· س: هل هناك دعاء تقوله المرأة إذا تعسرت ولادتها أو آيات قرآنية؟ نرجو الإفادة.

o ج: قال ابن القيم في الطب النبوي في حرف الكاف: كتاب لعسر الولادة، قال الخلال حدثني عبد الله بن أحمد قال: رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض وشيء لطيف: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العـرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، (( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ ))، (( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا )) ... ويذكر عن ابن عباس أن عيسى مر على بقرة قد اعترض ولدها في بطنها فقالت: يا كلمة الله ادع الله أن يخلصني مما أنا فيه، فقال: يا خالق النفس من النفس، ويا مخلص النفس من النفس، ويا مخرج النفس من النفس خلصها، فرمت بولدها فإذا هي قائمة تشمه، وإذا عسر على المرأة ولدها فاكتبه لها. ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل الله فيه. ويكتب في إنـاء نظيف : (( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ )) وتشرب منه الحامل ويرش على بطنها اهـ.

· س: كيف كان هديه صلى الله عليه وسلم في زيارة المريض ؟

o ج: كان صلى الله عليه وسلم يحث على عيادة المرضى، ففي المسند وسنن ابن ماجه بسند قوي عنه صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرفة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح )) فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يعود من مرض من أصحابه حتى أنه عاد غلاما يهوديا كان يخدمه، فعرض عليه الإسلام فأسلم، وعاد عمه أبا طالب ودعاه إلى الشهادة فلم يقبل، وكان صلى الله عليه وسلم يستحب العبادة بحسب الحاجة، فأحيانا يعود المريض يوميا وأحيانا كل أسبوع، وكان يجلس عند رأس المريض ويسأله عن حالته، وقد يقول له: هل تشتهي شيئا فيحضر له ما يشتهيه إن كان لا يضره، وكان يمسح بيده على المريض ويقول: (( اللهم رب الناس أذهب الباس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما )) وقد يدعو له بالشفاء كقوله صلى الله عليه وسلم (( اللهم اشف سعدا )) ويقول: (( لا بأس طهور إن شاء الله )) وقد يقـول: (( كفارة وطهور )) ولم يكن يخص يوما من الأيام بالعيادة، بل شرع لأمته العيادة ليلا أو نهارا، وكان يعود من كل مرض أقعد صاحبه كالرمـد وغيره، وكان أحيانا يضع يده على جبهـة المريض ثم يمسح صدره وبطنـه ووجهه ويقول: (( اللهم اشفه )) وكل ذلك دليل على آكدية عيادة المريض الذي حبسه مرضه، فهو يحب أن يعوده إخوانه وأحبابه، وقد جعل ذلك من حقوق المسلمين بعضهم على بعض في قوله صلى الله عليه وسلم (( للمسلم على المسلم ست بالمعروف )) وعد منها: (( ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات )) وذلك مما يؤكد محبة المسلم لأخيه. والله أعلم.

· س: رجل يريد أن يفتح مستوصفا طبيا يخدم من خلاله مجتمعه ويعود عليه بالفائدة المالية، فبماذا توجهونه؟

o ج: لا شك أن المستشفيات والمستوصفات والعيادات قد أصبحت في هذه الأزمنة من شبه الضروريات، لكن أكثر الذين يتولون تأسيس التجارية يغلب عليهم قصد الدنيا ومتاعها والمصلحة الشخصية من وراء المرضى، فيهمه أن يحصل على الأجرة وإن لم يشف المريض، فننصح أهل هذه المستوصفات أن يخلصوا في عملهم، وأن يبذلوا جهدهم في علاج المرضى بما يكون له الأثر في إزالة الشكوى أو تخفيفها، ويكون ذلك باستجلاب الأطباء الحاذقين العارفين بعلاج كل داء، وأهل التخصص الحاذقين في العمل، وأهل النصح والإخلاص للمسلمين، وأن يقوم المدراء عليهم بالتوجيه والإرشاد والمتابعة والمراقبة، ثم بتشجيع أهل النصيحة والجد والنشاط، ورفع مكانتهم ومنحهم الجوائز التي تناسبهم، وإبعاد أهل الكسل والغش والمقاصد العاجلة، ولا شك أن ذلك مما يجلب له سمعة حسنة وشهرة بين الناس مما يسبب الإقبال عليه والترغيب في العلاج والثقة به، وهو وإن كان مقصدا دنيويا، لكنه يحصل مع قصد الخير ونفع المسلمين، ولقد شوهد الكفرة والنصارى ونحوهم يخلصون في أعمالهم ويصدقون في مواعيدهم، وينجزون ما تقبلوه في أسرع وقت؛ ليجلبوا لهم شهرة وسمعة طيبة، فنحن المسلمون أولى بالإخلاص والصدق والوفاء. والله أعلم.

· س: رجل يعمل ممرضا يساعد الأطباء أثناء عملهم ويرعى شؤون المرضى ويقدم لهم ما يحتاجونه، فبماذا توجهونه؟

o ج: ننصحه بالإخلاص في عمله بأن يؤديه كاملا فيحافظ على الوقت ويحضر وقت الحاجة إليه، ويرشد الأطباء إلى النصح في عملهم وإرادة وجه الله ومراقبته، والنظر في مصلحة المرضى والتسوية بينهم، والرفق بالضعفاء والفقراء والحرص على خدمتهم والقيام بالواجب نحوهم، كما ننصحه بأن يذكر المرضى ويرشدهم ويعظهم، ويبين لهم أن الشفاء من الله تعالى فهو الذي أنزل الداء وهو الذي يرفعه متى يشاء، فعلى المريض أن يلهج بذكر ربه ودعائه والتضرع إليه وإخلاص الدين له، وأن يذكرهم بالوصية واستحضار الأجل والاستعداد لما بعد الموت، وبذلك ينفع من فوقه ومن تحته من طبيب ومريض، كما عليه أن يظهر بمظهر الإسلام فيغض بصره عن الحرام ويحافظ على الصلاة، ويذكر بها المرضى ويكثر من ذكر الله تعالى والتذكير به؛ ليكون قدوة لمن أراد الله به خيرا. والله أعلم.

· س: ماذا يقول من فجع بموت قريب أو حبيب ؟ وماذا يقول من عُزي بذلك؟

o ج: يشرع لمن أصيب بموت أحد أقاربه أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي خيرا وأخلف لي خيرا منها، وعليه أن يظهر الرضا بالقضاء والتسليم لأمر الله، ولا بأس بالبكاء وقول: العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، ويبتعد عن الندب والصياح وشق الثياب ونتف الشعر ونحوه، فهو من النياحة المحرمة، وفي الحديث: (( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية )) وأما المعزي فإنه يقول للمصاب: أحسن الله عزاك، وجبر مصابك، وغفر لميتك ورحمه وخلفه في عقبه بخير، ويقول لهم: إن في الله عزاء من كل فائت، وخلفا من كل هالك، فبالله تقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب. ويحثهم على الصبر والرضا، ويعدهم بالأجر الجزيل وثواب المصيبة.

· س: سائلة تقول: أنا امرأة كبيرة السن، وأعجز عن الوقوف في الصلاة ، فهل لي الجلوس إذا تعبت أم أن ذلك ينقص أجري؟

o ج: لا بأس بالصلاة جالسة عند العجز عن القيام وذلك متى حصل تعب ومشقة وإرهاق بسبب مرض، أو بسبب كبر السن، بحيث يتضرر من القيام أو يزيد في المرض فإن ذلك مبيح للجلوس، وتكون الصلاة كاملة لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب )) ولقوله تعالى: (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) .
أما النافلة فتجوز حال الجلوس ولو مع القدرة، لكن ليس له إلا نصف أجر القائم؛ لحديث (( صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم )) أي: في النافلة. والله أعلم.

· س: هل صحيح أن الجن يتلبس بالإنس ؟ وهل يجوز لمن تلبس به جن أن يذهب لأحد القراء لكي يقرأ عليه لإخراج الجن؟

o ج: صحيح أن الجن يتلبس بالإنس، لأن الجني مجرد روح بلا جسد، فهذه الروح لخفتها تدخل في جسد الإنسان وتتغلب عليه، بحيث لا يبقى لروح الإنسان إحساس، فلذلك ينطق الجني على لسانه ويتصرف فيه، وإذا ضرب فإنما يقع الألم على الجني، بحيث إذا فارقه لم يتذكر الإنسي ما حصل له، ولا يرى عليه آثار الألم، وبحيث يشاهد حال التلبس يفعل أشياء غريبة، كدخوله في النار وابتلاعه الجمر منها، وحمله الأشياء الثقيلة، وضرب نفسه بالحجر الكبير ونحو ذلك، وإنما يفعل هذا الجن المتمردون العصاة على الله، وهو في دينهم الإسلامي ذنب كبير بحيث يعد مرتكبه مجرما. وطريقة التحفظ منهم والتحصن بكثرة ذكر الله تعالى وقراءة المعوذتين وآية الكرسي وخاتمة سورة البقرة، ونحو ذلك من الآيات وقراءة الأوراد والأدعية التي ورد الأمر بها في الصباح والمساء، وكثرة الاستعاذة بالله من الشياطين وأتباعهم، ومتى ابتلي أحد بالصرع وملابسة الجني فإنه يعالج بالقرآن، فهناك قراء متخصصون لإخراج الجن، ولهم معرفة بكيفية إخراجه ولو بالقتل، وذلك معروف عندهم بطرق متبعة. والله أعلم.