الحمد لله وبعد :

مادام أن وسائل ادعوة توقيفية فإذن لا يشرع الدعوة بما يسمى المسرحيات والتمثيليات والأعمال الدرامية خاصة إذا علمنا أن المسرح والتمثيل كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع هذا لم يتخذه وسيلة في دعوته ولا صحابته من بعده ولا أئمة الهدى كالأئمة الأربعة وغيرهم

فالأمر البدعي لنحكم عليه أنه بدعة ننظر لأمرين :

المقتضي , والقدرة

فالمقتضي أي السبب كان موجودا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع هذا تركه

القدرة : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقدر على جلب التمثيل ومع هذا تركه

فتبين مما سبق أن التمثيل بدعة ولا يمكن أن يكون وسيلة للدعوة

مثال آخر توضحي :

جمع المصحف

القدرة : النبي - صلى الله عليه وسلم - له القدرة على جمع المصحف .

المقتضي : لم يكن هناك مقتضي لجمع المصحف

بالتالي جمع المصحف ليس ببدعة لأن المقتضي تخلف .


مثال آخر :

أذان صلاة الجنازة أو العيدين

المقتضي : موجود في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو وجود الجنازة والعيد

القدرة : النبي - صلى الله عليه وسلم - يقدر على أن يؤذن في صلاة الجنازة والعيد

النتيجة مادام توفر المقتضي والقدرة في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكنه ترك الآذان فدل على أن من يفعله بعده فهو بدعة .

هذا, وقد أفتى علماؤنا كابن باز والألباني وغيرهما كما ذكر عبد السلام بن برجس في كتابه :"إيقاف النبيل على حكم التمثيل" بأن التمثيل محرم وفيه تشبه بالكفرة وبالتالي لا يصلح أن يكون وسيلة للدعوة .