

-
.7 عدم صحة كون تعبير "آبَائِكُمُ الأْوَّلِينَ " المذَكورَ في القرآنِ يُشيرُ إلي أسلاف تطوّريين
مسألة أخرى يُحاول التطوريون المسلمون تَصويرها على أنها دليل على صحة إدّعاءاتِهم و هي تعبيرُ " آبَائِكُمُ الأَْوَّلِينَ "، الذي يَظْهرُ في عِدّة آيات.
طبقاً لتفسيرِهم الخاطئِ، يشيرُ هذا التعبيرِ مباشرة إلى أسلافِ الإنسانِ البدائيِ.
حجتهم الجوهرية بصدد هذا الادعاء هي ورود تعبير " آبَائِكُمُ الأَْوَّلِينَ " في القرآنِ في صيغة الجمعِ .
إثنان مِنْ الآيات موضع السّؤال تنصان على الآتي:
"قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَْوَّلِينَ " (سورة الشعراء ، الآية 26)
"لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأْوَّلِينَ " (سورة الدخان ، الآية 8)
على أية حال، فهذا إدّعاء جائرلأن إستعمالَ الكلمةِ بصيغة الجمعِ شىء مألوف وبالتأكيد لا يُمْكن أنْ يُستَعملَ كقاعدة للتفسيرِ التطوري.
يظهر هذا التعبيرِ في العديد مِنْ الآيات الأخرى، من بينها الآية 133 من سورة البقرة. هنا، تعبير " آبَائِكُمُ الأَْوَّلِينَ " لا يُشير إلى أيّ عملية تطوّرية، بل إلى الأجيالِ السَابِقةِ. بالطّريقة نفسها، التعبير " آبَائِكُمُ الأَْوَّلِينَ " في صيغة الماضي ، يُشيرُ إلى الأجيالِ الماضيةِ. فالتعبير لاَ يَحْتملَ أي معنى تطوّريِ:
"أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون" ( سورة البقرة ، الآية 133)
8. الخطأ الخاص بشكل الخَلْقِ الإنسانيِ
"وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا " (سورة نوح ، الآية 17-18)
يعتبرُ التطوريون المسلمون هذه الآيةِ أساسا حيويا يُمْكِنُ الاستناد إليه لدعم وجههَ نظرهم.
والتعبير "وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا "يُقَدَّمُ كدليل للتطورِ من المواد اللاعضويِة.
على أية حال وكما هو مُشار إليه بشكل واضح في تفسيرِ الآية ، فهذه الآية إنما تظهرُ أن نشأة الإنسان الأولَى كانت مِنْ الأرضِ.
يقدم Hamdi Yazir نفس التفسيرِ: "لتفسير هذه الآية احتمالان . الأول هو أن هذه الآية إشارة إلى أن الله قد خلق آدم من الأرض ثم أتبع ذلك تكاثر الجنس البشري بالشكل الذي نعرفه. والثاني ، هو أن الله قد خلق الجنس البشري جميعه مِنْ الأرضِ ، و ذلك لأن اللهَ يَخْلقُنا مِنْ خلال عملية الإنباتِ ، ومِنْ النباتاتِ ، ومِنْ الأرضِ"63
يفسرOmar Nasuhi Bilmen سورة نوح ، الآيات 17و18: "يأيها الناس ! فليكن في الاعتبار أن الله قد أخرجكم مِنْ الأرضِ كالنبات . بمعنى آخر ، "خَلقَ الله آدم ، أبا البشر، مِنْ الأرضِ ، أَو أن أصل الإنسان - الخلية الأولى - أساسه النباتات وغيرها من المواد الغذائية الأخرى التي تنْمو في باطن الأرضِ. ثم هأنتم - أيها الناس - تنمون وتعِيشون . (ثمّ) يأيها الناس ، يعيدكم الله إلى الأرض مرة أخرى . بمعنى آخر : عندما تَمُوتُون ، سَتَعُودُون إلى الأرضِ وتُصبحون جزءَا من التربةِ. (و) ثمّ يوم القيامة يُخرجُكم الله من القبورِ للحساب . هذه حقائقَ"64
وتعليق الإمامِ الطبري ينص على الآتي: " واللّهُ أنْبَتَكُم مِنَ الأرْض نَباتا يقول: والله أنشأكم من تراب الأرض, فخلقكم منه إنشاء ثُمّ يُعِيدُكُمْ فِيها يقول: ثم يعيدكم في الأرض كما كنتم ترابا فيصيركم كما كنتم من قبل أن يخلقكم ويُخْرِجُكُمْ إخْرَاجا يقول ويخرجكم منها إذا شاء أحياء كما كنتم بشرا من قبل أن يعيدكم فيها, فيصيركم ترابا إخراجا."65
كما رَأينَا مِنْ تفسيراتِ هؤلاء العلماءِ ، فهذه الآيةِ لا يمكن اتخاذها قاعدة للخَلْقِ التطوّريِ.
وما هو أكثر من ذلك، فإن إدّعاء التطورِ اللا عضويِ لَيْسَ لهُ قاعدةُ علميةُ.
وفكرة أن مواد بلا حياة يُمْكِنُ أَنْ تتحد بشكل ما لإنشاء حياةِ ، فكرة غيرعلميةُ و لَمْ تُؤكّدْ بأيّ تجربة أَوحتى بأيّ ملاحظة.
بل على العكس تماماً: فعالم الأحياء الفرنسي لويس باستور (1822-1895) قد بين أنّ الحياةِ لا يُمْكِنُ أَنْ تنشأ إلا مِنْ الحياةِ.
هذا يؤكد على أنّ اللهَ قد خَلقَ كُلّ الكائنات الحية بإرادته جل وعلا.
(لمزيد من التفاصيلِ عن البراهينِ العلميِة ومكرِ التطوريين برجاء مراجعة " خديعِة التطورَ" لهارون يحيى، طه للنشر، لندن، 1999 ، و "الدارونية تدْحضُ" لهارون يحيى، للنشر Goodword ، نيودلهي، 2003)
9. عدم صحة كون القرآنَ يُشيرُ إلى الانتقاءِ الطبيعيِ
أحد إدّعاءاتِ التطورِ الأكثر أساسية أنّه من الممكن اعتبارالانتخابِ الطبيعيِ قوةُ تطوّريةُ.
كما رَأينَا في الفصولِ السابقةِ، الانتخابِ الطبيعيِ إحدى خدع النمو و الارتقاء التي تَزْعمُ حتمية البقاء للأقوى والفناء للأضعف بمرور الوقت.
إلا أن العِلْمَ الحديثَ يؤكد على أنّ الانتخابِ الطبيعيِ لَيْسَ لهُ أي تأثير تطوّري ولا يمكن أن يتسبّب في تَطور نوعِ معين من السلالات أو ظُهُور - نشأة - نوع آخر.
على أية حال، فإن الدارونيين إنما يَختارونَ إهمال هذه الحقائقِ العلميةِ بسبب اهتماماتهم وميولهم الماديةِ، وكذلك التطوريين المسلمينِ. تَدْعمُ بَعْض الدوائرِ الإسلاميةِ هذه النظرة الدارونية العقائدية ، بل ويحاولون كذلك تَزويدها بدلائلِ قرآنية محرفة تفاسيرها لإثبات صحتها .
على سبيل المثال:
"وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" (سورة القصص ، الآيةِ 68)
وتَكْشفُ لنا هذه الآيةِ عن أولئك الذين سيهديهم اللهِ إلى صراطه المستقيم وعن أولئك الأنبياء الذين سَيصطفيهمُ رُسُلا ، وإنه لخطأ عظيم القَول بأن هذه الآيةِ تُشيرُ إلى الانتخابِ الطبيعيِ التطوّريِ.
يُتفقُ علماءُ القرآن بالإجماع على هذا التفسيرِ.
فعلى سبيل المثال، يَعْرضُ الإمامَ الطبري التعليق التالي:" يقول تعالـى ذكره: وَرَبّكَ يا مـحمد يَخْـلُقُ ما يَشاءُ أن يخـلقه, ويَخْتارُ لولايته الـخِيَرة من خـلقه, ومن سبقت له منه السعادة." 66
يَعْرضُ العالمُ الجليلُ Omar Nasuhi Bilmen هذا التفسيرِ:"
في تلك الآياتِ الكريمة ، يبين الله سبحانه وتعالى لعباده العديد من الأمور ، قدرته البديعة على الخلق ، تفضيله واصطفاءه من خلقه من يشاء ، حكمته وقدرته ، وحدانيته ، كريم ثنائه وعظمته ، توجيهه الإلهي ، وأن جميع خلقه سَيجمعونَ للقائه . بمعنى آخر ، لا أحد يقدر أَن يحول دون تَفْضيل واصطفاء اللهِ سبحانه وتعالى - بأي حال من الأحوال - لأي أحد من خلقه . فمهما كانت رغبة عبيده ، دون مشيئته ، فلا فعالية لها . بكُلّ الإحترام المستحق، فالله غير ملزوم بخَلْق ما يفضله ويستحسنه عبيده . فالله لا يُرسلُ أنبياءه تبعا لما يفضله الناس الذين يرسل إليهم هؤلاء الأنبياء أو يرونه مناسبا ، بل تبعا لما يقدره ويختاره هو جل وعلا . فالله وحده يَعْرفُ من خلال أي الوسائل سيعم الخير والرخاء . فالله أحد لا شريك له ، ولايمكن لأي شيء أن يكون دون أن يشاء الله ، ولا يمكن لمشيئة أي أحد من خلقه أن تتعارض مع مشيئته." 67
يُفسرُ Hamdi Yazirالآية كالتّالي:" إلهك يَخْلقُ ويصطفي ما يشاء . بمعنى آخر، فالله يَخْلقُ ما يشاء ويصطفي من خلقه من يشاء . فالله يَفْرضُ علي أولئك الذين يختار واجباتِ معينة كالنبوة وكالشفاعة . وأولئك الذين يصطفي لَيْسَ لهُمْ اختيار في هذه المسألةِ. فهم ليس لهم الحق في اختيار الشركاء أوالشفعاءِ الآخرينِ ماعَدا أولئك الذين يَختارهم الله . " 68
آيةِ أخرى يقدمها التطوريون المسلمون :
"الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأْرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( سورة فاطر ، الآية 1)
يتخذُ مثل هؤلاء المسلمون هذه الآية أعلاه دليلا على النمو و الارتقاء.
على أية حال، فحتى يصلوا بالآية إلى هذا المعنى كان عليهم تحريف و تشويه المعنى الأصلي للآية.
كما أن هذا المعنى الذي يدعونه يَتضاربُ تماما مع العقل والمنطقِ، حيث أن الآية إنما تَتحدّثُ عن خَلْقِ الملائكةِ.
يفسر الإمامُ الطبري الآية كالتّالي:" وقوله: يَزِيدُ فِـي الـخَـلْقِ ما يَشاءُ وذلك زيادته تبـارك وتعالـى فـي خـلق هذا الـملك من الأجنـحة علـى الاَخر ما يشاء, ونقصانه عن الاَخر ما أحبّ, وكذلك ذلك فـي جميع خـلقه يزيد ما يشاء فـي خـلق ما شاء منه, وينقص ما شاء من خـلق ما شاء, له الـخـلق والأمر, وله القدرة والسلطان إنّ اللّهَ علـى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"69
ويتفق تفسير Omer Nasuhi Bilmen مع تفسير الإمام الطبري حيث يقول : " إن لله القدرة والسلطان ؛ ولذلك فهو يتحكم في خلق ملائكته كيفما شاء ، أجنحتهم وقدراتهم "70
10. عدم صحة استخدام القرآنِ كدليل على التحول الخلقي10. عدم صحة استخدام القرآنِ كدليل على التحول الخلقي
كما هو الحال بالنسبة للانتخابِ الطبيعيِ، يسيئُ التطوريون المسلمون فهم بعض آيات القرآن ويحرفونها عندما يتعلق الأمر بالتحول.
على أية حال، فإنه لخطأ فظيع الإعتِقاد في كون آلية طبيعية مثل التحول- لَيْسَ لَها تأثير إيجابي على الخلق بل هي آلية تدميريةَ- يُمكنُ أَنْ تَكُونَ دليلاً على النمو و الارتقاء.
لم يلاحظ لآلية التحول أي تأثيرَ على الإطلاق.
(لمزيد من التفاصيلِ عن البراهينِ العلميِة ومكرِ التطوريين برجاء مراجعة " خديعِة التطورَ" لهارون يحيى، طه للنشر، لندن، 1999 ، و "الدارونية تدْحضُ" لهارون يحيى، للنشر Goodword ، نيودلهي، 2003)
الشيء المهم في هذا المقام هوالدليلُ الذي يحاول التطوريون المسلمون الذين يَعتقدُون بأنّ التحول آلية تؤدي إلى التطورِ إيجاده مِنْ خلال القرآنِ.
فهم يحرفونَ بَعْض الآيات بالكامل بعيداً عن معناها الفعليِ.
ومن الآيات موضع السّؤال:
"وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلاَ يَرْجِعُونَ" ( سورة يس، الآية 67)
"وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ" (سورة البقرة ، الآية 2)
"فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ " (سورة الأعراف ، الآية 166)
"قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ "
(سورة المائدة ، الآية60)
"فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ " (سورة الأعراف ، الآية 107)
ومالم يَعتقد المرء في ضرورة تحريف معاني هذه الآيات لإيجاد بعض الأدلة على النمو و الارتقاء من القرآن، فإنه من المستحيل اعتبارهذه الآيات دليلا على النمو و الارتقاء .
تَتحدث الآياتُ الأربعة الأولى عن إعجازالله في تغييّرُ أجسامَ الكائنات الحيّةِ.
والآية الخامسة ليس موضوعها الحياة من الأساس ، مما يَجْعل من المستحيل تقبل فكرة أن تكون هذه الآية دلالة على التحول .
تصوير المسلمين التطوريين هذه الآيات كدليل على النمو و الارتقاء و التطورِ إنما يظهر مدى كون نظرية النمو و الارتقاء فاسدة، ومشوهة ، وغير إسلامية في حقيقة الأمر.
11. عدم صحة احتواء القرآنِ على دلائل تثبت وجود نسب ما بين الإنسانِ والقرد
آيةِ واحد هي التي تُفسر في أغلب الأحيان بشكل خاطئ أثناء النِقاشِ حول التطورِ، و الآية المشار إليها والتي يفسرها البَعْض على أنها إشارة إلى تلك النظريةِ - النمو و الارتقاء - هي الآيةُِ التي تخص مجموعة اليهود الذين أحالهم اللهِ إلى قردة:
"وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ" (سورة البقرة ، الآية 65-66)
وهذه الآية لا يُمْكن أنْ تُفسّر بأسلوبِ يوازي نظرية النمو و الارتقاء ويدعمها ، وذلك للأسباب التالية:
1) العقاب المذكور قَدْ يَكُونُ عقابا روحيا.
بمعنى آخر، فمن المحتملُ أن اليهود موضع السّؤال قد قُورنوا بالقرودِ من حيث الشخصية ولَيسَ المظهرالجسدي الفعليِ.
2) إذا كان العقابِ موضع السّؤال عقابا جسدياً، فإنها معجزة لا تتبع قوانينِ الطبيعةِ. نحن نَتحدّثُ هنا عن معجزة إلهية خارقة مفاجئة تمت بإرادة اللهِ , أي أنها عملية خَلْق واع لا مجال فيه للتحول.
يَقترحُ التطورَ بأنّ الأنواع والسلالات المختلفة قد تَحوّلت من بعضها البعض على مر ملايينِ السَنَواتِ، بِمحض الصُّدفَة ومن خلال مراحلِ متتابعة.
لهذا السبب، فهذا التفسير القرآني لَيْسَ لهُ علاقة بالسيناريو المقدّم مِن قِبل أولئك الذين يَدْعمونَ التطورَ.
وفي حقيقة الأمر، فالآيةِ التي تليها تقول: " فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ "
وهذه الآيةِ تُشيرُ إلى أنّ الناسَ - من اليهود - موضع السّؤال قد تُحوّلوا إلى القرودِ كتحذير إلى أولئك الذين سَيَجيئونَ لاحقاً.
3)أن هذا العقابِ قد حَدثَ بالفعل ولكن لمرّة واحدة فقط ، أي لم يتكرر ثانية ، واقتصر على مجموعة محدودة و محددة مِنْ الناسِ، بينما نظرية النمو و الارتقاء تُقدّمُ سيناريوآخر، وهو غير منطقيَ وغيراعلميَ، وينص على أن تلك القرودِ ينتسب إليها كُل بني البشر.
4) تَقُولُ الآيةَِ بأنّ البشرِ تُحوّلوا إلى قرودِ؛ و ليس العكس كما تدعي نظريةِ النمو و الارتقاء .
5 )"قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ " (سورة المائدة ، الآية60)
ونص الآية يبين العلاقة ما بين هذه المجموعة من اليهود- الذين باؤوا بغضبَ من اللهِ - وبين إحالتهم إلى قردة وخنازيرِ.
وفي هذه الحالةِ، فإذا ما طبقنا هذا المنطق الخاطئ الذي قد تناولناه من خلال أقسام هذا الكتابِ المختلفة على هذه الآية لأمكن القول بوجود علاقة نسب لَيسَ فقط بين البشرِ والقرودِ بل بين البشرِ والخنازيرِ كذلك! و هذا استنتاج غير واقعي بالمرة ، فحتى النشؤيون أنفسهم لم يَدّعوا بأنّ هناك مثل هذا النسبِ بين البشرِ والخنازيرِ.
كما رَأينَا حتى الآن، فالإدّعاء بأنّ بَعْض الآياتِ تُشيرُ إلى التطورِ خطأُ ليس فقط يتناقضُ مع القرآن بل مع أطروحات - افتراضات - نظريةِ النمو و الارتقاء نفسها.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة شعشاعي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 26-09-2015, 10:47 PM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 27-04-2012, 03:00 AM
-
بواسطة سعيد النورسي في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 04-09-2011, 09:29 PM
-
بواسطة أسد الإسلام في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 11
آخر مشاركة: 07-10-2009, 02:34 PM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 07-12-2005, 11:19 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات