الأخت فَجْر
أنتِ تظني أنَّه كان أمام الذي ارتكب الخطيئة خياران ليختار منهما، وهما:
1- أنْ لا يفعل الخطيئة.
لنفترض أنَّ هذا الخيار هو الذي حصل، فألا يدل هذا على غباء الإله الثالوثي، حيث تجسَّد منذ الأزل، ولكن التجسُّد صار بلا أهمية، وهو من قبيل عبث الإله الثالوثي، ولا يمكن إلَّا أنْ يكون عابثًا بفعله هذا.
2- أنْ يفعل الخطيئة.
هذا ما يؤمن به المسيحيون، وبهذا يَخْرُج التجسُّد عن العبث الذي تكلمنا عنه سابقًا، ولكن يَبْرُز عبث جديد، وهو أنَّ التجسُّد لا يمكن إلَّا أنْ يعني سلب إرادة مَرتَكب ما يُسَمَّى بالخطيئة الأصلية، ومسلوب الإرادة غير حر؛ إذن الخيار رقم واحد ليس خيارًا؛ فلا يبقى إلَّا فعل واحد، وهو اقتراف الخطيئة؛ وبهذا يظهر كذب فرط حب الثالوث المزعوم، ويتجلى فرط كره الثالوث المزعوم، بفعله العبثي.
لا مَخْرَج من الجبر فيما يتعلق بهذا الموضوع، فكون التجسُّد حاصل منذ الأزل؛ فلا يمكن القول بأنَّ مُرْتَكِب ما يُسَمَّى بالخطيئة الأصلية كان مختارًا حرًا فيما اقترف، فهو بلا شك مضطر، ولا تنفعه إرادته وهو مضطر، ففعله لا يختلف عن فعل الجمادات؛ إذن فمحاسبته على فعله الاضطراري ظلم، والظلم فعل قبيح، والله لا يفعل القبيح؛ ولمَّا كان الأمر كذلك؛ فتسقط الخطيئة، ويسقط التجسُّد أيضًا، ويصير الابن المبذول مجرد فكرة ذهنية، وهو ليس إلَّا كذلك.
المفضلات