الأخ أبو علي الفلسطيني
الحديث الذي تكلمتُ عنه سابقًا التناقض فيه في غاية الوضوح؛ ولذلك فالإسراع في تضعيفه خير، وقد أحسن الألباني في هذا.

انظر إلى الحديث التالي:
( كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، قَالَ : وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)

أي نوع من السنين هي السنين التي وردت في الحديث، هل يمكن معرفة هذه السنين؟
لا أعتقد، فالأزمان التي عندنا كثيرة، فكل جسم يحمل زمانه معه، والأجسام مختلفة السرعة، فتخيل عدد الزمان في هذا الكون؟
بالتأكيد لا يمكن حصرها (عدد الأزمان).

ثم أنَّ السنين الواردة في الحديث هي سنين قبل أنْ يخلق السماوات والأرض، وهذا يجعل الحديث ضعيف، فلا يوجد سنين قبل خلق السماوات والأرض، إلَّا أنْ تكون سنين في عالم آخر، غير سماواتنا وأرضنا، ومن ثم لا وجه لأن نعرفه أيضًا.
بإختصار الأحاديث الوارة في هذه المسألة يعتريها الضعف، ويجب ألَّا نكتفي بتضعيف الحديث من خلال الإسناد فقط، بل لا بد من التضعيف من خلال المتن أيضًا، وأنت رأيتَ متن الحديث السابق، والمتناقض.