صياغة وضعك للآية ومقابلتها بالحديث أمر خاطئ جلي ومحاولة لخلق تعارض سنعتبره غير مقصود منك أو أنه سؤال من أستاذك المسيحي!
هذا السؤال به خلط بين الآية الكريمة ومقابلتها بالحديث الشريف وهما مختلفين في المقصد
بالنسبة للآية:
قال تعالى: " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) "(الكهف).
يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد للناس: هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " هذا من باب التهديد والوعيد الشديد؛ ولهذا قال: " إِنَّا أَعْتَدْنَا " أي: أرصدنا " لِلظَّالِمِينَ " وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه " نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا " أي: سورها. ( راجع ابن كثير لاستكمال تفسير الآية).
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم في الآية الكريمة يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وهم لهم الحرية في الإيمان وعبادة الله أو البقاء على الكفر وقد أعد الله لهم الله العذاب الشديد..
فالآية تعني الدعوة إلى عبادة الله وحده وترك الخيار لهذا المدعو بين الإسلام أو عدم قبول الإسلام.
أما الحديث:
فهو أمر آخر ويتناول حد الردة للمسلم المجاهر بعداءه وحربه على الإسلام .
اقتباسإن الإسلام يقرر حرية اختيار الدين ، فالإسلام لا يكره أحداً على أن يعتنق أى دين يقول الله تعالى (لا إكراه فى الدين ).
غاية ما هنالك أن الإسلام لا يقبل الشرك بالله ولا يقبل عبادة غير الله وهذا من صلب حقيقة الإسلام باعتبار كونه دين من عند الله جل وعلا ، ومع ذلك يقبل النصارى واليهود ولا يقاتلهم على ما هم عليه ولكن يدعوهم إلى الإسلام. كما أن الإسلام لا يبيح الخروج لمن دخل فى دين الله لا يكلف أحداً أن يجهر بنصرة الإسلام ، ولكنه لا يقبل من أحدٍ أن يخذل الإسلام ، والذى يرتد عن الإسلام ويجهر بذلك فإنه يكون عدوًّا للإسلام والمسلمين ويعلن حرباً على الإسلام والمسلمين ولا عجب أن يفرض الإسلام قتل المرتد ، فإن كل نظام فى العالم حتى الذى لا ينتمى لأى دين تنص قوانينه أن الخارج عن النظام العام له عقوبة القتل لا غير فيما يسمونه بالخيانة العظمى.
وهذا الذى يرتد عن الإسلام فى معالنة وجهر بارتداده ، إنما يعلن بهذا حرباً على الإسلام ويرفع راية الضلال ويدعو إليها المنفلتين من غير أهل الإسلام وهو بهذا محارب للمسلمين يؤخذ بما يؤخذ به المحاربون لدين الله.
والمجتمع المسلم يقوم أول ما يقوم على العقيدة والإيمان. فالعقيدة أساس هويته ومحور حياته وروح وجوده ، ولهذا لا يسمح لأحد أن ينال من هذا الأساس أو يمس هذه الهوية. ومن هنا كانت الردة المعلنة كبرى الجرائم فى نظر الإسلام لأنها خطر على شخصية المجتمع وكيانه المعنوى ، وخطرعلى الضرورة الأولى من الضرورات الخمس " الدين والنفس والنسل والعقل والمال ".
والإسلام لا يقبل أن يكون الدين ألعوبة يُدخل فيه اليوم ويُخرج منه غداً على طريقة بعض اليهود الذين قالوا: (آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ) .وعن شبهة حد الردة التي يرددها المسيحي الذي لا يعلم شيئاً عن كتابه راجع بدقة الموضوع التالي:
http://www.ebnmaryam.com/vb/t64254.html
أما عن حكم تهنئة الكافر فراجع الفتوى التالية
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId
والله أعلم
المفضلات