و نتابع الآيات القرآنية العظيمة
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
لقمان 13
فلا شك أن أسوأ طريقة للجحود بنعمة الله هى الشرك بالله
فالله عز و جل يخلق الإنسان و لم يك شيئا
و ينعم عليه بما لا يحصى و لا يعد من النعم
فبدلا من أن يشكر الإنسان الإله صاحب الفضل و النعمة
تجده ينكر وجود الله
أو يتوجه بالعبادة لصنم أو لبقرة أو للنار أو للشمس أو القمر
أو ينسب لله الولد و يعبد إنسانا مع الله
فلا شك أن الشرك لظلم عظيم
قد يتساءل أحدنا
أيهما خير نصرانى أو يهودى على خلق أم مسلم سارق زان ؟
و هل من العدل أن يخلد الأول فى النار و يكون للثانى أمل فى دخول الجنة ؟
فنرد بقول الله تعالى
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
يخلقه الله و يعطيه من النعم ما لا يحصى و لا يعد
فيعبد غيره و يشكر غيره و يجعل لله ندا
ظلم عظيم عاقبته النار
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا و نستغفرك لما لا نعلمه
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات