الفصل الرابع : ــ هل اتفق علماء النصارى على هوية الكاتب المزعوم لانجيل برنابا ؟؟
ــ دعونا نستعرض آراء علماء النصرانية والذى يؤكد كل منهم هوية كاتب إنجيل برنابا بعد بحثه( الدقيق) فى هذا الانجيل:ــ
ـــ إسكندر شديد يجزم بأن الكاتب مسلم :
إن من يطالع إنجيل بر نابا المزعوم بتدقيق يجد فيه الكثير من اللمسات الإسلامية .
ـــ زكريا بطرس :
وهذا الإنجيل المزيف يوضح أن الكاتب كان يهوديا وليس مسيحيا
ــ كنيسة الأنبا تكلا :
كتبه راهب كاثوليكى فى القرن الخامس عشر كان قد إنشق عن الكنيسة .
ــ ويأتى المترجم النصرانى خليل سعادة برأى صاروخى رابع...قائلا...أن كاتب إنجيل برنابا كان..
يهودي أندلسي اعتنق الدين الإسلامي بعد تنصره واطلاعه على أناجيل النصارى .
ــ أعتقد أن مجرد عرض هذه التخبطات كافيا ...لمعرفة أن 75% على الأقل من الأراء السابقة غير صحيحة .. هذا إن كان هناك رأى صحيح !!!!
ــ ومن الواضح تحامل الكتاب النصارى على هذا الإنجيل ...ولكن !!!.... المهم فى نظرهم أنه لابد أن يكون إنجيلا منحولا بعد الاسلام لا لشىء إلا لأنه يبشر بمجىء النبى الخاتم عليه الصلاة والسلام ...وينكر حادثة صلب المسيح وينكر ألوهيته.
كاتب إنجيل برنابا لم يكن يوما مسلما:
ــ يصر النصارى على أن كاتب إنجيل برنابا كان مسلما عاش فى القرن الثالث عشر و حاول بذلك إختراع إنجيل يخدع به النصارى ليدخلوا الاسلام...
ــ وربما لا يستندوا على أى دعوى فى ذلك إلا لمجرد أن هذا الانجيل صرح باللفظ باسم النبى محمد عليه الصلاة والسلام وأنكر الهية المسيح و حادثة الصلب ...
ــ ولكن القارىء الجيد لهذا الانجيل يعرف جيدا أن كاتب هذا الانجيل لم يكن مسلما يوما ما...وهناك كثير من الأدلة تبرهن على ذلك..
أولا:اختلاف هذا الانجيل في طريقة صياغته وأسلوبه عن طريقة العرب وأسلوبهم ، فليس في المسلمين من يذكر الله ولا يثني عليه. أو يذكر الأنبياء ولا يصلي عليهم .
ثانيا: تسمية الله عز وجل بالعجيب فى الفصل 216 وفى مقدمة الانجيل أيضا وهذا اللفظ ليس من أسماء الله الحسنى.
ثالثا : قوله عن الله أن الله روح ..برنابا 82...والأرواح مخلوقة عندنا.
رابعا: وصفه لله عز وجل أنه المبارَك ...برنابا 71...ولا يمكن لمسلم أن يقول عن الله ذلك إذ هو الذي يبارِك ، ومن ذا الذي يبارك الله جل وعلا !!! فتبارك الله أحسن الخالقين .
خامسا :قوله أن السموات تسعة(برنابا 105) ولا يقول بذلك مسلم قرأ القرآن.
سادسا:
يذكر برنابا تسميات للملائكة لم يقل بها المسلمون ، وفي ذلك ذكر اسم رفائيل وأوريل في قوله: " أمر جبريل وميخائيل وأوريل سفراءه أن يأخذوا يسوع من العالم … فجاء الملائكة الأطهار "
سابعا:
أورد الكاتب اسم الرسول " محمد " مرات عدة في إنجيل برنابا، ولم يرد اسمه " أحمد " مرة واحدة ، ولو كان الكاتب مسلماً لعمد إلى كتابته - ولو مرة واحدة ليحقق التوافق الحرفي مع ما جاء في سورة الصف { ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } . (الصف: 6)
وأخيرا: لو كان كاتب هذا الانجيل مسلماً لكتب معجزة كلام المسيح في المهد التي ذكرها القرآن وأغفلتها الأناجيل ، وغير ذلك من المسائل التي تثور في وجه من يقول بانتحال مسلم لهذا الإنجيل .
أقوى أدلة النصارى على تحديد زمن كتابة هذا الإنجيل :
ــ دليل النصارى الأول:
1 ــ مابين إنجيل برنابا وشعر دانتى .....
أ- عبارة "الآلهة الباطلة الكاذبة" (برنابا26:23- 28، 15:78- 17، 2:127 و3، 59:217- 61). وقد جاء هذا التعبير في (الكوميديا الإلهية، الجزء الأول، الجحيم أنشودة72:1).
ب- عدد السموات: في الفكر المسيحي ثلاث، وفي الفكر الإسلامي سبع، وفي إنجيل برنابا تسع (برنابا3:105) وعددهم في الكوميديا الإلهية تسع وعاشرها سماء السموات (الكوميديا الجزء الثالث: الفردوس). ج- الجحيم يتكون في إنجيل برنابا من سبع طبقات (برنابا1:59 و2، برنابا1:135- 44) وهذا يتشابه مع الكوميديا الإلهية.
الرد :
ــ فى الواقع هذا لا يثبت أن كاتب إنجيل برنابا الأصلى كان إيطاليا عاش فى القرون الوسطى ...فنحن نعلم أن برنابا لم يكن إيطاليا ولا أسبانيا ....وإنما كل ما فى الأمر أن النسخة الايطالية هى ترجمة ...ومن حق المترجم أن يختار الألفاظ التى تتناسب مع عصره .....ومن الواضح أن تعبيرا مثل تعبير الألهة الباطلة الكاذبة كان تعبيرا إيطاليا مشهورا عن الألهة التى صنعها الناس ...ولو كان إنجيل برنابا له ترجمة أخرى لاستخدم المترجم التعبير الأشهر فى لغته لكى يصل المعنى للقارىء بهذه اللغة .وكثيرا ما يفعل المترجمون إلى أى لغة الفعلة ذاتها...فنرى مترجم الكتاب المقدس للغة العربية قد ترجم قودش والتى تعنى مقدس أوقديس.. ترجمها المترجم للغة العربية حين تطلق على الله عز وجل إلى ( القدوس) .ولو أن الكتاب المقدس ترجم الى العربية ونشرت ترجماته قبل الاسلام لما وجدنا هذا المصطلح وأستطيع أن أعطى مئات الأمثلة على ذلك فى الترجمة العربية ومثلها فى كل لغات العالم ..الفرق الوحيد أن مترجم إنجيل برنابا إلى الايطالية لم يدعى أنه يترجم ترجمة قياسية حرفية ولم يقل أنه فى صدد اصدار طبعة منقحة..واحتمالات السهو والنسيان فى الترجمة كثيرا ما تحدث خاصة وأنه مترجم واحد ويبدو أنه يعمل فى سرية بعكس ترجمات الكتاب المقدس حاليا والتى يقم على كل ترجمة فريق كامل من المترجمين وعلى أعلى مستوى من التقنيات ومع ذلك فهم يفعلون نفس الشىء الذى يعيبون عليه مترجم إنجيل برنابا إلى اللغة الإيطالية ...
ــ ونفس الحال بالنسبة للسماوات التسع فقد يكون المترجم ترجمها تسعة تأثرا بالثقافة التى حوله...وظن أن النص الذى ترجم عنه قد أخطأ فى العدد ...ويجب ألا ننسى أن إنجيل برنابا له ترجمة أخرى للغة الأسبانية وقد طمس علماء المسيحية آثار هذه الترجمة عن عمد ولو كانت موجودة لانخرست الكثير من الألسنة التى تهاجم هذا الانجيل وتصفه بالمزور لمجرد أنه يتنبأ صراحة بالنبى الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام صراحة وباللفظ ...
وفى النهاية نقول: ان كان هناك تشابه بين أقوال الشاعر دانتي وإنجيل برنابا فهو لا يعني جزماً بأن كاتب الإنجيل وجد بعد دانتي ، بل قد يكون دانتي هو المستفيد من برنابا . ثم إن التشابه لا يعني بالضرورة نقل اللاحق عن السابق دائماً ، وإلا لزم أن نقول بأن أسفار التوارة التشريعية منقولة عن قوانين حمورابي للتشابه الكبير بينهما .
دليلهم الثانى:
ـــ مسألة اليوبيل :
هنالك دليلا أكيدا يتمكن معه من الجزم بشأن الزمن الذي كتب فيه ، فقد ورد فيه ما نصه " إن سنة " اليوبيل " التي تجئ الآن مرة كل مائة سنة ، والمعروف أن " اليوبيل " اليهودي لم يحدث إلا مرة كل خمسين سنة ، وليس من ذكر في التاريخ لـ " يوبيل " يقع كل مائة سنة إلا في الكنيسة الرومانية وكان أول من احتفل به البابا بونيفاسيوس الثامن سنة 1300م
ــ وقد أجاب عن هذه المسألة المترجم النصرانى نفسه د/ خليل سعادة قائلا
ولعل الصواب أن هنالك خطأ في النسخ أسقط الناسخ فيه بعض حروف من كلمة خمسين الإيطالية فصارت تُقرأ مئة، لأن ما فى رسم الكلمتين فيما يسهل الوقوع في مثل هذا الخطأ ...أى أن حروف الكلمتين متشابهة ..
ــ ولى رأى أود أن أضيفه فى هذه المسألة أيضا ....
لو تأملنا الجملة التى ورد فيها ذكر نص اليوبيل .( حتى أن سنة اليوبيل التي تجيء الآن كل مائة سنة
ربما تكون هذه الجملة من تعليق المترجم نفسه ....وليست أصل فى الانجيل .. وهذا لا يثبت أن أول مرة كتب فيها هذا الانجيل فى القرن الرابع عشر..وإنما ما قد يثبته هو أن هذا هو تاريخ ترجمته للغة الايطالية ...ولو قرأنا الأناجيل المعتمدة لدى النصارى لوجدنا مثل هذا الأمر من تعليقات للمترجم داخلة فى المتن ....
نقرأ فى إنجيل مرقس:
مر 5 :41 وامسك بيد الصبية وقال لها طليثا قومي.الذي تفسيره يا صبية لك اقول قومي.
فهذه العبارة ( الذى تفسيره) ليست من النص الأصلى وإنما هى تعليق مترجم.
وأيضا...
مر 15 :22 وجاءوا به الى موضع جلجثة الذي تفسيره موضع جمجمة.
مر 15 :34 وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ألوي ألوي لما شبقتني.الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني.
يو 1:38 فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان.فقالا ربي الذي تفسيره يا معلّم اين تمكث.
وهكذا فكلها تعليقات مترجمين ...أضيفت للنص الأصلى ..
....... وقد يقول قائل : ولكن لم نعثر على نسخة أصلية لانجيل برنابا حتى نجزم بهذا الرأى ....ونقول لهم : ونفس الحال ينطبق على أناجيلكم ...وهل كان المسيح عليه السلام يتحدث اليونانية؟؟؟!!!
المفضلات