قـالوا ...
v قـلـنا ...

قالوا .. و.. قلنا عبارات مختصرة تحمل معاني مركزة كتبتها من راس القلم ، دون تنميق أو إطالة ، فهي ردود سريعة تناسب زمن السرعة الذي نعيشه الآن .
قالوا : نحن ندعو إلى حرية المرأة .
قلنا : حريتها ليس فيما تدعون إليه ، فهل تدرون ما هي حرية المرأة ؟ حريتها في الحجاب الشرعي ، حريتها في الستر والعفاف ، حريتها في الطهر والوقار والسكينة ، حريتها أن تكون أم لله تملأ قلبها بلا إله إلا الله ، وعينها بحياء الله .
كـأن رقيـبـاً مـنـك يـرعـى جـوارحـي وآخـر يـرعـى مـسـمـعـي وجـنـانـي
( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) (النور: من الآية31) ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) (الأحزاب: من الآية33) .
حرية المرأة : أن تصلي الصلوات الخمس في أوقاتهن .
حرية المرأة : أن تخرج من البيت أطفالاً ، يؤمنون بالله ، لا أطفال شوارع .
أما حريتهم فهي : أن تكون المرأة عارضة أزياء ، وبائعة في البوفيه ، ومشترية تجوب السواق صباح مساء ، معروضة للفساق .
وقف أعرابي ، فرأى امرأته تنظر للأجانب ، فقال : أتنظرين للأجانب ؟
قالت : إني أنظر فقط .
فطلقها بالثلاث .
فلامه الناس .
فقال : أضاجعها ، وأدخلها بيتي ، وقد ملأت عينيها من الأجانب ، ثم قال :
إذا وقـع الـذبـاب عـلـى طـعـام رفـعـت يـدي ونـفـســي تـشـتـهـيـه
وتـجـتـنـب الأســود ورود مـاء إذا كــن الـكـــلاب ولـغــن فــيــه
سعد بن عبادة ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ كان من أغير الناس ، يقول للرسول ( صلى الله عليه وسلم ): يا رسول الله ، إذا وجد أحدنا ، والعياذ بالله ، مع امرأته رجلاً أجنبياً فماذا يفعل ؟
قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( يأتي بأربعة شهود ) .
حتى لا تضيع دماء ، الناس وأعراض الناس ، وسمعة الناس .
فقال : يا رسول الله ، أمكث حتى أجمع أربعة ؟! لأضربنه هو وإياها بالسيف غير مصفح .
فتبسم ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : ( تعجبون من غيرة سعد ، والذي نفسي بيده ، إني أغير من سعد، وإن الله أغير مني )(1) .

قالوا : الغناء حلال .
قلنا : الغناء حرام بإجماع العلماء ، كما قال الشوكاني ، والآجري ، وغيرهما ، وبأدلة كثيرة من الكتاب والسنة ، وبفتاوى العلماء الأجلاء .. وراجع لذلك إغاثة اللهفان لأبن القيم .
قالوا : هل في الشعر كفر ؟ وما أمثلة ذلك .
قلنا : نعم .. وإليكم الأمثلة وأنتم تحكمون .
1ـ أحد الشعراء دخل مع بعض الجيوش العربية فلسطين ، يوم دخلت بعض الجيوش بغير لا لإله لإلا الله ، فكتب على أحد الأعلام :
آمـنـت بـالـبـعـث ربـاً لا شـريـك لـه وبـالـعــروبـة ديـنـاً مـا لـه ثـانـي
وهكذا كفر بإجماع العلماء بل بإجماع العقلاء ؛ لأنه استبدل الإسلام بالعروبة .
2ـ ويقوا آخر :
هـبـوا لـي ديـنـاً يـجـعـل العـرب مـلـة وسـيـروا بـجـثـمـاني علـى دـين بـرهم
ألا حــبـذا كـــفـراً يـؤلـف بـيـنـنـا وأهــلاً وســهـلاً بـعــده بـجـهـنـم
3ـ ويقول ثالث يخاطب سلطاناً :
أنـت الـذي تـنـزل الأيــام مـنـزلـهـا وتـنـزل الـدهـر مـن حـال إلـى حــال
ولا مـددت يـداً فـي الـلـوح كــاتـبـة إلا قـضــيـت بـأعـــمـار وآجـــال
لا إله إلا الله !
4ـ ويقول رابع ويخاطب سلطاناً أيضاً :
مـا شـئـت لا مـا شـاءت الأقــدار فـاحــكـم فـأنـت الـواحـد الـقـهــار
5ـ ويقول خامس لما زلزلت مصر في عهد أحد السلاطين الظلمة تنبيهاً له من الله ، فقال الشاعر قالباً الحقائق ، وصارفاً لهذا السلطان عن التوبة :
مـا زلـزلـت مـصـر مـن كـيـد ألـم بـهـا لـكنـهـا رقـصـت مـن عـدلـكـم طـربا
قالوا : انتم منعتم المرأة من مزاولة الأعمال والمهن .
قلنا : هذا كذب ، فإن ديننا علمها العمل الكريم ، والمهنة الشريفة ، علمها أن تكون مربية .
يقول البخاري في كتاب العلم : (باب) هل يجعل الإمام للمرأة يوماً من نفسه .
ويوم الاثنين كان يوماً معروفاً عند الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يعلم المرأة ، ويجلس مع النساء ، ويربي النساء ، ويفهم النساء ، ويفتي للنساء .
وكان يعيش مع المرأة قضاياها : الحيض ، والنفاس ، والولادة ، والحياة الزوجية ، والبيت ، وكل دقيقة ، وجليلة من حياتها ، وعلمها الإسلام كيف تربي الأجيال .
ولكن لما ضيع الناس المرأة ، أخرجت سفهاء ، أخرجت أناساً يصل الواحد منهم الأربعين وهوايته جمع الطوابع والمراسلة وصيد الحمام ! .
قالوا : الإسلام دين التطرف .
قلـنـا : ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً ) (الكهف: من الآية5) .
ولـو أنـي بـلـيـت بـهـاشـمــي خـؤولـتـه بـنـو عـبـد الـمـــدانــي
لـهـان عـلـى مـا ألـقـى ولـكـن تـعـالـوا فـانـظـروا بـمـن ابـتـلانـي
لقد أراهم الله ما هو التطرف ، فرئيس رومانيا قام عليه شعبه فسحبوه كالدجاجة ، حتى ذبحوه في الشارع ، وآمنوا بالتعددية وكفروا بالشيوعية .
قالوا : الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أشد عظمة في عسكريته من نابليون .
قلنا :
ألـم تـر أن الـسـيـف يـنـقـص قـدره إذا قـيـل أن السـيـف أمـضـى من العـصا
لا يجوز لك هذه المقارنة بين عظيم يتلقى الوحي من السماء ، وبين مجرم فرنسي ، سحق الأطفال والشيوخ ، واستعمر العالم ، وسفك الدماء وهدم المساجد .
فالرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول الله فيه : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (النجم : 1-4)وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107)، وأما ذاك فتلعنه الشعوب .
قالوا : أنتم ليس عندكم حب .
قلنا : لأن القوم أهل حب وعشق ثم :
قـالـوا الـهـوى والـحـب هـل تـغـني له أم أنـت فـي ديـنـا الـهــوى مـتـجـلـد
قـلـت المـحـبـة لـلـذي حـمـل الهـدى فحبـيـب قـلـبـي فـي الحـيـاة مـحـمـد
فالحب ، مثل حب سعد بن معاذ ، الذي يقول : يا رسول الله ، والذي نفسي بيده لو استعرضت بنا البحر فخضته ، لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد .
وحب أنس بن النضر الذي يقول : إليك عني يا سعد ، والذي نفسي بيده إني لأجد الجنة من دون أحد .
وحب جعفر الطيار ن الذي يقول :
يـا حـبـذا الـجـنـة واقـتـرابـهـا طـــيـبـة وبــارد شــــرابــهــا
والــروم روم قــد دنـا عــذابـهـا كـافــرة بـعـــيـدة أنـســــابـهـا
عــلـى إن لاقــيـتـهـا ضــرابـهـا
وحب عمير بن الحمام الذي قال : اللهم خذ من دمي هذا اليوم بخ بَخ ، إذا بقيت إلى أن آكل هذه التمرات فإنها لحياة طويلة .
وحب سعد بن الربيع ، الذي قال : اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى .
قالوا : شاعر الإنجليز شكسبير دخل على فنانين رسامين في حديقة في لندن .
فقالوا : ما رأيك في اللوحات ؟
قال : جيدة .
قالوا : هل لك اقتراح ؟
قال : لي اقتراح أن يعلق الرسامون بدل هذه اللوحات .
قلنا : صدق شكسبير ، وهو كذوب ، فبعض الرسامين ينبغي أن يعلق بدلاً من لوحته !
قالوا : إسرائيل تقتل الأطفال والشيوخ بهمجية .
قلنا :
لـو كـنـت من مـازن لم تسـتـبـح إبـلي بنـو الـلـقـيـطـة من ذهـل بن شـيـبـانا
فـلـيـت لي بـهـم قـومـاً إذا ركـبــوا شـدوا عـلى الغـارات فـرسـانـاً وركـبانا
لا يـسـألـون أخـاهـم حـيـن يـنـدبـهم فـي النـائـبـات عـلـى مـا قـال بـرهانا
قالوا لماذا كثرت العنوسة في النساء ؟
قلنا : لأنهن مشغولات بتأمين المستقبل ، والمستقبل لا يؤمنه إلا الله .
وتأمين المستقبل هذا نشره الغزو الفكري على أسماع بنات الإسلام ، فأصبحت المرأة ترى أن مستقبلها : الشهادة ، فتترك الزواج إلى أن يفوت وقت الزواج ، ثم لا يرغب بها أحد .
والحل أن تؤمن بالله وتعلم قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) . رواه الترمذي بسند صحيح (1) .
يقول مصدر مطلع : بلغ نسبة الرجال للنساء في بلدنا رجلاً واحداً إلى أربع نساء .
قالوا : ما هي أجمل عبارة ؟
قلنا : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5) .
يقول ابن القيم : أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب ، جمع حكمتها في أربعة كتب : في الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن ، ثم جمع حكمة الأربعة في القرآن ، ثم جمع القرآن في المفصل ، ثم جمعه في الفاتحة ، ثم جمع الفاتحة في : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).
قالوا : ما أجمل أسم ؟
قلنا : الله أجمل اسم .
لما توفي سيبويه رؤى في المنام فقالوا : ما فعل الله بك ؟
قال : غفر لي .
قالوا : بماذا ؟
قال : لما وصلت في كتاب النحو إلى لفظ الجلالة ، قلت االله أعرف المعارف ، لا يحتاج إلى تعريف ، فغفر الله له .
قالوا : ما أجل كتاب ؟
قلنا : القرآن الكريم الذي ما أعطيناه حقه ، وما عشنا معه ، كما ينبغي أن يعاش معه ، حتى أخذت المجلة وقت المصحف .
اركب من أبها إلى جدة ، أو الرياض ، وانظر في الركاب ، وهم مسلمون جميعاً من الذي يفتح المصحف في الرحلة ؟
فكل رجل منهم معه صحيفة يقرأها ، وقراءة الصحف لابد منها لمعرفة أخبار العالم والناس ، لكن .. أين وقت القرآن ؟
يقول أحد الصالحين لأبنه لما حضرته الوفاة : يا بني لا تعص الله في هذا البيت ، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد ختمت كتاب الله في هذه الزاوية ثمانية آلاف مرة .
إن الأمة كانت ميتة ، فأنزل الله عليها روحاً ، هو : القرآن ( وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) (الشورى: من الآية52) .
حدثنا بعض العلماء في الرياض : أن بعض العباد في الرياض ، لا زالوا أحياء اليوم ، في السبعين والثمانين ، يصلون صلاة الفجر يوم الجمعة في المسجد الجامع ، ثم يفتحون المصحف ، فيقرأونه من أوله من الفاتحة ، وقبل دخول الخطيب بدقائق ينتهون من سورة الناس .
يقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)(1) .
يقول : ( من قرأ القرآن فله بكل حرف حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول لام ميم حرف ولكن ألف حرف ، ولام حرف وميم حرف )(2) .
قالوا : ما أجمل بيت ؟
قلنا : الكعبة التي نظر إليها ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : ( ما أعظمك ، وما أشد حرمتك ، والذي نفسي بيده ! للمسلم أعظم حرمة منك )(3) .
قالوا : من أفضل شاعر ؟
قلنا : حسان بن ثابت حبيبنا ، وهو قائد الشعراء إلى الجنة يوم القيامة ، يدخل الجنة بالأدب .
كان ( صلى الله عليه وسلم ) يسمع هجو المشركين ، يسبونه ويشتمونه وينتهكون كرامته ، فيقول : ( يا حسان كيفك مع المشركين ) ؟ يعني : هل تستطيع أن تمرغهم في التراب .
قال يا رسول الله ، أستطيع .
قال : ( بماذا ؟ ) فأخرج حسان لسانه ، وضرب به أرنبة أنفه ، وقال : يا رسول الله بهذا ، الذي لو وضعته على صخر لفلقه ، ولو وضعته على شعر لحلقه .
قال : ( اللهم أيده بروح القدس )(4) ، أي : جبريل ، لن جبريل يحب حساناً وحساناً يحب جبريل ، وحسان مدح جبريل بقوله :
وبـيـوم بـدر إذ يـصـد وجـوهـهـم جـبـريـل تـحـت لـوائـنـا ومـحـمـد
يقول : القيادة العليا في يد جبريل ، وفي يد محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
قال بعض العلماء : بل القائد الأعلى ، هو : محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
وجبريل ، عليه السلام ، تحت قيادته .
وهو صاحب الأبيات الجميلة التي يقول فيها :
فـإن أبـي ووالـــده وعـــرضــــي لـعـرض مـحـمـد مـنـكـم فـــــداء
فـإمـا تـعـرضـوا عـنـا اعـتـمـرنـا وكـان الـفـتـح وانـكـشـف الغـطـــاء
وإلا فـاصـــبـوا لـجــــلاد يـــوم يـعـز الله فـيـه مــن يــشــــــاء
قالوا : ما أقرى ركن ؟
قلنا : التوكل على الله .
قالوا : وأنبل زعيم ؟
قلنا : عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وأرضاه .
قالوا : وأنجح قائد ؟
قلنا : خالد بن الوليد ، لذي خاض في الجاهلية ، والإسلام مائة معركة ، فما غلب في الجاهلية ولا في الإسلام .
خالد الذي بقي قبل الموت سنوات ، بعدها فتح الله الفتوح على المسلمين ، وبعدها قتل أعداء الله ، وبعدها استلمت ثلاثة أرباع الدنيا بنصر الله ، ثم بسيف الله خالد .
أتت الغنائم ، وأتى الذهب ، وأتت الفضة ، وأتت الحدائق والقصور والبساتين فتركها خالد ، وأتى إلى قرية في حمص ، فأخذ مصحفاً ، لا يزال إلى اليوم في المسجد الأموي في دمشق ، كما يقول المؤرخون ، فكان يفتحه من الصباح ، ولا يطبقه إلا في صلاة الظهر .
وكان يبكي ويقول : شغلني الجهاد عن القرآن ، شغلني الجهاد عن القرآن ، فلما أخرجوا جنازته أخذت أخته تبكي وتقول :
أنـت خـيـر مـن ألـف ألـفَ مـن القـوم إذا مــا كــبـت وجـــوه الـرجـــال
ومـهـيـن للـنـفـس العـزيـزة للـذكـر إذا مـا الـتـقـت صــدور الـعــوالــي
وأتى الخبر عمر في المدينة ، فأخذ بردته يجرها ، وجلس وحده يبكي ، وأخذ يضرب رجله بعصا عنده ، ويقول : ذهبوا وتركوني .
فأتى رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، امنع النساء البكاء .
قال : دعهن ، على مثل أبي سليمان فلتبك البواكي .
تـسـعـون مـعـركـة مـرت مـحـجـلـة مـن بـعـد عـشـر بنـان الفـتح يحـصيها
وخـالـد فـي سـبـيـل الله مـشـعـلـهــا وخـالـد فـي سـبـيـل الله مـذكـيـهـــا
مـا نـازل الـفـرس إلا خـاب نـازلـهــم ولا رمـى الـروم إلا طـاش رامــيـهـــا