السيد جون وسيلي
## نعم يوجد عرش لله، وهو من ضمن خلقه، ولا يخرُج عن خلقه، كان بعد أنْ لم يكن، وقد كان عليك أنْ تسأل عمَّا إذا كان لله عرش أو لا، قبل أنْ تسأل عن معنى الرحمن على العرش استوى؛ لأنَّ السؤال عن معنى استواء الرحمن فرع عن العلم بوجود الاستواء، فالعلم بالوجود هنا أصل.
بشأن وحدانية الله في الإسلام، فهي: الله واحد بذاته، ولا يتجزأ ولا يَتَبَعَّض، وليس له أقانيم، فلا ابن ولا روح قدس، والذي يقول بالأقانيم: يقترف نوع من أنواع الكفر الكبري حسب الفهم الإسلامي.
رأيتُ في بعض المنتديات أنَّ شخصًا مسيحيًا يقول:"أنا أؤمن بأحدية الله، أو بواحدية الله، وليس بتوحيد الله".
صاحب هذا الكلام يظن أنَّه سيحصل على مراده، وهيهات، فلو لم يقل بالأقانيم الثلاثة؛ لقلنا: أنَّ الاختلاف في العبارة وليس في المعنى، ولا مشاحة في العبارات، ولكن ما دام يؤمن بالأقانيم الثلاثة؛ فهيهات، فاستعمال الوحداية أو الأحدية ممَّن هذا شأنه لا يختلف عن استعماله للتوحيد إنْ استعملها، لأنَّ المعنى لن يتغيَّر، فالذي تغيَّر هو اللفظ لا أكثر، ونحن من هنا نطالبه بتغيير المعنى بحيث يترك الإيمان بالأقانيم، وليستعمل آنذاك أي كلمة لائقة يريدها ما دام الإيمان هو أنَّ الله واحد وليس له أقانيم، فلا ابن ولا روح قدس.
بشأن سؤلك:أقول: الله ليس جسمًا.اقتباسهل الله له هئية معينة؟
قد تقول: أنا سألتُك عن الهيئة، وأنتَ أجبتني عن التجسيم، فمَ ردك؟
أقول: بنفي التجسيم ننفي الهيئة، فنحن الناس لا نستطيع إلَّا تخيُّل الأجسام، وبهذا فلا يمكن أنْ نصل إلى شيء بهذا الشأن، فأي شيء نتخيله فهو ليس الله، فليس كمثله شيء، فأي شيء تتخيله فهو ليس الله؛ لأنَّ الذي نتخيله مجرد جسم، ولا يمكن الفكاك من التجسيم إطلاقًا، فهناك دائما نوع من التجسم يقترفه الإنسان – غير المجسِّم - بعض الأحيان، ولكن للذي ينفي التجسيم فهو يتدارك الأمر فيقلع عن التفكير بهذا الشأن؛ ليكون غير مجسِّم.
قد تقول: أنا لم أسألك عن فكر الناس بشأن الله في هذا الشأن بل عن هذا الشأن من حيث نفسه؟
أقول: أقصى ما يمكن للعقل إثباته في هذا الشأن هو وجود الله، ولكن هذا لا يعني أنَّ لله هيئة، فالهيئة مُنْتَزَعَة من المحسوسات؛ ولذلك فإسقاطها على الله خطأ، فهذا ليس هو الله، رغم أنَّ هذا الانتزاع هو انتزاع مثالي، فالإنسان ينتزع شاهد مثالي يسقطه على الله، وهذا الشاهد المثالي، يقرِّب القضية للفهم لا أكثر.
بشأن قولك:فراجع السطور السابقة فلا عائدة من تكرارها.اقتباسالمسلم سيراه بأي حال من الأحوال
بشأن سؤالك:أقول: الملائكة تحمل العرش.اقتباسهل يوجد ملائكة تحمل العرش؟
بشأن سؤالك:أقول: إنَّ العرش مخلوق.اقتباسهل العرش مخلوق.
بشأن سؤال:أقول: إنَّ الله قبل خلقه للعرش كان بلا عرش، كما عمومًا كان قبل أنْ يخلق الخلق كان بلا خلق.اقتباسهل الله قبل خلقه اياه كان بدون عرش؟؟
بشأن سؤالك:أقول:اقتباسوهل الله قبل خلق العرش كان لا يستوي على عروش سابقا ثم خلق عرش واستوى ليه؟؟
أولًا: ارتكبتَ خطأ في سؤالك، وهو انتقالك من العرش بالمفرد، إلى العروش، أي أنَّك جمعت العرش، في حين الكلام على العرش بالمفرد.
ثانيًا: نعم كان لا يستوى على العرش ثم استوى، فإذا كان العرش مخلوق، فبالتأكيد لم يكن مستوٍ عليه ثم استوى عليه.
بشأنأقول: لأنَّ الخلق لا يقوم بذاته، بل يقوم بالله، وبهذا فالاستلاء مفهوم.اقتباسلماذا استوى؟
بشأن سؤال:أقول: الذي يتغير مركَّب، والذي يتطوَّر مركَّب، والمركَّب يَفْتَقِر في تركيبه إلى أجزائه، والله ليس مركَّبًا ليفتقر إلى أجزاء.اقتباسوهل الله يتغير او يتتطور؟؟
بشأن قولي:أقول: الله حامل العرش وحامل حملة العرش، وهذا بمقتضى أنَّ العرش وحملة العرش لم يكونوا ثم كانوا!.اقتباسويوجد ايضا 8 ملائكه حاملين عرش الله..هل الله خالق الكون وخالقه وحامله يحمل؟؟
بشأن قولك:أقول: الله لا يحتاج إلى شيء ومن ضمنها العرش، بل الأشياء هي التي تحتاج إلى الله، والعرش من ضمن الأشياء التي تحتاج إلى الله، فالله سبق المخلوقات، والمخلوقات لاحقة، واللاحق هو المفتقر إلى السابق، والعكس فاسد.اقتباسوهل الله يحتاج الى عرش؟؟
بشأن قول:أقول: كلمة الجسم يلزم عنها المادية، والجسم مركَّب، والركَّب يفتقر في تركيبه إلى أجزائه، والله لو كان كذلك لمَا كان هو خالق هذا الكون، ولكن لأنَّه خالق هذا الكون فهو لا يفتقر إلى الأجزاء، ثم أنَّ الأجزاء يلزم عنها التعدد، والتعدد هنا منه سابق ومنه لاحق، وهذا يلزم عنه "دور - بالمعنى المنطقي -"؛ وبهذا فالله لكي يكون هو خالق هذا الكون فلا بد أنْ لا يكون متجزِّئ.اقتباسوهل الله له جسم ؟؟
او هل الله مادي؟؟
بشأنك قولك:أقول: بالتأكيد، وإلَّا فيلزم تعدد القدماء.اقتباسوهل الملائكه حاملين العرش مخلوقين؟؟
بشأن قولك:أقول: العرش من خلق الله، والملائكة من خلق الله، والله وكل بعض مخلوقاته العاقلة ببعض مخلوقاته، وتذكر أنَّ العرش مخلوق، والله يحمله ويحمل حملته.اقتباسوكيف يحملون العرش؟؟ وهو عرش الله؟؟
بشأن قولك:أقول: فهمك خطأ، فالله لا تحمله الملائكة، بل الملائكة تحمل العرش، والعرش هو الآخر مخلوق، فلو كان الله بحاجة إلى أنْ يحمله ويحمل الملائكة، وكانت الملائكة بحاجة لأنْ تخلق ثم تحمل العرش؛ للزم عن هذا "دور"، حيث يكون كل منهم محتاج إلى الآخر، وهذا يلزم عنه أنْ لا يوجد شيء أصلًا، أي لا يوجد خالق، وبالضرورة لا يوجد مخلوق، فوجود المخلوق يَتَوَقَّف على وجود الخالق،اقتباسويوجد حديث يقول ان الله سياتي يوما ويميتهم وهل هم هؤلاء الملائكه دائمين الوجود مع الله؟؟وكيف كان الله قبلا لا تحمله ملائكه ثم حملته ملائكه مخلوقه فيما بعد (بعد ان خلقهم).؟؟؟
وهذا يلزم عنه أنَّ لا يوجد شيء، أي لا يوجد خالق، وبالضرورة لا يوجد مخلوق، ولمَّا كان الأمر ليس كذلك، بدلالة أنَّنا نكتب الآن، والكتابة فعل وجودي
المفضلات