يسوع يرفض رجم الزاني

"يسوع حررنا من الناموس" جملة مضحكة جداً يسخر منها المثقفين من أهل العلم والمجتمع والساسة لأن مجتمع بلا تشريع فوضى وهمجية .

فالحرية والأمان والعدل والحكمة والديمقراطية يحتاجون لقانون أو تشريع يحميهم لكي لا يتصرف الفرد وفق هواه فيفسد في المجتمع ... فالزاني يزني والحرامي يسرق والمجرم يقتل والقوي ياكل الضعيف فتتحول الدنيا لغابة لا رابط فيها فلا يحكمها إلا القوة وينتشر الفساد في الأرض .

لذلك الأمم المتحدة أنشأت قوات عسكرية لحفظ السلام لأن السلام يحتاج لقانون وتشريع وقوة تحمي هذا السلام وبدون هذه القوات تُباح الأعراض وتنهب الثروات والحضارات .

فحين نفتح الأناجيل لا نجد بها تشريعات ولا قانون ينظم مجتمع بأفراده .... فلا يسوع عاقب زانية ولا يسوع أنشأ تشريع للمورايث ولم نقرأ أن هناك تشريع مسيحي يعاقب الحرامي على أفعاله أو الزاني على زناه أو المجرم على إجرامه أو المعتدي على ظلمه ... فلا تشريع يمنع زواج الأخ من أخته أو الابن من امه ... ليصل الحال بإنجيل لوقا أن العذراء تزوجت اخوها الشرعي يوسف هالي (وضع تحت كلمة "شرعي" ألف خط).

الغريب أن التشريع الوحيد الموجود في الأناجيل هو تشريع الطلاق وهو تشريع طعن في الناموس حيث أن يسوع منع الطلاق إلا لعلة الزنا .. ولكنه لم يتطرق لناموس رجم الزاني نهائياً .. فعلى الرغم من أنه أقسم بأنه جاء ليكمل الناموس ولن يسقط منه حرف إلا أن الأناجيل كشفت أن يسوع لم يحترم ولم يُطبق حرف واحد من الناموس على المذنبين .

قد يخرج علينا أحد الكهنة حاملاً تشريع من العهد القديم ، ولكن عندما تتحدث معه حول التشريعات بصفة عامة ستجده يستند على أقوال بولس حين أكد بأن المسيح حررهم من الناموس ... وإذا سألته :- هل يسوع طبق تشريع الرجم بالعهد القديم على الزانية ؟ سيقول لك : بالطبع لا ....... وهذا هو الكيل بمكيالين .

فانتشر الفساد في الأرض وأخذت الدول في تصميم تشريعات وضعية تنظم المجتمعات طالما أن الديانة المسيحية لا تحمل من التشريع شيء .

فلم يجد العلماء من يسوع قدوة تقودهم للصلاح أو للفلاح