الفصل الثالث: ـــ دليل رهيب يؤكد صدق برنابا ويثير التساؤلات حول الكتاب المقدس
ــ يذكر كاتب برنابا فى إصحاح 34 كثير من الحقائق التى ظلت غامضة حينا من الدهر ...
ــ فيحكى برنابا على لسان المسيح عليه السلام قائلا:
الحق أقول لكم أن الشيطان لم يخذل إلا بخطيئة الكبرياء ، كما يقول النبي إشعيا موبخا إياه بهذه الكلمات : ( كيف سقطت من السماء يا كوكب الصبح يا من كنت جمال الملائكة وأشرقت كالفجر ، حقا إن كبرياءك قد سقطت للأرض .
....إذن فقد كان إبليس فى السماء ....وسقط بسبب تكبره .كما قال أشعياء .....ولكن ....
لا يوجد فى الكتاب المقدس الحالى بأكمله الموقف الذى سقط إبليس على أثره من السماء بسبب تكبره ....غير موجود !!!!
ـــ ما الذى تكبر منه الشيطان؟؟ هذا كان السؤال الذى سأله التلاميذ ليسوع فى برنابا 35:
(فقال تلاميذه الذين كانوا جالسين حوله : يا معلم قل لنا كيف سقط الشيطان بكبريائه ) .......برنابا 35
فبماذا أجاب المسيح عليه السلام كما يذكر برنابا؟ : سنجد الرد حالا فى نفس الإصحاح :
(أما الشيطان والذين كانوا على شاكلته فقالوا :يا رب أننا روح ولذلك ليس من العدل أن نسجد لهذه الطينة !!!!)
إذن فهذا هو سبب تكبر الشيطان ...وهو رأى أنه أفضل من آدم ...لأن آدم مخلوق من طين فرأى الشيطان أنه أرفع شأنا من هذا المخلوق ...
ويبقى السؤال : إذا كان الكتاب المقدس قد اعترف بأن الشيطان قد سقط بسبب تكبره ....فأين ذلك الموقف فى الكتاب المقدس الذى يوضح لنا كيف تكبر الشيطان؟؟ .. غير موجود على الإطلاق !!!!!
ــ لقد استشهد كاتب إنجيل برنابا بهذا النص فى سفر أشعياء .....فهل هذا النص موجود إلى يومنا هذا ؟
ــ وأقول نعم النص موجود الى الان ....أشعياء 14: 11ــ12
11 أهبط الى الهاوية فخرك رنة اعوادك.تحتك تفرش الرمة وغطاؤك الدود.
12 كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح.كيف قطعت الى الارض يا قاهر الامم.
ــ والسؤال الذى لابد أن يطرح ألا هو:
هل تتحدث هذه الفقرة عن سقوط الشيطان بالذات وبسبب تكبره ؟؟....
ـــ والجواب هو بكل تأكيد نعم ....وهذا ليس كلامى بل كلام المفسر القس أنطونيوس فكرى تعليقا على هذه الفقرة ...حيث يقول فى تفسيره لهذه الفقرة بالحرف الواحد:ـــ
زهرة بنت الصبح = كوكب الصبح الجميل وهذا لا ينطبق على إنسان بل هو جمال الكروب (إبليس) الذى أسقطه كبرياؤه .. .....(1)
ـــ إذن فنحن متفقين على أن النص فى أشعياء يتحدث عن إبليس الذى سقط بسبب تكبره ...ولكن
ـــ ولكن الكتاب المقدس لا يوضح أبدا الموقف الذى تكبر بسببه إبليس ولهذا سقط !!!!!!
ـــ ونقول لكل نصرانى تعب من البحث فى الكتاب المقدس عن هذا الموقف الذى تكبر فيه إبليس وبعدها سقط بسبب كبرياؤه (كما يؤكد القس) ...
نقول له ها هو الموقف الذى تبحث عنه ...
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ{71} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ{72}
فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{73} إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ{74}
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ{75} قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{76}
قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{77} .....سورة ص
ـــ إذن فالموقف الذى يوضح تكبر إبليس ... هو رفضه لأن يسجد لبشر مخلوق من طين .....وهذا هو ما أدى إلى سقوطه بالفعل ..
.قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{77}
ــ إن هذا الموقف كفيل بإثبات صدق برنابا .وصدق القرآن الكريم بالطبع ...
ويثير كثير من علامات الاستفهام حول الكتاب المقدس ...الذى ذكر أن الشيطان سقط بسبب تكبره ...ولكنه لم يوضح سبب تكبره وممن تكبر ولم يسرد الواقعة التى بسببها تكبر إبليس فسقط...
ــ وليس هذا بمستغرب ...فالقرآن الكريم ...كما يقول الله عز وجل :
مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ..يوسف111
ـــ وأخيرا نختتم كلامنا ...بجملة قالها المترجم النصرانى عن إنجيل برنابا دكتور خليل سعادة ...حيث يقول فى إندهاش وحيرة شديدتين :
إنك إذا اعملت النظر في هذا الإنجيل وجدت لكاتبه إلماما عجيبا بأسفار العهد القديم لا تكاد تجد له مثيلا بين طوائف النصارى إلا في أفراد قليلين من الأخصائيين الذين جعلوا حياتهم وقفا على الدين كالمفسرين حتى انه ليندر أن يكون بين هؤلاء أيضا من له إلمام بالتوراة يقرب من إلمام كاتب برنابا..................
المفضلات