قالوا : ما رأيك في هذه الأسماء : نزار قباني ؟
قلنا : هو الذي أضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه ، وجعل على بصره غشاوة .
قالوا : شعره جميل .
قلنا : كقول فرعون : ( آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ ) (يونس: من الآية90) ، له قصائد جميلة ، ولكن لا يعني ذلك أن نتبناه ، أو ننشر شعره ، أو نطالع ما يبثه من سموم ، فهو متهتك متعدٍ لحدود الله .
قالوا : ونازك الملائكة ؟
قلنا :
ومـا شــر الـثـلاثـة أم عـمـرو بـصـــاحـبـك الـذي لا تـصـحـبـيـنا
قالوا : وطه حسين ؟
قلنا : مؤرخ الفراعنة ، وهويته فرنسية ، إذا عاد إلى مصر قال : الفراعنة الفراعنة ، ,إذا ذهب إلى الغرب قال باريس باريس .
قالوا : وعبد العزيز بن عبد الله بن باز ؟
قلنا :
عـلـيـه سـلام الله مـا أشـرق الـضـحـى ورحـمـتـه مــا شـاء أن يـتـرحــمـا
تـحــيـة شــهـم بـاع لله نـفــســه مـقـاصـده أغـلـى وأعـلـى وأعـظـمـا
قالوا : الشباب لا يقرأون .
قلنا : إذا كبروا سوف يندمون .
قالوا ما هو أعز مكان وأحسن جليس يتولى ؟
قلنا : كما قال المتنبي :
أعـز مـكـان فـي الـدنـيـا سـرج ســابـح وخـيـر جــلـيـس فـي الأنـام كــتـاب
يقول : أعز مكان في الدنيا : ظهر الفرس ، إذا قاتلت به في سبيل الله .
والعرب أحدهم كان يتمنى قبل الإسلام ، إذا مات أن يموت على ظهر الفرس .
أتى عامر بن الطفيل ، أحد شجعان العرب في الجاهلية ، وعظماء العرب ، هو ، وأربد بن قيس يريدان اغتيال الرسول ( صلى الله عليه وسلم )، فحماه الله منهم ، فلما ولى عامر بن الطفيل قال ( صلى الله عليه وسلم ): ( اللهم اكفنيهم بما شئت ) .
فدخل عامر في بيت عجوز سلولية يريد أن يشرب ماء فأصابه الله بغدة كغدة البعير ، فأصبحت الغدة كالثدي في نحره ، فعرف أنه الموت ، فأخذ سيفه وصعد على ظهر الفرس ، وقال :
غدة كغدة البعير في بيت امرأة سلولية ، والله لا أموت إلا على الفرس .
مت على الفرس ، أو تحت الفرس ، أو في بطن الفرس ، فأنت عدو لله .
والشاهد أنهم يرون : أن أعز مكان سرج الفرس .
وخير جليس في الأنام هو كتاب الله .
يقول ابن كثير عن المتقي الخليفة العباسي أنه لما تولى الخلافة ، كان إذا صلى العشاء أغلق أبوابه وقال : أريد أن أخلو بنفسي هذه الليلة مع كتاب الله ، فربما تكون آخر ليلة . فيقرأ إلى صلاة الفجر .
فيأتونه الليلة الثانية فيقول : ربما تكون آخر ليلة ، حتى لقي الله .
قال له الناس في الصباح : نريد أن نسامرك .
قال : كفى بالله جليساً ، وكفى بكتاب الله أنيساً .
قالوا صف لنا الزهرة ؟
قلت : يقول أبو نواس :
تـأمـل فـي نـبـات الأرض وانـظــر إلـى آثـار مـا صـنـع الـمـلـيـك
عـيـون مـن لـجـيـن شـاخـصــات بـأحـداق هـي الـذهـب السـبـيـك
عـلـى كـثـب الـزبـرجـد شـاهـدات بـأن الله لـيـس لــه شـــريــك
قالوا : متى نقرأ الصحف والمجلات ؟
قلنا : إذا قرأتم حزبكم اليومي من القرآن .
قالوا : حدثنا عن الأعمش رحمه الله ؟
قلنا : امتاز الأعمش بخفة الروح ، وفيه دليل على : أن الإسلام دين لطيف ، وأن فيه متسعاً للناس .
قيل لسفيان الثوري : المزاح هجنة .
قال : بل سنة .
كان الأعمش مزاحاً ، فكان إذا أتاه الثقلاء ، قال : ( رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) (الدخان:12).
وكان متواضعاً ، ومن تواضعه عدم الاعتناء بالمظهر ، والاعتناء بالمظهر : طيب ، لكن هو متواضع يظهر البذاذة ، فكان يلبس الفرو مقلوباً .
فيقول له أحد تلاميذه : لو قبلت فروك كان أحسن .
قال أشر على الخروف بذلك ، أي : أن الفرو على الخروف مقلوب أصلاً .
قال له أحد الحاكة : هل تجوز إمامة الحاكة ؟
قال : نعم بلا وضوء .
قالوا : من هم المتطرفون ؟
قلنا : هم مروجو المخدرات ، وتاركو الصلوات ، وعاقو الآباء والأمهات .
قالوا : إلى أين وصلت الدعوة الإسلامية ؟
قلنا : إلى موسكو ، فقد خرج هذه السنة من موسكو ما يقارب ألفي حاج .
قالوا : لماذا لا تحضر النساء الدروس والمحاضرات النافعة ؟
قلنا : لأن أزواجهن لا يحضرون .
قالوا : ما هي أحسن هدية للصديق المسلم ؟
قلنا : الشريط الإسلامي ، والكتاب النافع .
قالوا : زارك أحباب لك .
قلنا :
ضـيـوف الخـيـر قـد شـرفـتـمـونـا بـلـقـيـاكـم ربــوع الـجــو طــاب
فـنـفـسـي مـن زيـارتـكـم تـبـاهـت بـثـوب الـخـلـد أطـلـقـت الـضـبـاب
قالوا : كيف نقضي على الفراغ ؟
قلنا : تذكروا قوله تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (المؤمنون:115-116) . قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )(1) .
وتذكروا قول الشاعر :
دقـات قـلـب الـمـــرء قــائـلـه لـه أن الـحـيـاة دقـائـق وثــوانــي
فـارفـع لـنـفـسـك قـبل مـوتك ذكـرها فـالـذكـر للإنـسـان عـمـر ثـاني
قالوا : ما هو الخطر الداهم الذي يهدد العالم ؟
قلنا : هو الموت ، ولقاء الله ( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281).
يقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ( أكثروا من ذكر هاذم اللذات )(1).
ويقول الشاعر :
هـو الـمـوت مـا مـنـه مـلاذ ومـهـرب مـتـى حـط ذا عـن نعـشـه ذاك يـركـب
نـؤمـل أمـلاً ونـرجـوا نـتـاجــهــا لـعـل الـرجـا مـمـا نـرجــيـه أقـرب
ونـبـنـي القـصور المشـمـخـرات في الهوا وفـي عـلـمـنـا أنـا نـمـوت وتـخـرب
إلـى الله نـشـكـوا قـسـوة في قـلـوبـنـا وفـي كـل يـوم واعـظ الـمـوت يـنـدب
قالوا : الكفار أكثر الناس أمولاً وديناً .
قلنا : ( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) (التوبة: من الآية55) .
قالوا : المصارعون أقوى الناس أجساماً .
قلنا : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ) (المنافقون: من الآية4).
قالوا : اليهود يهاجرون إلى فلسطين .
قلنا : يسعون إلى حتفهم .
لـقــيـنـاهـم بـأرمـــاح طــــوال ولا قـونـا بـأعــــمــار قـصــار
قالوا : على الدعوة الإسلامية ملاحظات .
قلنا : إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث .
أقـلـوا عـلـيـهـم لا أبـا لأبـيـكـمــو مـن الـلـوم أو سـدوا المـكان الذي سـدوا
وقال آخر :
هـم الـقـوم إن قـالوا أصـابـوا وإن دعــوا أجـابـوا وإن أعـطـوا أطـابـوا وأجـزلـوا
ولا يـسـتـطـيـع الفـاعـلـون كـفـعـلهم وإن حـاولـوا فـي الـنـائـبـات وأجـمـلوا
شرف الأمة الإسلامية ، هم : هؤلاء الشباب ، فهم رفعتها ، وعزها ، وكرامتها ، ومجدها .
لقد فاخرنا بهم في أمريكا ، يوم كانوا دعاة ملتزمين ، وفي فرنسا ، وفي بريطانيا ، وفي كل دولة من دول العالم ، فأصبحوا تاجاً على رأس الأمة الإسلامية ، فمهما لاحظ الناس عليهم من ملاحظات ، فقد تجاوزوا القنطرة ، وأصبحوا بحمد الله عدولاً ، وأصبحوا بررة ، وأصبحوا على نهج محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
عناقهم : شرف ، والجلوس معهم : كرامة وتعليمهم : ريادة ، والاستفادة من دعائهم : بركة ونور وهداية ، والاستماع إلى نصائحهم : إرشاد وفهم وفقه .
إنهم ذخيرة الأمة .
( رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) (آل عمران:193).
اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا
المفضلات