ثانيا : من وجة النظر الإسلامية
قال رسول الله
( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ، عصم من الدجال)
الراوي: أبو الدرداء المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 809
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وفي جزء من حديث آخر طويل يقول
(فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف)
الراوي: النواس بن سمعان الكلابي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2937
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إذن ففي الحديث الأول فإن فواتح سورة الكهف لنا نحن المسلمين لتعصمنا من فتنة الدجال
وفي الحديث الثاني فإنها موجهة للدجال لمواجهته بها ( للإنذار أو إقامة الحجة )
فماذا في فواتح سورة الكهف ليكون لنا فيها عصمة من فتنة الدجال وتكون سلاحا لمواجهة الدجال ؟؟
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْـزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا)
من تفسير ابن كثير : ولهذا حمد نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه فإنه أعظم نعمة أنعمها الله على أهل الأرض إذ أخرجهم به من الظلمات إلى النور حيث جعله كتابا مستقيما لا اعوجاج فيه ولا زيغ بل يهدي إلى صراط مستقيم واضحا بينا جليا نذيرا للكافرين بشيرا للمؤمنين ولهذا قال " ولم يجعل له عوجا " أي لم يجعل فيه اعوجاجا ولا زيغا ولا ميلا بل جعله معتدلا مستقيما .
إذن فهذا أول توجيه : فكتاب الله فيه عصمتنا من الذلل وهو سلاحنا وهو لذلك النعمة التي تستوجب الحمد
ثم على من أنزل الله الكتاب : على عبده ، والعبودية الحقة لله هي أرقى مرتبة يمكن أن يصل إليها إنسان ،
فهو قدوتنا في ذلك
فمن قال لنا نحن أبناء الله وأحباءه نقول له : بل نحن عباد الله وعبيده ، نرجو رحمته وحبه ورضاه ونخشى عذابه
(ولم يجعل له عوجا) :
ويقول الشيخ الشعراوي : "الاعوجاج . أن يأخذ الشيء امتدادا منحنيا ملتويا . أما الاستقامة فهي الامتداد في نفس الاتجاه لا يميل يمينا او شمالا"
ومعنى ذلك أن القرآن مستقيم في ذاته غيرقابل للاعوجاج في امتداده
ألا يذكرنا هذا بالكتب السابقة التي كانت مستقيمة ثم أصابها الاعوجاج والانحراف
ومالت عن الحق ؟؟؟
(قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا)
تفسير ابن كثير :"ولهذا قال قيما أي مستقيما لينذر بأسا شديدا من لدنه أي لمن خالفه وكذبه ولم يؤمن به ينذره بأسا شديدا عقوبة عاجلة في الدنيا وآجلة في الآخرة من لدنه أي من عند الله الذي لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد " ويبشر المؤمنين " أي بهذا القرآن الذين صدقوا إيمانهم بالعمل الصالح أن لهم أجرا حسنا أي مثوبة عند الله جميلة ."
ويقول الشيخ الشعراوي :" ومن معاني القيم. المهيمن على ما دونه. .... فالقرآن-إذن- لا عوج فيه ، وهو أيضا مهيمن على الكتب السابقة وله الوصاية عليها كما قال تعالى : (وَأَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) المائدة-48"
وهنا نلمح توجيه آخر بأن القرآن ليس فقط مستقيما لا عوج له ولكنه أيضا مهيمن على الكتب السابقة ، فما وافقه فهو الحق ، وما خالفه فهو الضلال
وبعدها جاء الإنذار بالبأس الشديد لمن خالفه والتبشير للمؤمنين بالأجر الحسن
والإنذار هنا عام غير محدد لمن بالتحديد ......
ونستكمل تأمل الآيات الكريمة لنستخلص كيف ستعصمنا من فتنة الدجال وكيف سنواجهه بها
( وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا )
هنا الإنذار محدد جدا
إنهم هؤلاء الذين قالوا أن لله ولد
زال كل شك وأصبحت الأمور واضحة
إنهم أهل الكتاب وخاصة النصارى
وإليكم تفسير الشيخ الشعراوي
إنها قمة المعاصي أن جعلوا لله ولدا
ويقول رسول الله
ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال
الراوي: هشام بن عامر الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5588
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فهو قمة الفتن وأكبرها
أعاذنا الله وأياكم منها
سبحان الله يذكر كتابهم المقدس أن ضد المسيح (المسيح الدجال) يخرج منهم
ثم يأتي القرآن الكريم ليشير إليهم بقوة ووضوح في آيات أخبرنا نبينا أنها عصمتنا وسلاحنا ضد الدجال
فهل بعد ذلك شك ؟؟؟
وهل يقول غيرهم الآن أن الله سينزل متجسدا إلى الأرض في المجئ الثاني للمسيح ؟؟؟
ولازالت الآيات القادمة تؤدي بنا لنفس الاتجاه .........
( مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا ) الكهف-5
وكما قال الشيخ الشعراوي فهذه القضية التي ادعوها ليس لهم بها علم ذاتي من أنفسهم ولا من آبائهم
ونحن عندما نحاور النصارى نقول لهم : من أين أتيتم بفكرة ألوهية المسيح ؟
فليس لهم سند من كتابهم ولا علم يقيني اختبروه وسمعوه بأنفسهم ولا الذين رأوا المسيح وتتلمذوا عليه قالوا هذا ولا علم تاريخي موثق ولا علم منطقي ولا شيء ... مجرد اتباع للظن
وهذا هو سلاح آخر يخبرنا المولى سبحانه وتعالى بإشهاره في وجه المسيح الدجال :
من أين أتيت بفكرة ألوهية المسيح حتى تدعي أنك المسيح الإله أو ابن الإله ؟؟
وكيف يمكنك أن تقول أن الإله يمكن أن يتجسد في إنسان ؟؟
كبرت كلمة تخرج من فاهك وأفواه أتباعك الذين يؤمنون بألوهية المسيح الدجال
ولهذا فالحرب الفكرية ضد المسيح الدجال تبدأ من الحرب الفكرية ضد ألوهية المسيح
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات