بل الظلم كل الظلم ألا يحب بمثل ما وصف
نعم والله ..
رجل كان لا يفتر لسانه من دعاء أمتي أمتي .. يا رب أمتي في بكاء ولهفة على كل نسمة منهم .. بل ومن غيرهم من غير المؤمنين .. حتى أشفق عليه ربه وأنزل قرآنا يواسيه في قوله تعالى "لعلك باخع نفسك على آثارهم ألا يكونوا مؤمنين"
أي تكاد تموت حزنا على عدم إيمانهم .. فهون عليك
رجل كان يبيت على فراش من حصير قد علم في جنبيه .. ووسادة من جلد حشوها ليف
وهو الذي كانت تجتمع بين يديه أموال الأرض جميعا فلا يهنأ له بال حتى يقسمها في الفقراء والمساكين .. ويفزع إذا ذكر أنه قد بقي منها شيئ لم يوزع بعد
ويقول مالي وللدنيا .. إنما أنا عابر سبيل قال تحت ظل شجرة ثم راح وتركها
ويقول كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
رجل إذا جن عليه الليل وقف بين يدي ربه يصلي ويدعوا ويبكي حتى كان يسمع بكائه كأزيز المرجل أي (كغليان القدر فوق النار) من شدة البكاء والدعاء
وتشققت قدماه
ومات فقيرا ودرعه مرهونة ليهودي بقوت اشتراه صلى الله عليه وسلم
كل ذلك لأنه طلق الدنيا طلاقا بائنا .. وحدد كل مهمته فيها ألا يهنأ له بال حتى يبلغ كلام ربه للناس حرصا عليهم وشفقة بهم أو يهلك دون ذلك ..
كيف يا رجل لا يحب مثل هذا ..
والله إن الظلم كل الظلم ألا يحب على ما وصف صلى الله عليه وسلم
"قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون"
المفضلات