بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
أولا أسأل الله أن يمن على أخي الكريم المجادل بالحسنى بالصحة والعافية وشكرا على كلامه الطيب.
ثانيا أقول بأنني كنت أتوقع بعد ما بينت أن ينتهي الجدال في تلك المسألة التي حسمها الشرع واتفقت فيها مذاهب السنة الأربعة على رأي واحد اقترن بالعمل عليه من قبل أئمة المسلمين وقضاتهم ومحاكمهم الشرعية طيلة 14 قرنا شملت عهود الخلافة سواء الراشدية أو الأموية أو العباسية أو العثمانية ومن المعروف فقهيا أن رأي الجمهور يزداد قوة توكيدا اذا اقترن بعمل أهل الأعصار عليه.
أخواني الكرام أرجوكم لا تعتبروا المسألة مباراة نحقق فيها انتصارات بل هي مسألة شريعة اسلامية غراء لا مجال فيها لتحريم الحلال ولا استحلال الحرام بل نقول سمعا وطاعة لقول ربنا كما فهمه جمهور السلف والأئمة والعلماء والا فان اتبعنا الأقوال الشاذة التي تصادم النصوص الصريحة بتأويلات غير سائغة فاننا سنخرج بدين جديد نجد فيه الزنا حلال والخمر حلال والربا حلال والحدود ستعطل تعطيلا شبه كامل وكثير من الفرائض قد تجحد فلا داعي لتتبع الأقوال الشاذة التي تعتبر زلات علماء وقديما قالو من تتبع زلات العلماء فقد تزندق.
ويعلم الله أخواني أنني لا أكتب هنا حماسة لرأي معين ولكني أغار على المحجة البيضاء والشريعة الغراء التي تركنا عليها الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .
فعجبا لأخوة أراهم بعد ما أتيت به من تحرير فقهي لازالو يجادلون في نص واضح بتأويلات غير سائغة.
فبالله عليكم كيف يسوغ تأويل الكتابيات المباح نكاحهن بالكتابيات اللواتي يؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وبالتالي يعتنقون الاسلام؟
الله عزوجل في تلك السورة (المائدة) بين حكم الاباحة لزواج الكتابيات وكفرهم في نفس السورة كما ذكرنا.
ثم هل سبق لأحد من السلف أن فهم أن الكتابيات المقصودات في تلك الآية هن من يعتنقن الاسلام؟
ومن المعلوم بأنه ليس فقط الكتابية التي تعتنق الاسلام يحل نكاحها بل حتى البوذية والهندوسية التي تعتنق الاسلام يباح نكاحها بعد اسلامها فلماذا يذكر الله فقط نساء أهل الكتاب ؟
لا شك أن الآية تتحدث عن من يبقون على دينهم والا لماذا ذكرهن بشكل منفصل عن المؤمنات ؟
ولا يسوغ القول بأن هناك فرق بين المؤمنة الأصلية والكتابية التي أسلمت حديثا فان الله أعدل من أن يفصلهن بالتسمية عن المؤمنات لأنهن قد استحققن اسم الايمان ساعة دخولهن في الاسلام .
وأشكر الأخ الذي نقل كلام الشيخ الوالد ابن باز رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه فقد ذكر رحمه الله

اقتباس
آية المائدة مخصصة لأيه البقرة والخاص يقضي على العام ويقدم عليه كما هو معروف في الأصل ، وهو مجمع عليه في الجملة ، وهذا هو الصواب ، وبذلك يتضح أن المحصنات من أهل الكتاب حل للمسلمين غير داخلات في المشركات المنهي عن نكاحهن عند جمهور أهل العلم بل هو كالإجماع منهم لما تقدم في كلام صاحب المغني
ولا شك أنه رحمه الله لم يقصد بأن الكتابية التي تسلم داخلة في النص العام للأية التي تتحدث عن المشركات حتى يتم تخصيصها بآية أخرى.
بالله عليكم هل الكتابية التي تدخل الاسلام تدخل في الأية التي تتحدث عن المشركات ؟

ويقول رحمه الله

اقتباس
فيخشى على الزوج أن تجره زوجته الكتابية إلى دينها وأخلاقها كما يُخشى على أولادهما من ذلك
هل كان رحمه الله يخشى على المسلم من كتابية تركت دينها السابق وأسلمت من أن تجره الى دينها السابق وتعلم أولادها دينها السابق ؟
كيف وهي أصلا تبرأت من دينها السابق وتسعى لتعلم الاسلام ؟

أظن أن المسألة الى هنا صارت واضحة ومن لم يقتنع بكلامي فأنا جاهز للتحاكم معه الى أي عالم مشهور ويأخذ الناس بفتاواه أو أي جهة شرعية رسمية .
سواء أراد التحاكم لهيئة كبار العلماء السعودية أو الى مشيخة الأزهر أو الى المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث أو أي دار افتاء رسمية في أي دولة .
أخواني الكرام أقول لكم أنني لست هنا مدافع عن الفكرة فأنا ان شاء الله لن أتزوج الا مسلمة تكون قرة عيني وأم صالحة لأولادي ولكن الساكت عن الحق شيطان أخرس والواجب علينا صون الشريعة الاسلامية والمحجة البيضاء التي تركنا عليها خير الانام عليه الصلاة والسلام.
وأعيد كلامي السابق بأن من يريد ترك الواضح وضوح الشمس في هذه المسألة فعليه أن يقف يوم القيامة خصما لكل من تزوج من كتابية (حيث أنه بذلك يتهمه بالزنا) ولكل من ولد من هكذا زواج (كونه اتهمه بأنه جاء من زنا) فمثلا أعرف أحد أصدقائي ولديه عمه قد تزوج من نصرانية وأنجب منها ولد وقد أسلمت والحمد لله بعد 3 سنوات من الزواج وكان عمر الولد سنتان وهو الآن قد شب وبلغ مبلغ الرجال وهو انسان ملتزم دينيا ولا أزكيه على الله المهم في القصة أن أمه كانت لا تزال على نصرانيتها حين عقدت على والده وحين حملت به وأنجبته فهل أنتم مستعدون يوم القيامة لكي تواجهوه بعد اتهامه بأنه ابن زنا وتواجهوا أباه بأنه زاني وتواجهوا من عقد لهم النكاح بأنه بارك الزنا وأحل الحرام بعقد شرعي ؟
وهناك كثير من الحالات المشابهة طبعا والله أعلم.
أخيرا أذكركم بان اعتراضكم هنا على هذا الأمر شبيه باعتراض بعض الصحابة عليه حين سمعوه فكان جواب الله لهم في نفس الآية "ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله".
وقد أورد الإمام الطبري في سبب نزول قوله تعالى: "ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله": ((عن قتادة قال: ذكر لنا أن ناسا من المسلمين قالوا: كيف نتزوج نساءهم -يعني نساء أهل الكتاب - وهم على غير ديننا؟ فأنزل الله عز ذكره: {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} (المائدة: 5). فأحل الله تزويجهن على علم)) تفسير الطبري جـ9 صـ 592 بتحقيق الشيخ أحمد شاكر، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى سنة 1420هـ - 200م.
فلا نقول الا سمعا وطاعة لقول ربنا سبحانه وتعالى .
وطبعا فلا يمكن أيضا أن نتصور هنا أن الصحابة رضوان الله عليهم هنا استغربوا اباحة الزواج من كتابيات أسلمن حديثا.
وأخر كلامي أقوله للأخوة بأن تعريف النصارى وأهل الكتاب نأخذه من كتب الفقه الاسلامي وليس من كاتب قبطي حاقد على المسلمين يكتب مقالته في موقع الحادي.
تقبل الله جميع طاعاتنا وطاعاتكم وتمنياتنا بالصحة للأخ مجادل بالحسنى وكل مريض.