اقتباس
تربى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة جده في كنف عمه أبو طالب. وقد كان حب عمه له أكبر من حبه لولديه وهنا يثور عظيم سؤال : كيف كان لجعفر الطيار وعلي ابن أبي طالب أن يتعلما القراءة والكتابة دون ابن عمهما الذي هو أصغر من الأول وأكبر من الثاني ؟؟؟؟؟
في وقت نعلم فيه أن التعلم كان ذو شرف مروم وهو ما يؤكد قطع الشك باليقين أن أبا طالب علم ابن أخيه بمعية ولديه.
لا دليل على هذا سوى فرضية يضعها لنا الملحد متجاهلاً فرق العمر بين الرسول - صلى الله عليه و سلم - و بين أولاد عمومته ، فلم يكونوا جميعاً من نفس السن حتى يصبح ما سار عليهم سار عليه ، بل لكل وقت ظروفه .

كما أنه لم يرد دليل على أن أباطالب هو من علم أبنائه ، كما أن هذه النقطة ليست فى صف الملحد المعترض لأنه لو كان - صلى الله عليه و سلم - يعلم القراءة و الكتابة منذ صغره لكانت قريش كلها تعلم بهذا و ما كان لأحد إستطاعة فى إخفاء أمر كهذا .

اقتباس
أجمعت المصادر ان النبي تعلم التجارة بين اليمن والشام على يد عمه.ولما برع فيها استخدمته خديجة بنت خويلد في تجارتها، " ثم خرج على تجارة خديجة، التي كانت قيمتها تعادل قيمة تجارة قريش مجتمعة. اي انه كان يخرج على نصف تجارة قريش كلها" ( عبد الرزاق نوفل: محمد رسولا نبيا ص 97). تجارة كهذه تحتاج الى الحساب الدقيق والحساب الكبير يحتاج الى تدوين. من هذا الوجه، هذا دليل أول على ان محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن اميا.
هذه فرضيات يضعها لنا الملحد لا تدل على أن الرسول - صلى الله عليه و سلم - كان متعلماً ، فالعرب فى الجاهلية كانوا أميون و رغم هذا كانت لهم المقدرة على الحفظ بالتفصيل .

جاء فى كتاب ( بلوغ الأرب فى معرفة أحوال العرب ) الجزء الأول ص 38:-



فكيف الحال بمن كان يخرج بتجارة خديجة - رضى الله عنها - قبل رسول الله - صلى الله عليه و سلم - من هؤلاء الأميون ؟ بالطبع هى مقدرة العرب على الحفظ أكثر ممن سواهم .

كما أن الإدعاء بأن تجارة خديجة - رضى الله عنها - كانت تعادل تجارة قريش مجتمعة هو إدعاء لا دليل عليه .

اقتباس
ومن وجه آحر، هذه الرحلات المتواصله الغنية بين اليمن والشام، كانت سبب اتصالات ماليه وثقافة نادرة، سمحت لمحمد الحنيف اللقاء بالمفكرين وعلماء الدين. فكان محمد صلى الله عليه وسلم بعد زواجه أكبر تاجر دولي في قريش، وأوسع أهلها ثقافة عربية وأجنبية.
أين الدليل على الإلتقاء برجال الدين و المفكرين و أثرهم على فكره ؟

كل ما نجده فى كتب السيرة هو هذا : السيرة النبوية لابن إسحاق ص 123 ، 128 ، 129 .







و رغم كون سند الروايتين منقطع إلا اننا لا نجد أبدًا عن الحديث عن أثر لهم فى تكوين فكره - صلى الله عليه و سلم -

اقتباس
" وقد فهم الصحابة القرآن إجمالا، ولكن الفاظا غير قليلة استغلقت عليهم، بل ان بعضها لا يزال مستغلقا علينا الى اليوم على الرغم من أن وسيلة العلم ببعض اللغات القديمة قد توفرت لدينا" (محمد صبيح: عن القرآن ص 117).
يقول ويقول أيضا في ص116): ولم يقل أحد إن رسول الله لم يكن يعلم شيئا من أمر هذه اللغات التي تأثرت بها مكة،وأمر هذه الثقافات التي ذابت فيها.بل أكثر من هذا،فان لدينا من الحوادث ما يؤكد اتصال رسول الله،وهو في مكة،بهؤلاء الأجانب ، الذين كانوا يقيمون فيها،وكان يزورهم ويطيل صحبتهم.
من هو محمد صبيح أساساً ليقول أن اللغات الأجنبية ذابت فى مكة ؟ و أين دليله على هذا الكلام ؟ و أين دليله على أن عبارات القرآن إستشكلت على الصحابة ؟ لا دليل ! إذًا لا شبهة .

اقتباس
فقد روي عن عبيد الله بن مسلم قال: كان لنا غلامان روميان يقرآن كتابا لهما بلسانيهما،فكان النبي. يكر بهما فيقوم فيسمع منهما–(اذن كان محمد يعرف اليونانية)
اقتباس
وقيل هما اثنان جبر ويسار، كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرأان التوراة والانجيل
فكان رسول الله اذا مر عليهما وقف يسمع ما يقرأان
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المزكي ، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمدان الزاهد، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال: حدثنا ابن فضيل ، قال: حدثنا حصين عن عبد الله بن مسلم، قال: ( كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر، اسم أحدهما: يسار، والآخر جبر، وكانا يقرآن كتبا لهما بلسانهما، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهما فيسمع قراءتهما، فكان المشركون يقولون: يتعلم منهما.
فأنزل الله تعالى فأكذبهم: { لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين } )


أخرجه ابن جرير (14/ 120) ، وذكره الحافظ في الإصابة (2/ 447) في ترجمة عبيد الله بن مسلم الحضرمي، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص 163)
ومدار هذا الأثر على حصين بن عبد الرحمن : قال الحافظ في التقريب : ثقة تغير حفظه في الآخر.

لكن إن سلمنا بصحته ،هذا لا علاقة له بتعلم القراءة و الكتابة ، بل هى شبهة آخرى و هى الإقتباس من كتب أهل الكتاب .

و قد رد الله عليها فى كتابه المجيد ، قال تعالى { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) } النحل .

فقراءتهم فى كتابهم بلسانهم ، فهل يعلم الرسول - صلى الله عليه و سلم - لغتهم ؟ ، لا يوجد دليل على أنه - صلى الله عليه و سلم - كان يعلم لغات آخرى غير لغته العربية .

فهل إن وقفت بين شخصين من الصين يتحدثان هل ستفهم ماذا قالا ؟ بالطبع لا .

اقتباس
وروي عن ابن اسحق أن رسول الله كثيرا ما كان يجلس عند المروة الى سبيعة،غلام نصراني يقال له جبر،غلام لبعض بني الحضرمي
اقتباس
وفي رواية اخرى ان غلاما كان لحويطب بن عبد العزى،قد أسلم وحسن اسلامه، اسمه عاش أو يعيش،وكان صاحب كتيب،
قال محمد بن إسحاق بن يَسَار في السيرة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - كثيرًا ما يجلس عند المروة إلى مَبيعة غلام نصراني يقال له جبر، عبد لبعض بني الحضرمي،فكانوا يقولون: والله ما يعلم محمدا كثيرا مما يأتي به إلا جبر النصراني، غلام بن الحضرمي فأنزل الله: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ }
وكذا قال عبد الله بن كثير : وعن عِكْرِمة وقتادة : كان اسمه يعيش
. ( تفسير ابن كثير 4/604 )

منقطع السند ناهيك عن تدليس ابن اسحاق .

جاء فى كتاب طبقات المدلسين للإمام الحافظ ابن حجر ص 14 :-



و هى الطبقة التى منها محمد بن إسحاق الذى لم يُصرح هنا بالسماع بل قال - مما بلغنى - فلا يُحتج به .

جاء فى نفس الكتاب ص 51 :-



اقتباس
وعن ابن عباس ان النبي كان يزور وهو في مكة،أعجميا اسمه بلعام، وكان المشركون يرونه يدخل عليه ويخرج من عنده- (وقد يكون حديثهما بالعربية،وقد يكون بالفارسية)
بداية لم هذه الفرضيات من الملحد بلغة الحديث و قد قيل أن الرجل أعجمى ؟ لا أفهم !

( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان أعجمي اللسان فكان المشركون يرون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده فقالوا : إنما يتعلم من بلعام فأنزل الله تعالى { يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه } الآية )

ذكره ابن حجر العسقلانى فى الإصابة ( 1/165 ) عن عبدالله بن عباس و حكمه عليه أن فيه مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف .

اقتباس
فهذه شواهد ملموسه من القرآن والتاريخ والحديث وحتى علماء المسلمين، تدل على سعة علم النبي قبل بعثته وبعدها، وعلى اطلاعه على لغات العرب وعلى لغات أجنبية عديدة.
من هم علماء المسلمين ؟ محمد صبيح ! و إن كان ، فنحن لا نأخذ أقوال العلماء إلا بالدليل .

يتبع .