السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الإخوة الأفاضل ...
لم أشأ أن أتدخل في الحوار لسببين أولهما علم إخوتي في الله وثانيهما الإنتظار إلى أن ارى ما يرمي به جلوري , فهل هو باحث عن الحق ام مُتظارف ...
وتدخلت في الحوار لأشكر أحبتي في الله وأدعوا لهم بالتوفيق والنجاح وان يجعل الله أعمالهم مسطرة في ميزان حسناتهم يوم نلقى الله ...ثم أني وجدت أن جلوري لف ودار كثيراً أوهكذا ظهر لي ولن أتهمه فقد يكون بغير قصد كما نبه هو لعدم فهمه بادئاً ... إلا أني وجدت فيه بعض إعتراف بحق وهنا زال سبب عدم تدخلي الثاني
فسأنهي ما إلتبس عليه مع ملاحظة أني قد وجدته في النهاية بدأ يتفهم الموضوع أكثر بعد بداية عفواً في التعبير جاهلة .وأسال الله أن يكون في كلامي التوفيق بين ما سمعه من الإخوة وما قراه
بسم الله نبدأ
يقول الله تعالى في القرآن الكريم :
ومن الناس من يعبد الله على حرف
ما معنى حرف هنا؟!!!
هل معناها حرف واحد من الثمانية والعشرين حرفاً العربية؟
بالطبع لا
هل معناها قراءة من القراءات السبع أو العشر؟
بالطبع لا
إن حرف من أحد معانيها في الآية هنا ( وجه ).... وكذا الحال مع الأحرف السبعة ...يعني ( الأوجه) السبعة ....
ولكن الأوجه السبعة لماذا؟!!
الأوجه السبعة للالفاظ أو القراءات أو التهجئة أو العلامات كالضم والفتح والكسر , او الأحكام كالإدغام والإخفاء والإقلاب ... وهكذا والتي نزل بها جبريل عليه السلام على رسول الله محمد
إذاً الأحرف السبعة هي الوجوه السبعة للنطق أ والقراءة أوالتلفظ ......الخ
وهناك فرق بين
أن أقول الأحرف السبعة للقراءات , أو أن أقول الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم
فإذا قلت الأحرف السبعة للقراءات فهذه تحتمل معنيين ..أولهما يعني الأوجه السبعة للقراءات (ومعنى حرف أي كوجه من الوجوه) فيكون إشارتي إلى أوجه قراءة المشايخ السبعة, وثانيهما أني قد أقصد الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن على رسول الله وليس القراءات السبعة التي عرفناها من مشايخنا... وهذا منشأ الإحساس باللخبطة التي حدثت مع الضيف الكريم
وهنا علمنا لماذا لم يكن هناك تناقض بين ما قاله اسماعيلي الحبيب , والسيف الغالي
أما إذا قلت الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم ... فهنا حددت الأحرف السبعة وهي ليست بحال من الأحوال القراءات السبعة وإنما كل المعاني والأوجه التي نزل به الروح الأمين على خير خلق الله محمد
الآن ننتقل إلى صعوبة أخرى قد تراها يا ضيفنا الكريم :
وهي هل القرآن الحالي يحوي الأحرف السبعة؟ وهل خالف عثمان والصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!بالطبع فإن القرآن الحالي يحوي الأحرف السبعة .. ولكن تم جمعها على حرف واحد سهل وتيسرعلى المسلمين ... وبالطبع لم يُخالف عثمان ما أمر به الرسول بل نفذ أوامره ........ كيف ذلك؟!!
هل هذا تناقض؟!! ... هل يُناقض المسلمون أنفسهم مرة أخرى ؟!!
بالطبع لا يا سيدي الفاضل ...
للأسباب الآتية والتي لو فهمتها فبقدرة الله خالقك يزول ما عندك من ريب:
1-قد تكون كلمة في المصحف مرسومة على حرف تعارف عليه المسلمون بأحد لهجات العرب الفصحى , وقد تكون آية أخرى رسمت فيه الكلمة على ما تعارفت عليه قريش , وبالتالي فيكون إجمالاً أن القرآن الكريم حوى بين دفتيه الحروف السبعة , وهذا المصحف بالرسم العثماني تجتمع عليه الأمة وهذا معنى توحيد الأمة على حرف واحد أي وجه واحد .
2- إذا فهمنا ان الأحرف السبعة لا تعني أن نفس الكلمة لابد ان تُنطق سبع مرات مختلفات وإنما يُمكن أن يتعدى نطقها من لفظ إلى لفظين إلى سبعة ألفاظ لا تتعداها ... فليس بالضرورة أن يكون لكل كلمة 7 أحرف كاملة وإنما قد يكون لها حرفان أو ثلاثة ... وقد يكون معنى الحرف في كلمة ما هو تغيير في الحركات فبدلاً من كسر الكلمة تفتحها .... وهكذا ... بما يتماشى مع السبع لهجات العربية والتي تفارقت فيما بينها في اللفظ أو في الحركات او في المعاني أحياناً ...
3- و وحد عُثمان بن عفان وصحابة رسول الله المصاحف على رسم واحد يمكن معه ذكر ما تيسر من الأحرف والتي قد يلتقي فيها حرفين من السبعة أو ثلاثة وهكذا ....,وقد سمح الرسم العثماني لأكثر من حرف في الآية للكلمة الواحدة .وهذا يعني أنه سمح للاحرف السبعة أيضاً ولكن ما تيسر منها وهذا عينه ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم .... كيف؟!!!!.. نعرفها من الفقرة الثالثة
4- إن عثمان بن عفان وصحابة الرسول الكرام رضي الله عنهم أجمعين وحدوا المسلمين جميعاً على ما تيسر لنا من القراءات بالأحرف .... ما تيسر لنا أي ما تعارف عليه الجميع ولم يعد هناك صعوبة في التعدي لغيره أو الإختلاف فيه ....وهو ما تعارف عليه المسلمون وأكده الرسول صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة ...ولذا سهُل عليهم حفظه والقراءة به واليُسر خلاف العسر ... وكل ما قد يُسبب فتنة هو عُسر ... وكل ما يستصعبه اللسان فهو عسر ... وهم بهذا لم يُخالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إختيارهم وإنما هم يُنفذون ما أمرهم به تماماً ..فقد قال الحبيب المصطفى : إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منها ... إذاً ما يسر وسهل على المسلمين هو ما نقرأه ,فأباج الرسول قراءة ما تيسر ولم يامر ويُجبر على القراءة بكل الحروف , فإن أباح الرسول قراءة ما يسُر إذاً فما عسُر يمكن عدم قرائته
إذاً لم يُخالف الصحابة الرسول بل نفذوا أمره
بل هذا عين ما وافق عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فهذا رجل جاء إليه، فقال: أقرأني عبد الله بن مسعود سورة أقرأنيها زيد بن ثابت، وأقرنيها أبي بن كعب ـ وزيد وأبي أنصاريان خزرجيان من بني النجار ـ فاختلفت قراءتهم، فبقراءة أيهم آخذ؟ فسكت الرسول وعليّ إلى جنبه، فقال علي: ليقرأ كل إنسان كما علم، كلٌّ حسن جميل..... إذاً إذا قرأ كل المسلمين بما علموا من الرسم العثماني فهو حسن جميل ..... وإذا اختار الصحابة والمسلمون ما شاع وتعارف عليه المسلمون فهو من اليُسر الذي أمر الرسول بالأخذ به
5- أما عندما يختلف الكتبة بين أي اللفظين الصحيحين يرسمان في المصحف ... فهنا يكون الغلبة للحرف القرشي ... فهل ينتهي ويضيع الحرف الآخر؟!! بالطبع لا ..لماذا نعرف من الفقرة التالية :
6- أن كل من حفظ وعلم من صحابة رسول الله احد الأحرف السبعة وعلمها وأخذها عن رسول الله فلا ضرر ان يقرأ بها ...
المسلمون جميعاً يؤمنون بالأحرف السبعة ومن لا يُصدق في أحدها كافر ... والمسلمون جميعاً يتيسر لهم فهم القرآن الكريم وبالحروف السبعة فيه وبوجهه ورسمه العثماني الذي توحد عليه المسلمون .. والحمدلله الذي جعل هذا الدين يُسراً لا عُسراً
الحمدلله الذي لم يجعل الأحرف السبعة إجباراً ولو كان ذلك لكانت الفتنة والإنكسار .... وهذا عين الحكمة الإلهية في أن يُبيح الرسول استخدام الأيسر
والحمدلله على نعمة الإسلام وأسال الله ...ان لا يكون هناك ما عسُر عليك فهمه , وأن يُعيدك إلى حظيرة الحق إن كنت سابقاً من أهله او أن يفتح عليك بأنوار هداه إن كنت نصرانياً
والسلام على من اتبع الهدى
المفضلات