السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــه
أستاذنا الفاضل أسد الجهاد مشرف منتدى نصرانيات . يشرفني مرورك على مشاركتي , وكلمتك في الترحيب بي ضمن منتداي و الشكر على حسن أخلاقي . شكراً لك على ما فاض منك من حسن التعبير .. والحمد لله على نعمه إذا ظهرت فينا وبذلك نستحق أن نكون له شهوداً , لأن منه تعالى كل عطية صالحة .
ما ورد في سؤالك من نص الكتاب المقدس في العهد القديم :
" فصارت لكم جميعُ الُّرؤى كأقوالِ كِتابٍ مختومٍ يُناولونَه لِمَن يَعرِفُ القِراءَةَ قائلين : " إِقرأ هذا " , فَيقول : " لا أستَطيع , لأنّه مَخْتوم " . ثُمّ يُناوَلُ الكِتابُ لِمَن لا يَعرِفُ القِراءَة , ويُقالُ لَه : " إقرَأ هذا " , فيَقول : " لا أعرِفُ القِراءَة " . ( سفر أشعيا 29 / 11-12 ) .
ان بداية الفصل (الإصحاح ) 29 عنوانه " على أورشليم " : الفصل 29 القول النبوي يرقى عهده إلى الحقبة التاريخية التي سبقت حصار أورشليم في السنة 701 . يُفسَر اسم أريئيل الرمزي , الدالّ على جبل صهيون / أورشليم . فالمدينة سوف تحاصر 3 ثمّ يرفع عنها الحصار فجأة 5 وراجع أيضاً 37/36 في هذا النص وفي 33/7 , بطرق مختلفة . ففي أكثر الأحيان , يُقارن بينه وبين الكلمة التي يستعملها حزقيال النبي للدلالة على الجزء الأعلى من المذبح , على الموقد الذي كانوا يحرقون فيه الضحايا , وهذا التفسير يعبِّر عن حرمة المدينة , تثبته نهاية الآية 1 المتعلقة بالعبادة النظاميّة التي تُقام في هيكل أورشليم . وقد صار كلام الله عند شعبه سفرا مختوما , لأنّهم يعبدونه عبادة شفهيّة فقط 11-16 . ولكن سيأتي اليوم الذي فيه يسمع الصمّ والعمي عن رسالته الآن ويرون , يوم يخاف الله شعبه ويطيعونه من جديد . " إِقرأ هذا " , فَيقول : " لا أستَطيع , لأنّه مَخْتوم " , المقصود به الشعب اليهودي الذي عرف طرق الرب , الفئة التي كانت تعلم ولا تعمل بكلمته , ويرجع أشعيا النبي ذلك بأنص قصاص من الله لأبتعادهم عنه , لذلك قد سكب فيهم روح سبات و أغمض عيونهم , وحجب وجوههم . لأنه كان ينظر في أمور الحياة بانها مكتوبة عليهم , هذه النظرة الإيمانية البدائية كانت تنسب كل ما يحدث لها , بانه مكتوب عليها .
لأنهم كانوا يتقربون إلى الله بفمهم دون قلبهم . ثُمّ يُناوَلُ الكِتابُ لِمَن لا يَعرِفُ القِراءَة , ويُقالُ لَه : " إقرَأ هذا " , فيَقول : " لا أعرِفُ القِراءَة " . أما الفئة الثانية من الشعب اليهودي الذي كان بعيداً عن معرفة الله ( عامة الشعب ) , الذي كان يسمع ولا يعِ لأنه منشغل في أمور حياته . وتوضح الآية 14 " فأصنعُ بهذا الشّعب عجباً عُجاباً فحكمةُ حكمائه تزول وعقل عُقلائه يحتجب " , .. وهم يقولون : " من يرانا ومن يعلمُ بنا ؟ " ( آ 15 ) .
لقد بينت ما هو المقصود بسؤالك . أسأل الله أن أكون قد وفقت في الإجابة , وأن يفتح عقولنا وينير بصيرتنا لنعرف أكثر معاني أقواله . وأن يهدينا لما هو خير لنا .
والله وليّ التوفيق .
جورج أبو كارو .
المفضلات