عنوان مقالها - ويل لأمّة تمشيخ طبيبها و"تدكتر" شيخها
بقلم/ د. وفاء سلطان* ..

وكان هذا المقال في معرض ردها على أحد الدكاترة الذين علقوا على بعض أفكارها وناقشوها .. وقد حاول فيها الدكتور المسلم أن تكون مناقشته علمية ما استطاع ظنا منه أنها فعلا تستجيب للروح

العلمية والموضوعية بحياد وتنصاع لها .. فكان مقالها هذا ردها اللاذع عليه والذي دمر كل ما بناه من مثل هذه الفروض .. ولم يترك لنا مجالا لأدنى ثقب إبرة من إحسان الظن بموضوعيتها أو بحيادها

كما تصور للمخدوعين.


----------



مقدمة

لعلك إن أردت أن تلخص قصة أي معتد سفيه يتجرأ على مهاجمة المقدسات بقصد التسخيف والصد عنها بزعم الموضوعية والعلمية ومواجهة ونقد الذات
أو إن أردت أن تضع عنوانا مختصرا لهذا السرد المتكرر يغنيك عن إطالة الردود على مثل هذه السيناريوهات المستنسخة
بما تطيب به ثائرة عاطفتك .. ويشعرك بأنك قد نلت ثأر مقدساتك وتراثك

ستضع هذا العنوان المعبر ثم تنصرف:
"صرصار جديد في مجاري الكفر"

ثم تلحقه بفقرة توضيحية قصيرة:
"لا عليك إن علا صفيره فقريبا سيسحقه نعل قاس غليظ
أو مبيد تافه لا ثمن له ..
أو قد تتكفل به نجاسات مجاريه فتذهب به حيث ذهب سابقوه .. "

ما أسهل ذلك!
والكل يقدر عليه.


لكن ذلك.. لا يعدو أن يكون استجابة متسرعة من جهاز المناعة لفيروس يتسلل في شكل صديق موضوعي .. يقصد نفعك.. وهي أيضا استجابة لا تفي بالغرض.
إذ أنه لا تبدأ الشكوى من أمراض الفيروسات المخادعة إلا في مراحل متقدمة من ظهور الأعراض والألم والتدمير.


فلا إذا بد إذا من إعمال التحليل الدقيق والفحص الدوري والوقاية والمتابعة
حتى يكتشف هذا الفيروس مبكرا والذي رغم مكره وبراعة تسلله فإنه فيروس ضعيف تافه يحترق تلقائيا بمجرد تسليط الضوء الباهر عليه.


فلنبدأ إذا



إن أردت أخي أن تطلع بنفسك على المقال وردود الأساتذة عليه قبل أن تشرع في القراءة فإليك الرابط
http://www.ebnmaryam.com/vb/t13262.html


-------------------




أصل الحكاية


من المعلوم أن الأفعى من الزواحف التي تلجأها الضرورة البيولوجية لتغيير جلدها ..
ويتبقى رغم ذلك مزق من الجلد المسلوخ حول عينيها وفمها .. لفترة
مما يرغمها على الاحتكاك بالأسطح الخشنة وتكرار التمرغ أملا في التخلص مما يسببه لها من ألم
رغم ما تسببه لها تلك العملية نفسها من ألم .. إلا أنها لا تجد عنها بديلا.


وفي المعامل العلمية والمحميات الخاصة إذا لم تفلح الأفعى بنفسها في ذلك يتحتم التدخل الآدمي لإزالة بقايا الجلد المسلوخ يدويا حول العينين والفم ..





نعم..
ليس سهلا على المنسلخة وفاء سلطان أن تتحرر من كابوس التمزق والألم إثر الانسلاخ البيولوجي المشئوم
قد يطفو ذلك في صور ساذجة مثيرة للشفقة أحيانا .. ومضحكة في الأغلب .. إلا إنها متناقضة على الدوام.


فهي بدورها تتقمص دور العالم الذي يقف إلى جانبنا بزيه الأبيض ويأمرنا في فورة سعار محموم بضرورة الاستمرار والانقلاب على الأصول ونقض العقائد .. مكتسية ثوب العلم الأبيض المعبود.


------------------------------------



فالتصنيف والقولبة المسبقة في قوالب ذات مراحل خمسة .. هو بمثابة تسلط علمي
و إدانة مسبقة.. تستخزي المخالف .. رغبة في تسليم مسبق وتبعية مستأنسة .. وإن خالف البديهيات.

ولأنه قد ثبت بالتجربة أن مثل هذا الفكر المتسلط ينجح دائما في ألغاء منطقية ردود الأفعال ..
ويأسر أدوات العقل الاستدلالية .. خاصة إن اكتسى هذا التسلط بالأغراض العلمية المقدسة المنزهة.


ولإن فن الإجهاض مصرح به في الفردوس الأمريكي المنشود .. فلا مانع إذا من اعتماد إجهاض أفكار المحاور بتهمة استباقية معدة بظاهر علمي محبوك.
والتهمة الاستباقية كالضربة الاستباقية تماما .. فكر سياسي أمريكي المنشأ حلو ورقيق النتائج.



إذا فاعتماد هذا الأسلوب المتسلط رغم إدانته المسبقة من قِبل وفاء سلطان .. مخاطرة لم تستدع منها حياء الوقوع في التناقض المستقبح.




-----------------------------


فكر الدكتورة إذا ليس مبتور الصلة عن قواعد الحوار الفكري الغربي الحديث ..
بل أكثر المحاورين على الشاطئ الآخر يستخدمون نفس التكتيك المتسلط ..

فقوالب الإسقاط معدة مسبقا.. والإبهار العلمي أفخر صناعات هوليود ..
وقليل من الديكور المحترف البارع المبهر.. والدعاية الملحة المنظمة .. مع إسدال ستار كثيف على الحقائق والتاريخ.
سيفي بالغرض ويسحر العقول ويسلم القلوب ويأتي بالأعداد مساقين منساقين..




بشرط إغراق صالة العرض في الظلام الدامس .. والتأكد من أن المشاهد أقصد المحاور أو القارئ قد أطفأ بنفسه أنوار دفاعاته المنطقية وفغر فاهه مشدوها
كشرط لحصوله على دفعة اللذة السلبية مجهولة المصدر تلك التي يزحف إليها المتعطشون ولو تعروا من الزمان والمكان .. وعبروا لها المحيط.
تلك التي تصب في رأسه وأنحائه من عينيه وأذنه من قِبل مصدر النور الأوحد من شاشة العرض الساحرة.

العروض الأمريكية لا تدار إلا في الصالات شديدة الإظلام ..كاحد مصادر التخييل النفسي في صورته الهوليودية
فهل نحن من اخترع السينما والإبهار .. ؟

أجاب الجميع: إنّها قوة السلطة التي يمثلها عالم يقف إلى جانبنا بزيّه الأبيض ويأمرنا بضرورة الاستمرار.
رغم افتقارها الى وجود سلطة اخلاقية تهذبها، كما كان ولم يزل دعاة الانفلات والانقلاب على الأصول!





إذا انقلبت خنفساء على ظهرها وفشلت في الاعتدال وتعايشت مع هذا الوضع المزري الفاضح .. وظلت تزعم أنها هكذا أفضل وأنعم
فلا يقول عاقل بأنه على البشر حينئذ أن يتمثلوها.




لأن المنقلب مشوه منتكس .. يسعى في تعميم هذه التشويه العقلي على التاريخ والجغرافيا والدين والمثل والتراث والمقدسات.




---------------------------------


دورة حياة وفاء سلطان

لقد وصفت الدكتورة بدقة في نظرية المراحل .. كل المراحل التي مرت بها هي نفسها حتى بلغت هذه الغربة الفكرية مدفوعة الثمن التي وصلت إليها.
وحتى في اقتباس ردود الأفعال الحيوانية كانت صادقة مع تجربتها الذاتية .

لكنها رغم ذلك جانبت الأمانة العلمية في أغفال بعض المراحل الأخرى



المرحلة الأولى وترتيبها المنطقي قبل مرحلة الصدمة ..


هي مرحلة الاصطدام ..
والتي نقصد بها الاصطدام بتجربة شخصية مخزية أشعلت شرارة الرغبة الذاتية لديها في التعري والانسلاخ من كل ما سبق.



ورغم أننا لا نملك عليها دليل محايد .. لكننا نبني على إشارات مروية عن قصد.

مثل
"جرّب أن تدخل إلى عيادة أي طبيب مختص بالأمراض النسائية في أكثر الأحياء الشعبيّة تعصبا وانغلاقا في مدينة حلب السوريّة، وسجل بأمانة طبيّة مشاهداتك ثمّ تعرف من خلالها على أخلاقكم! "
"لن أخوض في تجربتي الشخصيّة كطبيبة هناك الآن لأنني سأفرد لها بحثا خاصا لاحقا"
هذا من كلامها في المقال .. ولا نزعم أن هذا التلميح العارض هو كل أبعاد التجربة .. لكنه يدل عليه ويشير لاتجاهه


وبالنظر الأولي العارض سيتضح فيها خطأ منهجي بالغ السوء.
وهو أن يعمم تجربة ما شخصية أو محدودة على أخلاق الشرق كله وعقيدته.

وهي في ذاتها انتقائية لا تقل خسة عن خسة من يستجلب الأفلام الروسية الرديئة ثم ينتشي مزهوا بجهله وهو ينسب الرداءة لكل الثقافة الروسية.


سيدتي:
هذا انتقائك ..
وعلميا فكل شخص ينتقي ما يناسب ميوله وصفاته



---------------------------


وعلميا أيضا .. لا يمكن فصل الصفات الشخصية عما يصدر عنها من أحكام وتصورات وتعبيرات.
فكل إنسان ينظر عبر مرآته وإن كانت أحادية .. فيختلط في تصوره وأحكامه ما تعكسه صفاته..



فالشخص كثير الكذب يتهم الجميع بالكذب ولا يصدق أحدا ويتهم الجميع به
والشخص كثير الفجر والفسوق يتهم الجميع به و لا يثق أو يأمن لرجل أو امرأة


وهكذا ..
وفي ضوء هذه الحقيقة يمكننا فهم التكرار المبالغ فيه والتعبير عن الأخلاق الرذيلة في الشرق ..
والإلحاح في تثبيت هذه الصورة كنمط ثابت.. في كتابات وفاء سلطان






----------------------------



مرحلة الشبك

هي المرحلة الأخرى التي تم إغفالها والتي تعتبر المرحلة الأخيرة


ونقصد بالشبك
ما يعانيه الكيان النفسي من فوران سعار الألم الناتج عن التجارب الشخصية والرؤية والأخلاق الذاتية ..

فينقلها ذلك إلى الربط والإسقاط والتعميم بين التجربة الشخصية والعقيدة والموروث الثقافي وأخلاق الشرق..
فتعمل مطارقها ومساميرها في الفراغ ظنا منها أنها تدق بذلك ألمها المسعور .. وفورانها الهائج



فتتنقل صاعدة هابطة بين المراحل في توالي وانعكاس متكرر .. ينتج عنه هذا الهذيان الهستيري الملح.



-----------------------------




تعليقات عابرة على الرد المردود:

تقول
"قادته مرحلة الصدمة إلى مرحلة الغضب الذي صبّه دفعة واحدة وبلا هوادة. صبّه عليّ شخصيا وليس على افكاري لأنني، وفي حيّز اللاوعي عنده، مصدر الحقائق التي تشكّك بعقائده."



نلاحظ في الاقتباس السابق بعض التناقضات والإيحاءات المضحكة

- فهي تدين شخصنة الردود.. رغم اعتمادها لعنوان بالغ الشخصنة ".. ويل لأمّة تمشيخ طبيبها و"تدكتر" شيخها " لمجرد أن من تولى الرد كان دكتور طبيب .. .

- ثم تسرب لذهن القارئ إيحاءا من طرف خفي بأنها "مصدر الحقائق" .. رغم أنها تطلب عدم التعرض لشخصها .. ولا ندري كيف يكون هذا والمصادر دائما موضع بحث وفحص .. وانتقاد وتعرية.



"مصدر الحقائق" .. هكذا الحقائق ب"الـ" التعريف .. كأنه صفير في الظلام .. بسذاجة مضحكة


يذكرني هذا بلازمة:
"أنا اجدع من عتريس ... أنا اجدع من عتريس" والتي كانت يرددها شخصية الأبله في رواية شيئ من الخوف
أما عتريس هذا .. فقد كان هو شخصية البطل المهاب في أحداث الرواية.




إنه تأسيس لنوع من السلطة التي تشوه العقول وتأسرها عن حرية عمل أدواتها المنطقية..
إذ إنها تتقمص دور العالم الذي يقف إلى جانبنا بزيه الأبيض ويأمرنا في فورة سعار محموم بضرورة الاستمرار والانقلاب على الأصول ونقض العقائد .. متسربلة بثوب العلم الأبيض المعبود.




إن كل ما أرادت وفاء سلطان أن نفهمه من تجربة ستانلي ميلغرام تريد تطبيقه ولكن ... بشكل استبدالي فقط ..
فربما هي قد طمعت في رتبة المتسلط الطاغي ..



"مصدر الحقائق" ..
نعم .. من المعروف علميّا إنّ أكثر المتبجّحين بقدراتهم وصفاتهم هم أقلّهم مطابقة للحقائق. هذه حقيقة تعلمها وفاء سلطان وسبق أن طبقتها بمغالطة تركيبية بالغة الفحش
وعلى هذا يكون هوس وفاء سلطان بتكرار إيحائاتها بأنه مصدر الحقائق والأخلاق والسمو .. هو آلية اللاوعي الدفاعية لتخفيف حدة القلق الناتج عن يقينها بعكس هذا الادعاء.



----------------------------------------------------------------------


أطوارها الخمسة


هل إذا مرض الطبيب النفسي صارت هلاوسه نظريات وهذيانه علاج علمي يراد له أن يعمم؟!!

من المعلوم أن الطبيب هو أسوء المرضى ..
فهو يحاول التعالي والهرب من وصف مريض .. لأنه يحمل إدانة مباشرة ومستقبحة له ويقدح مباشرة في مؤهلاته وقدراته العلاجية.
وإذا اعترف بالمرض يحاول أن يشخص ويعالج نفسه وإن اختلف التخصص .. والطبيب النفسي أبئسهم في ذلك.
لأنه بوقوعه أسيرا للمرض النفسي تنسحب منه كل صلاحيات التحليل والتشخيص والعلاج
لكن الأدهى في حالة الدكتورة وفاء سلطان أنها قد أخذت خطوات أبعد .. وتريد أن تعمم ما توصلت إليه من علاج وهي تحت سيطرة المرض .


لقد وصفت الدكتورة وفاء سلطان بدقة كل المراحل التي مرت بها بصدق .. بل حتى في اقتباس صور ردود الأفعال الحيوانية كانت صادقة مع تجربتها الذاتية.
لكن اعتمادها لتجربتها الذاتية في إطلاق مصطلح الحقائق العلمية خطأ منهجي ساذج يهدم كل هذا الهراء .. هو نوع من هلاوس ارتفاع حرارة المريض ..
وهو نوع من التعال المضحك لتأسيس لسطلة مطلقة جديدة ذات أمر ونهي .



كما أنها تفترض فرضا ساذجا آخر وبشكل مسبق
فهي تفترض حتمية مرور كل باحث من نفس نفق الغباء السلطاني وبنفس أطواره الخمسة .. رغم أنها الآن في الطور السادس الذي أغفلت ذكره.




لنُعد الآن صياغة بعض الجمل بهدوء .. بعد بتر الهلاوس المرضية والتي تصفها الدكتورة وهي تحت تأثير الحرارة بالحقائق العلمية.

الجهاز العقائدي للإنسان هو بوصلته التي تقوده إلى برّ الأمان.
وهو كأي جهاز في جسم الإنسان يصاب بالميكروبات والفيروسات والأمراض الخفيفة والمعضلة والمزمنة ..
وتختلف العلاجات تبعا لنوع الإصابة وتقدم الحالة.

فمتى اكتشف الانسان من نفسه بعض الأعراض فعليه ككل عاقل أن يباشر العلاج على يد متخصص خبير ..
لكن ماذا نسمى من تشعر ببعض الأعراض فتسحب سكينا وتبتر عضوها كما فعلت وأوصت الدكتورة؟



إذ .. فرفض العلاج أو قصد طبيب غير متخصص أو التأخر بما يكفي لتعريض الحالة للتفاقم .. يدفع المريض للمرور عبر المراحل السلطانية الخمسة.



مرحلة الصدمة لا حقيقية لها
لأن المدرك الثابت المتعلم لا يصدم بهذه الأوهام
أما الغافل المغيب عن فهم الدين الصحيح كوفاء سلطان فهو المرشح لهذه المرحلة
فكم مرت مثل هذه الفضلات الطافية من أمثال هذه الهلاوس الحاقدة بنهر التاريخ الإسلامي وهي تظن أنها ستنجسه للأبد..
فإذاها وقد تلاشت سذاجتها كما سيتلاشى سعار هذا الانسلاخ السلطاني..


أما الرفض والغضب فحتمي طبيعي لكل مخلص كريم غيور على كل نبيل مقدس.
ولا نظن أن وفاء سلطان قد اختبرت هذه الصفات أو مرت بهذه المرحلة.



أما المفاوضة والكآبة والاستسلام .. فهي المنحنى المرضي الضيق الخانق وأعراضه المحمومة الخطرة التي أدت بالدكتورة لمرحلة الشبك السادسة.
وعلى ذلك فهي أدعى للعلاج من أن تصف به غيرها.





"أراد السيّد العمّار أن يذمّني بوصفه لي - الأمريكية أكثر من المحافظين الجدد- دون أن يدري أن عبارته قد أطربت اذني!"

إذ تشتبك فيها تجاربها الشخصية السابقة والحالية .. بماضيها برغباتها .. فتصعد بها وتنزل في المراحل المختلفة بتشابك يسلمها لدوار مفرط اللذة

فهي من فرط إلحاح رغبتها .. تنتشي لمجرد سماع وصفها بأنها أمريكية أكثر من المحافظين فتختلط عليها الأمور ..
فلا تقوى على إخفاء وهج سعادتها من عبارة السيد العمار لتعلن أنها قد أطربت أذنها

ثم تطلق العنان حينئذ لما يتفجر منها وينساب بتأثير سعير هذه النشوة من حمم سائلة وغازيه وصلبة.. كالتي قرأناها بعد هذه الفقرة.. والذي ذروته يتشكل في هذه الفقرة المضحكة:

مولدي في سوريّة هو هدية الله لي، وقراري بأن أكون أمريكيّة هو هديّتي لله.


لا عجب .. فالنسر الأمريكي من آكلات الجيف ..






لكن !!.. كيف لم تقبلي هدية الله لك .. وتأملين أن يقبل منك الجرين كارد!!؟






ثم..

"أرسلني الله مسلمة عربيّة لغاية عنده، وقررت أن أكون أمريكيّة لا دينيّة كي أصل الى غايته!"


نعم .. وهذا أليق بك..
إذ أن العري من الزمان والمكان والتاريخ والإله وكل مقدس نبيل .. شرط عبور بوابات السعير
Go Ahead




كل حضارة لها وعليها .. ونحن نأخذ منه ونستفيد من إيجابياته ولا ننكرها وهذا مقتضى اعتقادنا ..


شعار المادية النفعية الأمريكية
let him do, let him pass
دعه يعمل ويمر .. أي لا تدينه باسم أي قيم أو مثل طالما ننتفع

لأن اجتماعهم في هذا المكان اجتماع مصالح آنية وبيزنس حضاري .. .
لا يبالي بمثل عليا أو أخلاق أو قيم إلا كأحد وسائل التأثير في الجموع وسوقها لتصب راضية في خانة المنفعة.
وهي التي نسميها أخلاق التجار يستجلب بها الزبائن لجلب النفع .. فإن وجد النفع في غيرها أدار ظهره لها وانتقل مستحسنا.


يقول ديل كارنيجي في كتابه كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس
بإمكانك أن تستخدم التهديد لإرغام طفلك على طاعتك .. أو موظفك على تنفيذ أوامرك .. لكن ذلك سيستمر حتى أن تدير لهم ظهرك فقط .. وهي بالطبع طريقة غليظة بالية
لكن إن استطعت أن تخاطب فيهم أمانيهم وأظهرت بها اهتماما وشغفا .. تستطيع حينئذ أن تجعل أحدهم ينطلق إلى حتفه راضيا سعيدا.. للحد الذي يجعل الحانوتي يتأسف ويحزن على موت زبائنه.

الفارق بين الديكتاتورية والديموقراطية فارق ضئيل
الأولى ترغمك .. والثانية توهمك
الأولى تطلب طاعتك بالأمر المباشر ..
والثانية تسكب إرادتها في ذهن الجموع فتوحي وتخيل .. لتعود وتجمعها في صناديق.

ولا لوم عليكي .. فقد فهمتي المعادلة بشكلها الصحيح
إذ أن القيم والأخلاق الأمريكية هي للاستهلاك المحلي النفعي الداخلي .. أما خلف الحدود فليس إلا السحق الحضاري طلبا للتفرد المذل للآخرين.. واستغلال ثروات الأرض واستحمار أصحابها.
لذا .. فضلتي واخترتي أن تكوني حمارا أمريكيا وحشيا مخططا .. على أن تكوني ناقة .. ولو في جنة الشام المبارك.


أما حديثك عن الفردوس الأمريكي والمثل والأخلاق الأمريكية
فلعلك تتحدثين عن أميركا أخرى غير التي يعرفها العالم كله.

تلك التي محت أي أثر للهنود الحمر التي كانت تعدهم المصادر التاريخية بعشرات الملايين.
أو غير التي أسستها عصابات نيويورك الهمجية كأصل الحضارة الأمريكية.
أو غير التي شكلها مطاريد أوروبا ومجرميها
أو غير التي كونتها ثقافة رعاة البقر التي لا تخفى همجيتها وأخلاقها على أحد إلا على المنتشين من غير ممارسة أمثال الدكتورة.
أو غير التي استعبدت الملايين من القارات البعيدة .. يشحنون في السفن كالبهائم والحيوانات.. ويعاملون كالبهائم والحيوانات. قرون طويلة
ولما امتنت عليهم بالحرية .. أسست لنظام استعباد اجتماعي أحقر وأذل .. نظام التفرقة العنصرية البغيض المذل.
والذي ما يزال ماثلا في خلفية الشخصية الأمريكية حتى اليوم
أو غير التي ألقت القنابل الذرية بأثرها البالغ الوحشية حتى اليوم في المدن اليابانية والعالم.
أو غير التي كانت تعلق في فنادقها لافتة ممنوع دخول اليهود والخنازير إلى أن سيطر اليهود على الاقتصاد والإعلام وصناعات السلاح والمال والبنوك.
حينئذ تحولت لأكبر داعم لآلة الإرهاب والبطش الإسرائيلية العمياء قاتلي الأطفال ومغتصبي وباقري بطون النساء.
أو غير التي نقلت إلينا ثقافتها الراقية وحضارتها السامية عبر سجن أبو غريب وجوانتاناموا الحضاري مرهف الحس البالغ الرقة .

أو غير التي تلقي بالمحيط آلاف الأطنان من القمح سنويا حتى لا ينخفض سعره عالميا في الوقت الذي يموت فيه الملايين جوعا يوميا.
أو غير التي تقود سباقا محموما مع الغرب كله في أبحاث الوقود الحيوي المستخرج من المنتجات الزراعية كالقمح والذرة وغيرها من الأساسيات الغذائية التي تشكل العمود الفقري لطعام الجوعى

والعالم الثالث. والتي كانت أحد أسباب اشتعال أسعار السلع في العالم كله لمعدلات غير مسبوقة.
أو غير التي أهلكت وأفسدت بيئة الكوكب كله كأحد أعظم مصادر التلوث المسبب لفساد بيئة الأرض كلها وثقب الأوزون المهدد للحياة على الكوكب ..
ثم ترفض التوقيع على الاتفاقيات الداعية لوجوب الالتزام بمعالجة ذلك وهي أحد أعظم أسبابه.


أو غير أمريكا التي تضغط وترهب المتاجرين من أنحاء العالم لتستورد منهم كل خامات الأرض بأرخص الأسعار ثم تعيد تصدير المصنوعات إليهم بالأثمان الباهظة.
قارن كمثال .. بين سعر برميل البترول وبرميل البيبسي .. مع اعتبار قيمة كل منهما الحضارية.

أو غير أمريكا التي تدعو للديمقراطية وتحتفط لنفسها بحق النقض الفيتو الديكتاتوري كمبدأ ديموقراطي عادل مشرف..
أمريكا التي تغزوا الدول باسم الديمقراطية .. فإذا تم انتخاب أي اتجاه إسلامي .. عملت على إسقاطه بأخس الطرق.

وتمنع منعا باتا محاكمة محاربيها و جنودها بأية تهم حربية أو إنسانية .. وترفض التوقيع على أي اتفاقيات تمثل ذلك.
نكتفي بهذا .. لضيق المجال عن الحصر



تتحدثين في الشرق الإسلامي عن الشوارع غير المهيئة .. والطرقات غير المعبدة .. وضعف الخدمات .. وغش التجار .. وسوء معاملة الحكام وبعض الأخلاق السقيمة التي لا يخلو منها مجتمع.
إن هذا سيدتي لا يسمى إلا بالفساد .. نعم إنه فساد كبير .. لكنه لا يعدو أن يكون فسادا فجا ساذجا بدائيا .. تخطته أميركا منذ زمن طويل ..
وتفرغت بعده لما هو أجل .. تفرغت لوضع النظريات العلمية وجدولة الزمان والمكان لإفساد فطر الأجيال المتتالية وتدمير الكيان الإنساني ..
واستئجار المفسدين من أمثال المفسدين الذين ذكرتهم في الشرق لإنفاذ إرادتها وتثبيت هيمنتها .. مقابل السماح لهم وغض الطرف عن فسادهم وطغيانهم الذي تشتكين أنت منه وتدين به الشرق كله.
سيدتي إن هذه الأنواع من المفاسد العظمى وغيرها .. مفروضة علينا بفيتو أمريكي يدعم هؤلاء الطغاة وأمثالهم ويفرضهم علينا.

ثم وأخطر ما تفرغت له أميركا والغرب هو تزيين الشرور بثوب الحق البراق وفتنة الناس بنعيم إبليس حتى يتلبس كل شيئ في أذهان الجميع ..
للحد الذي تتمرغ فيه طبيبة من الشرق راضية مختارة في فضلات الأمريكان وهي تأسف على ضياع أيامها بعيدة عنها.

نعم سيدتي .. إن الأمريكي إذا دخل الخلاء أبرز الحرير .. غير أن المسلم والعربي يترك ما يتركه البشر.
فهنيئا لكي الحرير الخالص




ثم سقطة أخرى مخزية في إصرارها المعيب على تحميل الإسلام وإدانته بأخطاء ومعاملات أنظمة سياسية وتجارية واجتماعية وثقافية ثبت بشكل قاطع أنها لا تمثل قيمه ولا تعاليمه بل هي على الأرجح

تندرج تحت مناهج الانسحاق والتبعية الحضارية لثقافات غربية وأمريكية. وهي في غالبها من صنعه .. أو على الأقل من دعمه ..
فصدام المذكور آنفا .. أداة أمريكية كانت تدعم ضد الآيات الإيرانية .. تم الانتقام بها ثم الانتقام منها ..
وكذلك كل الفكر الانقلابي المتطرف .. له علاقة بالمخابرات الأمريكية بشكل بالغ الوضوح ولا يخفى إلا على الضائعين في دوار النشوة من غير ممارسة كأمثال الدكتورة.
وهذا مما لا يخفى عن متعلم عادي .. فضلا عمن ينسب نفسه للبحث العلمي-



أما عن خلفاء أمريكا الراشدين فلم يموتوا بقرا بالسكاكين ليس لفرط رقة الناس وسمو أخلاقهم كما تصوره السذاجة المفرطة ..
بل لأنهم فهموا الدرس فجيشوا جيوش الحراسات البالغة التوحش والتجسس والتخابر بأقصى ما يتوصل إليه الإنسان من قدرة وقوة وعلم وبطش وقهر ورقابة داخلية وخارجية ومتداخلة في كل جزئيات

حياة أي كائن يدب على وجه الأرض
أو يطير أو يسبح أو يزحف.

ورغم ذلك لم يخل تاريخهم من اغتيالات سياسية ..

فاغتيال واحد تحت كل ما سبق يساوي مليون اغتيال في البساطة السياسية الماضية.

أما الغاز السام والكرسي الكهربائي وأفران الغاز .. فهل أيضا تراها الدكتورة من شدة دوار نشوتها آلات عزف شرقية؟!!

لا يحرقون بالغاز السام من يختلف معهم من أبناء جلدتهم؟!!
ْفمن إذا أفنى ملايين الهنود من القارة الأمريكية ..ومن أحرق اليابان بالقنابل النووية التي ما زالت تشوهه أطفالهم لليوم

ولا يقلعون اظافر من ينتقدهم. لا يتاجرون بقوت فقرائهم، ولا يسرقون دواء مرضاهم.
فمن إذا الذي قد قلع الأظافر وانتهك الأعراض واغتصب في أبو غريب وجوانتاناموا حديثا.. وفي محاكم التفتيش القديمة وثيقة الصلة بالحضارة الأمريكية قديما.

أي جزء من التاريخ يدعم هذا الفكر الأبله؟!!!