هذا رد الاستاذ فادى المسيحى المهتم بدراسة الدين المسيحى

أهلا بك مجددا أيها العزيز هاني

كنت أتمنى لو أنك بدأت رسالتك الأخيرة باسلوب ألطف بعض الشيء، ولكن لا بأس فالوصول الى الحق هو غايتنا لذلك لن اتوقف عند ذلك.
أرجو من الرب ان يقودني في ردي على حججك العديدة التي أثرتها في رسالتك الاولى. ولكن قبل أن أبدأ بذلك أحب ان أوضح لك انني كمسيحي، مؤمن، إنجيلي لا ابني أي عقيدة من العقائد التي أؤمن بها الا على الكتاب المقدس وحده بعهديه القديم والجديد وليس أي مرجع آخر كان، وكل عقيدة لا تنسجم مع الكتاب المقدس هي مرفوضة قطعا، وانا أؤمن بعصمة الكتاب المقدس وانه موحى به حرفيا من الله بلغته الأصلية ولا يُقصد بالوحي الحرفي الوحي الاملائي.
1- والآن فيما يتعلق بالحجة الأولى التي ذكرت فانا أوافقك ان الكتاب المقدس يتكلم عن ان الله واحد ولا مثل له وكل الشواهد التي تتكلم عن ان الله واحد هي جليّة في الكتاب المقدس، الا ان ما ذكرته عن الرب يسوع ليس صحيحا، لقد قلت في رسالتك ان المسيح نفى عن نفسه الألوهة وهذا ينم عن عدم معرفة منك لكامل الكتاب المقدس أو رفضك للآيات التي تشير الى ذلك مع أنها واضحة وضوح الشمس : فقول المسيح : أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ (يو10: 30) لا يحتمل تفسيرات عديدة ، لقد جعل نفسه معادلا للآب. ولن أعيد ما كتبته في الرسالة السابقة عن الآيات التي تتكلم عن ألوهية المسيح اذ يمكنك العودة اليها وارجو منك ان تقرأها بكل تجرّد اذ هي وا ضحة لا تقبل التأويل ولا الاجتهادات. ثم ان العهد القديم يتنبأ عن ولادة المسيح من عذراء وانه سيدعى عمانوئيل : وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».(أش7:14) الذي تفسيره "الله معنا" كما نجد في انجيل متى : هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت1: 23)
ثم نجد في مواضع عديدة في العهد الجديد ان الرب يسوع يتمتع بصفات الألوهة فهو يغفر الخطايا : مرقس 5 واليهود في ذلك الموضع استاؤوا جدا منه لانهم كانوا يعلمون جيدا انه لا أحد يستطيع ان يغفر الخطايا الا الله وحده. وما وَصْف الرب يسوع نفسه بابن الله الا تعبيرا آخر عن معادلته لله وهذا ما فهمه اليهود منه وأرادوا ان يرجموه بسبب ذلك. اضافة الى ذلك هناك العديد من الشواهد الكتابية في العهدين القديم والجديد والتي تتكلم عن مساواة الآب بالابن لكن اكتفي بهذا الشاهد الأخير الوارد في الرسالة الى العبرانيين : اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ ... الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، (عب1:1- 3) ولا اظن ان هذه الصفات التي يتمتع بها الرب يسوع بحسب هذه الآية هي أقل من صفات الألوهة، فهو بهاء مجد الله وله نفس جوهره وكلي القدرة.
وكما سردت امامك آيات عديدة تتكلم عن ألوهية المسيح هناك أيضا العديد من الآيات التي تتكلم عن شخص الروح القدس كإله : فهو أزلي وخالق(تك1) وهو ليس قوة ما بل هو شخص إذ يعزي (يو16) ويحزن (أف4) أيضا ويتكلم (أع13) ويبكت (يو16) .
وتلخيصا لما سبق أقول ان الكتاب المقدس يتكلم عن كلٍّ من الآب والابن والروح القدس كإله والامر الوحيد الذي يفسر هذا المفهوم هو عقيدة الثالوث التي لا يمكننا ادراكها الا بالايمان . وتمسكي بهذه العقيدة ليس مردّه الا ما يعّلمه الكتاب المقدس لانه التفسير الوحيد المقبول للاشارات الواضحة في الكتاب المقدس عن الوهية الآب والابن والروح القدس التي بامكاني ان ارسل اليك عنها باسهاب فيما بعد لو احببت لكنني اكتفيت بهذا العدد القليل منها الآن لأن تناولها عبر الكتاب المقدس بكامله يحتاج الى صفحات عديدة، واعيد تأكيدي لاستعدادي في ارسال تلك الدراسة لو احببت.
2-3 ان ما سبق وبنيت عليه مفهومك عن النصرانية المرتكزة على عقيدة الخطيئة الاصلية يعود الى ما تعلّمه الكنيسة الكاثوليكية (والذي في نواح عديدة لا ينسجم مع الكتاب المقدس) وان المسيح مات على الصليب لكي يخلصنا من الخطيئة الأصلية. وبالطبع الخطأ ليس نابع منك بل من ذلك التعليم نفسه. دعني أوضح لك مجددا ما يعلمه الكتاب المقدس عن هذا الأمر، ان الطبيعة البشرية ساقطة بسبب العصيان الاول والانسان خاطئ شئنا ذلك ام ابينا فلا وجود لانسان معصوم عن الخطأ و الكتاب المقدس يوافق على ذلك بعهديه القديم والجديد :
اَللهُ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟ كُلُّهُمْ قَدِ ارْتَدُّوا مَعاً فَسَدُوا لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. (مز53: 2-3) كما نقرأ في العهد الجديد أيضا : لان من حفظ كل الناموس وانما عثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل . وما سبق وقلته في رسالتك ان العهد القديم في سفر التثنية يتكلم ان الانسان بذنبه يموت هو صحيح فنحن لا نؤمن اننا سنقدم حسابا عن غيرنا (آدم مثلا) بل سنقدم حسابا عن خطايانا الذاتية وما الخطايا التي سقط فيها الانبياء وأتى على ذكرها العهد القديم الا دليلا قاطعا واشارة واضحة من الرب لنا ان كل انسان حتى الانبياء أيضا هم خطاة بحاجة للخلاص من هذا الواقع المرير الذي وصفه داود في كتاباته : هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي. (مز51: 5) وبالطبع هو لا يتكلم هنا عن ان الزواج هو خطية بل ان كل من يولد من أب وام يرث هذه الطبيعة المعرضة للوقوع في الخطية عندما يبدأ الانسان بالتمييز بين الخير والشر، وكما قلنا لا يوجد اي انسان يعرف ان يميز بين الخير والشر غير خاطئ. ولأن "اجرة الخطية هي موت" (رو6: 23) ولانه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب9: 22) أسس الله مفهوم الذبيحة الدموية في العهد القديم لكي يعلم الانسان ان عدالنه تتطلب دفع اجرة الخطية ، وقد اسس ذلك بداية مع آدم ثم قدم الناموس بموسى وفيه تفصيل لشريعة الله والوصايا والفرائض والذبائح العديدة وكلها كانت ترمز الى الذبيحة الكاملة التي قدمها المسيح على الصليب والتي سبق فأنبأ عنها أشعيا النبي في الاصحاح 53 من سفر أشعياء العهد القديم (يمكنك العودة الى هذا الاصحاح بكامله اذ يتكلم بالتفصيل العجيب عن ذبيحة المسيح الكفارية). وانسجاما مع هذه العقيدة نجد في العهد الجديد سفرا بكامله موجها الى العبرانيين الذين يُعتبرون خبراء في تعليم العهد القديم والناموس نجد كيف ان كلمة الله تفصّل بالتدقيق تفوّق المسيح على الملائكة والانبياء وكل من سبقه وتعلن ان المسيح اتم كل رموز العهد القديم اذ نقرأ : وَأَمَّا هَذَا (أي المسيح) فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، مُنْتَظِراً بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ. (عب10: 12-14)
أنا اوافقك الرأي على ما قلته ان الله سوف يفصل بين الأشرار والأبرار لأن الكتاب المقدس يعلن ذلك، لكن الاساس الذي عليه يتبرر الانسان هو عمل المسيح والايمان فيه كما تقوله بوضوح الآيات التالية :" متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رو3: 24) وأيضا :" فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو5: 1) اما أعمال الانسان الصالحة لا تخوله المثول امام قداسة الله وقد عرف أشعياء النبي ذلك تماما فكتب يقول :" وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل اعمال برنا وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا" (أش64: 6) ان التبرير نناله بواسطة الايمان بعمل الرب لأنه دفع اجرة خطيتنا أما الأعمال الصالحة التي نقوم بها بعد الايمان هونتيجة طبيعية للايمان بالرب يسوع وتُحسب لنا كمكافأة في الحياة الأبدية.
4- أعود واقول لك ان ما تعرفه من معلومات عن المسيحية هو مشوّه وغير دقيق فقولك ان الذين أتوا قبل المسيح لم يستفيدوا من عمل المسيح على الصليب هو غير صحيح. فكلمة الله في الرسالة الى العبرانيين والاصحاح الحادي عشر تأتي بوضوح على ذكر تلك القافلة الكبيرة من انبياء الله في العهد القديم والذين تبرروا بالايمان بكلمة الله وبوعوده:" في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض. فان الذين يقولون مثل هذا يظهرون انهم يطلبون وطنا. فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع. ولكن الآن يبتغون وطنا افضل اي سماويا.لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لانه اعدّ لهم مدينة" (عب 11: 12-16) وعود الله في العهد القديم كانت كلها تنصب على انه سوف يرسل المسيا المخلّص وهذه الوعود بدأت في الجنة حين وعد الله في تك3: 15 ان نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية وهذه نبوة عن المسيح الذي عندما تجسد اتى ليس من نسل رجل بل من الروح القدس بواسطة امرأة وانتصر على ابليس الحية القديمة بموته وقيامته. ثم نجد ان الرب يعد ابراهيم ان من نسله تتبارك جميع قبائل الأرض وذلك اشارة الى ولادة المسيح من نسل ابراهيم وهذا ما يبدأ به متى انجيله فيبينه لنا. ثم نجد ان الرب يعد موسى : " يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي.له تسمعون" (تث18: 15) .... كل هؤلاء المؤمنين من العهد القديم الذين آمنوا بالله وبوعوده كانوا يتوقعون بالايمان خلاص الله لهم لذلك موت المسيح الكقاري يشملهم أيضا اذ يطال مؤمني العهد القديم والعهد الجديد، لقد قال الرب يسوع لليهود في انجيل يوحنا 8: 56 ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فرأى وفرح.
5- وبالرغم من ان امورا كثيرة سبق وقلتها في الأسطر السابقة وتتطال هذه الحجة، الا انني سوف اعود لافصلها لك : أكرر ان المسيح لم يمت على الصليب تكفيرا عن الخطية الاصلية بل عن خطية كل انسان يؤمن به لذلك فان موت المسيح يطال هؤلاء الذين اخطأوا في العهد القديم أيضا. وأحب ان أوضح لك امرا هاما ان الله قدوس ويكره الخطية وعيناه اطهر من ان تنظرا الى الشر وكل خطية، صغيرة كانت ام كبيرة، هي خاطئة جدا في نظره ومن يخطئ بأمر واحد اصبح مجرما في باقي الوصايا :" لان من حفظ كل الناموس وانما عثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل" (يع2: 10) لذلك فان خطية آدم ليست اقل من باقي الخطايا الأخرى التي ذكرتها. وتأكيدا على ذلك نجد ان الرب يسوع في موعظته على جبل الزيتون يقول ان الزنا الحقيقي ليس بذات الفعل فقط بل ان كل من نظر الى امرأة لكي يشتهيها فقد زنى بها في قلبه (مت5: 28) ان اصغر خطية يقع فيها الانسان هي كافية له لكي يستحق الموت الأبدي لان : اجرة الخطية هي موت واما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا(رو6: 23) ثم دعني اكرر لك انه صحيح ان الكتاب المقدس يذكر عن خطايا الانبياء لكن ذلك ليس لانه يوافق عليها بل لعدة اسباب اخرى اذ يريدنا ان نتّعظ من حياتهم فلا نقع بأخطائهم ويريد ايضا ان يُظهر لنا ان : الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله (رو3: 23)
6- ردا على هذه الحجة اقول مجددا ان الرب يسوع لم يذهب الى الصليب رغما عنه بل هو اختار ان يضع نفسه : لهذا يحبني الآب لاني اضع نفسي لآخذها ايضا. ليس احد يأخذها مني بل اضعها انا من ذاتي.لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان آخذها ايضا (يو10: 17-18) اما الذين نفذوا عمل الصلب فقد غفر لهم الرب ما قاموا به اذ قال : فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو23: 24)
7- ان قول الله : يوم تأكل منها موتا تموت قد تحقق يا صديقي والا فاننا ننسب لله عدم النزاهة. اما كيف تحقق ذلك فدعني اقول لك ان تنبيه الله لآدم من الموت كان له شقّان : الاول روحي والثاني جسدي . والموت الروحي هو البُعد عن الله وفقدان الشركة معه وهذا ما حصل فعليا في اليوم عينه الذي عصى فيه آدم وصية الله، اما الشق الجسدي فقد حصل لاحقا إذ دخل الموت الى الطبيعة البشرية.
8-9 ان موت المسيح هو في الجسد أي الناسوت كما قلت في -9- لكن ما فاتك اننا لا نؤمن انه يجب ان يموت إله على الصليب لكي تتحقق غاية التكفير لان الذبيحة الكاملة والفداء يحتاجان الى انسان كامل لم يعرف خطية (وهذا ما كان يُرمز اليه في الذبائح التي كانت تُقدم في العهد القديم والتي أوصى الله ان تكون صحيحة لا عيب فيها : ان كان قربانه محرقة من البقر فذكرا صحيحا يقرّبه -كبشا صحيحا - تعملون يوم ترديدكم الحزمة خروفا صحيحا حوليّا محرقة للرب (لاويين – عدد – تثنية ) والرب يسوع في طبيعته البشرية وتجسده من مريم العذراء من دون زرع بشري لم يعرف خطية ولا وجد في فمه مكر لذلك موته في الجسد كان كافيا مرة والى الأبد لكي يصنع الفداء للجنس البشري لأنه: له يشهد جميع الانبياء ان كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا (أع10: 43)
اما الآلام التي مر بها فقد كانت في الجسد وهو قد اختار طوعا ان يخوضها بدلا عنا لم يرغمه أحد على ذلك بل اختار طوعا ان يقوم بذلك : الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا للّه لكنه اخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس. واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب (في 2: 6-8) – وهذه الآلام كانت تهدف لأمرين الاول اظهار بشاعة الخطية والآلام التي كان يجب ان نتحملها نحن كبشر أجرة لخطايانا، والشق الثاني هو لكي يرثي لضعفاتنا كما تقول الآية : لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية (عب 4: 15) وأيضا " لانه في ما هو قد تألم مجربا يقدر ان يعين المجربين (عب2: 18) . ان الإله بالطبع لا يموت بل ما مات هو جسده الطاهر لكي :" لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس" (عب2: 14) ومن ثم يقوم في اليوم الثالث في جسد ممجّد لا يعرف الموت أبدا وهذا الجسد هو صورة عن الأجساد الممجدة التي سينالها المؤمنون في يوم القيامة ومجيء الرب يسوع ثانية :" ايها الاحباء الآن نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون.ولكن نعلم انه اذا أظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو" (1يو3: 2)
10- في هذه الحجة ما زلت تركّز على فكرة اننا نؤمن اننا يجب ان ندفع جزاء خطية آدم لذلك اتى الرب يسوع ليخلصنا من هذا الامر وانه لا يد لنا في سقوط آدم. اعود واكرر لك اننا مسؤولون عن خطايانا الذاتية امام الله وان الله قد خلقنا أحرارا نملك حرية الاختيار بين الخير والشر ولم يخلقنا لا ارادة لنا ولا حرية لكنه اوصانا ان نختار طاعته لا العصيان عليه : أشهد عليكم اليوم السماء والارض.قد جعلت قدامك الحياة والموت.البركة واللعنة.فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك. (تث 19: 30) وهذا الامر ليس لانه يريد ان يوقعنا في فخ بل لانه يريد ان يخلق انسانا حرا يختار طوعا ان يعبده ويطيعه ، ولكن الله كان يعلم ان الانسان سيقع في الخيار الخاطئ لذلك رتّبت رحمته للانسان طريقا للخلاص من عبودية الخطية، وهذا الطريق هو أيضا يحترم حرية الانسان في الاختيار، فكل من يختار طريق الله الذي رتبه للخلاص بشخص المسيح ينال العتق من عبودية الخطية والدينونة ويحيا الى الأبد مع الله، وكل من يرفض عمل المسيح على الصليب يختار طوعا ان يبقى عبدا لابليس وليس للرب. ان الشيطان ملاك ساقط مهزوم مصيره في العذاب الابدي وحاشا ان يكون له اي قدرة وسلطة على الله. وما رتبه الله من خطة لخلاص الانسان هو بانسجام تام مع غفران الله وعدالته ورحمته. صحيح ان الله اله غفور رحوم لكنه اله عادل أيضا ولا يمكن ان يتغاضى عن صفة من صفاته على حساب صفة أخرى. هو عادل يريد ان يقاصص الخطية لكنه في الوقت نفسه هو رحوم غفور والطريق الوحيد الذي يجمع بين هذه الصفات الالهية هوالصليب الذي أظهر عدالة الله فيما يختص باجرة الخطية وفي الوقت نفسه فتح الباب امام الرحمة الحقيقية والغفران بالمسيح: " ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة." (2كو5: 19) وأيضا :" لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية." (يو3: 16)
11- تعود وتشدد على ان " اى عقل يقبل ان يقتل احد بدلا من الاخر " واعود واقول لك اننا (كل انسان) مسؤولون عن خطايانا الذاتية وليس خطايا الآخرين ( الا اذا كنت تعرف عن شخص ما بار لم يعرف خطية في حياته !) اما خطة الفداء ومفهوم الفداء فليس من صنع أي انسان بل من الله اذا يقول بولس في رسالته الى أهل أفسس : الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته (أف 1: 7) ومفهوم الفداء ليس ارضاء لابليس حاشا بل ارضاء لعدالة الله التي حكمت ان اجرة الخطية هي موت وحتى لا يموت الانسان بذنبه الى الأبد رتب الله خطة فداء البشرية التي ارضت عدالته وحكمه على الخطية. الفداء هو خاص فقط للانسان وليس لأي ملاك ساقط مهما كان لان مصير ابليس وملائكته الساقطين هو في جهنم والله لا يُسرّ أبدا بموت الشرير: هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب.ألا برجوعه عن طرقه فيحيا (حزقيال 18: 23) اما كل من يرفض عمل الله الخلاصي فهو يختار طوعا ان يكون مع ابليس في جهنم والعذاب الأبدي فالله يحترم حرية وخيار الانسان ولا يجبره على امر ما .
12- اما القول :" وهو كفارة لخطايانا.ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا" (1يو2: 2) يحتاج مني ان أشرح لك قليلا معنى وعمل الكفارة . واسمح لي ان اضمن تفسيري هذا مقالة كنت قد كتبتها سابقا عن هذا الموضوع وفيها تجد ردا على هذه الآية في سياق تفسير كامل لها :


الكفارة في الكتاب المقدس
لقد كان موت المسيح و ما يزال محط العديد من الهجمات الهادفة الى تغيير معالمه ، فالبعض يظن أنه كان حادثا غير متوقعا اذ لم تكن الجلجثة من ضمن ما خططه الله لابنه. و البعض الآخر يرى في موت المسيح حادثة استشهاد أحد المصلحين في سبيل نشر مبادئه السامية و المقدسة عن الحق، هذا بالاضافة أيضا الى غيرها من النظريات الفلسفية الفكرية التي حاولت اعطاء مفهوما مغلوطا عن موت المسيح ، أما الكتاب المقدس فهو يصف موت المسيح على أنه: 1- فدية (مت20 :28-1بط1: 18) – 2-كفارة (رو3: 25) – 3-مصالحة (رو5: 10) -4-موتا بديليا (ابط2: 24). وفيما يلي محاولة لالقاء الضوء بشكل مركز على الناحية الكفارية فقط لموت المسيح, وذلك من خلال تعريفها و نطاق عملها.

1- تعريف الكفارة :
أ-الكفارة في العهد القديم:
نجد في العهد القديم أن الموت هو عقاب حتمي للخطية (حز 18: 20) . ولكن الله بنعمته سمح بالذبائح البديلية لتحل مكان الخاطئ المستحق الموت . لقد كانت الكفارة على نطاقين :فردي و جماعي. فالاول تصفه لنا الآيات الواردة في (لا6 :2،7) اذ نرى الكاهن يكفر بالذبيحة عن الخاطئ أمام الرب للصفح عنه .و أما الثاني فنجده في (لا16: 32،34) حيث كان الكاهن ، مرة واحدة في كل سنة (يوم الكفارة) يقدم الذبيحة الكفارية عن نفسه و عن بيته ثم عن باقي الشعب. و الكلمة المستخدمة في الاصل العبري Kaphar كانت تعني الستر على الشيء حتى يغطيه بالكامل ، و هكذا كان مفعول الذبيحة الكفارية فهي تستر على خطايا الشعب حتى لايراها الله فيسكب غضبه و دينونته عليهم. و سنة بعد سنة كانت هذه الكفارة تؤجل حكم عدالة الله الى اليوم الذي تمت فيه الكفارة الحقيقية على صليب الجلجثة حيث أدان الله الخطية بوضعها على المسيح الذي مات بسببها.
ب-في العهد الجديد:
ان الكفارة في العهد الجديد هي ما اتمه موت المسيح على الصليب ارضاءا لمتطلبات عدالة الله و تهدئة غضبه بستر خطايانا و تحمّله وحده عقاب الخطية .فعدالة الله تلزمه بمعاقبة الخطية، أما رحمته العاملة مع عدالته و الساعية لايجاد بابا لخلاص الخطاة ، فقد دفعته لارسال ابنه ليموت عوضا عنا ليتمم متطلبات العدالة الالهية :"... وان يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض ام ما في السموات." (كو1 : 20)
2-نطاق عملها :
لقد تعددت الآراء حول نطاق كفارة المسيح . فالبعض يرى فيها كفارة فقط من أجل المؤمنين اذ لا يمكن أن يكون موت المسيح الا من أجل المختارين،أي كفارة محدودة، و البعض الآخر يرى فيها كفارة من أجل كل العالم ، أي كفارة غير محدودة .لكن ماذا يجاوب الكتاب على ذلك ؟
اذا ما عدنا الى مفهوم الكفارة في العهد القديم فاننا نجد أن الرب كان يرحم الفرد و يرضى عنه من خلال العلاقة الشخصية معه بواسطة الذبيحة (لا 1: 4) ، كما أنه كان يرحم أيضا الجماعة أي الشعب كله و ذلك من خلال الكفارة السنوية (لاويين 16). ان موت المسيح يجمع بين هاتين الصورتين, الفردية و الجماعية في الوقت عينه . إنه كفارة جماعية، بمعنى أن موت المسيح الكفاري هو موجود أمام كل العالم ليستفيدوا منه :"لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية."(يو3: 16) و بما أن الباب مايزال مفتوحا ، فان غضب الله على الخطية الذي سينسكب بالدينونة هو مؤجّل حاليا الى ذلك اليوم (يوم الدينونة) . ان دم المسيح حاليا يحجب عن العالم غضب الله المعلن من السماء و يشكل غطاء على خطايا كل العالم."وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا"(1يو2: 2).
أما الصورة الفردية لكفارة المسيح فهي من خلال العلاقة الفردية التي تولد من جراء قبول الانسان عمل المسيح على الصليب وبالتوبة والولادة الجديدة. وهذا الامر يحجب عنه غضب الله الى الابد، اذ أن المسيح كفّر عنه وأرضى عدالة الله بموته البديلي عنه . وعندما يُغلق باب الاستفادة الفردية ويصل يوم الدينونة, فان الكفارة تكون فعالة فقط فرديا بمعنى أن المؤمنين فقط سيعتقون من قصاص الموت, و اما الآخرون فسينالون العقاب الحتمي للخطية الذي هو الموت الابدي." الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية.والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو3: 36). ننتهي الى القول اذا أن الكفارة هي لأجل كل العالم في الوقت الحالي, و الذي يستفيد منها الآن بشكل فردي تكون عنده فعالة الى الابد. و أما الذي يهملها، فسيتحمل العواقب الحتمية لاحقا:"فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا."(عب2 :3) (انتهت المقالة)

13- اما لماذا هناك عهد قديم وعهد جديد فهذه ليست الا تسمية فقط بالنسبة للكتاب المقدس الذي نؤمن بوحدته التي لا تتجزأ من سفر التكوين حتى سفر الرؤيا وهذا الكتاب يبين لنا اعلان الله المتدرج لبني البشر عبر العصور عن شخصه وصفاته وعدالته وخطته الخلاصية لبني البشر، فالعهد القديم كان عهد الناموس والفرائض التي من خلالها اراد الله ان يعلم الانسان انه خاطئ وخطيته تستوجب العقاب لانه : باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه.لان بالناموس معرفة الخطية (رو3: 20) واما العهد الجديد فهو عهد اعلان الله لنا انه يوجد لنا مخرج من هذا الواقع المرير بشخص الرب يسوع هو عهد النعمة الالهية، وكما سبق وذكرت فان مؤمني العهد القديم مشمولون بهذا الخلاص أيضا بناء على ايمانهم (عب 11) وليس صحيحا ان العهد القديم لا يتكلم عن المسيح وعن الخلاص الالهي فالرسل الأوائل عندما جالوا مبشرين بالكلمة كانوا يرتكزون على كتب العهد القديم في البشارة والرب يسوع نفسه يشهد ان أسفار العهد القديم تشهد له : فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية.وهي التي تشهد لي (يو5: 39) وكل من يتهم العهد االقديم انه لا يتكلم عن الرب يسوع ومجيئه انما يظهر عن جهله للمحتوى الغني لهذه الكتب .

14- انت تتكلم في هذه الحجة وكأن الصالحين الذين انقذهم الله من الهلاك هم ابرار لم يعرفوا خطية أبدا. اريد ان اذكرك ان نوح ولوط وغيرهم من الاتقياء الذين انقذهم الله من الهلاك والدينونة الارضية التي امر بها انما وصفهم بالابرار لانهم استمعوا لصوت الرب وآمنوا به وليس لانهم أبرار لم يعرفوا خطية، فاذا صح ان الله عاقب البشر على ايام نوح لانهم اشرار وخلص نوح لانه كان بارا، فما بالك بما قام به نوح بعد الطوفان لما أخطأ عندما سكر ؟ وكيف دفع اجرة خطيته؟ ولوط الذي انقذه الرب من هلاك سدوم من دفع اجرة خطيته مع بناته بعدما سكر؟ دعني اجيبك على هذا التساؤل، اذ انه كما يقول الكتاب لا يوجد اي انسان لم يعرف خطية ابدا، لكن كل من قبل وعود الله وكلمته في العهد القديم هو مشمول بعمل المسيح الفدائي. وما الفلك الذي صنعه نوح لخلاص عائلته من غضب الله الا صورة رمزية لشخص المسيح الذي يخلص كل من يلجأ اليه من غضب الله في يوم الدينونة الأخير.

15 – نعم لقد اجاب المسيح ابليس في التجربة انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد، فلا يجوز السجود الا للرب وحده. ولكن نجد في اماكن اخرى ان الرب يسوع يقبل السجود من البشر، فلو لم يكن هو الله الابن لما قبل السجود من احد اذا لا يمكن ان يعلم امر ويطبق عكسه :
- ولما رأوه سجدوا له (مت28: 17)
- فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له وصرخ بصوت عظيم وقال ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي.استحلفك بالله ان لا تعذبني (مر5: 6-7)
- وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد الى السماء. فسجدوا له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم. (لو24: 51-52)
اما فيما يختص بباقي هذه الحجة فقد سبق واجبت عنه في سياق ردي على ألوهة الرب يسوع في هذه الرسالة والرسالة السابقة فلن أعود اليه.

16- اما ما أتيت على ذكره في هذه الحجة فدعني أقول لك يا عزيزي ان اتهامك ان بعض النصوص الموجودة في الاناجيل هي مقتبسة من الكتب الوثنية هو خطير فيما يخص ايمانك كمسلم أكثر مما هو خطير بالنسبة لي، فانا أومن ان الكتاب المقدس هو من وحي الله المعصوم عن الخطأ وهذا الله هو كلي القدرة وقادر ان يحافظ على كلمته التي أوحى بها من أي خطأ، اما كل تشابه مع صور ومقاطع وثنية فما هو الا من عمل ابليس على مر العصور الذي حاول جاهدا تشويه كلمة الله والنيل منها من خلال تأسيس عبادات وأديان وثنية تضل الانسان وتاتي بمعتقدات مشابهة احيانا لكن مشوهة لكي تضرب كلمة الحق، وذلك كله لان ابليس غير قادر ان يغيّر حرفا واحدا من كلمة الله المحفوظة بكلمة قدرته والتي هي ثابتة الى الابد. لقد حاول ابليس على مر العصور تأسيس ملكوت مشابه لملكوت الله لانه اراد ان يرتفع فوق العلي لكنه بالرغم من انه نجح في خداع العديد من البشر في السير ورائه الا انه لم يقدر ان يغير ابدا في ملكوت الله لانه مهزوم الى الأبد.
اما خطورة الموضوع بالنسبة لك هو انك تتهم الكتاب المقدس باحتوائه على نصوص محرّفة ومزادة من الوثنية وفي الوقت عينه كتابك ( القرآن) يأمرك بأن تؤمنوا بالتوراة والانجيل! فاذا قلت ان الكتاب المقدس لم يكن محرّفا في ذلك الوقت الذي نزل به القرآن بل كان صحيحا، فدعني أقول لك انه يوجد بين ايدينا اليوم مخطوطات للكتاب المقدس تعود لما قبل العام 600 م وهي مطابقة للنصوص الموجودة التي تؤلف كتابنا المقدس، ويكون كتابك بذلك يشهد على صحة الكتاب المقدس. اما اذا قلت ان التحريف حصل بعد انزال القرآن فانت تنسب لله جهالة اذ امركم ان تؤمنوا بكتب غير ثابتة ويعلم انها سوف تحرّف بعد فترة من الزمن، وهذا بحد ذاته مناف لصدق الله ونزاهته وعلمه الكامل.
اما تحدّيك لي ان اجد النسخة الاصلية للكتاب المقدس فهو تحدّ في غير موقعه لانك تفتح على نفسك الباب ذاته في ايجاد النسخة الأصلية للقرآن و المعروف تاريخيا ان النسخة الاصلية قد حرقها عثمان بن عفان واعاد جمعها من صدور المؤمنين !!!! فلا تفتح بابا على نفسك لا تستطيع ان تغلقه سيما وان القرآن نفسه يحتوي على أخطاء لغوية عديدة (يمكنني ان ارسل لك لائحة بها اذا شئت) وذلك بشهادة أديبكم طه حسين الذي قال انه حتى القرآن لم يسلم من خط قلمه الأحمر، فاذا كان الانزال من قبل الله يحتوي على أخطاء لغوية فهذا مرده امر وحيد ان الله اخطأ في معرفته للغة العربية !!! فأين الاعجاز اذا.

يا صديقي العزيز انا اقدر لك جدا بحثك عن الحق الالهي وانا واثق ان الله سوف ينير لك الطريق. ولكن اذا اردت متابعة الحوار فيما بعد فانا افضل ان يكون مركزا فقط على الموضوع الاهم الا وهو: اي كتاب هو كتاب الله هل الكتاب المقدس ام القرآن ؟ فالله لا يمكن ان يكون عنده اكثر من اعلان واحد. وكل مناقشة من الآن فصاعدا لا تنصب في تحديد المرجع الالهي الصحيح الذي يجب ان نركن اليه هو مضيعة للوقت لانني انا لا أومن بكتابك وانت لا تؤمن بكتابي وتصبح المحاورة شد حبال لا أقل ولا أكثر.
ارجو ان تتقبل ردي بكل رحابة صدر وتفهم والرب يباركك