أخي الحبيب نور الدين .....
سعيد جدا بتواجدك ضمن هذا المشروع .....
سعيد ان أسمع توجهاتك التي سبقتني الى الخير .....
وان سبقتك في التنفيذ ..... فالابتغاء مني ومنك هو لأجل هدف واحد ولوجه الله تعالى .....
أخي الحبيب ....
في يوم من أيام صلاة الجمعة .....
توجهت الى خطيب أحد المساجد بعدما فرغنا من الصلاة ....
قلت له ....
أنا ضد التعصب الأعمى ونشر الكراهية نحو الآخرين ....
ولكني أتمنى أن تلتفتوا انتم الخطباء الى واقع يحتاج اليه كل مسلم .....
ديننا قوى بحكمته و ثوابته التي تنسجم مع واقع الوجود .....
لكننا بحاجة الى خطباء يتناولون تبيان خطة التبشير الماكرة في تشويش وتشويه صورة الاسلام الحق .....
وقلت له .... ما أكثرهم أولائك الذين يعيشون على انهم مسلمون ولا يعلمون كنه الاسلام ولبه وحكمته .....
حتى فطن المبشرون الى هذا ....
فداروا على تلك الفئة من باب استغلال جهلهم ....
فقالوا لهم مثلا .... نحن نعلم من الذي نعبده ونعلم مصيرنا معه ....
أما أنتم فتدعون ربكم ليل نهار وأنتم تجهلون الذي تعبدونه ولا تضمنون مصيركم ....
ويقع المسلم أو المسلمة الجاهلة ضحية كلامهم المعسول ومكرهم المغلول ....
فيبدأون بالتفكير دون أن يلجأوا الى أحد ....
فيقول في نفسه ....
لماذا أنا لا أضمن مصيري برغم أني أقدم صلاة ودعاءا لا ينقطع ....
ويبقى صدى صوته يعايشه ....
فيظن أن المسلمين هذا واقع حالهم .....
ألا يجدر بخطباء المساجد تنوير المسلمين للحذر من استغلال الجهلاء المبشرين للمسلمين الجاهلين ..... ؟
ألا يجدر أن يوضحوا أن المسلم هو دون غيره .....
يتعبد بالشهادة لله بما يستحقه الله ؟
من أنا حتى أقول لربي القدوس : أنا بعملي أنحي مشيئتك ؟
كيف أقول أنا المسلم والتابع للحق :
يا ربي .... أنا لن ألح عليك بالدعاء فعملي كافي أن يخضع له مشيئتك ؟
يا جماعة ....
ان الكثير من المسلمون يجهلون موضوع الشهادة لله بما يستحق .....
فأن خضوعي لله بمظهر وجوهر بما يعكس ضعفي أمام قوته وجهلي أمام علمه وحاجتي بأن تنفد مشيئته بما هو خير لي .....
هو أروع المشاعر الايمانية نحو الله .....
يا جماعة ....
ولله المثل الأعلى ....
عندما تتدلل الطفلة على ابيها وهي تعلم أنه يحبها .....
تقول له :
ابي قد انتهيت من أداء فروضي المنزلية كما طلبت ....
ابي ارجوك أن توافق على اعطائي المكافأة .....
هل هذا يتنافى مع ايمانها وثقتها بأبيها ؟
انها تعلن لأبيها ان المشيئة الاولى والاخيرة له ....
وتظل طامعة بأن يسمح لها بما تتطلع اليه ( عبر مشيئته ) ....
فكيف وان الكلام عن مالك الملك وصاحب المشيئة والارادة كلها ؟!
أخي الحبيب نور الدين ....
بل اني اتشرف بأن نرعى هكذا مشروع نبتغي فيه تبيان الحق ....
وها هم نفس أولائك المبشرين ....
لا يعيبون ناسوت يسوع وهو يتمنى أن تعبر عنه الكأس .....
وهو من المفروض بلا خطيئة ونموذج للمؤمن المثالي بنظرهم ....
مع انه يعلم أنه جاء لمهمة محددة يخضع لها .....
لكن أمنيته لا تخضع الا لمشيئة الآب .....
برغم تلك العقيدة الغريبة .... عقيدة الآب الذي بذل ابنه فداءا للبشر ....
فانهم يقبلون أن تخضع امنية المؤمن الى مشيئة الآب !!!!!!
ثم يلتفون حول المسلم قليل العلم .....
يقولون له ....
أنت لا تعلم مصيرك .... انك تعبد الها مجهولا .....
بل قولوا لهم ....
نحن نعبد الله الذي لن يظلمنا .....
قولوا لهم ....
نحن نعبد الله الذي بذكره تطمئن قلوبنا وباستجابته لدعائنا نحن موقنون .....
لكننا .... لا نتجاهل الشهادة لمشيئته .....
سنبقى متصلين به حتى يثبتنا على الحق ....
لكن مشيئته لن تقع بظلم ....
فحمدا لله على نعمة الاسلام ....
نعمة الله الحق ....
شكرا للمرور أخي الحبيب ....
وفقنا الله لما هو خير ....
أطيب الأمنيات للجميع من نجم ثاقب .
المفضلات