موضوع رائع أخى الحبيب
دكتور شريف
بارك الله فيك وجزاك خيرا
حقا ... إن لتذكر الموت أكبر الأثر في إصلاح النفوس وتهذيبها
فالنفس تؤثر الدنيا وملذاتها .... وتطمع في البقاء المديد في هذه الحياة
تهفو إلى الذنوب والمعاصي ..... وتقصر في الطاعات والعبادات
فإذا اكان الموت على بال العبد دائما، فإنه يصغر الدنيا في عينيه ، ويجعله يسعى في إصلاح نفسه وتقويم المعوج من أمره قبل مجىء يوم الحساب الذى لا ينفع فيه الندم ولا المال ولا البنون .... فقط تنفع الحسنات وصالح الأعمال
يجعله يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله
يجعله يخشى المعاصى والذنوب ويحذرها
يجعله يسارع فى الإستزادة من الخيرات
يجعله على استعداد دائم لملاقاة الله على خير حال
فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم قوله : (أكثروا ذكر هادم اللذات (الموت)) صحيح الجامع
قال القرطبي في التذكرة : واعلم أن الموت هو الخطب الأفظع ، والأمر الأشنع ، والكأس الذي طعمها أكره وأبشع ، وإنه الأهدم للذات ، والأقطع للراحات ، والأجلب للكريهات ، فإن أمرا يقطع أوصالك ، ويفرق أعضاءك ، ويهدم أركانك لهم الأمر الفظيع والخطب الجسيم وإن يومه لهو اليوم العظيم
وقد وعظ الله سبحانه رسوله بالموت فقال (إنك ميت وإنهم ميتون)
وجاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شئت ، فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس) رواه الطبراني
ومن عظات الصحابي الجليل أبي الدرداء قوله : أضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وضاحك بمليء فيه وهو لا يدري أأرضى الله أم أسخطه.
وقال أبو ذر : تلدون للموت ، وتعمرون للخراب ، وتحرصون على ما يفنى وتذرون ما يبقى
ونقل القرطبي عن يزيد الرقاشي أنه كان يقول لنفسه : ويحك يا يزيد من ذا يصلي عنك بعد الموت ؟ من ذا يصوم عنك بعد الموت ، من ذا يرضي عنك ربك بعد الموت ؟
ثم يقول: يا أيها الناس ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم ؟ من القبر طالبه، والقبر بيته والتراب فراشه والدود أنيسه ، وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر ، كيف يكون حاله ؟
وقال الدقاق : من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة : تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة ، ومن نسي الموت عوجل بثلاث : تسويف التوبة ، وترك الرضى بالكفاف ، والتكاسل في العبادة
وقال أبو الدرداء : من أكثر ذكر الموت قل فرحه ، وقل حسده
المفضلات