بسم الله الرحمن الرحيماقتباسبارك الله فيك أختنا الفاضلة
سؤال في غاية الأهمية
الأمر أسهل على الرجال دون النساء فالرجل يستطيع أن يخرج في أي وقت ويصلي في أي مكان لا تعرف فيه هويته ..
ومن عظمة الإسلام أنه لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وفيها حكم وتشريع وقال تعالى :
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }
بالنسبة للحالة المذكورة يا أختاه فتدخل تحت باب صلاة الخوف وصلاة أهل الأعذار :
1- لا يشترط فيها استقبال القبلة ولا إتمام الهيئة أوالكمية كما هي مشروطة في صلاة الآمن .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح :
قال الزين بن المنير ذكر صلاة الخوف أثر صلاة الجمعة لأنهما من جملة الخمس لكن خرج كل منهما عن قياس حكم باقي الصلوات ولما كان خروج الجمعة أخف قدمه تلو الصلوات الخمس وعقبه بصلاة الخوف لكثرة المخالفة ولا سيما عند شدة الخوف وساق الآيتين في هذه الترجمة مشيرا إلى أن خروج صلاة الخوف عن هيئة بقية الصلوات ثبت بالكتاب قولا وبالسنة فعلا . انتهى
وقال الشيخ الألباني في صفة الصلاة :
وأما في صلاة الخوف الشديد فقد سن صلى الله عليه وسلم لأمته أن يصلوا ( رجالا قياما على أقدامهم أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها ) . انتهى
2- الكمية :
قال الله عز وجل :
{ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101) } النساء
والقصر أن يصلي ركعتان
3- وكيفيتها :
كما قال تعالى :
{ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) }
يصلي الخائف في أي حالة هو عليها راكباً أو ماشياً أو واقفاً أو جالساً فينهي صلاته دون أن يدركه أحد ودون أن يفوته وقتها ..
وروى أبو داود وأحمد بسند جوده ابن كثير وصححه الشيخ الألباني عن عبد الله بن أنيس :
" بعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ الْهُذَلِيِّ وَكَانَ نَحْوَ عُرَنَةَ وَعَرَفَاتٍ فَقَالَ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَرَأَيْتُهُ وَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَقُلْتُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا إِنْ أُؤَخِّرْ الصَّلَاةَ فَانْطَلَقْتُ أَمْشِي وَأَنَا أُصَلِّي أُومِئُ إِيمَاءً نَحْوَهُ فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ قَالَ لِي مَنْ أَنْتَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ الْعَرَبِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجْمَعُ لِهَذَا الرَّجُلِ فَجِئْتُكَ فِي ذَاكَ قَالَ إِنِّي لَفِي ذَاكَ فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي عَلَوْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ "
وقال صلى الله عليه وسلم :
" إذا اختلطوا فإنما هو التكبير والإشارة بالرأس " البيهقي وصححه الألباني
يعني الحالة المذكور وهي أن يكون هذا الشخص مسلم سراً فإن كان رجلاً فأمره أسهل كما قلت سابقاً فيستطيع الصلاة في أي مكان وأن ينزل من بيته في أي وقت فإذا تعذر عليه الخروج تساوى مع المرأة المسلمة سراً فيُتمان الصلاة في أحد الغرف إن أمكن فإذا تعذر عليهم ذلك وخُشي عليهم الفتنة والتعذيب إذا ما علم أهلهم سر إسلامهم فعليهم بصلاة الخوف أو صلاة أهل الأعذار كما بيناها فله أن يقصر الصلاة ويصلي وهو جالس في أي مكان أو وهو واقف أو ماشي ويومئ إيماءً برأسه ويجعل سجوده أخفض من ركوعه وتكبيره وقراءته وذكره سراً ..
ويستطيع المرء فعل ذلك حتى وهو في وسط الجمع دون أن يدركه أحد وكأنه سكن أو سرح لبضع دقائق فينهي فيها صلاته ... والله أعلم
قال الله عز وجل :
{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ } الحج
وقال تعالى :
{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } البقرة
وقال سبحانه :
{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا } الطلاق
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " متفق عليه
وقال عليه الصلاة والسلام :
" صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ " البخاري
وكلها أدلة على عظمة هذا الدين ورحمة الله عز وجل بالمؤمنين والله أعلى وأعلم .
رائع شيخنا الفاضل
بارك الله فيك
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا
صحيح مسلم
بارك الله فيكم جميعاً أخوتي
المفضلات