الأخت الفاضلة د/ مسلمة
أحييكي بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكمل حديثنا الذي أستفاد منه كثيرا وأرجو من الله عز وجل أن يكون هذا العمل إبتغاء وجهه الكريم وبعد :
في ردك أختي الكريمة علي ما ذكرته أنا عن أدلة ثبات الأرض قلتي ( دوران الأرض حول الشمس حقيقة علمية ثابتة ) وهنا سؤال هام : من قال هذا ؟ وكيف نتأكد أنها حقيقة علمية ثابتة ؟ إذا كان من وضع هذه النظرية لم يقل بأنها حقيقة ثابتة فكيف نقول نحن ذلك ؟
أختي الكريمة د/ مسلمة أرجو أن يكون هناك حد وحاجز بين الحقائق العلمية التي ثبتت يقينا عن طريق التجربة وبين النظريات العلمية
فمثلا موضوع نشأة الكون وكيف نشأ تحدث عنها الكثير من العلماء والمفكرين ووضعوا النظريات الفرضية ولكن هل ثبت علميا وتأكدت بالتجربة أو الدليل العقلي هذه النظريات ؟ يقول تعالي ( مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ) الكهف (51) إذا أختي الفاضلة هي مجرد نظريات ليس أكثر من ذلك فلا يجب علينا بعد ذلك أن نقول إنها حقائق علمية أثبتها العلم
ثم إسترشدتي بفيلم عن وكالة ناسا للفضاء ولكن بنظرة علي هذا الفيلم يتضح أنه إنتاج سينمائي ولم يتم تصويره علي الطبيعة عن طريق الأقمار الصناعية أو بأي وسيلة أخري
ثم إستعنتي بفتوي وهذه الفتوي تقول (فقبل الجواب نذكر بقاعدة عظيمة لأهل العلم وهي: أن قطعي الوحي وقطعي العقل لا يتعارضان، فقطعي العقل يؤيد قطعي الوحي، ولذا ألف شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه العظيم (درء تعارض العقل والنقل) في (11) مجلداً فإن حدث تعارض بين العقل والنقل فالقطعي منهما يقضي على الظني، وإن حدث تعارض بين ظني الوحي وظني العقل فظني الوحي مقدم، حتى يثبت العقلي أو ينهار.
ودوران الأرض حول نفسها، ثم حول المجموعة الشمسية، والمجموعة الشمسية بأكملها حول المجرة، كل ذلك أضحى حقيقة علمية، فدوران الأرض حول نفسها ينتج منه الليل والنهار، ودوران القمر حولها ينتج منه الشهر القمري، ودوران الأرض حول الشمس ينتج عنه الفصول الأربعة، فهل هذه الحقيقة العلمية تعارض نصوص القرآن أم تؤيدها.
إذا نظرنا إلى قوله تعالى ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) [يس:38] وقوله تعالى ( وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ) [الأنبياء:33] وقوله تعالى ( وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى ) [لقمان:29] فهذه الآيات تدل على جريان الشمس والقمر وبقية الأفلاك، أما ما يدعيه بعض الناس من أن القول بدوران الأرض لا يتفق مع القرآن فليس مع أصحاب هذه الدعوى حجة ولا دليل، أما قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّه رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر:64]
(أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [النمل:61] (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) [الأنبياء:31]
فهذه الآية تدل على أن الأرض قرار بالنسبة لنا وهذا ما نشعر به، ولكنها في ذاتها تدور وتسبح، ولا تعارض بين هذا وذاك.
وكون الأرض تدور لا يفيد أنها تضطرب، فاضطراب الأرض منفي بكتاب الله حيث وصفها بالقرار وثبتها بالجبال الرواسي حتى لا تميد وتضطرب بمن عليها، وخذ على ذلك مثلاً مشاهداً: فالسفينة التي تسير في البحر إن كانت خفيفة لعب بها الموج واضطربت يمنة ويسرة، فإذا وضعت فيها الأثقال امتنعت عن الميلان والاضطراب فثبتت ورسخت مع أنها متحركة.
ثم إذا كانت الشمس تجري والأرض قابعة مكانها لا تدركها ولا تدور معها لبقينا بلا شمس، وإذا كان القمر الذي أثبت الله سباحته في كتابه يسير والأرض باقية لبقينا بلا قمر…
فالثابت -فعلاً- أن الكون يسبح ويتحرك، هذا ما أثبته العلم، وليس في القرآن ما ينفيه أبداً.
والله أعلم.
وللتعليق علي هذه الفتوي أقول – إن المفتي قرر بعد أن سرد عملية دوران الأرض حول الشمس ودوران الشمس حول المجرة ودوران الأرض حول نفسها أن (، كل ذلك أضحى حقيقة علمية، فدوران الأرض حول نفسها ينتج منه الليل والنهار ) فمن أين أتي بأن هذه النظريات أضحت حقيقة علمية ؟ ثم أنه خلط بين آيتي الليل والنهار وبين الشمس والقمر فربط بينهما وهما في الحقيقة أربع آيات منفصلة عن بعضهم البعض فالليل آية والنهار آية والشمس آية والقمر آية ... فليس هناك إرتباط بين القمر وبين الليل بدليل أننا نري القمر في كثير من الأحيان في كبد السماء وقت الظهيرة فأين الليل المصاحب له ؟
يلزمنا دليل من القرآن أو السنة النبوية المطهرة تؤكد ذلك
وبعد أن ذكر الآيات التي تتحدث عن سريان الشمس والقمر قرر ( فهذه الآيات تدل على جريان الشمس والقمر وبقية الأفلاك، ) من أين جاء بكلمة بقية الأفلاك هذه ؟ إنه تحميل علي النص الواضح بدون أي دليل
ثم جاء ويقول بأن من يقولون بعدم دوران الأرض وأنها ثابتة قرر ( فليس مع أصحاب هذه الدعوى حجة ولا دليل،) يعني بالمصري كدة رمي الكورة في ملعب المعارضين ودة بالتأكيد يتعارض من ظاهر النصوص فإن كان هو عنده دليل علي ما يدعيه من دوران الأرض فليأتنا به !! أما أن يقول إننا بلا حجة ولا دليل فهذا كلام غير صحيح بدليل أن الآيات تتحدث عن الثبوت الأرض وهو يحركها ويقول هاتوا الدليل !!!!
أما بالنسبة للمثال الذي ضربه والخاص بالسفينة فهو مردود عليه ذلك أن السفينة التي تسير في البحر سواء أكانت محملة من عدمه فهي تسير بمسير – شراع كان أو موتور يحرك المراوح – فيستطيع ربانها أن يثبتها أو أن يسيرها ثم من قال إن السفينة إذا وضعت فيها الأثقال امتنعت عن الميلان والاضطراب فثبتت ورسخت مع أنها متحركة؟؟؟؟ فكم من سفينة محملة بالبترول عن آخرها وغرقت ولعبت بها لأمواج وهذا منظور لنا جميعا في النشرات الإخبارية
الأخت الفاضلة د /مسلمة كنت قد أتيت لك بالأدلة من القرآن وإليكي هذه الأدلة من الأحاديث النبوية الشريفة والتي تؤكد ثبوت الأرض وعدم حركتها :
الدليل الأول
ما ذكره صحابة رسول الله  أنه أخبرهم عن كل شيء في الكون من مبدأه إلى منتهاه، ولم يترك طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وذكر لهم منه علما وعلى أهمية أمر الأرض فلم ينقل أي صحابي أو تابعي أو أحد من سلف الأمة حديثاً صحيحا ولا ضعيفا ولا حتى موضوعاً، يقول فيه بأن الأرض تتحرك حركة واحدة من هذه الحركات. ولم يرد حديث يقول بأن الأرض ثابتة لأن ثباتها لم يكن بحاجة إلى بيان، بعد ما ذكرناه من أدلة الكتاب. وكانت عقيدة المخاطبين آنذاك هي: أن الأرض ثابتة لا فرق في ذلك بين المؤمنين والكافرين. ولم تكن الآيات في حاجة إلى بيان من الرسول .
ولما كان بدء الخلق للأرض أنها كانت تتحرك، ثم بعد ذلك ثبتها الله فقد ورد ما يفيد ذلك عنه.وقد ذكرنا ما ورواه أحمد عن انس بن مالك عن رسول الله  أنه قال:" لما خلق الله الأرض جعلت تميد (تتمايل) فخلقت الجبال فألقاها عليها فاستقرت..." (الحديث).
الدليل الثاني :
روى الطبرانى عن ابن عباس عن رسول الله  قال:" البيت المعمور في السماء يقال له الضراح وهو على مثل البيت الحرام، بحياله، لو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يرونه قطٍ.فإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة" يعنى في الأرض.
وهكذا قال الكوفي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمه والربيع بن أنس والسدى وغير واحد.وقال قتادة ذكر لنا أن رسول الله  قال يوما لأصحابه:" أتدرون ما البيت المعمور؟" قالوا: الله ورسوله أعلم.قال:" مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر لخر عليها".إن هذا يدل على أن الأرض ثابتة، راسخة لا تتحرك قدر أربع أصابع ولو كان ذلك كذلك فلن يسقط البيت المعمور على الكعبة لو سقط.
فلو كانت الأرض تدور حول نفسها لما كانت الكعبة وهي فى الأرض تحت البيت المعمور وهو في السماء، فكون البيت المعمور فوق الكعبة تماما لدرجة أنه لو سقط لسقط عليها فإن هذا يعنى أن الكعبة على الأرض لا تتحرك أبدا، فما بالكم وأنتم تقولون أن الأرض تدور حول نفسها، وحول الشمس، وحول المجرة … إلي أخر هذه الحركات.كيف سيكون البيت المعمور فوق الكعبة تماما؟
هل ستدور السماء مع الأرض أثناء دوران هذه الأخيرة حول نفسها وحول الشمس أم أنكم تكذبون هذه الأحاديث وتصدقون كوبرنيقوس؟
أجمع المسلمون على أن رسول الله  عرج به إلى السماء، وقضى جزءا كبيرا من الليل حتى نزل قبل الفجر.
الدليل الثالث
فلو فرضنا إن رسول الله  نزل بعد أربع ساعات من عروجه فإنه سينزل في مدنية (بيضون) بالجزائر، لأنها تقع بين خطى الطول صفر ومدار السرطان.هذا بافتراض أن الأرض تدور. ولو نزل بعد خمس ساعات لنزل في صحراء (إيجيدي) بموريتانيا الواقعة بين خط طول (10) ومدار السرطان.
ولو تأخر  ست ساعات في السماء، فإنه لن يجد يابسة ينزل عليها، إذ أن دورة الأرض ستجعل مكان نزوله المحيط الأطلنطي الذي يبلغ عرضه ثلاث ساعات زمنية أي أنه  لن يتمكن من النزول على اليابس حتى بعد تسع ساعات.فلابد أن ينزل من السماء قبل مرور ست ساعات، أو بعد مرور تسع ساعات، ولكنه في الحالة الثانية يكون قد ابتعد مكانا وزماناً، لأنه بعد تسع ساعات سينزل على المكسيك، وسيكون وقت الضحى.والثابت عند المسلمين أن الرحلة بدأت ليلا، وانتهت ليلا قبل الفجر.ما رأي السادة العلماء في هذه المشكلة؟
كيف نزل رسول الله  على نفس المكان الذي صعد منه بعد عدة ساعات؟ ونريد إجابة علمية ومنطقية، ولا يخف علينا قدرة الله الذي أصعده إلى سدرة المنتهى فوق السماء السابعة، أن ينزله في أي مكان شاء، ولكن في هذه الحالة سينزل من مكان في السماء غير الذي صعد منه، وسيضطر إلى الطيران من المكان الذي نزل منه إلى مكة، أو سيتجه رأساً من السماء إلى مكة رغم دوران الأرض بحيث ينزل عليها في أي مكان ذهبت إليه، ولكن في كل هذه الأحوال كان رسول الله  سيخبرنا عن هذا الأمر ضمن كل الآيات التي رآها في رحلته، وهو لم يترك شيء إلا وأخبر به لأنه (رسول). فلماذا لم يخبر الرسول  المرسل إليهم بما رآه من حركة دوران الأرض، وهو الوحيد من البشر الذي يكون قد رأي هذه الآية - إن كانت - وعاد مرة أخرى للناس ليخبرهم بها، لأن من صعد من الأنبياء قبله كإدريس أو عيسى لم يعودوا بعد، ليخبروا بهذا الأمر.فهل هذه الآية - دوران الأرض - لم تلفت انتباه الرسول فيحدث بها؟
نحن نسأل هذه الأسئلة ونفكر هذا التفكير، طبقا لآيات الله التي تقول إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ فها نحن نفكر ونتعقل ونتعلم في هذه المسألة التي نرى أنها غابت عن تفكير علمائنا الذين قالوا بدوران الأرض.
أما عن أول من صعد إلى السماء من غير الأنبياء فهو الروسي" يوري جاجارين" وقد كان من الكافرين، عندما سئل عن أغرب ما رآه في صعوده قال:" التعاقب السريع لليل والنهار".ولم يقل جاجارين الدوران السريع للأرض، وهذا كافر من الكافرين لم يقل بدوران الأرض وقد صعد بنفسه إلى السماء.
ورسول الله رسول من المرسلين لم يقل بدوران الأرض وقد صعد إلى السماء
الدليل الرابع
قد ذكرنا الحديث الذي رواه أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسـول الله " لو أن رضاضة مثل هذه (وأشار إلى جمجمة) أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة عام لبلغت الأرض قبل الليل".
فهذا الحديث يدل على أن الأرض ثابتة، وإلا لما بلغت الرضاضة الأرض أبدا.
هذا أختي الفاضلة جزء من كل
أرجو أن تكون وضحت الرؤيا
أما بخصوص الضيف جون ويسلي فلست متخصص للرد عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته