تحية وسلام جون ويسلي
لنقرأ من المزمور 45 الذي نقل منه الأخ جون العبارات السابقة :
(مُتَكَلِّمٌ أنَا بإِنْشَائِي لِلْمَلِكِ. لِسَانِي قلَمُ كَاتِبٍ مَاهِرٍ. انْسَكَبَت النِّعْمَة عَلَى شَفتَيْكَ لِذلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إلَى الأبَدِ. تَقـَلـَّدْ سَيْفـَكَ عَلَى فخِذِكَ أيُّهَا الجَبَّارُ.. مِنْ أجْلِ الحَقِّ.. شُعُوبٌ تَحْتَكَ يَسْقُطونَ.. قضِيبُ اسْتِقامَةٍ قضِيبُ مُلْكِكَ.. بَناتُ مُلوكٍ بَيْنَ حَظِيَّاتِكَ.. أغنَى الشُّعُوبِ تَتَرَضَّى وَجْهَكَ بِهَدِيَّةٍ.. اذكُرُ اسْمَكَ فِي كُلِّ دَوْرٍ فدَوْرٍ.. مِنْ أجْلِ ذلِكَ تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ إلَى الأبَدِ)
رأى النصارى أن هذه النبوة تخص المسيح عيسى (عبرانيين 1/8ـ10 ) لكن المقصود قطعا هنا هو محمد، فلقد كان ملكا، لا يقرأ ولا يكتب، فتكلم الله بإنشائه له وسكب نعمة القرآن على شفتيه، تقلد سيفه على فخذه، أكرر: سيفه.. من أجل الحق، فسقطت تحته شعوب، وأقام شريعة مستقيمة في ملكه(قضِيبُ اسْتِقامَةٍ قضِيبُ مُلْكِكَ)، وكانت بين حظياته بنات الملوك كالسيدة صفية والسيدة جويرية، وبعث له ملوك الحبشة(كوش ـ شمال السودان) ومصر وأيلة وغيرهم الهدايا، يذكر اسمه في كل مكان، تحمده كل الشعوب، وللأبد، اسمه ينطق بالحمد له، فلو قال أي شخص: محمد، فقد أثبت له الحمد، فالجميع يحمده ، طائعا أو مكرها!. أما المسيح فلم يكن يوحى له ـ بزعمهم ـ، وما تقلد سيفا فأسقط شعوبا، ولم يملك ولم يُقم شريعة، ولم يتزوج، وما بعث له ملك هدية بل كان يدفع الجزية لقيصر، ولا تحمده كل الشعوب، لأنه لم يرسل إلا لبني إسرائيل الذين كفروا به، أماالنصارى فعبدوه وهو يقول:(وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي) متى 15/ 9.
ألم تر انطباق النبوة على محمدتماما؛ وبعدها ـ في أي جزئية ـ عن المسيح عليه السلام
هذا النص ليس بالبساطة التي تتخيلها، إنما فيه مشكلة ضخمة
انظر
http://www.eld3wah.net/html/3arab/alpha/5_rev-22-13.htm
كما أن سفر الرؤيا نفسه فيه مشاكل من حيث نسبته للتلميذ يوحنا، وغير ذلك
http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=6930
قال علماء الكتاب المقدس في مدخل الترجمة العربية للكاثوليك(المثبتة في الكتاب نفسه والمعترف بها): وكانت الرسالة إلى العبرانيين والرؤيا ( رؤيا يوحنا اللاهوتي ) أشد المنازعات . وقد أنكرت صحة نسبتهما إلى الرسل إنكارًا شديدًا مدة طويلة . فأُنكرت في الغرب صحة الرسالة إلى العبرانيين وفي الشرق صحة الرؤيا . ولم تُقبل من جهة أخرى إلا ببطء رسالتا يوحنا الثانية والثالثة ورسالة بطرس الثانية ورسالة يهوذا . ...
انظر
http://aljame3.net/ib/index.php?[/url]showtopic=6930
من الواضح في سفر الرؤيا أن الله - تعالى وتقدس عن تشبيههم - هو ذلك الشيخ الجالس الذي يُمجّد، أما المسيح عيسى فهو ذلك الخروف المذبوح.. لا جدال في هذا الأمر العجيب!
في مرقس (أصحاح 13) : انظروا لا يضلكم أحد، فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين إني أنا هو، ويضلون كثيرين... النص حجة ضد الإنجلييين.
هذا الكلام لإثبات إلوهية المسيح مردود، لأنه مُعَمَّم على سائر المؤمنين. ففي إنجيل يوحنا على لسان المسيح (أنِّي فِي الآبِ والآبَ فِيَّ ) 14/11، ثم فيه ( أنا فِي أبـِي وَأنْتُمْ فِيَّّ وَأنـَا فِيكُم) 14/21، وفيه على لسان المسيح (أنـَا وَالآبُ وَاحِدٌ) 10/30، ثم فيه عن التلاميذ (لِيَكُونَ الجَمِيعُ وَاحِدَاً كَمَا أنَّكَ أنْتَ أيُّهَا الآبُ فِيَّ وأنَا فِيك لِيَكُونُوا هُمْ أيْضَاً واحِدَاً فِينَا.. لِيَكُونوا واحِدَاً كَمَا أنَّناَ نَحْنُ وَاحِدٌ أنَا فِيهِمْ وَأنْتَ فِيَّ لِيَكُونوا مُكَمَّلِينَ إلَى واحِدٍ) 17/21ـ23. وفيه على لسان المسيح:(أمَّا أنا فَلَسْتُ مِنْ هذَا العَالـَمِ) 8/23، ثم يقول عن التلاميذ: (لأنَّهُم ليسُوا مِنَ العَالـَمِ) 17/14، 16؛
الجميع آلهة (أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلي كلكم) مزمور 82: 6
هذه الفقرة التي نقلتـَها، أخ جون، تبطل كلامك تماماً، وفيها دليل قاطع على أن المسيح ليس الله تعالى.. إذ هو رب(أي معلم) سيُظهره في أوقاته (المباركُ .... (الله) )
هل انتبهتَ؟ أعد قراءة الفقرات بإمعان من الإنجيل فستجد أنها تتحدث عن شخصين: يسوع المسيح الرب... والله المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك(لاحظ المبارك فاعل مرفوع هو الذي سيُبين ظهور المسيح في أوقاته
كلا أخي الحبيب.. الآيات تثبت التناقض في الإنجيل.. إنك تجد فيها أن الله واحد.. وتجد فقرة التثليث في رسالة يوحنا التي حذفت بعد أن تبين أنها مزورة.
ولكي أثبت لك ذلك التناقض، وعدم توهم اللاهوت والناسوت، فإنكم تجمعون على أن مهمة المسيح على الأرض قد اكتملت بصلبه، لكنه، بعد صلبه المزعوم، قال:(أبِي وأبيكُمْ وإلهـِي وَإلهـِكُمْ) يوحنا20/17!؛ وأيضا بعد أن قام من الأموات أكل (جُزْءَاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئَاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ) لوقا 24/42ـ43 ؛ بل إنه، يوم القيامة، سيشرب ويأكل، قال: (مِنَ الآنَ لا أشْرَبُ مِنْ نِتاج الكَرْمَةِ هَذا إلى ذلِكَ اليَومِ حِينـَمَا أشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدَاً فِي مَلـَكُوتِ أبـِي) متى 26/29. فهل ستظل طبيعته الناسوتية مستمرة حتى في يوم القيامة؟!، وتوجد شواهد أخرى، كقوله لأحد اللصيْن المصلوبيْن معه: (الْحَقَّ أقولُ لَكَ إنكَ اليَوْمَ تكُونُ مَعِيَ فٍي الفِرْدَوْسِ) لوقا 23/43، وكلمة: معي، تدل على المصاحبة ودخوله الفردوس، فكيف يدخل إله الجنة مع عبد من عباده؟. ولمـّا طلبت أم زبدِي منه أن يُجلِس ابنيْها يوم القيامة عن يمينه وعن يساره قال: (وَأمَّا الجُلوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَاري فليْسَ لِي أنْ أعْطِيَهُ إلاّ لِلّذِينَ أعِدَّ لَهُمْ مِنْ أبـِي) متى 20/23، فكيف لا يستطيع إله أن يهب ما يشاء لمن يشاء وقتما يشاء؟!.
إنه التناقض ، ليس إلا.
أسأل الله أن يوفقك أخ جون ويسدد خطاك .
المفضلات