خطة البحث
اشتمل البحث على مقدمة وتمهيد تبعهما خمسة فصول وخاتمة.
تناولت في المقدمة أهمية البحث ببيان معالم الشوائب والعقبات التي خلفتها، وكيفية إزالتها، والحكم الشرعي فيها. كما تناولت المسوغات لاختيار الموضوع، وهي كثيرة، كما تعرضت لأهم الكتابات السابقة، ومنهج الباحث وجهوده.
والتمهيد ألقيت فيه الضوء في التفسير لغة واصطلاحاً، ومصادره وضوابطه، وكذلك الشوائب لغة واصطلاحاً. والتعرف على الشوائب في القرون الثلاثة الأولى، وعلى الشوائب في الفكر الفلسفي والصوفي والشيعي وفي فكر المعتزلة.
وأما الفصل الأول فتعرضت فيه لأبرز الشوائب في تفاسير القرن الرابع عشر الهجري. وجعلته في ثلاثة مباحث: تناولت في المبحث الأول شائبتي الدعوة للعقل الحر والتفسير بالنظريات العلمية. وتناولت في المبحث الثاني شوائب الإكثار من الإسرائيليات، والاستشهاد بالتوراة والإنجيل، والتقريب بين الأديان. وفي المبحث الثالث تناولت شائبة رد الأحاديث الصحيحة والاستشهاد بالضعيف وما لا أصل له.
وأما الفصل الثاني فقد تعرضت فيه للأساليب القديمة الحديثة في إدخال الشوائب في التفسير. وجعلته في أربعة مباحث: تناولت في المبحث الأول أسلوبين اثنين وهما الاستطراد الواسع، وسوق الكلام بصيغة الاستحسان. وفي المبحث الثاني تناولت أسلوب رفع شعار محاربة الإسرائيليات وبيّنت واقعه ونتائجه وفي المبحث الثالث تعرضت لأسلوبين:
الأول: أسلوب التذرع بالتخييل والتمثيل. والثاني: أسلوب الرمز والإشارة. وضمنت الفصل الثاني مبحثاً رابعاً تناولت فيه أسلوب تحريف المصطلحات.
وأما الفصل الثالث فقد خصصته لبحث شوائب التفسير في شؤون العقيدة. وجعلته في ثلاثة مباحث: الأول في شوائب التفسير في المغيبات ومعجزات الأنبياء، والثاني في شوائب التفسير في خلق الإنسان ونظرية دارون. والثالث: في شوائب التفسير في القصص القرآني.
وفي الفصل الرابع تناولت أبرز الشوائب في القضايا الاقتصادية والاجتماعية. وجعلته في أربعة مباحث. خصصت المبحثين الأوليين في شوائب التفسير في أهم القضايا الاقتصادية وهما الفوائد المصرفية والميسر الذي اشتهر في هذا القرن باليانصيب الخيري. كما خصصت المبحثين الثالث والرابع في شوائب التفسير في أهم القضايا الاجتماعية وهما تعدد الزوجات، وزواج المسلمة من الكتابي، وفي الطلاق.
وجعلت الفصل الخامس للبحث في قضايا مختلفة وجعلته في أربعة مباحث: تناولت في المبحث الأول أهم الشوائب في علوم القرآن، وفي المبحث الثاني تناولت أهم شوائب التفسير في قضايا العقوبات. كما تناولت في المبحث الثالث أهم شوائب التفسير في الفنون، وفي المبحث الرابع تناولت قضية سياسية وهي وحدة المسلمين ونظام الحكم في الإسلام.
ثم ختمت البحث بالخاتمة التي اشتملت على نتائج البحث وتوصيات الدراسة.
وفي نهاية المطاف لا يفوتني أن أعترف بالجميل، وأسند الفضل إلى ذويه، وأقدم جزيل شكري وعظيم امتناني للأستاذ الدكتور أنس جميل طبارة، الذي تجشم مشاق الإشراف على هذا البحث رغم ظروفه الخاصة المليئة بالأشغال والمسؤوليات. والذي حرص على أن يقف على كل مفردات الأطروحة بنفسه. وأصر على المحافظة على المنهجية في البحث كله، والتركيز على الشوائب. وقد منحني شحنة قوية في تحري الحق وإقامة الدليل غير مبال بمن يعترض على الحقائق. وقد بدا أثر توجيهاته الراقية في الرسالة كلها من وضع الخطة حتى الفراغ من خاتمتها. وأثمن له ملاحظاته القيمة في اللقاءات الكثيرة عند عرض مسودات البحث والتي كانت تزيد عن ساعة ونصف في كل مرة قراءة جدية، وأجرى تعديلات في الخطة وفي الأسلوب لتجنيب الأطروحة من الشوائب سواء أكانت في بحث التاريخ أو الكتب أو الأشخاص حتى لا أقع فيما أعيبه على الآخرين. فجزى الله أستاذي الكريم الدكتور أنس جميل طبارة خيراً على ما بذله من جهد حتى ظهرت الدراسة بهذا الشكل. ولست مبالغاً إذا قلت إنه كان له الفضل الأكبر في توصيل هذا البحث إلى هذه المؤسسة العلمية الكبيرة. فأدعو الله أن يحفظه ذخراً وسنداً للمسلمين وينفع به، وأن يجعل البحث في ميزان حسناتي وحسنات أستاذي الفاضل الدكتور أنس طبارة.
كما وأسجل تقديري وشكري لجامعة بيروت الإسلامية المتمثلة بكلية الشريعة التابعة لدار الفتوى بلبنان، الموقرة التي احتضنت الموضوع ومكنته ليرى النور في أعلى مرحلة من مراحل الدراسات العليا، راجياً لها تأدية رسالتها على أتمّ وجه في خدمة القرآن الكريم وعلومه، كما وأشكر القائمين على كلية الشريعة لما وجدته منهم من الترحيب وحسن الضيافة.
ولا يفوتني تقديم جزيل شكري، وإكباري لفضيلة الدكتور القارئ الثاني للأطروحة مقدراً جهوده وتوجيهاته القيمة وأسأل الله أن يجعل عمله في ميزان حسناته.
كما لا يفوتني الاعتذار عما قد يرد في البحث من أخطاء –وإن كنت أظنها قليلة – لا تخفى على بصيرة القارئ. فإن الكمال لله وحده. وإني لشاكر لمن يرشدني ويهديني إلى عيوبي، ويبيّن لي مواطن الزلل والخطأ مشفوعة بالدليل حتى أتلافاها. وأرجو من القارئ الكريم أن لا يكون ممن قال فيهم الشاعر:
إذا رأوا زلة طاروا بها فرحاً عنّي وما وجدوا من صالح دفنوا.
والحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله، و وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الباحث
................................................... الهامش ................................................
(1 ) الإمام أبو عبد الله، أحمد بن حنبل الشيباني المروزي الأصل (164هـ-241هـ)، سمع من إسماعيل بن علية، ومحمد بن يزيد، ويحيى بن سعيد القطان، وخلق كثير. أخذ عنه الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو حاتم الرازي، وأبو داود السجستاني، وغيرهم. امتحن بمسألة خلق القرآن وعذب زمن المعتصم وصبر، ومنعه الواثق من الخروج من داره لنفس السبب إلى أن أخرجه المتوكل ورفع محنة خلق القرآن. (انظر: وفيات الأعيان، ترجمة 20، 1/63-65، وانظر معجم البلدان لياقوت الحموي، ترجمة 237، 4/412.
(2 ) محب الدين بن أبي الفتح الخطيب، ولد بدمشق (1886م-1969م)، وتوفي بالقاهرة، تعلم بمدرسة الترقي بدمشق، وكان والده يتولى أمانة المكتبة الظاهرية. كان من رجالات الدعوة للقومية العربية من مدرسة جمال الدين الأفغاني، درس الحقوق في استانبول واكتشف أمره ففر إلى سوريا ثم مصر، وعمل مترجماً في القنصلية البريطانية في الحديدة. أنشأ الفرع الرابع عشر لجمعية الإتحاد والترقي في اليمن، وشارك في تكوين عدة أحزاب منها الشبان المسلمون والإخوان المسلمون، أهم زملائه: محمد رشيد رضا، ورفيق العظم، وسليم الجزائري، وفي القاهرة أسس مجلتي الزهراء والفتح. أوراق محب الدين الخطيب للسيدة سهيلة الريماوي، اسم الكتاب: بحوث في التاريخ مهداة إلى الأستاذ الدكتور أحمد عزت عبد الكريم، مطبعة جامعة عين شمس، 1976م، 104-127.
(3 ) أبو الأعلى المودودي، ولد عام 1321هـ (1903م) وتوفي عام 1979م بدأ حياته في الصحافة مع أخيه الأكبر عام 1918م، وصار رئيساً لتحرير جريدة (المسلم) ثم تعلم العربية والشريعة حتى نهاية 1928م أثناء عمله في الصحافة ثم تركها عام 1929م ومكث ثلاث سنوات يعد نفسه لتفسير القرآن وتأسيس جماعة تحمل الدعوة. فأسس الحركة الإسلامية في أغسطس (آب) 1949م. (انظر: رسالة أليف الدين ترابي، رسالة ماجستير في جامعة أم القرى. ص 3، رقم 554.
( 4) محمد إقبال، والده نور محمد (1877م-1938م) لم يحج مع أنه طاف أوروبا وبلاد الشام ومصر وغيرها، ينحدر من براهمة كشمير وقد اعتنق أحد أجداده الإسلام. وكان يفتخر أحياناً أنه من سلالة البراهمة عارفاً بأسرار الروح والتبريز. منحته حكومة الهند الإنجليزية لقب سير 1923م، تتلمذ على يد المستشرق توماس أرنولد الإنجليزي في الكلية الحكومية بلاهور. حاز على منحة دراسة لأوروبا في جامعة كمبردج، أهم انتاجه الفكري: تجديد الفكر الديني في الإسلام 1930م. مختصر من رسالة ماجستير محمد إقبال وموثقة من الحضارة الغربية للطالب البنجابي خليل الرحمن عبد الرحمن، جامعة أم القرى، مكتبة دار إحياء التراث في جامعة أم القرى رقم 703 ستانسل 1405هـ.
( 5) (كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني) صحيح البخاري، كتاب الفتن، باب كيف الأمر إذا لم تكن الجماعة، 9/65. طبعة دار الشعب، القاهرة، وحذيفة من الصحابة الكرام وأبوه كذلك، حليف الأنصار، استشهد والده بأحد، ومات حذيفة في أول خلافة علي سنة ست وثلاثين للهجرة، روى له الستة، انظر تقريب التهذيب لابن حجر، ترجمة 1156، ص 154، دراسة محمد عوّامة، دار الرشيد، سوريا – حلب.
............................................................ .... هذا البحث منقول من: ............................................................ .............
شوائــــب التفسيـــر فـي القرن الرابع عشر الهجري
عبد الرحيم فارس أبو علبة
............................................................ ................. يتبع إن شاء الله ............................................................ ........
المفضلات