اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمعة تائبة مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يادكتور أنا أبغى أستفسر عن حالة لوحدة عندي

هي تعاني من إرتجاع خفيف إلى بسيط فصمام القلب المترالي وقالها الدكتور تراجعة بعد 6 شهو

إذا مافي تقدم فالحالة يوصف لها أدويه و إذا في تقدم يمكن يضطر لتدخل جراحي

وهي خائفه من الجراحة تريد أن تعرف هل يوجد لها علاج فالطب البديل ولا لازم الجراحة

علما بأنها في بعض الأحيان تعاني من ضيق خفيف فالتنفس وآلام فالكتف والرقبة أحيانا تمتد

للرجل اليسرى أكرمكم الله وهل من الممكن أن يتسبب لها ذالك فأمراض أخرى

مثل الغثيان وإرتجاع بالمريئ والحموضة والحرقان ويستمر ذلك أحيانا ل3إلى4 أيام

مع العلم أنها تمارس رياضة المشي كل يوم لنصف ساعة وقد تزوجت حديثا

فهل الى فيها ممكن يأثر على زواجها والحمل والولادة ..أرجو الرد فأسرع وقت إن أمكن

وجزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك..وبلغك المولى رمضان وأنت في أتم الصحة

والعافية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة دمعة تائبة:

شفى الله قريبتك وعافاها وجميع مرضى المسلمين.
لتوضيح الصورة لإخواننا الأفاضل لابد لنا أن نتحدث بصورة مبسطة ومختصرة عن القلب والصمام الميترالى.

يتكون قلب الإنسان من أربع حجرات يفصل بين الناحية اليمنى عن الناحية اليسرى حاجزا طوليا. بينما يفصل كل حجرة علوية عن الحجرة السفلية صماما يسمح بمرور الدم عبر إتجاه واحد (من أعلى إلى أسفل) بينما يمنع مروره فى الإتجاه العكسى.

ونحن بصدد الحديث عن إرتجاع الصمام الميترالى فلابد أن نعرف أين يقع وما فائدته؟ وما عاقبة حدوث خلل فى وظيفته؟

يقع الصمام الميترالى (Mitral Valve) فى النصف الأيسر من القلب (يظهر فى الشكل باللون الأحمر) بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، يسمح بمرور الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسرحاملا الأكسجين.

أثناء إنقباض البطين الأيسر ليمر الدم من البطين الأيسر إلى شريان الأورطى ومنه إلى جميع أجزاء الجسم، نجد الصمام الميترالى يغلق بإحكام ليمنع عودة الدم مرة أخرى إلى الأذين الأيسر.

فى الحالة المرضية للصمام الميترالى والتى تسمى بارتجاع الصمام، نجد أن الصمام لا يغلق بإحكام فيسمح بمرور بعضا من الدم النقى إلى الأذين الأيسر مرة ثانية مما يؤثر سلبا على كمية الدم المارة من البطين الأيسر إلى الأورطى وبالتالى يؤثر سلبا على كمية الدم المحمل بالأكسجين الواصلة إلى جميع خلايا الجسم.

وتتوقف شدة الأعراض على شدة إرتجاع الصمام وبالتالى على كمية الدم العائد إلى الأذين الأيسر أو بالأحرى النقص فى كمية الدم التى لم تصل إلى جميع أجزاء الجسم.
لذا تتوقف شدة الأعراض التى يشعر بها المريض على شدة إرتجاع الصمام الميترالى، فكلما زاد إتساع الصمام كلما زادت حدة الأعراض.

وفى حالتنا المذكورة أعلاه نحمد الله أن الإرتجاع خفيف أو بسيط لذا تتناسب الأعراض معه فتكون فى صورة ضيق خفيف فى التنفس، أما عن آلام الكتف والرقبة فلابد أنها تحدث عند قيامها بمجهود. ولكن نلاحظ أنها والحمد لله تواظب على رياضة المشى لمدة نصف ساعة وهذا يدل على أنها تستطيع القيام بمجهود دون الإحساس بالآلام. وهذا مؤشر على جودة وظيفة القلب وقيامه بدوره كمضخة للدم الحامل للأكسجين إلى الجسم.

وأخيرا فإن ما قام به الطبيب المعالج من متابعتها هو أهم خطوة فى العلاج فمراجعة المريض من حين إلى آخر ومتابعة الأعراض والوقوف على مدى شدتها من عدمه هو أهم ماينبغى القيام به.

وفى هذه الأثناء يصف الطبيب دواءا خاصا يمنع تراكم السوائل الزائدة فى الجسم كما يمنع إرتفاع ضغط الدم بقياسه عند مراجعته ووصف الدواء المناسب فى حالة ثبوت إرتفاع ضغط الدم، كما ينصح بالأكل الصحى والإقلال من نسبة الملح بالطعام، ينصح أيضا باستمرارية مزاولتها للنشاط الجسدى مثل رياضة المشى فى هذه الحالة.

وغالبا ما تظل الحالة عند هذا الحد ولا تتطلب علاجا جراحيا وهذا يحدث فى كثير من الأحيان. أما إذا تتطورت الأمور وزادت حدة الأعراض فيضطر الطبيب المعالج إلى إجراء جراحة لتعديل العطب الموجود بالصمام أو إستبداه بصمام إصطناعى. وغالبا لا يحتاج الأمر إلا متابعة الطبيب متابعة مستمرة والعمل بنصائحه فقط .

أما عن زواجها الحديث، فيمكن متابعة طبيبة أمراض النساء لتبين لها إمكانية حدوث الحمل ( وهذا ممكن بحمد الله) وكيف تمر فترة الحمل وكذلك الولادة بسلام.

شفاها الله وعافاها وجميع مرضى المسلمين.
مع تمنياتنا لها بحياة هادئة وصحية وسعيدة إن شاء الله.