الأقصى بين دعاء المسلمين...وقوات حفظ السلام
اعتدنا أن نسمع فى كل صلاة جمعة الدعاء لتحرير المسجد الأقصى ، واننى أتساءل هل الدعاء يفيد فى حالة المسجد الأقصى ...؟
دعني أقولها عالية مدوية لا ...وألف لا ..............
لماذا....!!؟ لأننا لن نصبح فى يوم ونجد الله –سبحانه وتعالى عما يصفون – قد انزل طيرا أبابيل على الصهاينة ، أو أن نجد فى المساء إعصارا يطيح بدولة إسرائيل ... أو أمواج عارمة مثل تسونامى تزيل الوجود الاسرائيلى من المنطقة العربية ، وبالطبع لن نلقى بإسرائيل فى البحر كما كنا نقول زمااان
أيها المسلمين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عدة حروب (غزوات) انتصر فى بعضها وخسر فى البعض الآخر ، وانه صلى الله عليه وسلم احتجز فى شعاب مكة وصبر على الجوع والبرد وكان صلى الله عليه وسلم يربط على بطنه من شدة الجوع .
فهل كان يدعو لفك الحصار؟ وهل انزل الله كارثة طبيعية على الكفار جعلتهم يفكون الحصار
لا وإنما جاهد صلى الله عليه وسلم حق الجهاد حتى انتصر للإسلام وللمسلمين بالعمل الجاد والمضني والصبر.
الجهاد بالمال
هناك أيضا من المساجد التى تتبنى جمع التبرعات لارسالها الى اخواننا فى فلسطين لتعزيز جهادهم المتواضع والذي لم و لن يؤتى بأية ثمار حتى الآن إمام صلف الترسانة الحربية المدججة بها دولة إسرائيل ، وإنما مصير تلك الأموال يذهب الى حسابات القادة الفلسطينيين الخاصة فى بنوك سويسرا وأمريكا
السادة الأعزاء ان العقل البشرى الذى حبانا الله به واختص الانسان به لابد من استخدامه ومن العقل ما يسمى بالذكاء والدهاء والحيلة والمفاوضات الجادة والمثمرة .
وانا ناشد المسلمين من هذا المنبر الحر بالكف عن الدعاء لتحرير الأقصى لان ذلك يظهرنا بشكل غير صحيح ويظهرنا بمظهر من مظاهر الجاهلية وقلة الحيلة فى حين أن المسلمين هم أول من يتصف بالذكاء والثقافة والحكمة
فليس من المنطقي ان ندعو ونحن متيقنون من عدم الإجابة، ذلك لان من أهم شروط قبول الدعاء هو التقين من الإجابة والتيقن من ان الله سبحانه وتعالى سوف يستجيب للدعاء
وفى حالة الأقصى اتحدي ان يكون ممن على يقين من ان الله سبحانه وتعالى سوف يستجيب ويرسل طيرا أبابيل على إسرائيل او يرسل عليها حاصبا او كارثة طبيعية ....!!!
كفى هراء ودعونا نعمل بجد
الأمم المتحدة ودورها فى العصر الحديث
ألان حان الوقت لنتكلم بجدية ، ان الدعاء - كما اتفقنا - لم ولن ينفع وان الجهاد بالأموال سوف تذهب الى حسابات خاصة بالقادة ، حيث إن الحرب ضد إسرائيل بواسطة الميليشيات أو الأطفال أو الجماعات أيضا لم ولن تفلح نظرا للقدرة العسكرية الهائلة التى تمتلكها الدولة الإسرائيلية فضلا عن مساعدة الولايات المتحدة لها فى العمليات الحربية ضد الغير.
لذلك يجب علينا استخدام الأدوات المتاحة لنا والتمسك بتلك الأدوات بكل ما أوتينا من قوة
وأنا فى أثناء بحثي فى هذا الموضوع ذهبت الى موقع الأمم المتحدة، ووجدت هناك ما يسمى بقوات حفظ السلام وقوات حفظ السلام، هي قوات يتكون أفرادها من مدنيين وغير مدنيين (جنود، شرطة وضباط عسكريين) يسعون للسلام ومساعدة البلدان الواقعة تحت نيران الصراعات والحروب، تميّزوا بقبعاتهم الزرقاء، هذه القوات عالمية لا بلد لها، ينتمي أفرادها لبلدان عديدة من العالم، قوات حفظ السلام هي واحدة من عمليات الأمم المتحدة، إلا أن مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة هو المسئول عن إصدار القرار بنشرها من عدمه، من مهام قوات حفظ السلام العمل على تنفيذ اتفاقيات السلام، تعزيز الديمقراطية، نشر الأمن والاستقرار، تعزيز سيادة القانون، العمل على دفع عجلة التنمية والعمل على تحقيق حقوق الإنسان .
ومن هنا جاءت الوسيلة التى يجب علينا استخدامها وهى قوات حفظ السلام
إن المسجد الأقصى ليس مسجدا فلسطينيا ، وإنما هو رمز ديني لأكثر من ثلاثة مليار مسلم حول العالم وهو فى منطقة نزاع مسلح وتحت وطأة الاحتلال ومن ثم فان كافة شروط استخدام قوات حفظ السلام تجنبه العبث الحاصل من القوات المسلحة الإسرائيلية ويحميه من أية اعتداءات.
دعونا نناشد الرؤساء والملوك والأمراء والسلاطين العرب والجامعة العربية بتبني مشروع قرار يصدر عن مجلس الأمن بوضع مدينة القدس كاملة تحت سيطرة قوات حفظ السلام حتى نحافظ على البقية الباقية من ماء وجهنا كمسلمين أمام الله عز وجل يوم العرض علية .
وادعوا معي بان يوفقنا الله الى استصدار مثل هذا القرار .....آمين