شكراً أخى محمد:

أود أن أضيف الآيات (22-24) من الأصحاح الثالث من سفر التكوين:
" 22 وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر.والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة ايضا ويأكل ويحيا الى الابد.
23 فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي أخذ منها.
24 فطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة"

نجد هنا أن الإله.... أصبح يغار من الإنسان الذى خلقه!

فلقد خطا الإنسان الخطوة الأولى نحو المعرفة الإلهية و أصبح يعرف الخير و الشر.... و يصور لنا التعبير التوراتى البليغ !....المأزق الذى وجدت فيه الذات الإلهية نفسها (إستغفر الله)!.... فمن ناحية.... فالله قد خسر إبليس بسبب ذلك الإنسان و هو كان مقرباً له..... و ها هو الإنسان قد عصا الذات الإلهية و أكل من الشجرة المُحرمة... و التى لم يُحرمها الإله إلا لأنها تُضفى على الإنسان صفة من صفات الربوبية و هى معرفة الخير و الشر.... و بالتالى يُصبح من السهل على الإنسان التمرد على الإله .... و خاصة لو إستطاع أن يتوصل إلى شجرة الحياة... و بالتالى يصبح خالداً..... و عندئذ تُصبح الذات البشرية مساوية للذات الإلهية من ناحية العلم و الخلود.... فما الحاجة بعدئذ للبشر لعبادة الإله إذا كان هو نفسه قد أصبح مساوياً للإله!.... إستغفر الله العظيم عما يصفون....

يعنى ببساطة إله إغريقى ....ضعيف....لا يستطيع أن يُخفى سراً من أسرار ربوبيته..... و يخاف من الإنسان أن يتمرد عليه إذا إمتلك القوة اللازمة لذلك.....مثل إنقلابات العالم الثالث فى عالمنا هذا!...أو أفلام الخيال العلمى عندما تتمرد الآلات على صانعيها من البشر.... و لكن الآلات ربما لها الحق...فهى أقوى منّا... و أسرع منّا....و لديها القدرة على التعامل بالمنطق و الإستنتاج أسرع منّا بكثير....

و لكن هذا الإله التوراتى المسخ....يخاف من بشرى ضعيف....لم يكن يمتلك وقتها حتى خرقاً تستر عورته.... و بالتالى يطرده خارج البيت حتى لا يسرق المزيد من الأسرار الإلهية!

و آلهة الإغريق لهم نفس صفات البشر.... و هم بالضبط مثل الإله التوراتى و الإله فى العهد الجديد...فهم يغارون من البشر....يكذبون....يتزاوجون من البشر بل و يتصارعون معهم كما تصارع الله مع يعقوب....يطمعون لما فى أيدى الآلهة الأخرى و ما بأيدى البشر.... و عدد كل النقائص البشرية تجدها فى آلهة الإغريق... تلك التى تم إستيحاء الإله التوراتى و من بعده الإله فى العهد الجديد منها...

سبحان الله عما يصفون....وأستغفر الله.... اللهم إغفر لهم فهم لا يعلمون....