آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


-
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
روى الامام مسلم في صحيحه باسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه .. قال رسول الله :salla-s:
" سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة"
قال الشوكاني رحمه الله تعالى في فتح القدير في تفسير قوله تعالى { وَأَنزَلْنَا مِنَ السماء مَاء } :-
هذا من جملة ما امتن الله سبحانه به على خلقه . والمراد : بالماء ماء المطر ، فإن به حياة الأرض وما فيها من الحيوان ، ومن جملة ذلك ماء الأنهار النازلة من السماء والعيون ، والآبار المستخرجة من الأرض ، فإن أصلها من ماء السماء . وقيل : أراد سبحانه في هذه الآية الأنهار الأربعة : سيحان ، وجيحان ، والفرات ، والنيل ، ولا وجه لهذا التخصيص . وقيل : المراد به : الماء العذب ، ولا وجه لذلك أيضاً فليس في الأرض ماء إلا وهو من السماء ، ومعنى { بِقَدَرٍ } : بتقدير منا أو بمقدار يكون به صلاح الزرع والثمار ، فإنه لو كثر لكان به هلاك ذلك ، ومثله قوله سبحانه : { وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } [ الحجر : 21 ] ومعنى { فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأرض } : جعلناه مستقرّاً فيها ينتفعون به وقت حاجتهم إليه كالماء الذي يبقى في المستنقعات والغدران ونحوها { وَإِنَّا على ذَهَابٍ بِهِ لقادرون } أي كما قدرنا على إنزاله فنحن قادرون على أن نذهب به بوجه من الوجوه ، ولهذا التنكير حسن موقع لا يخفى ، وفي هذا تهديد شديد لما يدلّ عليه من قدرته سبحانه على إذهابه وتغويره حتى يهلك الناس بالعطش وتهلك مواشيهم ، ومثله قوله : { قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَّعِينٍ } [ الملك : 30 ] .
ثم بين سبحانه ما يتسبب عن إنزال فقال : { فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جنات مّن نَّخِيلٍ وأعناب } أي أوجدنا بذلك الماء جنات من النوعين المذكورين { لَكُمْ فِيهَا } أي في هذه الجنات { فواكه كَثِيرَةٌ } . تتفكهون بها وتتطعمون منها ا.هـ
وقال شهاب الدين الالوسي في روح المعاني:
وفي كون هذه الأنهار من الجنة تأويلان ، الأول أن المراد تشبيه مياهها بمياه الجنة والاخبار بامتيازها على ما عداها ومثله كثير في الكلام . والثاني ما ذكره القاضي عياض أن الإيمان عم بلادها وأن الأجسام المتغذية منها صائرة إلى الجنة وهذا ليس بشيء ، ولو رد إلى اعتبار التشبيه أي أنها مثل أنها الجنة في أن المتغذين من مائها المؤمنون لكان أوجه
وقال العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 5/292: يحتمل أنه سمى الأنهار التي هي أصول أنهار الجنة بتلك الأسامي، ليعلم أنها في الجنة بمثابة الأنهار الأربعة في الدنيا، أو لأنها مسميات بتلك الأسماء فوقع الاشتراك فيها.
فيتبين بهذه النقولات مقصد الحديث وان المقصود به ان انهار الجنة تشبه تلك الاربعة المقصودة في الحديث ... وحتى لو قيل بان مادة هذه الانهار من الجنة _ كما ذهب لذلك النووي رحمه الله تعالى _ فهو لا يخالف العقل ... والله اعلم واحكم
التعديل الأخير تم بواسطة ابو علي الفلسطيني ; 26-09-2010 الساعة 10:31 PM
سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى أَرَقُّ ....ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ
ومَعْذِرَةَ اليراعةِ والقوافي .... جلاءُ الرِّزءِ عَنْ وَصْفٍ يُدَّقُ
وذكرى عن خواطرِها لقلبي .... إليكِ تلفّتٌ أَبداً وخَفْقُ
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 04-04-2012, 02:50 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 22-03-2007, 01:11 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 26-11-2005, 08:41 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات