دة دليل على ان الله ائتمن اليهود على كتبه وهما اظهروا عدم الامانة

رومية 3 : عدد 2 و 3 " كثير على كل وجه، أمّا أولاً فلأنهم أستؤمنوا على أقوال الله.

فماذا إن كان قوم لم يكونوا أمناء؟ أفلعلّ عدم أمانتهم يبطل أمانة الله؟

اقتباس

القس أنطونيوس فكري

2): "كثير على كل وجه أما أولاً فلأنهم استؤمنوا على أقوال الله."

أول مزايا اليهود أن الله إستأمنهم علي أقواله. إذاً هم كانوا أفضل من الأمم أمام الله، فالله لم يكن ليستأمن أحد علي أقواله إن لم يكن جديراً بذلك. وكان اليهود هم أول من يستأمنهم الله علي كلامه.

وهنا الرسول يذكر ميزة واحدة لليهود وأكمل باقي مميزاتهم في (رو4:9) استؤمنوا علي أقوال الله= قيل أنهم صاروا أمناء مكتبة المسيحية. كانت التوراة فيها نبوات كاملة عن المسيح. كان الكتاب في أيديهم بنبواته عن المسيح شاهداً أن خطة الله لخلاص العالم كانت خطة أزلية. وهم كانوا بلا شك أمناء علي كتابهم وسلموه لنا دون تحريف. والله إختار إبراهيم المؤمن وحده وسط عالم وثني إنحرف عن الحق، كان إبراهيم أحسن الموجودين في العالم، وأعطاه الختان الذي كان علامة عهد الله معهم، فهم فعلاً كانوا مميزين عن باقي الشعوب المحيطة. والله إختارهم كشعب خاص له يخرج منهم المسيح والعذراء والرسل والأنبياء وكل أبرار العهد القديم، كل هؤلاء الأبرار خرجوا في ظل الناموس. ولنلاحظ أن الله أعطي الضمير لكل الناس شاهداً للحق داخل قلوب البشر ولما فسد الضمير أعطي الله الناموس عوناً للبشر، لكنه أعطاه لمن يقدِّره، أي لأحسن الناس وكان هؤلاء هم اليهود. وكان هذا حتى يأتي المسيح وبنعمته يُقْبَلْ كل البشر، إذ بالنعمة سيتغير الجميع عن طبيعتهم القديمة الفاسدة ويصيروا خليقة جديدة (2كو17:5). أي أن الخلاص لهم ومنهم ولكنه ليس حكراً لهم. ولكن فضل اليهود كان قبل مجيء المسيح، أما بعد المسيح فالكل واحد (غل28:3).



آية (3): "فماذا أن كان قوم لم يكونوا أمناء أفلعل عدم أمانتهم يبطل أمانة الله."

الله فاض علي اليهود من خيراته، ولكنه لما جاء يطلب الثمر لم يجد سوي العقوق وعدم الأمانة. ولكن عدم أمانتهم في المحافظة علي عهود الله ووعوده لا تبطل أمانة الله في خطته لخلاص البشرية، عدم التزام اليهود بالناموس لن يعطل خطة الله في أن المسيح سيأتي من نسل اليهود. ذلك لأنه إذا وجد بعض من هؤلاء اليهود قد أظهروا عدم أمانة، فإن عدم أمانتهم لا تعطل أمانة الله ولا تبطل حب الله للحق، ولا تعطل صدق الله في وعوده. بولس هنا لا يسئ للناموس، بل لليهود مخالفي الناموس، بولس لم يقل أن الناموس بلا نفع، بل هو له نفع لو إقترن بعمل الصلاح. فماذا إن كان قوم= الرسول لم يقل الكل، بل إن كان قوم. فهو لا يعمم الخطية أمّا نحن فيوجد عندنا عيب أن ننسب الخطأ والعيب الكل.