ماذا فعل الرب بآدم وحواء والحية, بعدما وقعت الجريمة؟
13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». 16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».
اذا من وجهة نظر الكتاب المقدس ان الرب عاقب الأطراف الثلاثة : الحية وحواء وآدم .والعقاب هو اللعن.
فلعن الحية من بين سائر البهائم والدواب وجعلها تزحف على التراب وتأكله وجعل العداوة شديدة بينها وبين بني البشر.
يقول انطونيوس فكري في تفسيره ليعلل لعن الحية :( واللعنة موجهة للحية كأداة أعثر بها الشيطان الآخرين. والله بهذا يشرح لنا أن عقوبة من يعثر الأخرين كبيرة. والله هنا يستخدم الحية كوسيلة شرح كما لعن المسيح التينة!!!!!!!!!!!!!!!!!. الله يعاقب الحية لأنها كانت الأداة في الخطية، هكذا الجسد لأنه أداة الخطية لابد وان يعاقب مع النفس يوم الدينونة. وهذه الفكرة نجدها أيضاً في عقوبة الثور الذي ينطح إنساناً فيقتله، كان لابد من قتل الثور (خر29،28:21).
هناك إحتمال بأن الحية كان لها قبل اللعنة أرجل تمشي عليها وترفع نفسها عن الأرض !!!!!!!!!!!! لا تعليق.
فأول اللعنات التى ذكرها الكتاب المقدس كانت عقوبة من الله وحكما من الله صدر من فمه :
فنتيجة للخطية الاولى حكم الله على الحية وعلى الأرض باللعنة : فقال للحية ( ملعونة انت .. على بطنك تسعين وترابا تاكلين كل ايام حياتك) ( تك 3 : 14 )
ونقول ان الله لم يلعن في الإسلام إلا المكلفين من الكفار , فلما كانت الحيوانات والجمادات غير مكلفه فلم يلعنها الله .
وجعل الرب عقوبة حواء في الحمل والولادة وفي الآم الحيض , فهل هذا معناه انه لو لم يعاقبها لما اصيبت بالآلام والأوجاع عند الحمل والولادة؟
ومن اغرب التفاسير التي قالها انطونيوس فكري في هذا النص : (وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ) فيقول :( إلي رجلك يكون إشتياقك: الرجل هنا يشير للمسيح والمرأة تشير للكنيسة وهي تشتاق له) بالله عليكم اين يمكن ان نجد نصا يردنا الى هذا التفسير ؟ او انها ايضا رموز؟
والغريب ان ادم لم يلعن من الرب بل لعن بسببه الأرض: (، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ)
ولعن الارض ينكر عند المسلمين ,لأن اللعن لا يصيب الله به الا الكافرين المكلفين, والأرض غير مكلفة.
وايضا نجد في هذا النص(17وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ) اهانة للمرأة , أليس هي السبب كما يزعم الكتاب المقدس في الخطيئة لأنها هي التي اغوت آدم ؟ بينما لا نجد في القران الكريم أي ذكر لحواء فيما يتعلق بهذا الموضوع.
دعونا هنا نقف قليلا لنتعرف على الخطيئة الاصلية التي ينسبها النصارى الى ادم عليه السلام وذلك لأكله من الشجرة والتي بسببها طرد من الجنة ولعن الارض واضطر الرب الى التجسد ليكفر الخطأ هذا الذي وقع فيه ابونا آدم عليه السلام.
فمعنى السقوط عند المسيحيين: الوقوع في الخطيئة نتيجة لأكل ادم من الشجرة المحرمة .
والخطيئة تعني لغويا : الذنب, ويقال للفرد الذي أخطأ : حاد عن طريق الصواب, ولقد جاءت كلمة الخطيئة في الكتاب المقدس بمثل بعض هذه المعاني اللغوية, كما ورد في رومية 2/23:( 23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،)
وتعني العدم كما في إرميا 2: 5(5هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَاذَا وَجَدَ فِيَّ آبَاؤُكُمْ مِنْ جَوْرٍ حَتَّى ابْتَعَدُوا عَنِّي وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ وَصَارُوا بَاطِلاً؟).
وتعني الخيانة : (13فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِي بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ. وَأَيْضًا لأَجْلِ طَلَبِهِ إِلَى الْجَانِّ لِلسُّؤَالِ،) اخبار الايام الأول الإصحاح العاشر.
وغيرها من المعاني .



يتبع ان شاء الله نكمل في مفهوم الخطيئة الأصلية بشكل مختصر بما يتناسب مع الخواطر ولن اتوسع فيها لأنها غطيت في مقالات كثيره