إن الدعوة إلى الله هي أشرف ما يقوم به الإنسان من عمل في حياته قال تعالى (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) . وإذا كانت الدعوة موجهة إلى غير المسلمين للدخول في الإسلام أمر واجب علينا جميعا , فقد نرى من أكبر الواجبات دعوة المسلمين أنفسهم إلى التمسك بدينهم في وقت أصبحت فيه أحوال المسلمين لا تخفى على أحد، فالناظر بعين الاعتبار إلى أحوال الناس يرى بوضوح ضعف في العقيدة , واستهتار بالدين , وعدم تأدية العبادات علي وجها الصحيح , وعدم الاهتمام بالتعليم الديني ,ولا تسلم عبادة واحدة من الأخطاء في تأديتها ففي الصلاة مثلا , نؤديها بأخطاء كثيرة منذ أن تعلمناها إلى اليوم , دون تجديد أو انتباه إلى تصحيحها. فالإنسان لو تعلم حرفة أو قيادة سيارة مثلا لازداد بعد مرور كل عام إتقان وتفنن في هذه الحرفة أو في قيادة السيارات , لأنه تعلم كل يوم جديد , وراقب نفسه , ولكن نجد المصلي وللأسف يكرر الخطأ كل يوم ولا يصحح نفسه ولا يتذكر أنه بين يدي الله حتى يصلح من العبادة ويحرص علي أداء أركانها وسننها علي أتم وجه ,
كما نرى شبابنا يدخلون المساجد بلباس لا يليق لبسه حتى أمام الناس فما بالك أمام الخالق ؛ لأنه يكشف جسمه بين القميص والبنطلون في الركوع والسجود لقصره , والطامة الكبرى أنه يرى ذلك من الأناقة , أو كتب عليه بلغات أجنبية قد لا تليق بالمسلم , أو يدخل بلباس رياضي أو لباس النوم ,ونسي قول الحق تبارك وتعالى :
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ :"
كما نجد النزاعات داخل المسجد بين المصلين علي أشدها بدل التراحم والمودة ونسى أنه في ضيافة الله عز وجل وذلك من أجل تشغيل التكييف أو فتح النوافذ أو خفض الأنوار , بدل أن يكون الإنسان متصل بربه في تلك اللحظات ولا يشعر حتى بمن حوله .
وفي شهر رمضان نرى من القائمين علي المساجد الاهتمام الكبير بصلاة التراويح والإسراع في الفريضة وإقامتها بعد الأذان مباشرة ولا ينتظروا المدة المقررة حتى يتجمع الناس , وكأن صلاة التراويح أهم من صلاة الفريضة .
كما أن الاختلافات بين المصلين تظهر بوضوح في المسجد , فمنهم من يقوم بعد السلام مباشرة ويتخطى الناس ليخرج من المسجد , معلنا بأن البقاء بعد السلام أمر ليس من الدين , بينما هناك من يبقى في مكانه لتسبيح والذكر والدعاء , وتكثر النقاشات في هذا الموضوع الذي بدأ يزعج الناس وكأننا فرق وأحزاب ولسنا علي دين واحد والعياذ بالله .ومشاكل كثيرة لا يتسع المقام لسردها ولكن وجب التنبيه والتحذير منها، لأن فيها كثير من الشرور التي تفتح الباب أمام المعاصي وبسببها يتصدع كيان الأمة وتزول هيبتها، والعياذ بالله
فنحن نريد عودة صادقة إلى ربنا , وتوبة نصوحا ً , فنصحح عقائدنا وأقوالنا وأفعالنا, حتى يصلح الله احوالنا, وينصرنا على أعدائنا.
المفضلات