المشاركة السياسية
المشاركة السياسية الحقيقية هي المشاركة في نظام سياسي ديمقراطي مفتوح تحكمه قوانين ويحتكم مباشرة لنتائج الاقتراع دون تدليس أو تزوير ويتصدى الفائز لتسيير الشأن العام في إطار صلاحيات حقيقية ويعمل على تطبيق برنامجه الذي دافع عنه أمام الشعب، ويكون مستعدا للمحاسبة في نهاية ولاية الانتداب. والسائد الآن في العالم العربي هو نظام مستبد مطلق ومغلق يستحوذ على السلطة والثروة والذي ومن فرط فضائح استبداد بعضه فكر في ديكور ديمقراطي يلهي به الشعب ويعمد من خلاله على ترويض مجموعة من المعارضين المنخدعين أو أصحاب مصالح ومآرب آنية، أو إدماج تيارات، ومنها التيار الإسلامي أساسا، ضمن اللعبة الملهاة بهدف تذويبهم في هوامش النظام القائم. لقد أساء في نظرنا دخول الحركة الإسلامية لهذه اللعبة للمشروع الإسلامي وكذلك للتعبئة الشعبية المناهضة للاستبداد بما غلفه من وهم التغيير لسنوات قبل أن تنفض الجماهير أيديها من هذا الديكور الهجين. لقد أحدث الإدماج السياسي للإسلاميين رجات وتصدعات في قواعد المدمجين، كما مكن الأنظمة المستبدة من توظيف بعض أبناء الحركة الإسلامية ومن كان يدور في محيطها في البنية السياسية لهذه الأنظمة وأفادت من خبرتها في مزيد من التمويه غير المباشر على الأمة في مجالات مختلفة ومنها المجال الديني في حد ذاته!
ويحاول بعض الإسلاميين القياس على التجربة التركية وهو قياس فاسد لأن النظام السياسي التركي نظام برلماني رئاسي ديمقراطي حقيقي خاضع للقانون والدستور. والعسكر عندما يريد أن يقلب الطاولة فإنه إما ينفذ ذلك عبر بوابة القانون الدستوري أو يلجأ إلى الانقلاب العلني الواضح. أما في البلاد العربية فإنه لا ديمقراطية هناك وأصلا الطاولة مقلوبة على الشعب وعلى نخبه من الأساس!
قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الحسن (محجة القرب، العراقي عن معقل بن يسار المزني):
"لا يلبث الجور بعدي إلا قليلا حتى يطلع فكلما جاء من الجور شيء ذهب من العدل مثله حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره ثم يأتي الله تبارك وتعالى بالعدل فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره" .
المفضلات