وكان مقر السنهدرين في فترة الحكم اليوناني للمنطقة، في قاعة من قاعات الهيكل. وقال بروفيسور هليل فايس وهو أحد أعضاء "السنهدرين الصغير" الذين تم تعيينهم، في حديث لمندوب كشف بتاريخ 16/8/2000م: "يدور الحديث حول إيجاد قيادات دينية بديلة لقيادات الدولة العلمانية".
ثم يرصد البحث بعد ذلك، المحاولات والجهود المبذولة من أجل تربية "البقرة الحمراء" والتي سوف يستخدم التراب الناتج عن حرقها في تطهير الكهنة لكي يكونوا صالحين ويسمح لهم بالقيام بالطقوس والخدمة في الهيكل. فتطهير الكهنة شرط ضروري لإحياء الطقوس والشعائر المتعلقة بالهيكل.
وسوف نتوقف عند هذه النقطة من البحث الذي يقدمه "مركز الحفاظ على الديمقراطية في إسرائيل" لنناقش الإشكاليات التي أوقع اليهود أنفسهم فيها نتيجة توظيف الدين وتأويله معان لم يقصدها، فشريعة البقرة الحمراء فريضة أُمر بها موسى عليه السلام، وقد تضمن النص سبب فرض هذه الشريعة (العدد/19/13) "13كُلُّ مَنْ مَسَّ مَيْتًا مَيْتَةَ إِنْسَانٍ قَدْ مَاتَ وَلَمْ يَتَطَهَّرْ، يُنَجِّسُ مَسْكَنَ الرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً. نَجَاسَتُهَا لَمْ تَزَلْ فِيهَا. " .
فالوحي كان ينزل على موسى عليه السلام في خيمة الاجتماع، لذلك أمرهم الرب بالتطهر، فالإنسان النجس، بدخوله خيمة الاجتماع ينجس "المكان الذي يحل عليه الرب" ويسمى في النص (العدد19/13) "مِشْكَان" وهو اسم مكان من الفعل العبري "سَكَن" ويسمى أيضًا في موضع آخر (العدد 19/20) "مِقْدَاش" .
(20وَأَمَّا الإِنْسَانُ الَّذِي يَتَنَجَّسُ وَلاَ يَتَطَهَّرُ، فَتُبَادُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ الرَّبِّ. مَاءُ النَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ. إِنَّهُ نَجِسٌ.).. وهو الاسم الذي استخدمته المنظمات والجمعيات الدينية المتطرفة للدلالة على الهيكل.وهو اسم مكان من الفعل العبري "قَدُسَ" ويعنى المكان الذي تحل فيه القداسة أو القدُّوس.
وتتلخص شريعة البقرة الحمراء في أنه إذا مات إنسان في خيمة فقد تنجست الخيمة، وتنجس كل من فيها من أشخاص وكل ما فيها من متاع وأدوات. ويظل الفرد نجسًا طيلة سبعة أيام، ولكي يطهر يجب أن ينثر عليه ماء مخلوط بتراب البقرة الحمراء في اليوم الثالث لحدوث النجاسة وفى اليوم السابع ثم يغسل ملابسه ويغتسل بالماء ويصبح طاهرًا في المساء. وتنحصر شريعة البقرة الحمراء كما نصت عليها التوراة في ثلاثة أركان:
1 ـ مواصفات البقرة
2 ـ كيفية حرق البقرة
3 ـ كيفية إعداد ماء التطهير
فالبقرة يجب أن تكون صحيحة، لا عيب فيها، لم تحمل على ظهرها شيئًا قط، وأن تكون حمراء داكنة، ويجب أن تُذبح أمام كاهن (من أبناء هارون الذين اختارهم الرب لخدمته) ويأخذ الكاهن من دمها بإصبعه وينثره في اتجاه باب خيمة الاجتماع سبع مرات. ثم تُحرق البقرة على مرأى منه. ثم يجمع رجل طاهر الرماد الناتج عن حرق البقرة ويضعه في مكان طاهر خارج مكان سكنى وإقامة الناس، ويتم حفظه من أجل إعداد ماء التطهير.
ولإعداد ماء التطهير يؤتى بماء جار في إناء وينثر عليه قليل من رماد حرق البقرة، ثم يمسك رجل طاهر بنبات عطري (زوفا) ويغمسه في هذا الماء ثم ينثره على الخيمة التي تنجست، وعلى جميع الأمتعة، وعلى كل من تواجد داخلها، وعلى كل من مسَّ العظم، أو القتيل، أو الميت، أو القبر. ينثر الطاهر على النجس في اليوم الثالث وفى اليوم السابع من حدوث النجاسة.
والنص كما جاء في التوراة لم يشترط أو يحدد مكانًا بعينه لإقامة تلك الشريعة، ولم يشر من قريب أو بعيد إلى أرض كنعان، بل على العكس اشترط أن تقام بعيدًا عن مكان إقامة وسكنى الناس، ولم يشر إلى خيمة الاجتماع، إلا في نقطة فرعية، وهى أن ينثر الكاهن بإصبعه من دم البقرة في اتجاه باب خيمة الاجتماع سبع مرات.
فلماذا علَّق اليهود إذن بناء الهيكل على جبل الهيكل، الذي لا علاقة له بموسى عليه السلام بإقامة شريعة البقرة الحمراء؟ .
لماذا تذكَّر اليهود الآن وبعد مرور ألفى عام تقريبًا على تدمير الهيكل أنهم نجسون؟ .
المفضلات