كانت أنتفاضة الحجارة مفأجأة للقيادة فى أسرائيل
ليس فقط فى توقيتها. ولكن فى أسلوبها القائم على المقاومة الشعبية التى لا تترك للأحتلال
فرصة ذبح الفلسطنيين تحت مبرر العنف. ورأت أمريكا أنه لا حل الا بالمفاوضات
وغضب شامير بشدة وكان فى غاية التطرف والأنغلاق الفكرى وضيق الأفق السياسى
ورغم كل المحاولات لبدء مفاوضات الا أن شامير رفض بشدة وأعتبر مجرد التفاوض أهانة
والعجيب أن من يتباكون الأن على رفض نتنياهو الأنسحاب من محيط المسجد الأقصى
ويتهمون القيادات الفلسطينية بالخيانة لأنها تتفاوض وتستخدم أدوات السياسة التى لا يعرفونها
لم يشهدوا هذه الأيام التى كانت قيادة أسرائيل تعتبر الجلوس مع الفلسطنيين مستحيلا
مثلا رجل السياسة الأسرائيلى الشهير أسحاق رابين والذى تولى حقائب الدفاع والداخلية ثم رئاسة الوزراء كان يقول فى الثمانينات
مستحيل أن اجلس مع منظمة التحرير الفلسطينية فى أى مكان فى العالم
ولكن شامير أنتهى فى 1992 . وبوفاته أنتهت حقبة الصهيونية تماما
لقد أدرك الجميع فى أسرائيل من أقصى اليمين الى أقصى اليسار أن المشروع الصهيونى
بشكله النظرى مستحيل عمليا ولابد من التغيير. وبالفعل وصل الى الحكم أسحاق رابين
زعيم حزب العمل . والذى كان يؤكد ضرورة أنهاء القضية الفلسطينية.
متابع قريبا بأ ذن الله