والحقيقة أن تصحيح القرآن الكريم لهذه الواقعة لم يتماشى فقط مع المنطق
ولم يصحح فقط صورة نبي الله موسى عليه السلام الذي لم يتخلى عن دينه وقومه في محنتهم
ولكنه صحح أيضا ما هو أهم وهو صفات الله سبحانه وتعالى التي شوهها الكتاب المقدس ....

1- صحح فكرة سوء اختيار الله لأنبيائه:

والكتاب المقدس مليء بحكايات الأنبياء الزناة و المخادعين والمشركين والكاذبين والقتلة
والرسول عنوان مرسله
فكيف يختارالله هؤلاء الذين فاقت خطاياهم خطايا البشر العاديين ليحملوا رسالته لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور؟؟
وهل موسى الذي يصوره الكتاب المقدس والذي أعجبته الإقامة في مدين بعد أن قتل إنسانا متعمدا بغدر وخسة- يأكل ويشرب ويتزوج ناسيا قومه ونصرة دين الله ولا يعرف حتى اسم إله آبائه - هل هذا أهل لأن يكون رسولا لله
فهذه إساءة مباشرة لله عز وجل صححها القرآن موضحا أنه كان عائدا إلى مصر ... إلى قومه الموحدون بالله...إلى نصرة دين الله
وهو لم يكن قاتلا خسيسا ولا جبانا حتى ينسحب إلى حياته الخاصة غير مبالي بشيء

والله لا يعطي شرف الرسالة والنبوة إلا لمن يستحقه قلبا وعملا

وكما بدأ تكليف سيدنا محمد بالرسالة وهو يتعبد الله في غار حراء فأيضا تم تكليف موسى عليه السلام بالرسالة وهو ذاهب في سبيل الله شجاعا وهو لا يعلم ماذا ينتظره بالتحديد في مصر