شريعة الإسلام أحسن الشرائع وأقومها:

ما أجمل شريعة الإسلام وما أقومها، ففي الإسلام لا نحتاج إلى تلك الأعياد والأيام الغـربية وغيرها؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - أغنانا في شريعة الإسلام بما يلبي حاجاتنا كلها، وبين لنا كل ما نحتاج إليه من أحكام، "وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" [52: سورة الأعراف]، "وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ" [6: سورة النمل]، ولذلك لا تظهر لدينا تلك الأمراض والعلل التي تظهر في حياة الغرب، وما ظهر لدينا منها فهو لغفلة بعضنا وحَيـْدته عن هدى الإسلام، وعلاجه يكون بتمسكنا واعتصامنا بالكتاب والسنّة، لا باستيراد حلول من اليهود والنصارى، بل علاج ما لديهم من أمراض لن يكون إلا بالالتزام بشريعة الإسلام لو آمنوا.

فالإسلام ينشئ المجتمعات ابتداءً على مراعاة الحقوق، مما يمنع ظهور الأمراض الاجتماعية، وانظر إلى الأم كيف كرّمها الإسلام أحسن تكريم فجعل البر بها والتذكير بحقوقها حقاً مشروعاً طوال السنة كلها، ومن عدل الإسلام أنه لم يهدر حق الأب أو يهمله، لكنه – سبحانه - وزع الحقوق بالعدل بينهما، قال – تعالى-: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا" [23: سورة الإسراء]، فهنا ذكر الله _تعالى_ حق الوالدين معا، وهي آيات يحفظها كثير من عامة الناس، ويستمعون إليها كل حين. أما نسبة حق الأم إلى حق الأب؛ فمن منا لا يعرف حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَال:َ "أُمُّكَ ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:" أُمُّكَ ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " أُمُّكَ ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَبُوكَ "، أخرجه البخاري، رقم (5971)، وغيره كثير من الأحاديث.