ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد؟

[عبد الله القبطى]

الأستاذ (عبد) الحق:
أود أن أجيبك عن موضوع الحجر الأسود الذى تتساءل عنه بالرغم من أن هناك من هم أفضل منى فى الإجابة عن تساؤلاتك مثل الأخ سعد و الأخ البتار..... و لكن سأقول رأيى فى هذا الموضوع فقط!
"إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا
كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ
رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ (عبد) الحق"ُ
العرب هم أبناء إسماعيل عليه السلام.... و إسماعيل كغيره من الأنبياء
موحد... و هو الذى بنى البيت الحرام مع أبيه إبراهيم و هم أول من وضع الحجر الأسود مكانه فى الكعبة المشرفة.....
أى أن العرب فى الأصل موحدين بالله.... تماماً كما خُلق البشر موحدين ثم تشتت بهم سبل الضلال و بعث الله الأنبياء لهدايتهم إلى فطرة التوحيد فمنهم من إهتدى و منهم من ظل على ضلاله.....
و بداية الأصنام هى ..... هى فى الواقع طبيعة بشرية أن الإنسان دائماً يصدق أو يؤمن بكل ما يراه..... و لذلك بدأت بدعة الأصنام و الأوثان كنوع من تخليد الصالحين من بنى البشر.... أو رجال المعجزات.... بعمل تماثيل على هيئتهم و بالتالى يُعتبر التقرب إليهم تقرباً إلى الله تعالى... و هى عادة متأصلة فى البشر منذ القدم.... و تجد لديكم فى المسيحية القديسين الذين لهم تماثيل يتقرب لهم النصارى و ينذرون لهم النذور لقضاء الحاجات
.... و كذلك لدينا فى مصر لكل قرية شيخها صاحب المقام الذى يتقرب إليه الناس ظناً منهم أنهم مقربون لله تعالى و يساعدون فى قضاء الحاجات... و هى عادات قديمة توارثها المصريون منذ أيام الفراعنة حيث كان لكل قرية معبودها الخاص... و لعل أسامى بعض القرى و المدن مثل دمنهور و سندنهور مستمدة من إسم الإله حورس الذى كان يعبده سكان تلك الأماكن فى القديم و يعتبرونه حارساً لهذا المكان... و لكن الأمر لم يتطور فى الإسلام... و لله الحمد.... إلى إنشاء التماثيل أو الأيقونات للتقرب إليها أو التبرك بها كما تفعلون أنت فى كنائسكم.... ذلك أنه محرم قطعياً فى الإسلام....
و قد قال الله تعالى فى سورة الزمر واصفاً هؤلاء:
"أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) "
و بالتالى فالعرب لم يكونوا فى البدء يعبدون تلك الأصنام بل يتقربون بها لله تعالى..... أما العبادة التى تم تشريعها منذ أيام إبراهيم و إبنه إسماعيل بالحج و الطواف ببيت الله الحرام فلقد إستمرت منذ أذن إبراهيم فى الناس بالحج بعد إكمال بناء البيت الحرام
سورة الحج:
"وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)"
و بالتالى فالحج يا أخى هو عبادة توحيدية تم تشريعها منذ أيام إبراهيم عليه السلام و لكن تم التلاعب فيها و فى أهدافها فيما بعد بفعل الشياطين كما تم التلاعب فى كل المذاهب و الأديان التوحيدية من قبل!
أرجو أن أكون قد أوضحت و إذا كان هناك نقص ما فأرجو من الأخ سعد أو البتار إكمال النقص....
و يا أخ (عبد) الحق..... بما أنك بروتستانتى.... أجد أنك فى موقع متقدم جداً بالنسبة للنصارى أتباع المذاهب الأخرى.... فلقد قال لى زميل أرثوذوكسى أن البروتستانت كفرة و قال لى بالحرف الواحد: "أنت كمسلم... أقرب إلىّ فى النصرانية عن هذا البروتستانتى!!!!"
و فى المدرسة الإعدادية كان لدينا فى الفصل تلميذ بروتستانتى كان الأستاذ الذى يدير حصة التربية الدينية المسيحية فى الفصل يرفض دخوله فى الفصل أثناء الحصة و كان بالطبع لا يمكن أن يكون مع المسلمين... فيمكث فى حوش المدرسة وحده إلى حين إنتهاء حصة التربية الدينية!