*******************************
رقـم الفتوى : 96599
تاريخ الفتوى : 19 جمادي الأولى 1428 الموافق 5 يونيو 2007
عنوان الفتوى : تفسير كون الله تعالى في السماء
السؤال
إن الله تعالى في السماء بدليل قوله تعالى أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور.. وبدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. وبدليل حديث الجارية
هناك بعض التفاسير تقول إن قوله:
أأمنتم من في السماء أي من قدرته وهو تفسير القرطبي: قَالَ اِبْن عَبَّاس: أَأَمِنْتُمْ عَذَاب مَنْ فِي السَّمَاء إِنْ عَصَيْتُمُوهُ.
وَقِيلَ: تَقْدِيره أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء قُدْرَته وَسُلْطَانه وَعَرْشه وَمَمْلَكَته. وَخَصَّ السَّمَاء وَإِنْ عَمَّ مُلْكه تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْإِلَه الَّذِي تَنْفُذ قُدْرَته فِي السَّمَاء لَا مَنْ يُعَظِّمُونَهُ فِي الْأَرْض.
وَقِيلَ: هُوَ إِشَارَة إِلَى الْمَلَائِكَة.
وَقِيلَ: إِلَى جِبْرِيل وَهُوَ الْمَلَك الْمُوَكَّل بِالْعَذَابِ.
قُلْت: وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى: أَأَمِنْتُمْ خَالِق مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمْ الْأَرْض كَمَا خَسَفَهَا بِقَارُونَ وفي حال كان هذا التفسير صحيحا فهو يصح على الحديث
أما حديث الجارية ففي موطأ ابن مالك أن الجارية أشارت إلى السماء حين سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تقل في السماء إلا في صحيح مسلم وبالتالي فإن الحديث في موطأ مالك أقرب إلى الصحة (كما قرأت في بعض الكتب)
إضافة إلى ذلك كيف نسلك أن الله في السماء وهو يقول (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه)، وقوله تعالى (وسع كرسيه السماوات والأرض)
أرجو الرد لأن هذا الموضوع يؤرقني وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله سبحانه فوق المخلوقات كلها كما دل على ذلك كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة، وقد بينا هذا بأدلته مع بيان معنى هذه الآية المسؤول عنها في الفتوى رقم 6707، والفتوى رقم 76111، والفتاوى المحال عليها فيها فالرجاء مراجعتها بتأمل وتأن، ثم التمسك بما فيها والإعراض عما سوى ذلك ولو نقله من نقله أو وجد في أي تفسير، أما حديث الجارية فهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه ورواه الإمام مالك بن أنس وأبو داود والنسائي وغيرهم.
وبمراجعة ما في الفتاوى التي أشرنا إليها يعلم أن قوله تعالى (من في السماء) ليس معناه أنها تحويه أو أنه محتاج إليها تعالى الله عن ذلك؛ بل المعنى أنه عليها وفوقها وفوق العرش الذي هو سقف المخلوقات جميعاً، فهو سبحانه وتعالى غير داخل في شيء من خلقه؛ بل فوق جميع خلقه عال عليه،
أما الكرسي فهو أعظم من السماوات السبع، والعرش أعظم من الكرسي، فقد روى ابن حبان وصححه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا ذر: ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة. مع أن في تفسير الكرسي خلافاً ذكرناه في الفتوى رقم 96343
وإذا تبين تفسير كونه تعالى في السماء فإنه لا معارضة بين ذلك وبين طيه السموات والأرض يوم القيامة.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
*******************************
وقد ذكر الله تعالى حملة العرش فقال (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) هؤلاء حملة العرش وقال تعالى (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) ذكر الله أن هناك من يحمل العرش
وفي بعض الأحاديث قال صلى الله عليه وسلم : (أذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة من ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة سنة) هذا ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه يعني إلى منكبة، فكيف ببقية جسده ماذا تكون عظمة هذا المخلوق الذي خلقه الله، وكذلك بقية حملة العرش ؟؟؟ هذا خلقهم ...
ذكر في بعض الأحاديث لما خلقهم الله قالوا: لماذا خلقتنا ؟ قال: لحمل عرشي كيف نحمل عرشك وأنت رب العالمين ؟ فقال لهم: احملوه بالتسبيح فلا يستطيعون حمله إلا بهذا التسبيح. يقول الله تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ) هم دائمًا يذكرون الله تعالى، ويسبحونه، ويهللونه، ويكبرونه، ويقدسونه، ويعظمونه. وهذا الذكر الذي يتقربون به هو الذي أعانهم على حمل العرش، وإلا فإن العرش لا يقدر قدره إلا الله مع عظم خلق هؤلاء الذين هم حملته.
وهكذا ما ذكر أيضًا حول العرش من الأنهار؛ ورد أيضًا في بعض الأحاديث أن العرش على ماء أو بحر ما بين أسفله إلى أعلاه كما بين سماء إلى سماء. أي : مسيرة خمسمائة عام. وقد ذكر في القرآن أن العرش كان على الماء. قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) وقيل لابن عباس على أي شيء الماء ؟ فقال: على متن الريح. يعني أن الله تعالى قادر على أن يجعل الماء على غير قرار فجعله على متن الريح.