trilaminar Germ Disc
    4. الكتل البدنية " مضغة " Somites
    5. تكون الأعضاء " الإنشاء" Oregano Genesis
    [3] مرحلة الجنين Fetus
    [4] الولادة Accouchement

    هذه هي المراحل كما يقررها مشاهير علماء الأجنة، في حين أنّ بعضهم يقسم المرحلة الثانية تقسيماً آخر، ومما لا شك فيه أنّ التقسيم القرآني لمراحل نمو الجنين الإنساني هو أصح وأدق بكثير من وصف علماء الأجنة... وإن كان التقسيم القرآني يلتقي مع كثير من تقسيماتهم كالنطفة والعلقة والمضغة... ولا يركز علماء الأجنة على مرحلة العلقة كما يركز عليها التقسيم القرآني... وكذلك التصوير والتسوية والتعديل. على أنه يجب أن يكون واضحاً بجلاء أننا كمسلمين نأخذ بالحقيقة القرآنية فقط وبدون أي تحفظات، وبإيمان وتصديق كاملين في حالة التعارض بين الحقيقة القرآنية وبين النظريات العلمية.

    أما نفخ الروح، وهو أهم أقسام ما في الإنشاء والتخلق، فهو مما لا تفسير مادي له عند علماء الأجنة، لذا فإنهم لا يتعرضون له في استعراضهم لمراحل الحمل، بل يتعمدون تجاهل الخوض في بحثه، ولكون تعاملهم هو مع المادة والوقائع المادية التي تخضع للاختبارات وصور الأشعة، فهم بالتالي ينكرون أو يتجاهلون أهم طور في أطوار تخلق الجنين البشري، إذ لولاه لكان ذلك الجنين مجرد مادة لا يمكنها بحال التحول إلى إنسان سوي إلا بنعمة الله الكبرى التي لا تدركها عقولهم ألا وهي نفخ الروح التي بها وبها وحدها يكون سـر الحياة.

    ونظراً لأهمية هذا الموضوع في مسألة الخلق والإنشاء، والذي أشكل فهمه على جهابذة علماؤهم وكبراؤهم سنفرد له بحثاً خاصاً باسم "الحياة والروح".[ 1]

    ﴿يا أيُّها النّاس إنْ كُنْتُمْ في رَيْبٍ مِنَ البَعْثِ فإنّا خلقناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفةٍ ثُمَّ مِنْ عَلقةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلقةٍ وَغَيْرِ مُخَلقَةٍ لِنُبَيِنَ لكُمْ وَنُقِرُ في الأرْحامِ ما نَشاءُ إلى أجَلٍ مُسَمى ثُمَّ نُخرِجَكُمْ طِفلاً ثُمَّ لِتَبْلُغوا أشُدَكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفى وّمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إلى أرْذَلِ العُمْرِ لِكَيْلا يَعْلَمّ مِنْ بَعْدِ عِلمٍ شَيْئأ وَتَرى الأرْضَ هامِدَةً فَإذا أنْزَلنا عَلَيْها الماءَ إهْتَزَتْ وَرَبَتْ وَأنبَتّتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهيجْ  ذالِكَ بِأنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأنَّهُ يُحْيِ المَوْتى وّانَهُ عَلى كُلِّ شَئٍ قدير  وَأنَّ الساعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فيها وَأنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ في القبورِ

    ............................................................ ....................
    ....
    [1] يمكن الرجوع إلى بحث " الحياة والروح " وبحث " الموت " في الباب الخامس.
    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    .....
    يتبع .....
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم

    خلافاً لكل نظريات الإلحاد والشرك والكفر، وخلافاً لكل آراء ومعتقدات أصحاب الديانات الوضعية، ينظر الإسلام بلسان القرآن الكريم، وبلسان رسوله الأمين، وبأيمان أتباعه، إلى الإنسان نظرة تختلف اختلافاً جوهرياً وبالكامل عن جميع النظرات الأخرى.

    في حين ينظر للإنسان من أعمى الله قلوبهم أنّه آثم خاطيء بالوراثة، أو أنّه من سلالة القرود والسعادين، أو أنه قريب من نسل الكلاب والحشرات؛ ماسخين إياه في أحط صورة؛ واصفين أصله بالوضاعة المتناهية وبالتالي حقارة ودناءة هذا المنشأ. وفي حين يعتبره بعضهم مادة للبحث يستخدمونها لإجراء التجارب عليها في معاملهم ومختبراتهم، وحقل تجارب واستكشاف لدى علماء النفس والاجتماع. فإنَّ الإسلام ينظر إليه نظرة تبجيل واحترام. فهو في نظر الإسلام مخلوق خلقه الله تعالى في أحسن تقويم، صاحب أجمل صورة. وأنّ الله صوره فأحسـن التصوير.

    نعــم، إنه الإنسـان الذي سجدت له ملائكة الرحمن، الإنسان الذي كرّمه الله وزينه بالسمع والبصر والفؤاد والإدراك والتمييز وحُسن الصورة وجمالها.

    قال تعالى من سورة الانفطار: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم  الذي خلقك فسواك فعدلك  في أي صورة ما شاء ركبك )[1 ]
    وقال تعالى من سورة غافر: (الله الذي جعل لكم الأرضَ قراراً والسّماء بناءاً وصوركم فأحسَنَ صُوركم وَرَزَقكُم مِنَ الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين )[ 2]

    وقال تعالى من سورة التغابن: (خلقَ السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير )[ 3]

    ومن سورة المُلك: (هُوَ الذي أنشأكم وَجَعَلَ لكمُ السّمْعَ وَالأبْصارَ وَالأفئدةَ قليلاً ما تشكرونَ  قُلْ هُوَ ذرَأكـُمْ في الأرْضِ وَإلَيْهِ تُحْشَرونَ )[4 ]

    ومن سورة التين: (لقدْ خلَقنا الإنسانَ في أحْسَنِ تقويمٍ )[ 5]

    ومن سورة الإسراء: (وَلقدْ كرَّمْنا بني آدَمَ وَحَمَلناهُمْ في البَّرِ وَالبَحْرِ وَرَزَقناهُمْ مِنَ الطَّيِباتِ وَفَضَلناهُمْ على كثيرٍ مِما خلقنا تفضيلاً )[ 6]

    وفي تفضيل الله تعالى الإنسان على غيره من المخلوقات يقول محمد بن جرير الطبري في تفسيره: (إنَّ التفضيل هو أن يأكل بيده وسائر الحيوانات بالفم، وروي عن إبن عباس والكلبي ومقاتل نفس ذلك، وقال الضحاك: كرّمهم بالنطق والتمييز، وقال عطاء: كرّمهم بتعديل القامة وامتدادها، وقال يمان: بحُسن الصورة)[7 ] وله أيضاً: (بتسليطهم على سائر الخلق، وتسخير سائر الخلق لهم) وقال آخرون: (بالكلام والخط، وقيل بالفهم والتمييز)[ 8]

    وقال القرطبي في تفسيره مُرَجحاً: (والصحيح الذي يعول عليه أنَّ التفضيل إنّما كان بالعقل الذي هو عمدة التكليف، وبه يُعرف الله ويفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه وتصديق رُسُله، إلا أنّه لما لم ينهض بكل المراد من العبد بُعِثت الرّسُل وأرسلت الكتب)[9 ]

    أما ابن كثير فيقول في تفسيره: (يخبر الله تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها، كقوله تعالى "ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"[ 10]، أن يمشي قائماً منتصباً على رجليه ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه، وجعل له سمعاً وبصراً وفؤاداً يفقه به ذلك كله وينتفع به ويفرق بين الأشياء، ويعرف منافعها ومضارها في الأمور الدينية والدنيوية.....)[ 11]

    وقال العلامة الشيخ تقي الدين النبهاني، في كتابه "التفكير": (إنَّ الإنسـان هو أفضل المخلوقات على الإطلاق، حتى لقد قيل ~ وهو قول حق ~ إنَّه أفضل من الملائكة، والإنسان فضله إنّما هو في عقله، فعقل الإنسان هو الذي رفع شأن هذا الإنسان وجعله أفضل المخلوقات)[12 ]

    وأورد محمد علي الصابوني في تفسيره: (أي لقد شرفنا ذرية آدم على جميع المخلوقات: بالعقل والعلم والنطق وتسخير جميع ما في الكون لهم... وفضلناهم على جميع من خلقنا من سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات من الجن والبهائم والدواب والوحش والطير وغير ذلك)[13 ]

    وأمّا صاحب الظلال فيقول: (ذلك وقد كرّم الله هذا المخلوق البشري على كثير من خلقه، كرّمه بخلقته على تلك الهيئة، بهذه الفطرة التي تجمع بين الطين والنفخة، فتجمع بين الأرض والسماء في ذلك الكيان!! وكرمه بالاستعدادات التي أودعها في فطرته، والتي استأهل بها الخلافة في الأرض، يغير فيها ويبدل، وينتج فيها وينشئ، ويركب فيها ويحلل، ويبلغ فيها الكمال المقدر للحياة..... وكرّمه بتسخير القوى الكونية له في الأرض وإمداده بعون القوى الكونية في الكواكب والأفلاك..... وكرّمه بذلك الاستقبال الضخم الذي استقبله به الوجود، وبذلك الموكب الذي تسجد فيه الملائكة ويعلن فيه الخالق جلّ شأنه تكريم الإنسان)[ 14]

    قال عالِم التطور "ميلرش H.Mellersh" في كتابه "تاريخ الإنسان": (إنّ دماغ الإنسان يختلف عن أدمغة بقية الحيوانات، وهو يشكل حدثاً جديداً في الحياة. وكل الأجناس البشرية تتمتع بهذه المزية... فأقوام أستراليا البدائيون يستطيعون أن يتثقفوا في بحر جيل واحد، وهذا يدل على أنّ الإنسان سواء أكان شرقياً أو غربياً، متمدناً أو بدائياً، يتمتع بالقدرات العليا ذاتها. وهذا ما أقرّه العِلم! فالهوّة إذاً سحيقة بين الإنسان والحيوان)

    أمّا مجلة "لايف Life" فقد كتبت في عددها الصادر بتاريخ 28/06/1963، شارحة تفوق الدماغ الإنساني تقول: (لخلايا الدماغ العصبية آلاف الاتصالات بعضها ببعض، وهناك اتصالات إضافية بفضل الكمية العليا من القشرة الدماغية التي تضاعف القدرة أضعافاً لا نهاية لها على استقبال وتحليل المعلومات. وهذه القدرة الاعتيادية تجعل الدماغ الإنساني بمنزلة رفيعة لا تُدانى بالنسبة إلى باقي الكائنات الحية)

    وبالتالي فالهوة سحيقة جداً بين الإنسان وبين الحيوان، أو حتى بين الإنسان وبين أي مخلوق آخر، فلو كانت نظرية النشوء والارتقاء المادي أو جميع نظريات التطور المادي الأخرى صادقة لما كانت تلك الهوة السّحيقة، بل لكان التقارب النسبي واضحاً.


    يقول علماء التطور المادي بوجود مراحل للذكاء، ولكننا لا نعلم بوجود ذلك مطلقاً، بل إنّ ما نعلمه "أنَّ 90% من الناس أذكياء، فعامة الناس أو أكثرهم أذكياء، والنادر هم البلداء أو الأغبياء، وهذا النادر لا حكم له." وهذا الرأي هو ما قال به العلامة النبهاني في كتابه "سرعة البديهة".[15]

    كما يزعم علماء التطور المادي بأنّ الإنسان المعروف باسم "إنسان ما قبل التاريخ" والذي يدّعون أنه انقرض كان يمثل الحلقة الوسطى. فلماذا عاشت هذه الحلقات الدنيا مثل القردة بينما انقرض إنسان ما قبل التاريخ، مع العِلم أنّ المفروض فيه حسب منطوق ومفهوم نظرياتهم أن يكون أرقى من القردة بكثير وأصلح للبقاء؟ وما الدليل على ذلك إن وُجد؟.

    ويقول داروين: (قد يكون للإنسان عذره في أن يشعر بشيء من الكبرياء لأنه ارتقى إلى ذروة السّلم العضوي، ولو أنّ ذلك الارتقاء لم يكن نتيجة لجهده الخاص. وإذا كان الإنسان قد ارتقى إلى مكانه الذي يحتله الآن، ولم يوجد في الأصل ومنذ البداية في هذا المكان فإنَّ ذلك خليق بأن يعطيه بعض الأمل في مصير أفضل في المستقبل البعيد... "ومع ذلك"... ورغم كل هذه القوى المثيرة فلا يزال الإنسان يحمل في هيكله المادي وصمَةً لا يمكن محوها تشير إلى أصله الوضيع)[ 16]

    وصمة الأصل الوضيع!!!! هكذا ينظرون للإنسان وأصله، ونحن نقول ومعنا كل الأدلة الدامغة التي تؤكد صحة قولنا؛ وتنفي نفياً قاطعاً ادعاءات وترهات داروين والتي نسجها من خياله الواسع!!!! نقول: نعم، لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم... إنّه الإنسان العاقل، الذي علمه الله، وزينه بالعقل والإدراك. إنّه الإنسان الأول "آدم عليه السّلام" الذي هو نفس الإنسان الحالي بجميع أوصافه التي نراها وندركها. لم يتبدّل ولم يتغير ولم يتطور. وله أن يفخر بأصله بحق، وله أن يفخر بأنّ الله قد فضله على جميع مخلوقاته، إذ اختاره من دون المخلوقات جميعها ليهبه العقل المميز، وأن يُسّخِرَ له ولمنفعته كل ما خلق. الإنسانُ الذي خلقهُ الله في أحسن تقويم.
    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    ......
    [1] الانفطار: ( 6 – 8 ).
    [2] غافر: ( 64 ).
    [3] التغابن: ( 3 ).
    [4] المُلك: ( 23-24 ).
    [5] التين: ( 4 ).
    [6] الإسراء: ( 70 ).
    [8] تفسير القرطبي، جلد ( 10 ) صفحه ( 294 ) أيضاً: تفسير الطبري، جلد (15)، صفحه (126).
    [8] المصدر السابق.
    [9] تفسير القرطبي، جلد ( 10 )، صفحه ( 294 ).
    [10] التين: ( 4 ).
    [11] - تفسير ابن كثير ، مجلد (3) ، صفحه (52).
    [12] النبهاني – الشيخ تقي الدين، كتاب " التفكير "، صفحه ( 5 ).
    [13] الصابوني – محمد علي، صفوة التفاسير، جلد ( 2 )، صفحه ( 170 ).
    [14] قطب – سيد، في ظلال القرآن، جلد ( 4 )، صفحه ( 2241 ).
    [15] النبهاني – الشيخ تقي الدين، سرعة البديهة، صفحه ( 23 ).
    [16] دورية " عالم الفكر "، المجلد الثالث، العدد الرابع ( 1973 )، صفحه ( 152 ).


    ............................................................ ....................
    ............................................................ .....................
    .....

    الموضوع منقول من :
    موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي
    الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الخلق بين النطفتين
    بواسطة الياس عيساوي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-05-2013, 10:21 PM
  2. كيف تكتسب أحسن الأخلاق؟
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-02-2008, 07:11 PM
  3. طلاب نشروا صورهم عارية على تقويم سنوي لدعم الكنيسة
    بواسطة muad في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-06-2007, 08:33 PM
  4. خلق الزوجة ( حواء ), ابحاث الخلق والنشوء
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-12-2005, 03:54 PM
  5. نام يا بابا أحسن لك
    بواسطة عبد الله المصرى في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-12-2005, 11:23 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء

خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم , بحث في الخلق والنشوء