(1)

جاء في سفر يوشع : 24 :( 2 وقال يشوع لجميع الشعب.هكذا قال الرب اله اسرائيل.آباؤكم سكنوا في عبر النهر منذ الدهر.تارح ابو ابراهيم وابو ناحور وعبدوا آلهة اخرى. 3 فأخذت ابراهيم اباكم من عبر النهر وسرت به في كل ارض كنعان واكثرت نسله واعطيته اسحق. )

وأخذ يسرد عليهم قصتهم الطويلة مرورا بخروجهم من مصر ثم :
(13 واعطيتكم ارضا لم تتعبوا عليها ومدنا لم تبنوها وتسكنون بها ومن كروم وزيتون لم تغرسوها تاكلون. 14 فالآن اخشوا الرب واعبدوه بكمال وامانة وانزعوا الآلهة الذين عبدهم آباؤكم في عبر النهر وفي مصر واعبدوا الرب.)

إذن فالقصة كانت معروفة للسامعين .....
والسؤال الأول :
من أين عرفوا أن تارح أبو ابراهيم لم يعبد الله وعبد آلهة أخرى ؟؟


ومن المعروف أن هذا لم يُذكر عند سرد الكتاب المقدس لقصة ابراهيم في سفر التكوين
هل نصدق يشوع وشعب اسرائيل الذين عاصروا موسى وصاحبوه وقرأوا التوراة الحقيقية ؟
أم نصدق كتبة سفر التكوين مجهولي الأسم والتاريخ والأصل والفصل ؟؟
سفر التكوين الذي لم يميز بين دين تارح ودين ابراهيم ، بل نسب إلى تارح أنه أخذ ابنه وهاجر من بلده أور
سفر التكوين الذي لا يضاهيه سفر في عدد الأخطاء العلمية والتاريخية والجغرافية والأخطاء في حق الذات الإلهية وحق الأنبياء

السؤال الثاني :
ومن أين عرفوا أن خروج ابراهيم من بلده في عبر النهر (أور) كان بناءا على إرادة الله وأمره لابراهيم؟؟


مع أن سفر التكوين الذي به القصة يذكر عكس ذلك :
(31 واخذ تارح ابرام ابنه ولوطا بن هاران ابن ابنه وساراي كنته امرأة ابرام ابنه.فخرجوا معا من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان.فأتوا الى حاران واقاموا هناك. 32 وكانت ايام تارح مئتين وخمس سنين.ومات تارح في حاران) تكوين :11
إذن تارح عابد الآلهة الأخرى هو الذي أخذ ابراهيم من أور متوجها إلى أرض كنعان ثم مات في حاران قبل الوصول
ثم فجأة وبدون مقدمات يكلم الله ابراهيم ليأمره باستكمال مسيرة والده إلى كنعان :
(1 وقال الرب لابرام اذهب من ارضك ومن عشيرتك ومن بيت ابيك الى الارض التي اريك. 2 فاجعلك امة عظيمة واباركك واعظم اسمك وتكون بركة. ) تكوين:12
وبعدها أخذ ابراهيم سارة ولوط وخرج من حاران إلى كنعان
ويبدو أن كاتب هذه الفقرة قد نسى أن حاران ليست أرضه ولا عشيرته !!!
وسنرى من الخرائط بعد المسافة من أور بلدهم إلى حاران التي مات فيها تارح أبو إبراهيم



وهذه خريطة أوضح باللغة الإنجليزية


وكما نرى تناقض ... ولخبطة .... وتخبط
والأهم من ذلك أن سبب الخروج غير معروف والهدف يبدو وكأنه فقط أن الله يريد أن يعطي الأرض لنسل ابراهيم الذي سيبارك في عدده
فهذا كل ما يهم كتبة سفر التكوين في قصة ابراهيم عليه السلام ،
أما معادته لعبادة الأصنام بعد التأمل والتفكير ، واهتداءه لعبادة الإله الواحد
وخروجه من بلده بسبب الاضطهاد ،ونصرة الله له وحمايته ، وتكليف الله له بالدعوة إلى الله
كل هذا لا يهم ... أهم شيء هي الأرض التي سيرثها بنو اسرائيل

كان السؤال الأول: من أين عرف الشعب أن تارح كان يعبد آلهة أخرى ؟؟
لابد أنه كانت هناك مصادر أصلية تذكر الحقائق ، والدليل على ذلك أن كتب السوديبيجرافا قد أخذت من هذه المصادر المفقودة بقايا من الحق وأيدت ما جاء في سفر يوشع

وتعالوا نقرأ ما جاء بها ........