بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير رسل الله و بعد فإن الإشكال الذى يتعلل به الطاعنين فى دين الله هو أنه فى هذه الآية إباحة ضمنية للزنى ما لم تكن الأمة مريدة للتعفف و ذلك بمفهوم المخالفة بمعنى لا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا ‘‘ أما إن لم يردن التحصن فلا إشكال عليهن فيما يفعلن ورد هذه الذى فهمته مما سبق و مما أعلمه ،، و أرجو التصويب إن كنت مخطئا ما يلى : 1- جاء لفظ الآية بهذه الصورة مناسبا لسبب نزولها و الذى ورد فى صحيح مسلم
2- مفهوم المخالفة الذى بنوا عليه استنتاجهم لا ينطبق على الآية و لا يقوى للاستدلال به لوجود النصوص الصريحة المعارضة و من أبسط قواعد الفهم أنه إذا تعارض نصان أحدهما قطعى الثبوت قطعى الدلالة لفظا و منطوقا مع نص آخر قطعى الثبوت و لكن دلالته من المفهوم و ليس المنطوق فإن الأول يُقدم
3- ولكن لعل من الحكم البلاغية التى من أجلها أورد الله الآية بهذا التركيب هو فضح أولئك المنافقين و إظهار حقارتهم بإكراههم لفتياتهم على البغاء و بأن هؤلاء الفتيات أطهر منهم لذلك الله وعدهم بالمغفرة و الرحمة لأنهن مكرهات و يكون الإثم واقع على هؤلاء المنافقين هذا ما أعلم و الله و رسوله أعلم