أخى الحبيب المبى .
كيف لا نحبه وهو حبيب المولى عز وجل كما قال فيما صح عنه " أحبوا الله لما يغذوكم من نعم و أحبوني لحب الله إياي " ونحبه لأننا نحب ربنا وهو الذى قاله عنه ربنا "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم" [الأحزاب: من الآية]
وقال صلى الله عليه وسلم :" إن الله اتخذ إبراهيم خليلا و اتخذ موسى كليما و اتخذني حبيبا"
نحبه لأنه من بلغ رسالة ربه وهدانا بها إلى طريق الحق طريق الفوز بالجنة

لولا محمد عليه الصلاة و السلام لمتنا على الكفر لولاه لاستحققنا الخلود في النار لولاه ما جاءتنا نعمة الهداية من الله الواحد الأحد، سيدنا محمد هو الذي شوقنا إلى الجنة، سيدنا محمد هو الذي حذرنا من النار ، سيدنا محمد هو الذي دلنا على أبواب السعادة في الدنيا و الآخرة و دفع الضرب والقهر و تحمل اللآلام و تحمل التعذيب و تحمل الفواجع في نفسه و في أهله صلى الله عليه وسلم . من أجل أن يهدينا من أجل أن يوصلنا بجانب الواحد الأحد سبحانه و تعالى. لما ذهب إلى وفد "عامر بن أبي صعصعه" يطلب منهم أن ينصروه و قد أجابوه إلى ذلك و بينما هو جالس عندهم جاء رجل منهم اسمه " القشيري" لعنه الله لعنة تحيط به إلى قيامة جاء و النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في وسط قومه فنظر إلى سيدنا محمد شزرا و قال له : أنت ما جاء بك إلى هنا؟ قال: جئت أطلب منهم النصرة ، قال: و الله لوا أنك بأرض قومي لقطعت رقبتك فقام عليه الصلاة و السلام و ركب ناقته و أراد أن ينصرف فما كان من هذا اللعين إلا أن ضرب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم بسيفه فألقت بالرسول صلى الله عليه وسلم من على ظهرها فانكسر ضلعه عليه الصلاة و السلام . تصور أنت رجل أكثر من خمسون عاماً يضرب و يقع على الأرض و يلقى في وجهه التراب و يتفل في وجهه . و يوضع على ظهره كرش الناقة و هو ساجد . و تحمل كل ذلك حتى يوصل إلينا نعمة الهدايا

لماذا الحبيب صلى الله عليه وسلم؟
لأن الاقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ــ هو أحد ركني الإسلام الذي قام عليهما (الإخلاص والمتابعة)، قال تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" [الأحزاب:21].
وهو أيضا الترجمة الحقيقية للمحبة قال الله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" [آل عمران:31]
من المحال أن يحب المرء من يجهل أوصافه وأحواله، وأن يقتدي بمن لا يعرف شيئا عن سيرته وهديه، من هنا تأتي أهمية الاهتمام بسيرة المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ لتوضيح صفاته وأحواله صلى الله عليه وسلم، ليعرفها من جهل فيحب ويتبع.
إن أردت أن تحبه فلابد لك أخى أن تعرف سيرته وتتبع سنته .

وهو الشفيع المشفع .
يأتى يوم القيامة وكل الناس تقول نفسى نفسى ، الأب يقول نفسى نفسى والأم تقول نفسى نفسى الكل الكل يقول نفسى نفسى إلا هو صلوات ربى وسلامه عليه فيقول أمتى أمتى ، يارب أمتى .

كان المشركون يؤذونه ويضربونه بالحجارة ويسفهونه وهو يصبر على أذاهم من أجلى وأجلك أخى حتى يبلغ رسالة ربه ويضمن لنا الجنه بالاسلام .

أحب أبى وأمى لما بهما من رأفة ورحمة وعطف فما بالك بمن هو أحن وأرأف وأعطف منهما ! لولاه ما كنت مسلماً

:{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[56]}[سورة الأحزاب].

حتى تحبه أخى لابد أن تعرف سيرته وتقتفى أثره وتقرأ عنه صلى الله عليه وسلم وحينها ستحبه أكثر من أى شى فى الدنيا .