

-
.
الخوف والفزع الَّذي انتابه
لِمَا سمع ورأى في الغار حتَّى جعله يقطع خلوته، ويسرع إلى البيت مرتعش الفؤاد، فإنه يوضح أن ظاهرة الوحي هذه لم تأت متمِّمة لشيء ممَّا كان النبي صلي الله عليه وسلم يتصوَّره أو يخطر في باله، وإنما فوجئ بها وبالرسالة دون أي توقُّع سابق. كما أن ذهاب خديجة به لابن عمها دليل على أنها لم تكن تعلم كنهه مما جعلها تسأل قريبها ورقة عنه.
هل يتصور منصف على وجه الأرض أن القرآن كلام محمد وهل يصح في الأذهان أن أحدا يبتكر بعبقريته أمرا هو مفخرة المفاخر ومعجزة المعجزات ثم يقول للعالم في صراحة ليس هذا الفخر فخري وما هو من صنعي وما كان لدي استعداد أن آتي بشيء منه وأنتم تعرفونني وتعرفون استعدادي من قبل ألا إن هذا يخالف العقل والمنطق ويجافي العرف والعادة وينافي مقررات علم النفس وعلم الاجتماع فإن النفوس البشرية مجبولة على الرغبة في جلائل الأمور ومعاليها مطبوعة على حب كل ما يخلد ذكرها ويرفع شأنها لا سيما إذا كان ذلك نابعا منها وصادرا عنها وكان صاحب هذه النفس صدوقا ما كذب قط رافعا عقيرته بزعامة الناس ودعوتهم إلى الحق وليس شيء أجل شأنا ولا أخلد ذكرا من القرآن الكريم الذي جمع الله به شمل أمة وأقام به خير ملة وأسس به أعظم دولة فما كان لمحمد أن يزهد في هذا المجد الخالد ولا أن يتنصل من نسبته إليه لو كان من وصفه وصنعه وهو يدعو الخلق إلى الإيمان به وبما جاء به وأي وجه لمحمد في أن يتنصل من نسبة القرآن إليه وهو صاحبه إنه إن كان يطلب الوجاهة والعلو والمجد فليس شيء أوجه له ولا أعلى ولا أمجد من أن يكون هذا القرآن كلامه وإن كان يطلب هداية الناس فالناس يسرهم أن يأخذوا الهداية مباشرة ممن يعجز الجن والإنس بكلامه ويتحدى كل جيل وقبيل ببيانه ويقهر كل معارض ومكابر ببرهانه ولو كان القرآن من تأليف محمد لأثبت به ألوهيته بدلا من نبوته لأن هذا القرآن لا يمكن أن يصدر إلا عن إله ( مناهل العرفان ج 2 ص 293)
ما أروع ما وصفة القرآن من الحالة الذي سيقولها أعداء الإسلام على مر العصور واتهام أن القرآن نتيجة تعلم الرسول من بشر وهذا دليل الإعجاز القرآني على مر العصور والأيام
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَان الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ {103}سورة النحل. صدق الله العظيم
اقتباس
.
.
المدعي
أن الحالة التي كانت تعتري النبي صلى الله علية وسلم عند تلقي الوحي من جبريل، وهو على حالته الملكية، وهي الحالة التي كان النبي يغيب فيها عن الناس وعما حوله، ويسمع له غطيط ( صوت النائم إذا احتبست أنفاسه ) كغطيط النائم، ويتصبب عرقه، ويثقل جسمه، هي حالة صرع تتمخض عما يخبر به أنه وحي
المحكمة: على المدعى أن يقدم لنا رده على مسألة هل فعلا كان مصابا بالصرع أم لا ؟
المدعى عليه: يجب أن نعرف ما هو الصرع وأنواعه وأعراضه ومضعفاته ونتائج الإصابة به وهل هذه الأشياء أصابت الرسول صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
التعريف:
الصرع هو حالة عصبية تحدث من وقت لآخر اختلال وقتي في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ. وينشأ النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ من مرور ملايين الشحنات الكهربائية البسيطة من بين الخلايا العصبية في المخ وأثناء انتشارها إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا النمط الطبيعي من النشاط الكهربائي من الممكن أن يختل بسبب انطلاق شحنات كهربائية شاذة متقطعة لها تأثير كهربائي أقوى من تأثير الشحنات العادية. ويكون لهذه الشحنات تأثير على وعى الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن وهذه التغيرات الفيزيائية تسمى تشنجات صرعية ولذلك يسمى الصرع أحيانا "بالاضطراب التشنجي". وقد تحدث نوبات من النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة محددة من المخ وتسمى النوبة حينئذ بالنوبة الصرعية الجزئية أو النوبة الصرعية النوعية.وأحيانا يحدث اختلال كهربائي بجميع خلايا المخ وهنا يحدث ما يسمى بالنوبة الصرعية العامة أو الكبرى. ولا يرجع النشاط الطبيعي للمخ إلا بعد استقرار النشاط الكهربائي الطبيعي. ومن الممكن أن تكون العوامل التي تؤدى إلى مرض الصرع موجودة منذ الولادة، أو قد تحدث في سن متأخر بسبب حدوث إصابات أو عدوى أو حدوث تركيبات غير طبيعية في المخ أو التعرض لبعض المواد السامة أو لأسباب أخرى غير معروفة حالياً. وهناك العديد من الأمراض أو الإصابات الشديدة التي تؤثر على المخ لدرجة إحداث نوبة تشنجيه واحدة. وعندما تستمر نوبات التشنج بدون وجود سبب عضوي ظاهر أو عندما يكون تأثير المرض الذي أدى إلى التشنج لا يمكن إصلاحه فهنا نطلق على المرض اسم الصرع يتميز بنوبات من فقدان الوعي ترافقها اختلاطات متعممة. وتستمر النوبة فترة قصيرة ثم تزول. أم الفاصلة بين نوبة وأخرى فقد تكون بضعة أشهر في الحالات الخفيفة، بينما يمكن أنَّ تحدث النوبة بضع مرات في اليوم الواحد وذلك في الحالات الشديدة ، وهو نوبات متكررة مفاجئة مصحوبة بنقص في الوعي إلى حد الغيبوبة أحيانا.. وهناك أنواع مختلفة للنوبات التي قد تنتاب المريض؛ فمنها الصغرى والكبرى المتكررة المستمرة، وأقل هذه النوبات حدة هي الصغرى التي لا تستغرق سوى عدة ثوان، ولا تحدث تشنجات، أما النوبة النفسية الحركية فتسبب فقدانًا تامًّا في الوعي، مصحوبة بحركات أتوماتيكية غريبة كالجري، والصراخ، والهيجان، والعدوان، وجذب الملابس... إلخ
الأشكال والأعراض:
قبل أنَْ تحدث نوبة الصرع، تسبقها حالة مخبرة - تخبر المريض عن قدوم النوبة - تسمى النسمة وتتجلى مظاهرها بأشكال عديدة من الاضطرابات الحسية، كأن يشم المريض رائحة خاصة أو يسمع أصواتاً غريبة أو يرى أشكالا أو أشباحاً خاصة أو يشعر بطعم غريب في فمه... وأحياناً تكون بشكل حس مزعج في إحدى مناطق البدن، أو بشكل نفخة كالريح - ومنه تسميتها بالنسمة. وعليه يمكن تعريف النسمة بأنها الاضطرابات الحسية التي تتقدم نوبة الصرع والتي تـنبيء عن قرب ظهور النوبة المفاجئ.
هذا وإن للصرع أشـكالاً عـديدة، أهمها:
أولاً - الصـرع الكبير:
قد تكون النسمة في هذا الشكل غير موجودة أحياناً، وتمر حوادثه بثلاث مراحل؛ فقدان الوعي، والارتجاجات، وعودة الوعي. يبدأ فقدان الوعي فجأة ويرافقه فقدان الحركة، فيسقط المريض بشكل تشنجي ويظهر الزبد على الفم، وقد يعض المريض لسانه كما قد يتبول أو يتغوط. وتستمر هذه المرحلة حوالي الدقيقة الواحدة. وأخيرا تبدأ فترة الهدوء فيصبح التنفس عميقاً ويعود الوعي تدريجيـاً... وتنتهـي النوبـة. وعندما يصحو المريض يكون في حالة ذهول ولا يذكر شيئاً مما جرى.. ولكنه يشعر بصداع شديد يدفعه للنوم العميق، ليستفيق بعدها وقد عاد طبيعياً. وبعض المرضى يستطيع أنَّ يعود إلى أعماله الاعتيادية بعد انتهاء
الصرع الكبرى وأعراضه:
1- تصلب في الجسم.
2- احتقان في الوجه.
3- هزات متكررة في الجسم كله.
4- أعراض أخرى مثل التبول اللاإرادي ولعاب كثيف في الفم وعض اللسان نوبة مباشرة.
ثانيـاً: الصرع الـدائم:
وفي هذا الشكل تتعاقب النوبات بصورة مستمرة دون فاصلة، فيبقى المريض فاقداً وعيه بشكل دائم مع حدوث نوبات اختلاجية بين حين وآخر ولهذا فإن المريض قد يموت نتيجة للجهد العضلي العصبي الدماغي. وعليه فأن هذا الشكل من الصرع شديد الخطورة ونشير إلى أنَّ الحرارة ترتفع فيه كثيراً. يبدو الشخص واعياً أثناء نوبات الصرع الجزئية المركبة لكنه غالبا لا يدرك من حوله أثناء النوبة. وقد يكون الشخص قادراً على السمع ولكنه لا يكون قادراً على الاستجابة للقريبين منه. و تبدو عادة هذه النوبة مشابهة لنوبة صرع التغيب في كون الإنسان قد يبقى محملقاً في الفراغ. و تدوم النوبة عموماً لفترة أطول وقد يكون هنالك بعض التصرفات أو الحركات اللاإرادية مثل تقليب أو تمطيط الشفاه أو المضع أو حركات طرفية لا إرادية مثل حركة يد متكررة متماثلة بعكس النوبة الغيبية التي تنتهي فجأة بعد "30 " ثانية أو أقل، بينما تدوم نوبة الصرع الجزئية المركبة عادة لمدة دقيقة إلى دقيقتين وتحتاج إلى فترة أطول لاسترداد الوعي والنشاط. وليس مستغرباً أن تبدأ نوبة الصرع الجزئية كنوبة بسيطة تتطور إلى نوبة صرع جزئية مركبة ومن ثم تتحول إلى نوبة ارتجاجية كبيرة أو نوبة تشنجية.
ثالثاً - الصرع الجزئي:
يسمى أيضاً (صرع جاكسون )، وتكون النسمة فيه واضحة ويتبعها ذهول واضطراب في الذاكرة دون أنَّ يفقد المريض وعيه، وتظهر اختلاجات وتشنجات عضلية في موضع واحد من الجسم فقط، ثم تنتشر إلى الأقسام المجاورة. ويشار إليها عادة بالنوبات التحذيرية أو النسمة ( الحس الشخصي) وهي الإحساس الشخصي الذي يسبق النوبات الاشتدادية. حيث يكون الشخص واعياً بالكامل خلال هذه النوبات ولا يفقد وعيه. تعتمد أعراض هذه النوبات على الجزء النشط من الدماغ أثناء النوبة. وقد تشمل الأعراض رجفة في جزء واحد من الجسم، خوف، قلق، غثيان، الإحساس بالضحك والذي قد يتطور إلى أصوات عالية أو رائحة مميزة كذلك أضواء أو تغير فى النظر أو إحساس بتنميل و لسعات كهربائية فى أجزاء من الجسم. علماً بأن الأعراض تختلف إلى حد كبير من شخص إلى آخر تبعاً لموقع نشاط النوبة في الدماغ.
الصرع البؤري:-
يكون المريض في كامل وعية وقد يتذكر ما حصل له خلال النوبة ومن أعراضه:-
1- تشنجات حركية.
2- تشنجات حسية.
3- تخيلات مرئية أو سمعية أو شميه ( هلاوس )
4- إحساس داخلي بالخوف
رابعاً - الصرع الصغير:
ويدعى كذلك (الغياب الصرعى ) والنسمة فيه قد تكون مفقودة، وهي إنْ ظهرت كانت خفيفة. ويتميز هذا الشكل باضطراب بسيط في الوعي لعدة ثوان فقط ثم يعود المريض طبيعياً رأسا. وهكذا فإن الصرع الصغير يختلف عن الأشكال السابقة بعدم فقدان الوعي وعدم ظهور الاختلاجات. وقد تحدث هذه النوبة دون أنَّ يشعر بها أحد ولا تؤثر على سير عمل المريض. فمثلاً يكون المريض واقفاً بين رفقائه وهو يتكلم في موضوع مهم، وفجأة يتوقف عن الكلام بضع ثوان، يعود بعدها لتكملة حديثه طبيعياً... وقد يلاحظ عليه لشحوب الوجه أثناء توقف الكلام. إنَّ الصرع الصغير يبدأ عادة منذ الطفولة ويستمر حتى دور المراهقة وعند ذلك إما أنَّ يشفى أو أنَّ يتحول إلى الصرع الكبير.
الصرع الأصغر ومن أعراضه:-
1- السرحان.
2- فقدان الذاكرة.
3- فقدان الكلام أو الكلام غير المفهوم.
4- توقف الجسم عن أي حركة تليها رمشات في العينين.
5- فقدان النشاط العادي.
الصرع والنوبات النفسية:
وهى أكثر الاضطرابات شيوعا وفى هذه الحالات يحدث فقدان في الوعي قبل حدوث نوبة التشنج أو بعدها أو بديلا عن حدوث التشنج ويظهر المريض تصرفات وتفاعلات غير واعية وقد يصاحب ذلك ارتباك واضطراب فى التفكير وقلق وخوف تأخذ النوبة الصرعية شكل نوبة هياج مع وجود هلاوس أو خوف أو عنف شديد وعادة يصاب مريض الصرع بالانفصام.
.
.
فهل أصاب الرسول الله صلى الله علية وسلم أي شيء من هذا بالطبع لا ولا يوجد أدنى دليل لوجود شبهة في ذلك وإليك رد هذه الفرية لترى أنهم طعنوا في غير مطعن، وطاروا في غير مطار.
(1) إن النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء كان أصح الناس بدنا وأقواهم جسما، وأوصافه التي تناقلها الرواة تدل على البطولة الجسمانية. وقد بلغ من قوته أنه صارع ركانة بن عبد يزيد فصرعه، وكان ركانة هذا مصارعا ماهرا، ما قدر أحد أن يأتي بجانبه إلى الأرض، ولما عرض عليه النبي الدعوة قال: صارعني فإن أنت غلبتني آمنت أنك رسول الله، فصارعه الرسول فغلبه، فقيل إنه أسلم عقب ذلك( التاريخ الكبير رقم 1146، الجرح والتعديل رقم 2342، مشاهير علماء الأمصار رقم 187، الثقات رقم 437، الإصابة رقم 2691) والمصاب بالصرع لا يكون على هذه القوة، وقد شهد للنبي رجل غريب عن الإسلام ولكنه منصف قال الكاتب الأجنبي ( بودلي) في كتابه( الرسول حياة محمد ) مفندا هذا الزعم:" لا يصاب بالصرع من كان في مثل الصحة التي كان يتمتع بها محمد صلى الله عليه وسلم حتى قبل وفاته بأسبوع واحد، وإن كان ممن تنتابه حالات الصرع كان يعتبر مجنونا، ولو كان هناك من يوصف بالعقل ورجاحته، فهو محمد"
(2) إن مريض الصرع يصاب بآلام حادة في كافة أعضاء جسمه يحس بها إذا ما انتهت نوبة الصرع، ويظل حزينا كاسف البال بسببها، وكثيرا ما يحاول مرضى الصرع الانتحار من قسوة ما يعانون من آلام في النوبات فلو كان ما يعتري النبي صلى الله عليه وسلم عند الوحي صرعا لأسف لذلك وحزن لوقوعه ولسعد بانقطاع هذه الحالة عنه، ولكن الأمر كان على خلاف ذلك.
لقد فتر الوحي عن الرسول مدة فحزن لذلك حزنا شديدا، وكان يذهب إلى غار حراء وقمم الجبال عسى أن يعثر على الملك الذي جاء بحراء وبقي محزون النفس من هذه الحالة حتى سرى عنه ربه يوصل ما أنفصم من الوحي.
(3) إن الوحي لم يكن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال التي قالوا عنها إنها صرع إلا أحيانا وأحيانا كان يأتيه وهو في حالته الطبيعية فلا غيبوبة ولا قلق ولا غطيط، وذلك حينما كان يأتيه جبريل في صورة رجل، وكان الجالسون لا يعرفون أنه جبريل، ولكن النبي كان يعلم ذلك حق العلم وذلك كما حدث في الحديث الطويل الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما والذي يعتبر سجلا جامعا لأصول الإيمان والإسلام والإحسان.
ويدل على حالتي الوحي هاتين الحديث الذي رواه البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها " أن الحارث بن هشام – رضي الله عنه – سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحيانا يأتيني مثل صلصة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عتي وقد وعيت منه ما قال: وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول ".قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا "( صحيح مسلم رقم 2333، صحيح البخاري رقم 2،3043)وهل سمعنا أن الصرع من الأنواع كلها المشروحة هل يأتي بصوت كصلصة الجرس أو دوي النحل لا يوجد صرع يسمعه الجالسين من حوله وهذا دليل آخر على عدم التمييز بين الوحي والصرع لمن يحاول اتهام الرسول الله صلى الله علية وسلم
(4) إن الثابت علميا أن المصروع حالة الصرع يتعطل تفكيره وإدراكه تعطلا تاما، فلا يدري المريض في نوبته شيئا عما يدور حوله، ولا ما يجيش في نفسه كما أنه يغيب عن صوابه، وتعتريه تشنجات تتوقف فيها حركة الشعور ويصبح المريض بلا إحساس.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان بعد الوحي يتلو على الناس آيات بينات، وتشريعات محكمات، وعظات بليغات، وأخلاقا عظيمة، وكلاما بلغ الغاية في الفصاحة والبلاغة تحدى به الناس قاطبة – عربهم وعجمهم – أن يأتوا بأقصر سورة منه فما استطاعوا فهل يعقل من المصروع أن يأتي بشيء من هذا ؟ اللهم إن هذا أمر لا يجوز إلا في عقول المجانين إن كانت لهم عقول.
(5) في حالة الصرع تمر بذهن المريض ذكريات أو أحلام مرئية أو الاثنان معا وتسمى " بالهلاوس"وقد أثبت الطب أيضا أن الذكريات التي تمر بالمريض لابد أن يكون قد عاش فيها المريض نفسه حتما إذ أن النوبة الصرعية ما هي إلا تنبيه لصورة أو صوت مر بالإنسان ثم أحتفظ به في ثنايا المخ، وقد أمكن طبيا أجراء عملية التنبيه هذه بوساطة تيار كهربائي صناعي سلط على جزء خاص في المخ فشعر المريض بنفس " الهلاوس" التي تنتابه في أثناء نوبة الصرع، وكلما تكررت نوبة الصرع تكررت نفس الذكريات أو " الهلاوس" فهذا مريض يسمع أغنية أو قطعة من شعر، أو حديثا من أي نوع كان في نوبة صرعه، ويتكرر سماعه لها في كل نوبة، ولابد أن يكون ما سمعه في النوبة قد سمعه يوما في طفولته. أو شبابه، أو قبل مرضه، وكذلك إذا كانت النوبة تثير منظرا لابد أن يكون قد مر عليه.
وبتطبيق ما قرره الطب الحديث في حقائق الصرع على ما يعتري النبي صلى الله عليه وسلم نجده يردد آيات لا يمكن إطلاقا أن يكون قد سمعها من قبل في حياته، فهي آيات واردة على لسان الحق سبحانه وتعالى قبل أن يعمر البشر الأرض مثل قوله سبحانه( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ)(30 البقرة) ؛ (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا {50}سورة الكهف
وآيات أخرى فيها قول الله يوم القيامة مثل (حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(سورة النمل 84)
وكذلك الآيات التي تحكي عصور ما قبل الإسلام، والمقاولات والمحاورات التي جرت بين أقوام عاشوا قبل الرسول بآلاف السنين وذلك مثل قوله سبحانه وتعالى (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {37}آل عمران إلى غير ذلك من الأحاديث والأحوال لم تمر بالرسول قطعا فهي لم تختزن بالتالي في المخ لتثيرها نوبات صرعية فيتذكرها، وبذلك يقرر الطب الحديث في أحدث اكتشافاته بالنسبة للصرع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون هناك أدنى شبهة في إصابته بالصرع إطلاقا، وأن ما كان يعتريه إنما هي حالة نفسية وجسدية لتلقي وحي الله سبحانه وتعالى، هذا الوحي الذي أخبره الله فيه عما مضى، وعما يستقبل.
(6) ثم ما رأي هؤلاء الطاعنين وفيهم من ينتمي إلى بعض الأديان في أنهم لا ينالون من نبينا محمد صلى الله علية وسلم وحده، وإنما ينالون من جميع أنبياء الله ورسله الذين كانت لهم كتب أو صحف أوحى بها من عند الله سبحانه فهل تطيب نفوس المقرين بالأديان منهم أن يخربوا بيوتهم قبل أن يخربوا بيوت غيرهم ؟ وما رأيهم فيما جاء في كتب العهد القديم والجديد من إيحاءات ونبوءات ؟ وهل يقولون في وحي نبي الله موسى وعيسى – عليهما السلام – ما يقولون في وحي نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
اللهم إن هذا الطعن لا يفوه به إلا أحد رجلين: إما رجل مخرف، وإما رجل مخرب مدمر يريد هدم الأديان.(المدخل لدراسة القرآن الكريم د/ محمد بن محمد أبو شهبة ص95-99) وأكبر دليل على إبطال هذه الفرية الكاذبة أن مصاب الصرع يصاب مع الأيام بضعف شديد في الذاكرة والرسول الله صلى الله علية وسلم مات بكامل ذاكرته حقا إنها فريه خائبة ساقطة نتيجة الحقد الدفين أنني أطالب المحكمة بعد كل ذلك بما يلي ويشترك كل منصف سواء كان مسلما أو غير ذلك من الذين يستخدمون القواعد العلمية أن يحاكموا هؤلاء تخيلوا كم إنسان على وجه الأرض مات وهو يستمع إلى هذه الضلالات ولا يعرف الحقيقة ربما لو عرف الحقيقة لتغيرت حياته كم حرمتم أناسا على وجه الأرض من أن يتعايشوا مع دين الإسلام وكم حرمتم شابا من أن يدخل دين الله وكم حرمتم امرأة بهذه الأكاذيب لقد أجرمتم في حق البشرية وفي حق أنفسكم لقد صنعتم البغضاء بلا سبب سوى أنكم تكرهون شيئا أسمة الإسلام ولقد تربيتم على ذلك وظلمتم الإسلام فهل لكم أن تتراجعوا عن أسلوبكم الذي أفقدكم المصداقية وحرمتم أناسا كان من الممكن أن يكونوا نبراسا للبشرية أنني أشكر هيئة المحكمة على حسن إنصاتها والقضاة الشرفاء فى أنحاء الأرض والمحكمة التي أتسع صدرها لكي نصل للحقيقة معا شكرا لكم جميعا
.
التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 13-05-2006 الساعة 09:13 PM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 15-05-2006, 05:04 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 15-05-2006, 10:39 AM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 15-05-2006, 12:51 AM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 15-05-2006, 12:19 AM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 15-05-2006, 12:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات