الفصل السادس:أكاذيب زكريا بطرس حول إنجيل برنابا

نظرا لما احتواه كتاب زكريا بطرس( أكذوبة إنجيل برنابا) من أكاذيب وافتراءات عن عمد فى الغالب وعن جهل فى القليل حتى لأنه ليليق بكتابه أن يسميه أكذوبة زكريا بطرس...رأينا أن نفرد له فصلا كاملا لنفضح أكاذيبه وافتراءاته ...

الأكذوبة الأولى :

1ـ في (ص19و20و157و166) يذكرإنجيل برنابا أن الناصرة وأورشليم هما ميناءان على البحر.
هذا خطأ جغرافي مخزٍ، فالناصرة مدينة في السهول الشمالية من أرض فلسطين وليست ميناء على البحر. وأورشليم [وهي مدينة القدس] تقع على الجبل في وسط فلسطين وليست على البحر.



وكعادة زكريا بطرس يضع الاشارات إلى الاقتباسات ولا يضع جمل الاقتباسات التى يتكلم عنها ...وهذا ليس جديد على هذا المخادع .....وقد قرأت الفصل 19 و157 و166 بالكامل ولم أجد أى ذكر أصلا للناصرة أو أرشليم ولا كونهما ميناءين على البحر....لا شىء مطلقا ......


أما بالنسبة للفصل 20 فالجملة التى وردت به لم تقل أبدا أن الناصرة ميناء على البحر بل الجملة بتمامها تقول:

وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في المركب مسافرا إلى الناصرة

وإقناع الناس بأن هذه الجملة تفيد أن الناصرة ميناء على البحر هو من قبيل لىّ عنق النصوص وتحميل النص مالايحتمل.....

والمصريون يسافرون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لتأدية فريضة الحج عن طريق البحر الأحمر ومع ذلك فمكة والمدينة ليسا بميناءين على البحر ....

وعموما فالناصرة لا تبعد عن بحر الجليل بأكثر من 14 كم. أضف إلى ذلك تفضيل السفر فى البحر نظرا لاشتغال تلاميذ المسيح بالصيد وأبرزهم يوحنا وبطرس....




الأكذوبة الثانية:
في (ص261) يقول الكاتب أن الحقول والأودية في فلسطين تكون جميلة في فصل الصيف.

هذا كلام خاطئ لا يمكن أن يكتبه إنسان عاش في فلسطين، فمن المعروف أن فلسطين كانت تعيش على مياه الأمطار، والأمطار لا تسقط في فلسطين في فصل الصيف، فكيف تكون الحقول جميلة وهي في الواقع تكون صحراء مجدبة


الرد : ــ
ـــ يبدوأن القمص يجهل كتابه كثيرا جدا ....فلا يدرى أن فلسطين فى زمن المسيح كما يقول كتابه كانت تنتشر بها الحقول والحدائق.......


ـــ ولما إختبىء يسوع مع تلاميذه قبل حادثة الصلب إختبىء فى بستان....

يو 18 :1 قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه.

ــ والموضع الذى كان فيه حادثة الصلب كان فيه بستان...

يو 19 :41 وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان.

ــ والغريب أن الأمثلة التى كان يضربها يسوع لتلاميذه كانت أمثلة زراعية بحتة ... فنجده يقول لهم

أما تقولون انه يكون اربعة اشهر ثم يأتي الحصاد.ها انا اقول لكم ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضّت للحصاد.

36 والحاصد يأخذ اجرة ويجمع ثمرا للحياة الابدية لكي يفرح الزارع والحاصد معا.

37 لانه في هذا يصدق القول ان واحدا يزرع وآخر يحصد

23 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان.كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك.

لو 11:42 ولكن ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تعشّرون النعنع والسذاب وكل بقل وتتجاوزون عن الحق ومحبة الله.كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك.

يو 15 :5 انا الكرمة وانتم الاغصان.الذي يثبت فيّ وانا فيه هذا يأتي بثمر كثير.لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا.

لو 22 :18 لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله.
مر 11 :13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين.

وان يسمعوا وينادوا في كل مدنهم وفي اورشليم قائلين اخرجوا الى الجبل وأتوا باغصان زيتون واغصان زيتون برّي واغصان آس واغصان نخل واغصان اشجار غبياء لعمل مظال كما هو مكتوب.

ـــ الذى يفضح جهل زكريا بطرس أن معظم المحاصيل المذكورة محاصيل صيفية..


وقد عرفت فلسطين في مختلف عهودها أنها بلد زراعي، اتسمت حياة العامة من أهلها بالطابع الريفي، فكان الرومانيون يُرغَبون المزارعين في غرس الكرم والزبتون وغيرهما من المحاصيل الزراعية. فانكب أهل الجبال والسهول على الزراعة واستثمروا اراضيهم المشهورة بخصبها وجودة تربتها كمرج بني عامر والسهل الساحلي.وأشهر مزروعات البلاد الحبوب التي كانت، كما هي الحالة اليوم، غذاء السكان الرئيسي، كما كان يزرع فيها القطاني والخضار والتوابل وبعض الارز على السواحل فضلاً عن أشجار الكرمة والزيتون والتين والخوف النخيل والليمون الحامض والعُناب إلى جانب أشجار صنوبر والسرو والعفص والخروب والعرعر وغيرها. وقد زرع البابيروس في الغور. واستخدم كمادة في الكتابة، واستمرت زراعة الكتان والقطن والبلسان وغيرها. وكانت فلسطين تصدر الكتان الذي يعتبر من أجود الأصناف. وقد بعث الرومان بأغصان البلسان إلى روما كعلامة لانتصاراتهم في حروبهم مع اليهود. كما وأن (طيطوس) وضع الحراس على مزارع البلسان لحمايتها من العابثين.
وكانت نبتة ((النعنع) منتشرة في فلسطين، كما كانت أراضيها، كما هي الحالة اليوم، تغطيها شقائق النعمان الحمراء( التي دعاها الإنجيل باسم (زنابق الحقل).
وقد اشتهرت القدس بـ (الفُطروعسقلان ببصلها الجيد والغور (1) وغزة وعسقلان والجليل والخليل بكرومها.
وأدخل عدد من الأشجار السورية كالتين والخوف والعناب والفجل وغيرها إلى ايطاليا في فترات مختلفة.
وتطورت (الحدائق) و(فن البستنة) في عهد الرومان وازدادت أِتقاناً. وقد ظهرت في المدن الحدائق التي يتنزه فيها طلباً للراحة والاستجام. وتعتبر حدائق القدس من أول حدائق سورية بعد مثيلاتها في انطاكية ودمشق.
وشرقي الأردن التي كانت الصحراء تغمر معظم أراضيه كان معروفاً بما ينتجه من حبوب فضلاً عن أشجار النخيل والكرام والزيتون التي كانت تغطي سهوله وجباله. واشتهرت المنطقة المحيطة بجرش وعجلون بزراعة الشعير، وكانت تصدر فائضها الزراعي إلى مصر وغيرها. وفي منطقة البتراء كان يزرع السمسم، كما اشتهرت عمان والسلط بكرومها.
وتحت حماية الرومان وتوجيههم اتجه السكان في شرقي الأردن إلى حياة ريفية مستقرة، واستبدل كثير من القبائل العربية خيامهم ببيوت من الحجر ومراعيهم بحقول تنبت الحب الوفير. استغلوا كل ما يمكن زرعه من الأراضي فغرسوا الاشجار وزرعوا الحبوب وبذلك دفعوا حدود الصحراء إلى الوراء.
ومما ساعد على اتساعة في فلسطين وشرقي الأردن استعمال الآ لات المائية والمعاصر وطرق التسميد الراقية وعناية الرومانيين بمشاريع الرى وانشاؤهم القنِيّ القائمة على قناطر في الأودية والسهول لجمع المياه ونقلها من ينابيعها إلى المدن والمزراع المختلفة.ومن الأقنية التي أقامها الرومان، أقنية ما زالت آثارها باقية إلى اليوم في صفورية وحول بحيرة طبرية وفي جوار عكا وأريحا وقيسارية وجازر والقدس وغيرها. ومن البرك والسدود (بركة الجيزة) و(بركة القطرانة) و(بركة تسل الجيب) و(سد برقع) في الصحراء على الحدود العراقية، وسد كُرْنُب في مختلف أنحاء شرقي الأردن. وذكر أن فلسطين وشرقي الأردن كانت تنتج من الحنطة أضعاف ما تنتج الآن.
وقد عمل الرومان أيضاً على صيانة الغابات من أضرار الحيوانات وجهل الحّطابين وعبث العابثين وسنُّوا قوانين تنظيم قطع الأشجار الجبلية الصلبة؛ التي تصلح أخشابها لأغراض امبراطوريتهم: من بناء سفن وإقامة مساكن وغيرها.
وكانت القوانين تطلب من المزارعين بأن يغرسوا شجرة بدل كل واحدة يقطعونها.
وصفوة القول إن الرومان اعتنوا كثيراً بالزراعة التي هي أساس الثروة والعمران. وما زال في البلاد آثار باقية تدل على ما كانت عليه زراعة بلاد فلسطين من التقدم في تلك الأزمان. .......(1)


الأكذوبة الثالثة :
ـــ في (ص105) وصف للمبارزات التي تقوم بين العشاق.
والواقع أن مثل هذه المبارزات لم تكن معروفة في فلسطين في زمن المسيح وهي لم يكن لها وجود إلا في غرب أوربا ما قبل الثورة الفرنسية أي قبل القرن (18)، وكانت هذه المبارزات تعرف هناك بالفروسية
. وهذا يدل على موطن الكاتب وزمن كتابة هذا الإنجيل المزور.


وللرد علي القس فى هذا الافتراض نقول له:


أنه يبدو أنه قد نسى أن فلسطين فى زمن المسيح كانت تحت الحكم الرومانى ......وقد أدخل الرومان كثير من العادات الثقافية إلى هناك ...ومنها أنواع المصارعة والمبارزة المختلفة أمام الحشود .....وأقتبس الجمل التالية لأبرهن على خطأ القس فيما احتج به :


كانت انواع اللهو في المدن اليونانية الرومانية والساحلية هي من النوع اليوناني الروماني العادي كالمصارعة وسباق العربات والمباريات الموسيقية والتمثيلات المسرحية . (2) ..وكان ركوب الَهجُن شائعاً في المناطق المجاورة للصحراء. وكان الصيد مجبباً لدى الأغنياء واستعملت كلاب الصيى أحياناً. اما الحمامات العامة التي كانت قد ظهرت في سورية السلوقية فقد ظلت موجودة في الفترة الرومانية (3).
وقد عرفت (قيصرية) براقصي الباليه، وغزة بموسيقيها، وعسقلان بمصارعيها.بنى الرومان في فلسطين المعابد والهيا كل وشيدوا أيضاً ابنية أخرى كالحصون والقلاع والقصور والمسارح لتمثل فيها الروايات، والمعاهد العمومية والحمامت والاسواق العمومية ذوات الأعمدة والأقواس الجميلة وغيرها. الا ان الدهر طمس تلك الآثار قائماً في القرن الماضي، ثم لم يزل البناؤون يقطعون حجارتها الضخمة لأبنيتهم المستحدثة حتى كادوا يطمسون آثارها.
وأما في شرقي الأردن فبقايا آثار الرومان فيها ما زالت كثيرة ومعظمها يعود بتاريخه إلى القرن الثاني للميلاد. منها اطلال معبد لزفس والمسرح اليوناني وكلاهما في عَمّان ...(4)




(1) و قد صف الدكتور حتي نخيل الغور بقوله: (واثناء زيارة نيقولاوس الدمشعي لروما بصحبة هيرودوس الكبير قدم لاغسطوس هدية من احسن ثمار النخيل وهو ما عرف بالبلح النيقولاوي نسبة اليه. وكان حلواً كالعسل وكان حجمه كبيراً حتى انه اذا وضعنا اربعة منه جنباً إلى جنب يبلغ طوله ذراعاً ... تاريخ سورية ولبنان وفلسطين 1/324.

(2) وهذا عين ما وصفه برنابا فى فصل 105من انجيله إذ يقول
، ولكن كيف يبكي من يحضر مجالس الطرب والولائم ، إنه يبكي كما يعطي الثلج نارا .
. ولم نجد وصف المبارزات بين العشاق فى فصل 105 كما قال زكريا بطرس ...ولكننا نجيب على فرض خطأ الاقتباس !، فعليكم أن تحولوا مجالس الطرب إلى صوم .

(3) تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين 1/332 ـ 333 .. للمؤرخ فيليب حتى ...

(4) وفي قلب المدينة يشاهد السائح المدرج اليوناني الذي بني في الصخر بحجارة طبيعية جمعت من المقالع القريبة اليه؛ والذي يعتبر اكبر مدرج في الشرق اذ يتسع لحوالي عشرة الاف شخص.