(5)
أبناء الله وبنات الناس
---------------------

جاء في سفر التكوين إصحاح 6 :
( وحدث لما ابتدا الناس يكثرون على الارض وولد لهم بنات 2 ان ابناء الله راوا بنات الناس انهن حسنات.فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا. 3 فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الى الابد.لزيغانه هو بشر وتكون ايامه مئة وعشرين سنة. )

النص غامض ... فمن هم أبناء الله ومن هن بنات الناس ؟
وهل كان هناك فصل بينهم قبل ذلك ؟
وهل المرأة هي سبب كل البلاوي في الكتاب المقدس ؟ حتى أنه لما حدث هذا حزن الرب وندم على خلق الإنسان !
(4 كان في الارض طغاة في تلك الايام.وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا.هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم 5 وراى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض.وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم. 6 فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض.وتاسف في قلبه. 7 فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته.الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء.لاني حزنت اني عملتهم.)

وهكذا قرر الرب محو الإنسان من على وجه الأرض بالطوفان لأن بنو الله دخلوا على بنات الناس ونتج عن ذلك نسل شرير.

ونعود للسؤال الأول : من هم أبناء الله ومن هن بنات الناس ؟

الإجابة نجدها هنا : في كتاب من كتب السوديبيجرافا هو (كتاب آدم وحواء) الترجمة المصرية الأثيوبية




فهذه هي القصة المتجذرة في التقليد اليهودي وقد تناقلتها الأجيال : بعد أن قتل قايين هابيل ذهب وسكن أرض أخرى ( أرض نود شرقي عدن كما جاء في سفر التكوين )
وأصبح نسله الشرير هم أبناء الناس أما نسل أخيه شيث الطيب فهم أبناء الله الذين يسكنون فوق الجبل

وكان هناك دائما الوصية لأبناء الله بالابتعاد عن بنات الناس ،
فهذا هو يارد أحد أحفاد شيث يتلقى وصية الرب بهذا :



ولكن في النهاية يسقط أبناء يارد في الخطيئة وينزلون إلى أبناء قايين أسفل الجبل :



ولا يتبقى بعد ذلك من أبناء الله سوى أخنوخ أبن يارد (الذي يرفعه الرب إلى السماء)
ومتوشالح أبنه ولامك أبن متوشالح ونوح أبن لامك الذي في عهده يحدث الطوفان

هذه هي الأسطورة التي تكرس فكرة توارث الخطيئة في أبناء قايين
وتكرس فكرة الإله العنصري الذي يرسل الرسل لأبناءه فقط ولا يهتم بهداية أبناء الناس
وأيضا تكرس فكرة أن المرأة هي أصل الخطيئة وسببها المستمر
وهذه هي الأساطير التي يستقي منها كتبة الكتاب المقدس أفكارهم

ولكن كيف عالج القرآن الكريم تلك القضية ؟؟